مقتطفات من علوم العلاَّمة الإنساني محمَّد أمين شيخو قدَّس الله سره
بسم الله الرحمن الرحيم
- هكذا هو دأْب هذا العلاَّمة الإنساني الجليل قدَّس الله سره في كل ما أتحفنا به من علوم غزيرة، تدير العقول، وتحني الجباه، إجلالاً واستعظاماً لمعاني القرآن الكريم، فقد ملأت علومه القرآنية أطباق السموات بما أفاض الله تعالى عليه، فهو الذي برَّأ الأنبياء الكرام في كتابه (عصمة الأنبياء) من كل ما يتنافى مع عصمتهم وكمالهم وطهارة نفوسهم، وشرح أعمالهم العالية التي استحقوا بها رسالة ربهم، فأصبحوا هادين مهديين، وردَّ كل قول أو رواية تتنافى مع عصمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بكتابين أفردهما عن الحبيب المصطفى (حقيقة سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلم تظهر في القرن العشرين) وكتاب (زيارة الرسول صلى الله عليه وسلم وأثر محبته في رقي النفس المؤمنة).
- لقد بيّن الحكمة من آيات القرآن الكريم، ومن كل أمر أمرنا به جلَّ وعلا، فشرح أحرف أوائل السور التي عجز عن إدراكها كافة علماء المسلمين، وبيانه المعجز لفاتحة أم الكتاب، وسرّ قراءتها في الصلاة التي وقف أمامها كافة العلماء والأولياء حيارى. وذلك في كتاب (أسرار السبع المثاني) وكتاب (تأويل الأمين للقرآن العظيم).
- كما أنه استنبط أوقات الصلوات الخمس من القرآن الكريم، وبيّن الحكمة منها وسرّ التوجه إلى الكعبة، كما استنبط نسبة الزكاة (2.5%) من الآيات القرآنية، وشرح معنى التقوى وكيفية الحصول عليها برمضان، وشرح معاني ليلة القدر، وبيّن سبب نزول القرآن في تلك الليلة المباركة، وبيَّن أسرار مناسك الحج والحكمة من كل عمل يقوم به الحاج، ودلَّ على طريق الإيمان الحقيقي، وأن الإيمان بالله هو شهود، وليس قول أو اعتراف فقط، مبيّناً معنى كلمة (أشهد أن لا إۤله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله) وكل ذلك في كتابه: (المدارس العليا للتقوى، درر الأحكام في شرح أركان الإسلام).
- وقد بيّن معضلة القضاء والقدر التي حيَّرت أفهام العلماء وفلاسفة اليونان والرومان والجبرية والمعتزلة، وعلماء وفلاسفة الإسلام واليهود والمسيحيين. وفهمه العالي لقوله تعالى﴿ ... يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء...﴾ سورة آل عمران، الآية (129) ﴿ ... يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء...﴾ سورة النحل الآية (93). وأن المشيئة للعبد السالك بصدق والطالب للهداية وتجنب سبل الغواية، ابتغاء وجه الحقيقة والحق والدين، وبيَّن حرية الاختيار لكل امرئٍ في هذه الدنيا.
- فصّل معنى الأيام الستة المذكورة بالقرآن الكريم﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ...﴾ سورة الأعراف، الآية (54). والتي تاه بها علماء اليهود وعلماء النصارى وعلماء المسلمين، وشرح معنى الليالي العشر، ومعنى السموات السبع، في كتابه (الكشف العلمي الجبَّار، الحقيقة الرهيبة للسموات السبع والأيام الستة).
- وبيّن بالمنطق السليم المدح العظيم الذي استحقه رسول الله صلى الله عليه وسلم بسورة عبس، حين عبس النبي الكريم، صاحب الخلق العظيم، لما جاءه عبد الله ابن أم مكتوم، في حين أن المفسرين كلهم خطّؤوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمطلع هذه السورة الكريمة، ونفى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ما ألصق من دسوس بالأدلة القرآنية، فكشف الغطاء عن الحقيقة المحمّدية الطاهرة المقدَّسة المعصومة.
- وبيّن معاني جزء عمّ كلها، وكلمة:﴿ عَمَّ يَتَسَاءلُونَ﴾ سورة النبأ، الآية (1)، شرحاً وتفصيلاً معجزاً بكتابه (تأويل جزء عمّ).
- كما بيّن الحقيقة والرحمة المنطوية بقضية تعدد الزوجات، في أوائل سورة النساء، وحلَّ استعصاء هذه القضية المعضلة، ونسف كل قول يجعل من الإسلام ديناً شهوانياً بالسماح للرجل بالزواج من أربع نساء، دون الرجوع إلى الآية الكريمة وتمامها، والبحث فيها ضمن سياقها، إذ لا يجوز للمسلم الزواج إلا بامرأة واحدة، أما الثانية والثالثة والرابعة فلها شروط مذكورة ببداية الآية الكريمة والتي أهملت ولم يعمل بها، وهي أن تكون المرأة أرملة وعندها أيتام، فالغاية من التعدد غاية سامية إنسانية لأجل الأرامل وتربية الأيتام، وبناء مجتمع صحيح، لا شهوانية نفسية، كما يفسرها الكثيرون، ويعملون على تطبيقها دون ربط الآية ببدايتها، وبذلك جرّوا السمعة السيئة للإسلام والمسلمين، وأصبح الدين (تعدد الزوجات) بمنظارهم ديناً شهوانياً لا إنسانياً.
كذلك بيَّن قوانين الطلاق استنباطاً من القرآن الكريم، وكيفية تطبيق هذه الشروط والأحكام، في حال النشوز ودبّ الخلاف بين الرجل والمرأة، كل ذلك بكتابه (لمَ الحجاب ولمَ الطلاق ولمَ أكثر من زوجة يا إسلام)؟!. - كما بيّن غاية الحق من إيجاد الخلق، وسبب خلق الإنسان ومجيئه إلى هذه الدنيا، فشرح عالم الأزل والخلْق الأول وحمل الأمانة، وتصدي الإنسان لها، وشرح السؤال المعجز لماذا يولد الأنبياء أنبياء؟!. وعلى أي أساس حكم فيهم تعالى بذلك، فقرر من قبل ولادتهم أنهم أنبياء ورسل كرام!. ولكن لابدّ لهم من تضحيات كبرى حتى ينالوها (أي النبوة) بهذه الدنيا، هذه الدنيا دورة ثانية ينال الأنبياء النبوة بالعمل والتضحيات كمثال سيدنا إبراهيم عليه السلام بإيمانه وتضحياته.
كما شرح العدل الإۤلهي، وبيَّنه بالمنطق الرفيع، وبيَّن سبب الفقر والأمراض والبلاءات، وكل ما يصيب الإنسان في هذه الحياة الدنيا من خير أو شر، وبيَّن عناصر الإنسان بشرح لافت، فتكلم عن الفرق بين النفس والروح، والفرق بين العقل والفكر، وتحدث عن ماهية كل منهم، وذلك حين أسلم على يديه العالم الإنكليزي الشهير السير جون بينت، حين قصده ليطرح عليه أسئلته التي لم يجد لها طيلة حياته جواباً عنده ولا عند غيره من العلماء قاطبة، فتمَّ اللقاء بينهما بمدينة دمشق وطرح السير جون بينت أسئلته الكبرى وعن كل ما يجول في فكره عن الإسلام وقوانينه، وعن الصيام والحج والزكاة، والحكمة من كل واحدة منها إلى أن سأله العلاَّمة قائلاً له (هل توصلتم أيها السير أن تدركوا عن كأس الماء الذي تشربونه من أين مصدره؟. فأجاب السير بينت بأن مياه الأمطار هي المصدر الأساسي لشربنا، فردَّ عليه العلاَّمة: إن مياه الأمطار للمزروعات والحيوانات، وبيّن بالحجة الدامغة واستنباطاً من القرآن الكريم، مصادر مياه الينابيع في العالم كله، وجريان الأنهار الكبيرة والصغيرة على وجه المعمورة بأنه ليس من مياه الأمطار قطعاً، وذلك ما لم يعلمه أحد من علماء الغرب والشرق، حقّاً إنها معجزة علمية جبَّارة، إذ أن لهذه الينابيع مصادر أكبر وأغزر من مياه الأمطار، وبيّن بأكثر من ثلاثين دليل علمي وباستناد إلى الآيات الكريمة، أن القطبين الشمالي والجنوبي هما مصدر المياه في كل الينابيع، ولما سمع السير بينت منه هذا البحث وناقشه فيه، أعلن على الفور إسلامه وقال: (عجباً لي طيلة حياتي لم يخطر هذا السؤال على بالي). ولما عاد إلى بلاده قال كلمته المشهورة أمام حشد من العلماء والمثقفين، ((إن كل ما توصلنا إليه من علوم لا يعدل بحر ذلك العالم الكبير في الشرق)).
لقد ذكر السير جون بينت في كتابه الشهير (رحلات في البلاد الإسلامية) لقاءه بالعلامة الإنساني الكبير محمد أمين شيخو، مادحاً كثيراً شخصه الفريد ومعاملته الإنسانية الراقية وحواره المنطقي...
- بيّن الحكمة أيضاً من الختان للذكور، وسبب خلقه تعالى هذه (الحشفة) للذكر وهو في بطن أمه، ثم الحكمة من إزالتها بعد الولادة. وهذا الاكتشاف لم يسبقه إليه لا أطباء العصر ولا أطباء العصور السابقة كلها. وكل ذلك في كتابه (مصادر مياه الينابيع في العالم وبحث كشوفات سر الختان).
- وإنقاذه للأنعام، بأن بيّن فائدة ذكر اسم الله تعالى على الأنعام أثناء ذبحها بكلمة (الله أكبر)، وأن هذه الأنعام حين الذبح وسماعها لهذه الكلمة العظيمة يفور دمها كله، وينتفض جسمها، فتطرح كل الدم خارج الجسم، ولا يبقى منه شيء داخل لحمها، فيعطينا الله تعالى لحماً نقياً طاهراً، خالياً من كل جرثوم، وعلى العكس، كل ذبيحة لا يذكر اسم الله عليها، تبقى الجراثيم فيها، ويصبح آكلها معرضاً للأمراض، وأن إهمال ذكر اسم الله على الأنعام، سيعرض الأنعام للإصابة بأمراض خطيرة وفتاكة،كل ذلك استنبطه من الآيات القرآنية.
ولما خضع كلامه للبحث الطبي قام فريق طبي مخبري من أساتذة الطب المخبري في الشرق الأوسط بإجراء التحاليل لأنعام ذبحت وذكر اسم الله عليها، وأنعام ذبحت ولم يذكر اسم الله عليها، فكانت النتائج مثلما قال العلاّمة (مستعمرات الفيروسات والجراثيم تبقى في جسد الذبيحة غير المكبَّر عليها).
وقد أُذيعَ هذا الخبر العلمي من قبل وكالات الأنباء والفضائيات والصحف والمجلات والإذاعات، تحذيراً من عدم ذكر اسم الله على الأنعام، وللأسف بقي الكثير لم يذكر اسم الله عليها، فابتلي العالم بأمراض جنون البقر، وأنفلونزا الطيور، وطاعون الغنم، وهو ما كان قد حذَّر منه العلاّمة استنباطاً من قوله تعالى: ﴿ ... وَأَنْعَامٌ لاَّ يَذْكُرُونَ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاء عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِم بِمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ﴾ سورة الأنعام، الآية (138).
وكل ذلك بكتابه:(الله أكبر رفقاً بالحيوان).
- أحيا السنة النبوية الطاهرة، من بعد أن أغلقت عليها كتب القدامى، فجلا الأمراض المعضلة بإحيائه لسنة الحجامة، فبين شروطها الصحيحة والسليمة، بأنها تجرى على منطقة الكاهل حصراً بالظهر، وأنها تجرى صباحاً، وعلى الريق، وفي فصل الربيع، وحينما يكون القمر بالتنازل، أي بعد السابع عشر من الشهر القمري، لعلاقة تأثيره الفعلي على الأرض، فقام فريق طبي كبير مؤلف من حوالي /350/ ثلاثمائة وخمسين أستاذاً وطبيباً في الشرق الأوسط، قاموا بدراستها ضمن الشروط التي بيّنها العلاَّمة لمدة ثلاث سنين متتاليات، فجاءت النتائج صاعقة بعالم الطب، وظل الاهتمام يزداد بها سنة بعد سنة، حتى عمَّت المعمورة، من شدة فوائدها.
ولقد انهالت تقارير الشكر والامتنان لمعيد هذا الفن العلاجي الناجع من جميع أقطار الأرض، في حين طبقها المسلمون وغير المسلمين تحقيقاً من فوائدها، ولقد تبين ذلك من خلال كتابه (الدواء العجيب الذي شفى من مرض القلب القاتل والسرطان والشلل والشقيقة "الحجامة علمٌ طبيٌ نبوي في منظوره الجديد").
كما بثتها معظم الفضائيات ووكالات الأنباء، وتكلمت عنها الصحف والمجلات، وعُقدت حولها المؤتمرات والندوات، وتبنتها مراكز طبية وصحيّة في العالم التماساً لفوائدها الكثيرة، حيث أنها حوت الطب بكامله بضربة مشرط.
- كذلك كشف السحرة والمشعوذين والدجالين، الذين يتعاونون مع الشياطين، لضرب وأذى الناس بالسحر، وشرح كل الألاعيب والتخيلات التي يجريها السحرة مع الناس، وهم لا يعلمون عن حقيقة السحر شيئاً، وأنه تعاون وثيق بين الساحر والشياطين (القرائن) كإخبار بالمغيبات الوهمية على عمومها، وهذا الأمر قد تفشى في معظم الناس في هذه المعمورة، حتى تكاد لا تجد بيتاً خال من ألاعيب وحيل ومكر السحرة، أو من الضيق والهموم نتيجة تصديقهم لداعي الشيطان، وخاصة أولئك السحرة الذين يخرجون للناس على الفضائيات، ويحدثونهم بأمورهم وعللهم وأمراضهم، فيصدقهم المشاهد أو المتصل من دون علم له أن الساحر يتفق مع قرينه، ويأخذ منه أخباره.
كما بيَّن الحلول وطريق الخلاص والشفاء من هذا الداء دون الرجوع إلى أحد من الناس، وخاصة الذين يدَّعون أنهم يعالجون بالرقية أو آيات القرآن الكريم، وهم لا يعلمون، وكل ذلك في كتابه (كشف خفايا علوم السحرة). - شرح حالة الإنسان عند الموت في كلتا الحالتين إن كان صالحاً أو كافراً، وبيّن حالته بعد الموت وهو بالبرزخ.
* كما شرح آيات الحساب يوم القيامة، وأن أعمال الإنسان بدنياه مطبوعة على صفحات نفسه، يراها يوم القيامة ماثلة أمامه. - بيّن حقيقة الجنّة بأنها النظر إلى وجه ربه الكريم ذي الجلال والجمال والإكرام، وأن كل ما يناله من نعيم وإكرام ولذائذ، هو دون تلك الجنّة العالية، وذلك بأدلّة منطقية من القرآن الكريم.
- كما بيَّن أن النار يوم القيامة هي بمثابة مشفى يعالج بها أرباب العلل والأمراض النفسية بما حملوه معهم من دنياهم، من أعمال منحطة حطَّت من قدرهم أمام الله تعالى، فجعلهم خزيهم وعارهم يطلبون النار (العلاج) ليستريحوا مما هم فيه من آلام تفتك بهم فتكاً، قال رسول الله ﷺ: (إن العار ليلزم المرء يوم القيامة حتى يقول: يا رب لإرسالك بي إلى النار أيسر عليَّ مما ألقى وإنَّه ليعلم ما فيها من شدة العذاب) الجامع الصغير /2074/ (ك) عن جابر (ح).
كل ذلك في كتابه (تأويل القرآن العظيم) وكتاب (تأويل الأمين). - كما بين حقيقة الشفاعة والتي تاه فيها معظم العلماء، فظنوها شفاعة وساطة وظلم، يُخْرِجُ الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بها من يشاء من النار، وفي ذلك ما فيه من إغراء بارتكاب السيئات، على أمل الشفاعة يوم القيامة، فبيَّن من خلال آيات القرآن الكريم، أن الشفاعة للمؤمن في الدنيا، وتستمر معه إلى الآخرة، وأن الشفاعة اقتران نفس بنفس، كما أن الشفع: وهو أن يقارن شيء شيئاً ويزاوجه ملازماً إياه، أي رابطة النفوس المؤمنة واستشفاعها بالرسول صلى الله عليه وسلم، كي يعرج بها إلى الحضرة الإۤلهية ، كما ارتبطت نفوس الصحابة الكرام واستشفعت بنفسه الزكية الطاهرة صلى الله عليه وسلم، فدخل بهم على الله تعالى، وهم معه دنيا وبرزخ وآخرة، ومن لم يستشفع برسول الله صلى الله عليه وسلم في الدنيا، فلا شفاعة له في الآخرة، وإن هي إلا أماني يمنون أنفسهم بها، ليرخِّصوا لبعضهم ارتكاب المحرمات، وأن القرآن الكريم كله ينبِّه الإنسان من مغبّة أعماله، وأنه سيحاسب على كل ذرة من أعماله، إما خيراً فللجنّة، أو شراً بعلاج في النار. وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بيده شيء سوى النصح والتذكير، ولا يملك لمخلوق شيئاً بل ولا يملك لنفسه الشريفة شيئاً﴿ قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا...﴾ سورة يونس، الآية (49).
﴿ يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ﴾ سورة الإنفطار، الآية (19).
﴿ أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ﴾ سورة الزمر، الآية (19).
هذا البحث الهام بيَّنه مفصلاً في معظم كتبه، وبالأخص كتاب (حقيقة الشفاعة) حوار هادئ بين الدكتور مصطفى محمود. و الدكتور يوسف القرضاوي.
- كما أنه بيّن حقيقة خروج أبينا آدم من الجنة، وسبب أكله من الشجرة، والحالة التي كان فيها أبونا آدم وأمنا حواء عليهما السلام، قبل الأكل من الشجرة، وأنه بحبه العظيم لربه، نسي الوصية، وأكل من تلك الشجرة، وكل ذلك كان بترتيب من الله تعالى بخروج أبينا آدم عليه السلام من الجنة، وليعطيه بدلاً منها هو وذريته جنات، وليريه تعالى هو وذريته عداوة الشيطان، ليعلم الإنسان أن له عدواً بالمرصاد، فيحتاط منه، ويأخذ حذره فيسير على هدى من ربه الذي اهتدى به الأنبياء الكرام. فيحفظ من الوقوع بالمعاصي، ومن تسلُّط الشيطان عليه.
- كما أنه أول من بيّن حقيقة الإيمان وطريقه المستقيم الذي نص عليه القرآن وسار على نهجه كافة الأنبياء والرسل الكرام.
- كما بين سبب ورود قصة بني إسرائيل بكثرة في القرآن الكريم، ومجادلتهم لرسولهم الكريم سيدنا موسى عليه السلام، وأن كل امرئ إذا لم يسلك السبيل التي سنَّها الله تعالى لهذا الإنسان، فليس يفيده أن يرى المعجزات وخوارق العادات، وليس يجعله في عداد المؤمنين أن تأتيه بما تأتيه من آيات، وحجج دامغات، إنما الصدق في طلب الحقيقة وإعمال الفكر في البحث عنها، هو الذي يهدي النفس ويُوردها موارد المعرفة الحقيقية، كل ذلك في كتابه (تأويل الأمين).
- كما بيَّن كل علامات الساعة، ودلائل عودة السيد المسيح عليه السلام من القرآن الكريم، بهذا الكتاب الذي بين أيدينا.
غـيـض مــن فيـض:
كل هذا غيض من فيض مما بيَّنه هذا العلاَّمة الإنساني الكبير، فالبحوث ومجالات التفكير بدلالته، لا تكفيها سطور لمطالعتها، وإنما هي لفتة لبعض ما قدمه وأبداه للبشرية، من علوم القرآن الكريم، وقد تحدث عنه كثير من العلماء الأفاضل، وامتدحوا علمه واستنباطه العميق، وفهمه الكبير للقرآن الكريم، ووجدوا بدعوته ودلالته الصدق والإخلاص، وأنها تجمع الكل تحت لواء القرآن الكريم والسنَّة المطهَّرة لرسول الله الكريم صلى الله عليه وسلم، فتزال بهذه الدعوة والدلالة الاختلافات المذهبية المقيتة، المحطمة لدين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والتي أصبحت (هذه المذهبيات) اتِّباعاً للآباء بدلاً من الاتباع للقرآن الكريم، فتحولت الأمة الواحدة إلى أمم، وعن الطريق الحق، إلى فرق وشيع وطوائف، كل حزب بما لديهم فرحون، مكر بهم الداسون، بما أشبعوا كتبهم من الأخطاء والمخالفات والتفسيرات المخالفة لأسماء الله الحسنى، ولكمال الأنبياء الكرام، فتاه المسلم، وغرق باختلاف المذاهب والفرق، وعزف عن الدين، ومال إلى الدنيا بسببهم.
وقد قال (الدكتور مصطفى محمود) إن القرآن الكريم كان مهجوراً قبل علوم هذا العالم الكبير، فعلمه إشراقي وبيانه منطقي، وأنا لم أقرأ بحياتي كلها كلمة واحدة مثل كلماته عند غيره. وقد أفرد كتاباً خاصاً عنه أسماه: (نظرات في صحائف فضيلة العلاَّمة الكبير محمد أمين شيخو قدَّس الله سره).