هل يجوز أن يأخذ الإنسان فائدة على أمواله من البنك ويصرفها فقط في مجال دفع الضرائب، بحيث لا يأكل منها ولا يشرب ولا يلبس ولا يتعالج بها... فقط لضرائب المحل والمنزل؟
والشق الثاني لسؤالي هو: هل يجوز أن آخذ فائدة على أموالي من البنك وأنفقها في سبيل الله بشكل كامل، بحيث لا يزيد مالي أبداً وكل ما ينتج من فوائد تُنفق كاملة على المستحقين؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
أخي الكريم لا يقتصر الربا على ضرر الفرد فحسب، إنما تعم وتشمل أضرار الربا الفرد والمجتمع ككل فهو مبعث للتفاوت الطبقي في المجتمع فيحصل من جراء الربا فقر مدقع وغنى فاحش وأناس يعيشون في القصور والآخرون بما يشبه القبور، وهذا يدفع إلى التفرقة وتربُّص الفقراء لينقضُّوا على الأغنياء كلما سنحت لهم الفرصة ليقضوا عليهم وكذلك هو مبعث للفساد الاجتماعي والبعد عن سبل الإيمان والصلاح وتحريض للجمع وكنز الأموال والتكالب على الدنيا الدنية الزائلة والتسابق نحو الجمع والمنع والشح والبخل. لذلك قال تعالى عن الذين يأكلون أموال الربا ويتعاملون بها: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (278) فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ..} سورة البقرة.
«وإن درهم ربا اشد إثماً من ست وثلاثين زنية تحت جدار الكعبة» كما أخبر ﷺ الصادق الوعد الأمين.
فإذا أمنت على نفسك ألّا تصرف الأموال التي تأخذها كفوائد إلا بوجوه الخير. فهل تضمن الذين يتعاملون بالربا بأموالك التي أودعتها لديهم بالبنك، أي هل تضمن الطرف الثاني الذين يأخذون أموالك يا تُرى أين تُصرف هذه الأموال؟!
وما هي وجوهها؟! هل تضمن أصحاب البنوك أن يتعاملون بأموالك بالصلاح والفلاح؟! وأنت شريكهم ومعاونهم بكل ما يقومون به من مشاريع فيها أذى ومعاصٍ "لا سمح الله" فهل تجعل رقبتك جسر لهم للنار بمساعدتهم؟
«لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه».
ثم إنك تقول: أنك لا تأكل من هذه الأموال ولا تلبس ولا... أي أنها حرام، فهل تُطعم الفقراء والمحتاجين من أموال الحرام؟!
هل تُطعمهم ناراً؟! حاشاك من ذلك.