قضايا ومسائل اجتماعية

أسئلة وقضايا اجتماعية... زواج، طلاق، مال، منزل، وغيرها

يتَّهم الغرب الإسلام بأنه يظلم المرأة. فما هي مكانة المرأة في الإسلام؟

الرجوع لكتاب: (لمَ الطلاق ولمَ الحجاب ولمَ أكثر من زوجة يا إسلام) لفضيلة العلّامة الجليل محمد أمين شيخو، الموجود في كافة مكتبات القطر السوري ومكتبات مصر الشقيقة.
ويفضَّل أخذ الكتاب من الموقع الالكتروني، وهذا أسهل.
وكلا الطريقتين توصلان لنفس الهدف ولكن هذا أسهل.

تدخل أم الزوجة في حياة الرجل والمرأة مما ينعكس سلباً على حياة الزوجين وتحويلها إلى دمار. أرجو مناقشة هذا الموضوع علماً أني واقع في مثل هذه القضية وأعاني من تدخل أم زوجتي مما أدى إلى الخصام بيننا، وشكراً

إذا أردت السلامة فأنت تزوجت البنت لا الأم. وهذا أمر شخصي: أنت احتجب عن الأم، فالأم لزوجها لا لك، وعامل الأم بعد ذلك بأحسن المعاملات، جرِّبها بعد تطبيق ذلك تغدو من أحسن الحبايب والمحبين، وسيحكم على الشقاق والبغض بالإعدام. فكل من طبَّقها غدا في سعادة عائلية لم يتوصَّل إليها الناس.
إذن: طبِّق هذا الأمر الشخصي وليس لأحد تدخّل لأنك تزوجت البنت.

أنا شابة جزائرية مسلمة أريد أن أحقق حلمي بالزواج فماذا أفعل؟

عليكِ بالطلب من الله وحده ولا تبوحي لغير الله بطلبك وسرك.
قومي قيام الليل وصلي ركعتين واذكري الله وصلي على النبي ثم ادعيه فهو تعالى الذي يجيب دعوة المضطر إذا دعاه ويكشف السوء: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ..} [النمل: 62].

وإذا سألتِ فاسألي الله وإذا استعنتِ فاستعيني بالله وستجدينه قريباً مجيباً دعوة المضطر، فالله أقرب إلينا من حبل الوريد ودائماً وفي كل لحظة يلبي متطلباتنا واحتياجاتنا، فهو معنا وقريب منا أقرب إلينا من حبل الوريد وكقرب نور الشمس من الشمس ذاتها.

فمتى صدق الإنسان بالطلب حقَّق له تعالى طلبه.

هل يجوز طلاق المرأة الحائض، وهل تحتسب؟

ما علاقة الطلاق بالحائض وغير الحائض ومن أين جاؤوا بهذا الكلام!

أخوتي في الله أختي متزوجة ولها أولاد ومتحجبة وزوجها دائم السفر يغيب بعض الأحيان لمدد تزيد عن ستة أشهر وفي فترة غياب زوجها تأتي لتسكن عندنا هي وأولاها ولا تذهب إلى أهل زوجها (حيث أنها تسكن هي وزوجها ببيت خاص مستقل عن أهل زوجها) لأنهم غير ملتزمين بالحجاب وتخشى على نفسها أن ينكشف حجابها عندهم ناهيك عن تلطيش بعض الكلمات المزعجة من قبل والد ووالدة زوجها علماً أن زوجها مقتنع بالحجاب تماماً ويقرها عليه بقوة والسؤال:
هل عدم ذهابها إلى أهل زوجها وحرمانهم من رؤية أبناء ابنهم في فترة غياب زوجها يعتبر معصية لله علما أنهم إذا جاؤوا لزيارتها وزيارة أبناء ابنهم نستقبلهم استقبال حار وكأنه لا يوجد أي شيء عذراً على الإطالة وشكراً.

لكم الحظوة ورضاء الله ورسوله بسلوككم المسلك الإيماني العالي ولكم الحجة البالغة فثابروا على سلوككم هذا. جعلكم تعالى من الناجين من البلاء القادم على البشرية جمعاء وحفظكم من بلاء الدنيا وعذاب الآخرة فسيركم يرضي الله الرحيم والسلام عليكم.

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله وعلامتنا الجليل السيد محمد أمين شيخو قدس الله سره ما أنتم أهله من الخير
سيدي الفاضل الأستاذ عبد القادر لا أدري إن كان سؤالي غريباً ولكني حقيقة أتمنى ان تسدوا لنا النصح والتوجيه لثقتنا الكبيرة بكم.
1- هل يجوز القسوة على الأولاد من الأب والأم أو الضرب
2- ماذا يترتب على الأب والأم لكي تكون التربية سليمة وفيها رضى الله لنا ولهم
3- ما هي الآداب الإسلامية البيتية التي يجب أن يراعيها الأبوين الملتزمين.
مع العلم أن الأولاد من سن الحادية عشرة وما دون ويقضون كل وقتهم في المنزل وليس لهم أدنى اختلاط بأحد.
أرجو مساعدتنا بتوجيهاتكم الرشيدة لأننا بأمس الحاجة لها في هذا الزمان.
ولكم الشكر الجزيل

1- القسوة لا تجوز أبداً وهي من صفات الكفار {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً..} سورة البقرة: الآية (74).
أما بالنسبة للضرب يجوز في سبيل التربية والإصلاح وفي حال لم يبق هناك قبول للوعظ والإكرام، أي بعد عدم الاستجابة لا بالوعظ ولا بالإكرام ولا بالمعاملة الحسنة هناك يجوز للأب والأم فقط الضرب والضرب للتربية والإصلاح فقط، لينتهوا عن الحرام ولا يخرجوا عن دائرة الحلال.

2- يترتب على الأب والأم أن يكونا قدوة حسنة ومثل أعلى في سلوك طريق الإيمان والإنسانية والأخلاق الحسنة العالية، فإذا رأى الأولاد أن أباهم وأمهم مستقيمان نهجوا نهجهم.

3- إذا طبَّق الأبوان دلالة العلامة الجليل محمد أمين شيخو بصدق وأخذا ما جاء به من بيان بقلب ورب فيصلح ويستقيم أمرهما وينعكس هذا الصلاح على الأبناء بشكل تلقائي.

قلت لزوجتي على الطلاق بالثلاثة لانا أكون ضربك إذا ملبستيش حجاب وفتحت الشباك وبعد فترة نسيت زوجتي وفتحت الشباك بدون حجاب فهل أضربها فعلا أم توجد كفارة مع العلم أني حلفت بنية اليمين وليس الطلاق نهائياً

عليك أن تدفع كفارة يمين ولا يجوز الطلاق لأنها لم تقصد المخالفة والمعصية:
{..رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا..} سورة البقرة: الآية (286).
وفي الحقيقة ليس عليها لا كفارة ولا طلاق، وإن حصل في نفسك ريب أو شك فاقطع الشك بالكفارة.

كيف يمكن الحفاظ على الشباب في سن المراهقة؟

تحافظ على الشباب في سن المراهقة بأن تحفظهم من المجتمع الفاسد وتياراته الهدامة وشروره وذلك منذ الصغر.
وأن تعتني بتربيتهم ودائماً تكن مرافقاً لهم في غدوهم ورواحهم وبالنزهات والأشغال والأعمال، وكن معلمهم للخير.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليك يا صاحب السلام والأمان السلام عليك السلام عليك قد تكلمت سابقا عن الانعزال ومن ثم شرحت ما يحدث معي من مستجدات أنا الآن قمت أنا ووالدي في رؤية منزل في حي شعبي قديم ومهدد بالهدم منذ سنين أما بعد ما شاهد والدي المنزل وسأل عنه قال لي وبصراحة أنه لا يملك المبلغ المطلوب من صاحب الشقة ومن ثم سألته كيف وذهبت وسألت عن المنزل ومن ثم ترفض وتقول لي بأنه لا تملك أو لا أملك ثمنه قال لي أنت تملك الآن فقط 100 ألف ليرة سورية منه والمطلوب من صاحب الشقة 400 ألف ومن ثم سألته لما إذاً ذهبت وشاهدت المنزل إذ قال لي انه كان يريد أن يبيع السيارة وبعض الأغراض ومن ثم يتأمن المبلغ المطلوب قلت له هل أنا أملك فقط 100 ألف بعد عمل دام 5 سنوات براتب مقبول هذا ما تبقى قال لي نعم ومن ثم طلبت منه أن يعطيني المبلغ المتبقي فرفض أنا الآن سوف استأجر منزل وأحاول من جديد بناء نفسي وأنا الآن في صدد البحث عن منزل للأجرة هل ما أقوم به هو عين العقل أم ماذا أفعل ساعدوني بالجواب أرجوكم لأني أقوم الآن بالبحث عن منزل للأجرة أريد المشورة أرجو أن تسامحونني والسلام عليكم سلام على الأب الفاضل على هذا الموقع أريد وهدفي وعملي كله الآن على الانعزال فقط لا غير سامحوني إن طلبت الإجابة سريعاً ولو لآخر مرة.

أخي الكريم: الخيرة في يختاره الله أما أنت فعليك الطلب والصدق مع ربك، وطلب ما فيه الخير والصلاح لأحوالك وآخرتك ودع التدبير والتسيير لمن بيده الخير.

لا تدبّر لك أمراً "الآن" فأولو التدبير هلكى
ســــــلم الأمر إليه "تعالى" فهو أولى بك منك

وما عليك إلا الصدق مع ربك ومتى تمّ الصدق الكافي يسّر الله أمرك لما فيه خيرك. وبالآية الكريمة: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً..} الأنعام (115): متى صدق الإنسان عدّل الله وضعه وحسّن أحواله نحو الأفضل.

ولطالما: الآن لم يتيسر لك الأمر وكان هنالك عوائق وموانع فلا تصرّ ولا تلجّ واصبر حتى يدبر الله ما فيه الخير لك وابقَ عند أهلك وواصل سيرك الإيماني واسعَ بصدق لتتعرف على ربك موجدك وذلك بسلوك طريق الإيمان طريق سيدنا إبراهيم. واطلب ربك بصدق فإذا وجدته وجدت كل شيء وإن فاتك فاتك كل شيء وبدلالة العلّامة في كتبه الإرشاد لكل خير لأنها كلها شرح معاني كتاب الله القرآن الكريم.

أستاذي الفاضل المبجل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو لكم دوام الصحة والعافية وأرجو أن تتكرموا علي برد على استفساري أريد أن أترك بلدتي وعائلتي وأغادر إلى دمشق وذلك بسبب كثرة المضايقات علماً أن والدي ووالدتي ما يزالون على قيد الحياة وأنا عازب وقد عارضوا الحق لأكثر من أربع سنوات وأنا أستطيع الإيمان بدون الهجرة كلما صفيت نفسي عادوا لمكرهم فحزنت لبعدهم وجاهليتهم أرجو النصح والرد السريع بإذن الله السميع والسلام عليكم دواماً.

أخي الرحيم:

اصبر قليلاً فبعد العسر تيسير   من الإلۤه وبعد الكسر تجبير
إن العباد لهم رب يدبِّرهــــــم     وفوق تدبيرنا لله تدبيــــــر

صبر ﷺ كثيراً على أهله المشركين بمكة حتى أتى نصر الله، وأنت إن صبرت فلك الثواب والأجر الكبير من ربك، وعندما يأذن الله تأتي إلى دمشق.

سيدي الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل المجاملة والكلام المعسول مع العلم أنه قد يكون مبالغ فيه ممدوح في ما بين الأخوة و خاصة عندما يكون له تأثيره الإيجابي على السامع أم أنه يؤدي إلى نتائج غير محمودة من قبل عدم المصداقية أو الإطراء الزائد عن الحد الذي قد يؤدي بالسامع إلى العجب و الغرور و هل الكلام بالسوء على شخص أمام شخص يتحسس منه أو يعاديه لكي يرضي الشخص السامع مقبول أم أنه غير وارد و هل الصراحة المطلقة حتى لو كان جارحة أو تسبب بعض المشاحنات بين الأطراف المتقابلة واردة أم أنه يجب أن يكون الإنسان حكيما فيما يورد و لكم جزيل الشكر و عذرا مني على الأخذ من وقتكم لثمن و لكن أريد تبيان وجه الصواب لكي لا أضر أخواني.

نعم المجاملة والكلام المعسول ممدوح بين الأخوة عوِّد لسانك القول اللطيف تنعش قلب أخيك وتزيد المحبة والمودة وأعظم بها. أما إن زاد عن الحدّ فولَّد الغرور والعجب فهو مكروه وكل ما زاد عن الحد نقص. أما قول السوء فحرام وإذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب.

أما الصراحة المطلقة إن كانت تولِّد المشاحنات فلا تجوز حتى لو كان القول غير صحيح أو كذباً ويسبب صلحاً ومودة فهذا هو الخير، وبالحديث الشريف (ليس بكاذب ولا نامّ من كذب أو نمّ لخير) وطالما للإصلاح والتوفيق والعودة للصفاء، فالكذب خير إن قلنا لمتخاصمين أن كلاً منهما قد مدح الآخر ولم يذمه عندها يحصل الصلح والتوفيق بينهما فلك الأجر والثواب.

إذن: الصراحة المطلقة إن أوقعت خصاماً فهي شر ولو كانت صحيحة، وإن كانت كذباً وسبَّبت توفيقاً فهي خير وله الأجر الحسن والثواب، والمهم الحكمة والتوفيق، نعم يجب أن يكون المرء حكيماً بما يورد وبهذا يؤتى خيراً كثيراً.

جزاكم كل خير على هذا الموقع الرائع والمتميز أما بعد:
فسؤالي أعتقد أنه بسيط من حيث المعنى لكن أرغب بالجواب الشافي كي يطمئن قلبي وتقر عيني، ومن كثرة الفتاوى المختلفة عن سؤالي التالي وهو: هل يجوز أن تكون القوامة بيد المرأة بدل من الرجل، وعلى حسب معلوماتي السطحية والضعيفة ما هو الدليل على أن تكون القوامة بيد الرجل ولِمَ؟ وخاصة انتشار هذه الظاهرة في مجتمعنا بكثرة مع تأييد كثير من العلماء بل تشجيعهم على ذلك. وجزيتم خيراً.

قلت: أن كثيراً أفتوا بأنه يجوز أن تكون المرأة قوامة على الرجل، أي: يفتون بغاية تبديل كلام الله، يقولون عكس ما قاله الله، فالذي خلق الخلق هو أعلم بمن خلق وهو الذي قال {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} وهؤلاء المُفتون يريدون أن يأتوا بغير هذا القرآن أو تبديله كالذين قالوا لرسول الله ﷺ: {..ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} يونس: الآية (15).
فرسول الله ﷺ الذي هو وحي يوحى وهو معصوم عن الخطأ، لا يستطيع أن يفتي هذا الإفتاء الذي تجرأ عليه هؤلاء المُفتون.
- فهل للمرأة الأهليّة والقوة أن تكون قوّامة على الرجل إن خالفها ضربته وإن خانقَها قاتلته.
- منذ /1400/ سنة كانت النساء محجبات ولا يخرجن من بيوتهن وكنَّ قوّامات على أطفالهن فقط، لِما دون سن البلوغ هذا مقدار قوّامتهن وإذا كانت قوامّة فينبغي لها أن تقاتل لتقويم الاعوجاج من الرجال، وهذا لم يحدث أبداً في تاريخ البشرية، وشاهدنا أن الحربين العالميتين لم يكن هناك نساء أبدا،ً بل بتاريخ البشرية وعند الأجانب لا يوجد نساء تقاتل.
- وبالنسبة لديننا الحنيف الأمر للنساء من الله تعالى لهن أن: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى..} وكذلك {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَة..} الأحزاب: الآية (33).
فإذا كانت لا تخرج من البيت فكيف لها أن تقوّم اعوجاج غيرها؟!
كما أنَّ كلَّ مسلمة حصراً وبالدين الإسلامي بالقرآن مأمورة بوضع الحجاب على وجهها لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ..} فكيف تقوّم الاعوجاج وهي لا ترى ولا يحقّ لها أن تخاطب الرجال إلا من وراء حجاب... وهذا الأمر تمَّ تطبيقه لدى كلِّ مسلمة على كما مرّ في هذه الآية، من إسدال الحجاب على وجهها ولزومها بيتها.
طبّقه المسلمون على مدى /1400/ سنة في كافة الأقطار الإسلامية.
والتي كانت إذا كشفت وجهها "وهذا لم يحدث" يقولون عنها أنها نصرانية منذ /60/ عاماً حتى دخل الاستعمار وجاء بالفساد، فبدأ الشذوذ عن القرآن وعن الدين الإسلامي، فما هذه البدعة غير الإسلامية بل الشركيّة أشركوا بكلام الله ما لم يقله الله أبداً.
- إضافة لذلك مع أنه لا حاجة للإضافة ولكن زيادة في التفصيل: المرأة بطبيعتها عاطفية من أجل تربية أبنائها فيحق لها أن تقوّم اعوجاج أطفالها فقط ولا تستطيع أن تقوّم ابناً لها تجاوز /16/ عام، أما الأب فيستطيع ذلك بما منحه الله من رجولة وخشونة وبأس وشكيمة.
فالرسول ﷺ الذي أتى التشريع عنه قال: (ما أفلح قوم قط ولوا أمرهم امرأة).
والسؤال: أنى للمرأة أن تقاتل حتى تقوّم اعوجاج الشاذين وبِمَ تقاتل؟! وإن كانت حاملةً أفي بطنها ؟!هل تقاتل بثدييها أم بفتنها؟! أم بصوتها؟! الذي إذا سمعه جيش منهزم يرجع عليها. إني أتحدى أيَّ إنسان أنَّ امرأة قاتلت في الحروب الماضية في التاريخ، ليس هناك كتيبة نساء قاتلت في التاريخ حتى عند الملل غير الإسلاميّة، كالحربين العالميتين فهذه ليست طبيعتها فإن قالواأنها قاتلت فذلك دسوس لأنه لا منطق فيه ولا واقع له.
هل هؤلاء المُفتون المفتونون بحب الشهوات الدنيّة. يريدون تغيير خلق الله، فهي بخلقها وطبيعتها غير قوامة على الرجال ولا حتى على الصبيان فهل في عقول هؤلاء المُفتين عماء أم في أفكارهم غباء؟!
وفي الحديث الشريف: (إذا كان أمراؤكم شراركم وأغنياؤكم بخلاؤكم وأمركم إلى نسائكم، فبطن الأرض خير لكم من ظهرها). حاشاك يا أخي أن تشتهي لنا الدمار وغضب الله، والدمار إذا رضينا أن تكون النساء هن القوّامات لأنه لا يرضى بها إلا زانٍ أو مفسد أو شيطان بصورة إنسان همّه دمارنا.
فإذا خرجت النساء لتقويم اعوجاج الرجال كما أفتى عميان القلوب هؤلاء، فمن لتربية البنين والبنات من الأطفال من للطبخ ومن للغسيل ومن لتنظيف البيوت ومن لتغسيل الأولاد والعناية بهم إذا مرضوا؟! هل غايتهم القضاء على الأجيال الصاعدة من أجل أهوائهم الشيطانية التي نتاجها دمار الحرث والنسل وبالمثل العامي (المرأة ربت ولد ما صلح وربت كلب ما نبح وربت ثور فما فلح) فهل يريدون أن يكون الرجل ثوراً لا يَفلح بأن تكون هي قوّامة عليه.
- وفي الصحيحين أن امرأة أنصارية آمنت وقالت يا رسول الله أحبّ الصلاة معك، لا شك بأنها كانت صادقة (لذا أجابها ﷺ) أعلم أنك تحبين الصلاة معي وصلاتك في غرفة داخل غرفة من دارك خير من صلاتك معي. فلمْ يمنحها الشرع حتى الخروج إلى المساجد للصلاة، ولو كان فيها رسول الله! فأنّى لها أن تكون خطيبة في المسجد لتأمر الناس بالمعروف وتنهى عن المنكر. فالمرأة كلها فتنة كما قال ﷺ: (والفتنة لا نرضى بها) فمن هو أعلى من رسول الله ﷺ. إلا أن يكون شيطاناً مَريداً: وكلمة مَريد، أي: يردُّ الحق أينما وجده وأنت قلت أنهم علماء وهم جُهّال. فلا يجوز خروجها من دارها إلا باللباس الساتر الشرعي الكامل بما فيه وجوههن وفي الحديث الشريف: (إن المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان. وأقرب ما تكون بالوجهةِ لربِّها وهي في قعر بيتها) لقوله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ..}.
وفي المثل الشائع: "يا فرعون مين فرعنك؟ قال: لم أجد من يردني". فلِمَ لا تمنع الناس هذا المنكر من خروج النساء؟! وهنّ إذا خرجن كنّ أعواناً لإبليس اللعين، حيث قال عن النساء الشاذات مثل هؤلاء اللاتي نتحدث عنهن: (أنتِ نصف جيشي بكِ أقاتل بكِ أناضل "بالفتن" أنتِ سهمي الذي لا يخطئ) فإن كان هؤلاء المُفتون من أعوان إبليس هل نسمع منهم أم نستعيذ منهم؟! لأن الله أمرنا أن نستعيذ من أعوان إبليس.
ولنا مثل تاريخي معروف كيف أن زنوبيا ملكة تدمر وكان زوجها المتوفى قد أنشأ جيشاً ضارياً ذو قوة وذو بأس شديد، وفي حين جعلوا المرأة قوّامة، أي: ملكة دمرت هذا الجيش ودمرت بلادها حتى سميت مدينتها تدمر تدل على الدمار التي إن جُعلت المرأة قوّامة فستدمر البلاد والعباد فقد قُضي على جيشها وعلى بلادها ولم تقم لها قائمة بعدها أبداً.
- وفي الحديث الشريف بما معناه: (عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النساء جئن إلى رسول الله ﷺ فقلن: يا رسول الله ذهب الرجال بالفضل والجهاد في سبيل الله تعالى فمالنا من عمل ندرك به عمل المجاهدين في سبيل، الله فقال: رسول الله ﷺ: من قعدت منكن في بيتها فإنها تدرك عمل المجاهدين في سبيل الله...مهنة إحداكن في بيتها تدرك عمل المجاهدين في سبيل الله).
- هذا وإن خروج النساء من بيوتهن من علامات الساعة "أي: ساعة هلاك البشرية، أي: قبل ظهور السيد المسيح عليه السلام"، ومن يلحق قول هؤلاء المُفتين المفسدين كمن يلحق البوم ليدله على الخراب.
كذلك ليتك ترجع إلى كتابنا (لم أكثر من زوجة يا إسلام) لوجدت أن الله جعل الرجل قواماً على أربع نساء لغايات إنسانية سامية ولم يجعل للمرأة الحق بأن تتزوج أكثر من زوج واحد لأنها لا تستطيع أن تكون قوامة على رجلين اثنين فبأيّ حقّ يعطونها الحق أن تكون قوّامة على المجتمع وأيّ مجتمع هذا!..
ولماذا خصّ الله تعالى هذا الزمان ببلاءات لم تقع مثيلها منذ عهد سيدنا آدم عليه السلام من أعاصير وبراكين متتالية متوالية لا تنقطع وزلازل وحرائق لعشرات الملايين من البشرية كالحرائق في كاليفورنيا وغيرها والحروب في كل بقاع الأرض والمجاعات والأمراض التي لم تحدث قبل القرن العشرين ولم تُعرف قبله مع خسارات الألوف المؤلفة من البنوك، وهذا لم يحدث من قبل أبداً كذا الأمراض كجنون البقر التي لم تحدث في التاريخ وطاعون الطيور والدجاج ونفوق الأنعام.

وهذا لم نسمعه قبل أن تكون النساء قوّامات على الرجال من مثيلها أبداً. والنهاية الحتمية والخيار النووي الذي لا يبقي ولا يذر أحداً من البشر ذو النيران التي تذيب الحديد الصب والصخر الصلد.
إن ما ذكرته عن مساوئ جعل النساء قّوامات على الرجال هو غيض من فيض وأثر بعد عين من المضرات التي ذكرناها والتي تقود البشرية حتماً نحو الهلاك. فمنذ سبعين عاماً كانت النصارى واليهود في بلادنا يتحجبن حجاب العفة والكرامة ويسدلن على وجوههن الحجاب، ولا يزال في بلدة عربين في غوطة دمشق قسم من هذه النساء المسترات.

كما أن أوربا في القرن /16/ في عهد شكسبير كانوا لا يخرجن من بيوتهن إلا متحجبات مسترات الستر الكامل وهذا ما ورد في قصص شكسبير.
وكذلك في الدولتين الفارسية والرومانية كانت النساء بعهد روما ما يقارب الألف عام لا يخرجن من بيوتهن، والأم تعلم بناتها دروس العلم والثقافة وكل من يدرس اللغة اللاتينية يعلم ذلك علم اليقين.
كما أن أمنا زوجة سيدنا إبراهيم عليه السلام حين ظنت أن الملائكة بشراً وأنهم يريدون أن يأخذوا زوجها من بين يديها ليزوجوه خرجت عليهم في صرة كما ورد في القرآن الكريم: {وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (٢٨) فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ} الذاريات: الآية (28). فإنها كانت عجوز ومستترة في صرة، كذلك أمنا السيدة مريم العذراء عليها السلام اتخذت من دون أهلها ومجتمعها حجاباً وهي أطهر نساء العالمين بما ورد في القرآن الكريم: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (١٦) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا} سورة مريم: الآية (16-17). فمن هو هذا المفتي الذي هو أعظم من أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم العظيم عليه السلام ومن السيد المسيح ﷺ.
وكفى بما ورد واعظاً لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

ملاحظة:
في عام /1948/ لم تأتِ فلسطينية واحدة إلى سوريا من اللاجئين كاشفة عن وجهها كذا لم يكن في الأربعينيات امرأة مسلمة تكشف عن وجهها لا بالمدن السورية ولا بغوطة دمشق.
لقد أتى هؤلاء المُفتون بمنكر ما جاء به أحد من قبل في تاريخ البشرية بمثل هذا الإفتاء المناقض للدين وللطبيعة البشرية.

وبالإسلام الرجال مجالهم خارج البيت وللنساء مجال داخل البيت وبذا تمَّ الانتصار للأمة الإسلامية العربية على دول الغرب للرحمة والقضاء على الكفر والنظريات المدمرة، وبعد خروج النساء من بيوتهن غدت الأمة العربية الإسلامية مهزومة ليس فقط أمام الدول الأوربية، بل أمام أذل الأمم وهم اليهود... وهذا جزاء من يخالف حكم القرآن الذي هو حكم الله الخالق الذي هو أعلم بمن خلق.

السلام عليكم سيدي الشيخ ما حكم عمل المرأة في الحالات التالية:
1: لو كان عملها في مكان فيه رجال.
2: لو كانت في مكان تعمل فيه النساء فقط.
3: لو كان عملها ضمن منزلها كالخياطة مثلاً وهل يختلف الأمر لو كان لدى المرأة وقت فراغ وتريد ملأه وهل يجوز للرجل أن يقبل من زوجته مساعدة مالية من ميراثها إذا كان مردوده قليل (إذا رغبت هي بمساعدته) ولكم جزيل الشكر.

1- عملها في منزلها بفراغها.
2- إنه لنبل وحسن أخلاق إن ساعدت زوجها من ميراثها (إذا رغبت بمساعدته) ولها الأجر الدائم العظيم من الله، وكيف لا يقبل الزوج والله تعالى سمح بذلك بالآية: {وَآتُواْ النِّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَّرِيئاً} سورة النساء: الآية (4).

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الكريم عبد القادر يحيى
إني متزوجة ولدي ستة أطفال وأسكن في غرفة واحدة في بيت عمي وأهل زوجي ماضون بالعرف والتقاليد بالنسبة للباس المرأة والاختلاط ولدي رغبة في أن أطبق الحجاب الكامل كما هو في شرع الله وقد وضَّحت لي أختي الصغيرة فوائد تطبيق الأمر الإلۤهي في الدنيا والآخرة ولكن لا أجد رغبة حقيقية عند زوجي في ذلك ويقول لي حتى يصير عنا بيت مستقل مع العلم أنه قد تم شرح الأمر له وآثار مخالفة هذا الأمر وأغلب الظن أنه إن طبقته دون موافقته فإن الطلاق واقع.
أرجوكم يا سيدي أرشدوني إلى سبيل نجاتي ونجاة عائلتي أيضاً.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ..} سورة البقرة (186).
صدق الله العظيم.

اصبري قليلاً فبعد العسرِ تيسيرُ      من الإلۤه وبعد الكسرِ تجبيرُ
وإن للعباد ربهم يدبِّرهم     وفوق تدبيرنا لله تدبيرُ

واعلمي أن طلبك العالي سيُستجاب بإذن الله عمَّا قريب ولن يضيع الله الرحيم نيتك العالية لكنه تعالى يهيِّئ لك الأسباب فطلب الخير حاشا أن يردَّه الله لكنه تعالى يزيل عقبات الفشل «وإنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئٍ ما نوى» والإنسان عليه الطلب وعلى الله الاستجابة ولكل أمر ترتيب عند الله وهو تعالى بيده الخير والتنفيذ.

لابد من الاستجابة لقد قدَّمتِ طلبك العالي للإلۤه فهنيئاً لكِ فاثبتي على الطلب ولقد سمع تعالى طلبك وسيكتب لك عليه جنات وسعادة في الدنيا وينجيك من ظلمات القبر ووحشته ويهبكِ نوراً متحف بالنعيم المقيم وليس أعظم من طلبك هذا إلا عطاء كبير ورضا من الله فاصبري قليلاً فقد قرب أوان تحقيقه وهو أعظم طلب للنساء وسبب النجاح والفلاح لكِ وللنساء قاطبةً فهو سيسترك عن نيران الآخرة ويفتح لكِ أبواب السعادة والجنات فهنيئاً لكِ ولا تغيِّري ولا تضعفي عن هذه النيّة العظيمة.

في حال طبَّق الرجل مراحل وخطوات الطلاق الأربع التي ذكرها العلامة محمد أمين شيخو في كتابه، وتمت جميع هذه المراحل ولم تتراجع الزوجة، وبعدها فعلاً حدث الطلاق، فلِمَ تبقَ المرأة ثلاثة أشهر في بيت زوجها وهي أصبحت مطلقة؟
وهل يراها زوجها وتراه في فترة الأشهر الثلاثة؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
تبقى ثلاثة أشهر في حالة الحمل أو الظن أنها حامل، وفي سؤالك ليس هناك حمل فلا توجد ثلاثة أشهر إقامة في بيت زوجها، وطالما هي مطلقة فلا تبقى ثلاثة أشهر ولا يراها من كان زوجها.

أنا طالب في جامعة طرابلس/لبنان. وأحوالي المادية ضعيفة مما أدى إلى تفكيري بها، ولكن بمجرد انتقالي لهكذا أمور دنيوية تضعف نفسي في مجالات الدنيا والاختلاط مع الفتيات حتى أني قد أسلم على بعضهن بالأيدي...
لكن الحمد لله لا تزال بقلبي بعض من مروءة رجل مسلم ولا تنطفئ هذه المروءة لكن لا يعجبني هذا الحد من التفاهة الدنيوية التي يتميز بها جميع طلاب الجامعة وهو كثر الهرج واللهو، لكني لا أستطيع أن أعتزل اعتزال تام لأني مرتبط بباقي البشر من طلاب. ومع يقيني بالأفق وما يخبئ من وراءه!
لكن لا يدعني الشيطان أن أخطو خطوة أولى (العين بصيرة واليد قصيرة). فأمْلي عليّ ما الذي أفعله يا سيدي الكريم (بأسرع وقت) والله من وراء القصد.

أخي الكريم، طالما طلبك العلم والشهادة (لا علم الاجتماع والفحش مع الجنس الثاني)، فلماذا لا تطلب العلم وحده وغضّ النظر عن الفتيات المائلات إلى الزنا المميلات والنظر سهم مسموم من سهام إبليس، من تركها مخافتي أبدلته نعيماً يجد حلاوته في قلبه. كما ورد في الحديث القدسي الشريف.
لقد درسنا مثلك في الجامعة ولم يسجّل الله علينا نظرة حرام واحدة طيلة دراستنا بالأدب الإنكليزي وغيره من المواد.

أنا ذاهب للجامعة للعلم والشهادة فمالي ومال الناس، اقتصر اجتماعي على إخواني في الدين وزيارة القبور لأنها تشرح الصدور والعبرة بالموت والخوف من الوحدة والظلمة بعد الموت ليوم القيامة وإشغال نفسي بالتفكير بآيات الله الكونية الدالة عليه والموصلة بالقلب لشهوده جلّ وعلا، ثم قراءة كتب العلامة الكبير محمد أمين شيخو التي تهدي للتي هي أقوم وتبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات.. لأنها كلّها من القرآن الكريم وشرح وتبيان لآياته الكريمة، فلم أبقِ لنفسي فراغاً للشيطان بل بَعُد عني الشيطان وأهله.
أما أن تجتمع وتتكلم وتصافح وتطلب الطهارة وتنجو وتلقي بنفسك بالهلاك وتطلب النجاة على قول الشاعر:

ألقاه باليمّ مكتوفاً وقال له     إياك إياك أن تبتل بالماء

أهكذا تظلم نفسك ولا توردها بالجهاد موارد الجنّات، أهكذا يا أخي:

ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها     إن السفينة لا تمشي على اليبس

والله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}. سورة التوبة: الآية 119.
لا مع المفتونين بحب الدنيا الدنية أو مع النساء بالحرام.
وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان.

وأنت قبطان نفسك فإمّا أن تظلمها وستحاسب حساباً عسيراً على تفريطك بحقها أو أن توردها موارد الإيمان والتقوى والنعيم والسعادة والجنّات.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الكرام سؤالي حول آية الدين في آخر سورة البقرة وهو:
هل الإنسان إذا دان أو استدان عليه أن يكتب الدين ويشهد الشهداء بعد وجود كاتب بالعدل؟ وما هو جزاؤه إذا لم يفعل ذلك كله؟
وكيف نوفِّق بين ذلك وبينما يحدث الآن أن أغلب الناس تستدين منهم ولا يكتبون شيئاً؟ وأغلب الأحيان بعض الناس يطلبون أن تبقى الأمور سرية بينك وبينه؟
أفتونا جزاكم الله خيراً.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
آية الدين ذكرت كاتب بالعدل وهذه الآية للمؤمنين وإذا لم يفعل فهو ليس بمؤمن وجزاؤه عليه يقع.
أما أغلب الناس الذين لا يكتبون فهم يخالفون أمر الله بالقرآن مخالفة صريحة هداهم الله وأصلحهم: هل هم أعلم بالنتائج من الله؟!
إلا في حالة أنهم بالحقيقة لا يريدون استرداد الدين بل هو أي مال الدين تبرع ولن يطالبوا به أو يستردوه فلهم أجر عظيم وقربى من الله تبرعوا ولن يأخذوه.
وآخرون الذين يطلبون السرية إن كانوا لا يريدون استرداد الدين أبداً لا مانع، وإن كانوا يريدون استرداده ويريدون السريّة فلتكن السرية بإخفاء سند الدين وكتمانه عن الناس: لابد من الكتابة وإخفاء الكتابة لا عدمها ومخالفة أمر الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا بنت ولكن والدي عصبي جداً وأنا أريد الزواج من ابن خالتي ولكن والدي رافض بسبب خلافات بسيطة جداً، وحلف على والدتي وعلي لو دخلنا بيت خالتي تكون أمي طالق منه وهذا الطلاق الثالث، وأنا أريد الزواج من ابن خالتي ووالدي وافق بعد فترة لكن خائف من يمين الطلاق ماذا يفعل؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
ليس هذا بطلاق أبداً بالإسلام بل يمين وكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تأكلون. هذا كلام الله.
هذا يمين وليس بطلاق لأن للطلاق شروط بالقرآن يجب إتباعها حتى تتم طلقة واحدة وهي أربع شروط كما بيَّنها تعالى في سورة النساء:

1- الوعظ: قال تعالى: {…وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ}: ونشوزهن أي خروجهن عن طريق الحق، هذه تذكَّرها بالموت والقبر وبالآخرة، يجب أن تعلمها. فإن لم تستجب للحق عندها يسلك الخطوة الثانية.

2- الهـــجر: {..وَاهْجُرُوهُن ّفِي الْمَضَاجِعِ..}: لا يلتفت نحوها في الفراش. يعاملها في النهار أحسن معاملة، ويدير لها ظهره في الليل في الفراش، وأقصى مدة للهجر بالفراش أربعة أشهر.
قال تعالى في سورة الطلاق: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ..}: والعدة هي أربعة أشهر لقوله تعالى في سورة البقرة (226): {لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ…}: فإن لم ترجع عندها سلك الخطوة الثالثة وهي:

3- الضرب: {..وَاضْرِبُوهُنَّ}: والضرب هنا ضربٌ إنساني معنوي غير مبرح ليشعرها أنه عازم حقاً على الطلاق ولم يعد لديها هذه المنزلة التي كانت كزوجة.
المرأة لا تُضرب إلا عند ترك الصلاة والصوم، فإن أحسنت معاملتها طيلة الحياة وفي ذلك الوقت ضربتها ضربةً صغيرة تراها منك على نفسها كبيرة لأنها اعتادت منك الإحسان والمعاملة الحسنة والدلال، وبضربها الآن تعلم أنه ينوي حقاً على فراقها علَّها بعدها ترجع إلى رشدها {..فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُوَاْعَلَيْهِنَّ سَبِيلاً}: ما عاد لك عليها سبيل إن رضخت للحق.

4- الخطوة الرابعة: حكم من أهله وحكم من أهلها: {..وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً}. وهذه الخطوة الرابعة الحكَمان، من أهله ومن أهلها، يحاولان الإصلاح عسى أن يتم ولا يقع الفراق. فإن لم يحصل الوفاق تقع طلقة واحدة.
فإن لم يسلك الرجل هذه الخطوات فهو مجرد يمين كفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون به أهليكم ثلاث وجبات (فطور غداء عشاء).

وكل أمور الطلقة لا علاقة بوالديك وليس فيه أي طلقة بل يمين يوجب كفارة إطعام مساكين فقط أو دفع صدقة مالية للفقراء بكلفة الطعام.

لقد حلفت على زوجتي يمين طلاق إذا عملت طعام من لحم الضأن وقدمته لي ولم تخبرني به لأني لا آكل اللحم الضأن.
وكان في أحد الأيام على السفرة كفتة وأنا أكلت منها وزوجتي في المطبخ وزوجتي أقسمت أنها كانت سوف تخبرني عندما تجلس على السفرة.
أحب أن أعرف هل اليمين قد وقع أم لا؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
لم يقع الطلاق أبداً لأن وقوع الطلاق وشرطه: أنها إن قدمت الضاني ولم تخبرك وهذا لم يقع إذ لم تقدمه ولم تخبرك بل كانت بالمطبخ.
إذن لم يقع اليمين ولم يحصل شيء.

كنت أعرف فتاة منذ 5 سنوات وطلبت يدها للزواج منذ سنتين ونصف وقد وافقت وكذلك أهلي وأهلها. لكن كنت مهاجراً أتابع دراستي بالخارج، وعند إتمامي الدراسة عدت إلى أرض الوطن وجئت بأهلي إلى بيتهم لكن بحكم عدم توفري على المال الكافي لكي أقوم بالعقد اكتفيت بالزواج بالفاتحة بحضور الوالدين وأخي وأخ الزوجة وشخص خامس.
أود أن أعرف حكم هذا الزواج وهل يحق لي تقبيلها والخروج معها؟
وجزاكم الله خير الجزاء.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
كلا لا يحق ذلك حتى يتم الكتاب أجله من حيث المهر وضمانه بالسجل الشرعي الحكومي، وهذا الزواج ليس شرعاً بزواج.

عقد الزواج الشرعي الصحيح الذي يضمن الحقوق وحقوق الأبناء المستقبليين الذي يتم بشكل قانوني عند قاضي الشرع فتضمنه الدولة، وشرط أداء المهر أو بيان أنه لم يُقبض بشكل قانوني على عقد الزواج الرسمي القانوني مع شاهدين، وما عداه فهو زواج باطل وتبديل وتغيير في حدود الله وطعن بالدين والطهارة وحاشاك.

هل يجوز زواج فتاة من شاب بعلم أهله ولكن لا يوجد إثبات أو عقد شرعي بينهم؟
كل ما تملكه هذه الفتاة شاهدين من أقاربه. هل هذا الزواج حلال أم حرام؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
يجب إتمام الزواج بعقد شرعي ليكون الزواج حلالاً وإلا فلا.

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أستاذنا الكريم لي أخت في الله تريد أن تعرف رأيكم في موضوع:
وهو أن زوجها يعمل موظف في القطاع الخاص ويتقاضى أجره، لكنه يعتقد أنه لا يتناسب مع الجهد الذي يبذله، مع العلم أن الشركة قد حصلت على ضعفين أو أكثر منذ استلام العمل على الربح، لذلك الآن يقوم بجلب زبائن ويتفق معهم على نسبة يضعها هو من دون علم الشركة، وهي لا تريد أن تأكل حرام هي وأبناؤها وأحياناً تشك في ماله.
فماذا تفعل إذا كانت لا تملك المال ولا تجد من ينفق عليها؟
وجزاكم الله خير الجزاء.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
بالنسبة لها ليست عليها مسؤولية الأمر متعلق به.

رأيت امرأة أحبها وتحبني، ولكن رفض والداها ما الحل؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
الحل بيدهما لا بيدنا والقانون معهما.
فحوِّل قلبك وابقَ على طلب الحلال ييسِّر الله لك خيراً مما فقدت.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجوز الخروج مع الزوجة في نزهة قبل الدخول بها؟
وما هو المانع مادامت قد صارت زوجتي أرثها وترثني؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
بعد كتابة الكتاب ودفع المهر يجوز فهي زوجتك ولا مانع أبداً، وما بقي طقوس اجتماعية لا شأن لها عند الله بل عند الناس.
لا فرَّق الله بينكما ودمتما على الحلال والهناء ورضى الله.

هل يجوز خيانة الزوجة لزوجها إذا سجن لمدة تزيد عن عام ونصف وهل يجوز أن تعود إليه بعد خروجه من السجن أي هل تحل له؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
لا تجوز خيانته وهذا امتحان لها ليدخلها الله الجنة والسعادة الأبدية إن لم تخن.
نعم تحل له إن صبرت لوجه الله كما يحق لها بسبب المدة الطويلة طلب طلاقه إن صحَّ لها زواج شرعي آخر ولكن الخيانة وراءها غضب الله ونار القيامة.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أعيش مع بلجيكي وطلبت منه أن يرجع مسلماً، والآن هو دخل الإسلام ولكن أريد أن أكمل ديني وأن تكون علاقة حلال، ولكن مع الأسف عندي ظروف وأريد فقط أن يكون زواج بالفاتحة بدون عقد، هل هذا الزواج (زواج الفاتحة) يعني حلال؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
ليس زواج الفاتحة حلال: زواج الحلال بعقد شرعي قانوني.

هل يمكنني الزواج بدون عقد زواج مع العلم أن هذا الزواج بعلم الوالدين؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
حرام حرام حرام ولا تخفى على الله خافية، لن يدافع عنك الوالدان من هذه الفاحشة، وما هو مصير الأولاد؟
يمكنك الاطلاع على كتاب لم الحجاب ولم الطلاق ولم أكثر من زوجة يا إسلام؟ للعلامة الكبير محمد أمين شيخو لتدركي الحكمة والخير من ترك الفاحشة عليكِ، وعلى أولادك بالمستقبل وسعادتكما.

- لا يعلو أمر الوالدين ولا أمر مخلوق على أمر الخالق. هل الوالدين خلقا الجسم ليكون لهما الأمر أم للخالق صاحب الجنات؟

الخالق هو الذي خلق الجسم والسمع والبصر والأعضاء وليس الوالدين وهو وضع الروح والحياة هو صانع الجسم لذا فالأمر بالتصرف بالجسم أمره وله الحق وهو تعالى لا يرضى إلا بالحلال وإليه المصير بعد الموت هو يحاسبنا أما الوالدين فلهما حق التربية الحسنة فقط ويُطاعا إن أطاعا الله. غداً كلنا منتقلون بالموت إلى الله هو يحاسبنا وأما الوالدان فقال تعالى: {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً} سورة لقمان (15).

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الكريم: سمعت من أحد رجال الدين: أنه يحق للمرأة بأن لا ترضع طفلها وفي حال لا تريد إرضاعه يتوجب على الزوج أن يؤمن حليب بديل "حليب صناعي أو مرضعة إن وجدت" ما صحة هذا الكلام؟
وجزاكم الله عنا كل خير.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
هذا أمر نادر ولكن الحقيقة إن كانت تخاف على صحتها وأصرَّت فهو حقها.

لإتمام البحث:
فالزوج يبتغي اللذة الحلال والصحة والجمال بزواجه، فهو ليس تقياً "لا ينظر للجسم بل يهمّه هدايتها" كلا، لذا واجبها زينتها وفراشها، والولد ينسب ويعود للأب لا لها.
فإن ضحّت بصحتها برضاء زوجها وأرضعت وليدها فلها أجر في الآخرة عظيم، مع أنه لا إكراه عليها في إرضاع ابنه.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أبلغ من العمر 30 سنة ولم أتزوج لغاية الآن ولم يتقدم لي خطاب لأني كما يقولون الناس من حولي إني كبرت ولا أحد يرغب بي، وأنا أشعر بضيق وحزن شديد لأن كل من حولي يتزوج وينجب أطفالاً وأنا أنظر إليهم بحسرة، حتى أخواتي الأصغر مني يستهزئ بي لأني ألبس خماراً وأرتدي جلباباً وأجد الإهانات من أهلي وأخواتي اللاتي أصغر مني لأني كبرت وعنَّست وصار الخطَّاب والعرسان يأتون لأخواتي الأصغر مني بكثير.
يا ألله متى تفرج وأرى نفسي في بيت زوجي وعندي أولاد هل هو السبب أني ألبس خمار على وجهي ولا أحد يرى وجهي؟
أم السبب أن أبي وأمي لا يختلطون بالناس كثيراً؟
حتى أبي ليس عنده أصحاب ومعارف حتى أقاربنا يكرهون أبي لأنه بخيل ومعروف عنه بالبخل، وكان يتقدمون لي عرسان عندما كنت بالعشرينات ولكن لم يكونوا متدينين ولا مناسبين لا صلاة ولا وظيفة.
أريد رجلاً يتزوجني متدين يعينني على طاعة الله ويسعدني ويرضى عني في الدنيا والآخرة أنا مواظبة على الصلاة والدعاء إلى الله ولكن ما هو الحل؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
أبشري باليسر بعد العسر وقد قربت إجابتك وزواجك زواجاً عالياً فيه سعادتك بالدنيا وأولاد صلحاء طوبى لهم معك، وتقريباً آن الآوان بإذن الله حتماً فقط حافظي على استقامتك وسيتحقق طلبك فأنت جوهرة غالية عند الله لن يمنحك إلا لمن سيوصلك لسعادة الدنيا وجنات الآخرة الأبدية وستنطبق عليك الآية الكريمة بعد صبركِ: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} سورة الضحى (5). سيعطيك ربك فترضين وتحمدين الله على ذلك كثيراً.
قَرُبَ صلاح الدنيا كلها بعد طلاحها وعندئذ يفرح المؤمنون ويسعدون.

ما هي حقوق الأبناء تجاه الوالدين وخاصة الأم. والوالدين تجاه الأبناء؟
وباختصار ما هو الذي لي وما هو الذي علي؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
حقوق الأبناء على الوالدين أولاً والأهم هي: التربية الصالحة وأن يعلِّموهم الأخلاق الحميدة والفضيلة ويحفظوهم من تيارات المجتمع الفاسدة ووسائل التدني الأخلاقي، فالأبناء أمانة في أعناق الآباء والإنسان هو الذي حمل الأمانة دون سائر الكائنات، والواجب عليه أن يفي ويؤدي حق الأمانة، وليس من شيء أثمن ولا أغلى من النفس البشرية التي كرَّمها الله ووضع لها أبوين يرعيانها، ومن تمام الرعاية هي التربية النفسية وأن تتحلى بالفضائل وتزدان بالأخلاق الحميدة وبذلك بتربية الآباء لأبنائهم التربية الصالحة يكون من أهل الوفا، وكما قال ﷺ: «من كان عنده ابنتان وأحسن تربيتهما «كنت أنا وإياه في الجنة كهاتين» وضمَّ ﷺ إصبع السبابة إلى الوسطى مشيراً إليهما، فقال الرجل: (وإن كانت ابنة واحدة) فأجابه ﷺ: كذلك وإن كانت بنت واحدة كنت أنا وإياه في الجنة كهاتين».
- أما حقوق الأبناء من مطعم ولباس ومسكن، فهذه مفروغ منها وهي على قدر الإمكانية والمستطاع فإن أردت أن تُطاع فسأل المستطاع.
كذلك من حقوق الأبناء أن ينتقي الآباء لأبنائهم أسماء جميلة ذات معنى ومغزى على مبدأ "تفاءلوا بالخير تجدوه" ولكلِّ مسمى من اسمه نصيب.
- أما بالنسبة لحقوق الوالدين على الأبناء فهي: أن يبدأ الأبناء بالإحسان لمن بدأه بالإحسان دون تأفُّف أو تململ، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله، والأبوان أول من بدأك بالإحسان دون مقابل وعن محبة، تسهر الأم الليالي على مرض ابنها دون كلل ولا ملل تتمنى أن تنزل بها الآلام ولا يصيب ابنها شوكة في قدمه.
فالواجب بعد أن يكبر الابن أن يرعى حق أبويه بالخدمة والإحسان، والصبر عليهما كما صبرا عليه وهو طفل صغير، وأن يسعى جاهداً إلى هدايتهما إن كانا بعيدين عن الهدى بالحسنى والرفق واللين. قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً} سورة الإسراء.
وفي الحقيقة من لم يرعَ والديه لم يرعَ نفسه، لأن من لا يبرَّ أبويه ويهمل العناية بهما سيلقَ جزاء ما صنع، فلا بد أن يكبر ولا بد أن يُهمل من قِبَلَ أبنائه كما أهمل أبويه من قبل (وكما تُدين تُدان)، والأمثلة العملية بهذا الخصوص كثيرة تنوء عن الحصر.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالبة جامعية (تجارة واقتصاد) ولم يبق لي سوى مواد قليلة للتخرُّج ومنذ أن اتَّبعت طريق الحق انقطعت عن الجامعة فهل أستمر بها أم أترك؟ جزاكم الله عنا كل خير.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
القرار قراركِ والمصير مصيركِ فأنتِ التي حملتِ الأمانة التي ثقلت في السموات والأرض والأمر راجع لديكِ وإليكِ.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي سؤال: لقد تزوجت رجل ليس من أصحاب الدلالة الكريمة ولا يحب أن يسمع بها أبداً، ولكن وبحمد الله عز وجل أنه لم يرفض حجابي الكامل وبرغم ذلك فأنا ملتزمة.
ولدي سؤال ثاني: كيف أستطيع أن أكون من صحابيات أمنا مريم عليها السلام وعندي في البيت منكر وجونا في البيت ليس من المطبقين جيداً، فعندنا الكثير من شهوات الدنيا وأدعو دائماً أن أكون أنا وأولادي من أصحاب سيدنا عيسى وأمنا مريم عليهما السلام.
وابني عمره أربعة عشر عاماً وهو في الصف التاسع لا أعرف كيف أتعامل معه يريد أن يظهر نفسه بصوته العالي ونقاشاته وأوقات من شدة ما يعذبني أدعو عليه وبنفس الوقت أدعو أن يكون من أصحاب سيدنا عيسى عليه السلام.
أرجو منك كيفية معاملتي وهو في هذه السن.
وأعتذر للإطالة أدامكم الله ولكم جزيل الشكر.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
وليس على الله بمستصعب على أن يهديهما ويلحقهما بكِ تحت لواء سيدنا عيسى ﷺ بسببكِ، فتكونين بإذن الله من المقرَّبات عند سيدتنا مريم عليها السلام. {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} سورة العنكبوت (69).

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد منكم النصح والإرشاد لحل مشكلتي مع بيت عمي (أهل زوجي) فأنتم مصدر ثقتي الوحيد.
قصتي هي: أنا امرأة أرملة عندي ابنتان الكبرى عمرها 5 سنوات والأخرى توفى والدها قبل أن ترى عيناها الضياء عمرها سنتان ونصف، وبعد وفاة زوجي ونتيجة هذه المصيبة الكبرى على بيت عمي أقبلوا نتيجة تعلقهم وحبهم الشديد لابنتي الكبرى على أخذها أسبوع عندهم وأسبوع عندي وهكذا... وأنا على هذا الحال مند سنتان ونصف وأنا أتألم كثيراً من هذا الحال، وبيت عمي دائماً يقولون أنهم نسوا فقدان ابنهم بوجود ابنته وأنها قرة أعينهم ويتمنون أن تبقى معهم طوال العمر ومن شدة حبهم لها والمعاملة الحسنة تعلقت بهم أكثر مني كوني أعيش ببيت أهلي ومعاملة أهلي معها جداً قاسية ولا يراعون كون هذه الفتاة يتيمة ويقولون لي أمامها: نحن لا نحبها اتركيها دائماً عند بيت جدها ويضربونها لأتفه الأسباب وقد حاولت كثيراً معهم لتحسين معاملتهم معها ولا فائدة، بالمقابل أنا أحاول قدر المستطاع بتعويضها الحنان المفقود، أنا أريد أن تبقى في حضني لا أن تتشتت هنا وهناك فنحن ببلد وبيت عمي ببلد، ولا أعرف ماذا يحصل لها عندما تكون عندهم خلال أسبوع، وإن طلبت منهم أن لا يأخذوها ستكون كارثة بالنسبة لهم، بالمقابل أهلي سيرفضون أيضاً لكرههم لها الذي لا أعرف سببه سوى مشاكل عائلية بين أهلي وبيت عمي.
‏ماذا أفعل؟ هل الله يريد أن يحرم هذه الفتاة حنان أمها كما حرمت حنان والدها؟ وكم أخاف أن تكون ساعة البلاء وهي بعيدة عني.
هل أبقى على هذا الحال وأنتظر العدل الذي سيقيمه سيد هذا الزمان سيدنا عيسى عليه السلام؟
أم أن هناك درة من درركم الربانية ترشدونا بها؟
وأسأل الله أن يديمكم تاجاً فوق رؤوسنا ونبراساً نستقي منه الأنوار الإلۤهية بدلالة العلامة الإنساني محمد أمين شيخو قدس الله سره.

أختنا الرحيمة: في الصبر على ما تكرهين "من بقاء ابنتك عند بيت عمك أسبوعياً" الخير الكثير فابنتك عند أهل أبيها تلاقي التعويض عن معاملة أهلك القاسية، وطالما أن أهل أبيها يكرمونها وهو خيرٌ لها وهي لا تزال صغيرة، وماذا سيحصل لها وهي بالدلال إلا الخير وهي بهذا السن ولن تفقد حنان أمها فهي بالمستقبل لك دوماً. (أذهب الله عنا الوسوسة والأنانية) فبالصبر على فراقها أسبوعاً تنالين أجراً عظيماً.

طالما هي عندهم مكرمة أفلا تحبين إكرامها؟! ارضي بما قسم الله تنلي الخير العميم وتكسبي الأجر العظيم. قال تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً} سورة الكهف، الآية (46).
هذا الصبر وإكرامها عند أهل أبيها بصحيفتك فتكسبين خيرات حياتك.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعت أنا وإخوتي أرض منذ عام بمبلغ /1400000/ مليون وأربع مئة ألف ليرة وذلك بقصد شراء قطعة أرض أو بيت في ريف دمشق، ونتيجة الأحداث الجارية الآن توقفنا عن الشراء.
نرجو منكم سيدي النصح بكيفية التصرُّف بهذا المبلغ لما فيه الخير لآخرتنا.
وهل نعود للشراء في الشام وخاصة أننا على أبواب زمن سيدنا العظيم عيسى عليه السلام؟
وشكراً لكم سيدي الكريم.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
نعم تشترون أرضاً لكن حين ظهور سيدنا عيسى المسيح عليه السلام لا قبله.
وللمبلغ هناك عدة وجوه: إما إبقاؤه بعد صرفه لذهب لأن الورق سيفقد قيمته، وإما إن كان زائداً لديكم فأبواب الخير كثيرة، ولكن لوجوه الخير والمستحقين قدر المناسب.
والآن الغلاء للأراضي مرعب فلا ينبغي الآن صرف المبلغ بالشراء بل التريث.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الفاضل الكريم: نعيش أياماً قاسية شديدة الوقع على النفس غامضة لا أعرف كيف أتصرَّف تجاه أمور كثيرة خوفاً من الخطأ في هذه الأيام التي لا تحتمل أي خطأ ومنها أمور تتعلق بالعمل أو الوظيفة من أجل الدخل المعيشي فهو لا يريحني والراتب لا يعطى إلا بعد أكثر من شهرين من تاريخ 15/11 هذا في الحالات الطبيعية.
سيدي الكريم هل من الصواب تركه أم لا، لأن الوقت لا يحتمل الاستمرار إذا لم يكن هناك فائدة؟ ولا أعرف ما هو الأصح لذلك أقف حائراً. أريد الشيء الذي ينجيني ولا أعرف أيهما؟
ونتيجة لذلك أشعر بضيق وتوتر شديدين لإحساسي بأن الوقت ينقضي بسرعة كبيرة ولم أحقق شيئاً بعد، كمن يريد الحصول على الشهادة الجامعية خلال شهر وليس لديه الشهادة الإعدادية.
لكن لدي أمل كبير جداً جداً بالشفاء بلقائي بسيدنا العظيم عيسى عليه السلام (رسول السلام) وحب لهذا اللقاء وأخشى ألا يتحقق مطلبي.
سيدي الكريم: أحتاج عونكم ودعائكم وكلي ثقة بكم وبهذا الطريق.
سيدي الكريم: راسلتكم حباً بكم وخوفاً من اليأس وطلباً للنجاة. ودمتم ذخراً وفجراً منيراً للبشرية جمعاء. وشكراً لكم سيدي الكريم.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
لا مانع من تركه إن حصل البديل، فالله لن يضيَّعك ولن يجمع عليك خوفين، فمن خاف في دنياه فهو من الآمنين في الآخرة، وأنت من صحابة سيدنا عيسى المسيح ﷺ عند ظهوره الذي أهلَّ عن قريب وطوبى لك وحسن مآب.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذ عبد القادر: منذ أن بدأت بتطبيق شريعة الله المنزلة على قلب سيدنا محمد والمهداة إلينا من عالمنا السيد محمد أمين شيخو المنقذ من الظلمات إلى النور بدأت أمي الحرب بشكل علني مستنكرة علي حجاب زوجتي، وعدم أكلي اللحوم الغير مكبر عليها، وعدم الاختلاط بين الأخوة مع زوجاتهم، وكل التعاليم السامية التي نطبقها، وبعد فترة رضخت للأمر الواقع مع العلم أني لم أقصِّر يوماً في حقها وبالمعاملة التي أمرنا الله أن نعامل بها والدينا، وأصبحت كلما اصطحبتها إلى بيتي لتحل بضيافتي يومان أو أكثر تُضايق زوجتي لدرجة أن الأمر ينعكس بالنهاية إلى مشكلة بيني وبين زوجتي لأني في كل مرة أطلب منها أن تعاملها بالإحسان وأذكرها إن هي صبرت فثوابها عند الله، لكن المشكلة أني كنت لا أكلم أمي بالمشكلة التي حدثت جراء مضايقتها لزوجتي وهذا ما يثير جنون زوجتي في أنني غير عادل في إنصافها، حتى تشاجرت مع زوجتي في أحد المرات ووصل الأمر أنني فعلاً نويت أن أطلقها لأنها طلبت مني عدم إدخال أمي إلى المنزل وأثناء المشادة انتابت زوجتي الآلام في القلب وارتمت على الأريكة فطلبت منها أن تدفع صدقة وتذكَّرت كلامكم عن الصلاة على النبي وقمت وصليت وطلبت من الله أن يتلطف بها وبنا، وعند عودتي إليها كانت قد غفلت قليلاً وعندما اقتربت منها سألتني هل يوجد عدل؟ وأجبتها بكل تأكيد الله عادل، وسألتها لماذا تسألي هذا السؤال؟ فأجابت أنها رأت منام ليس بمنام وأنها كانت تحدثك في المنام وتسألك هل يوجد عدل وحضرتك أجبتها اسألي زوجك وكان في الرؤية فضيلة العلامة محمد أمين شيخو وقد كان أيضاً أباها واسمه محمد وعندما استيقظت سألتني ما طلبتَ منها أن تسألني، وعندها أجبتها أن الله عادل وسألتها أيضاً من أين تعرفين الأستاذ عبد القادر والسيد محمد أمين فذكرتني بأنها رأت السيدي الخاص بالتكبير وفيها أنت كنتَ محاضراً وشارحاً، أما عن معرفتها بالسيد الأمين فإن صورته موجودة بالبيت، وبعد هذه المشكلة والرؤية أصبحت تطلب رؤيتك وأنها أصبحت قريبة منك بدون أن تعرف كيف، وبعد فترة أتت أمي وبدأت بمضايقتها من جديد وتخبرها أن ولدها المريض أجدب ولا يفهم شيء وأنها تقرف منه وهنا كانت القاضية وأصبحت زوجتي لا تستطيع أن تسمع حتى باسمها وعادت لنفس الطلب بان لا تعود أمي لزيارتنا.
والسؤال أنا حائر ومشتت ولا أعرف ماذا أعمل هل أستمر بمعاملة أمي وكأن شيء لم يحدث وبالتالي أستطيع الجزم بأني سأطلق زوجتي مع العلم بأنها مطيعة وسلكت بنهج دلالة الله القرآنية؟
أم أعلنها صراحة لأمي بأنها قد أحدثت العديد من المشاكل بيني وبين زوجتي وأنها شخص غير مرغوب به؟ أو أتملص منها كلما سألتني بأن آتي لاصطحابها إلى بيتي؟
مع العلم أن كل هذه المشاكل تحدث أثناء وجودي في العمل وليس أمامي مع العلم بأني حاولت أن أتلاعب بقصص وهمية لتكون لأمي وزوجتي عبرة لكن بدون جدوى.
فضلاً قل لي يا سيدي ماذا أعمل؟
وسؤالي الثاني هل الرؤية التي رأتها زوجتي لها أي دلالة ما؟
مع خالص الاحترام.

أخي الحبيب حفظه المولى الكريم... آمين
نعم تملَّص منها كلما سألَتْكَ لاصطحابها إلى بيتك وواددها بالهدايا من فواكه أو حلو أو ما يحلو لها وضمن إمكانياتك المادية، فأنت ابنها وهي تريدك ويقال: (حبيبي رآني ورأيته فما لي وحيطان بيته) ويُقال بالمثل: "الطاقة التي يأتي منها هواء سدّها قيل بل خذ فاس وهدها"
فزوجتك تزوجتك لك لا أهلَكَ ولا أمَّكَ ويقال زوج "زوجتك أو زوجها" أي اثنان لا ثلاثة فما دخل أمك هنا بالزوج. زوج لا وَتر والوتر ثلاثة هكذا الزواج.
تملَّص منها ولكن لا تذكر لها ما يكدِّرها ويسوؤها بل باللسان اللطيف والمدح والهدايا البسيطة واددها واهرب منها وإن جادلتك فاعتذر منها ومازحها. قال تعالى في سورة الإسراء (28): {..فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُوراً}: للوالدين وأصلح ولا تظهر لها إلا كل لطف وبشاشة وقولاً لطيفاً وبذلك تعدل ولا تظلم وتنال الأجر العظيم من الله، والفرج قريب جداً على الأبواب بظهور من اصطفاها الله على نساء العالمين أمنا مريم عليها السلام فهي تتولاهما لسعادتهن وجناتهن وتحل لك الأمور برضاء الله ومحبته.

وهذه الإجابة هي دلالة الرؤية التي رأتها زوجتك لأدلك عليها بعد أن تخبرني برؤياها والله لا يضيع لك سعياً ويرضى عنك فهو تعالى لا يحب لكم إلا السعادة والجنة آمين.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سمعت بالحجاب من إخوتي الملتزمين وقررت التطبيق بعدم موافقة زوجي.
وبعد الكثير من المشاكل والصعوبات وصل الأمر إلى خيارين: خيَّرني إما
الاختلاط بالناس أو الانفصال. فاخترت عدم الاختلاط (الحجاب) فكانت النتيجة أن أخذني إلى دار أهلي وإخوتي.
سؤالي: هل أتحمَّل أية مسؤولية أو ذنب تجاه أولادي الذين فارقتهم، مع العلم بأن ميولهم نحوي؟
وهل من الخير عودتي لأولادي أم البقاء في دار أهلي؟
علماً بأنني لا أريد إلا الخير لآخرتي، وهل سيغرقون في بحر الضياع مع الناس بسبب الانفصال؟ أم أن هناك تدبيرات إلۤهية تجمعني بهم لاحقاً؟
ولكم جزيل الشكر سيدي الكريم.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
من أرضى الله في سخط المخلوق رضي الله عليه وأرضى من أسخطه في رضاه.
صبراً قليلاً فبعد العسر تيسيرُ من الإلۤه وادعي لزوجك بالهداية بصلاة قيام الليل هناك تدبيرات إلۤهية قريباً، فقد آن أوان ظهور سيدنا عيسى المسيح ﷺ وأمَّه العذراء البتول عليها السلام وسيستجيب الناس جميعاً للحق، أما أولادك الأحبة فيقول ﷺ: «طوبى لمولود ذلك الزمان» فسيكونون بإذن الله من الصالحين المصلحين ولن يضيع تعالى تضحيتك سيهديك ويصلح بالك وإن شاء زوجك ويدخلك الجنة بعملك.

أنا أحب شاب وهو يحبني من سنتين وينتظر حتى تنتهي دراسته ويتقدم لي وهو رجل محترم جداً ولم يحدث بيننا خطأ هل هذا حرام؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
ليس بحرام إلا الوقوع بالحرام قبل كتابة الكتاب للزواج، فصبراً على الحرام حتى يصبح حلالاً، وحذار والفاحشة وتجنَّبوا كل ما يوصل إليها حتى يُتمَّ الكتابُ أجله بالزواج القانوني من القاضي الشرعي: ثبَّتنا الله على الاستقامة واجتناب المعاصي حتى تصبح طاعات وننال بها المكرمات والجنات.
وفَّقكم الله للحلال والسلام لكل من اتبع الهدى.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أدامكم الله ذخراً لنا ولغيرنا لدي سؤال:
ما الهدف إذا البنت لم تتزوج وظلَّت طول حياتها عزباء؟
ولكن ألاحظ على أن أكثر البنات عندهم هذا الطلب من أجل مستقبلهم القادم عندما تصبح العيشة مع نساء الأخوة صعبة؟ وجزاكم الله كل خير على هذا الموقع السامي العظيم.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
كلا أختنا المؤمنة الصابرة فإن وقت الزواج كساعة الأجَلْ لا تتأخَّر إذا جاءت، وفي الصبر على ما تكرهين خير كثير فلابدَّ للنصيب أن يقع، وبالصبر تضحيات كبيرة لجنات أبدية ثم يأتي أوان الزواج لعلَّ في تأخيره حِكَمٌ بالغة وأجر عظيم.

السلام عليكم ورحمة الله
أعاني في عملي من عدة أمور وكما تعلمون العمل في هذه الأيام. هل أترك العمل وأتفرغ للعبادة وحاجاتي الضرورية؟
علماً أني ميسور الحال والحمد لله وأستطيع أن أنفق سنة على أسرتي، وكما قلتم بات ظهور سيدنا عيسى قريباُ؟ ولكم جزيل الشكر.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
لطالما أنت ميسور الحال كما تفضلتَ في رسالتك والحمد لله، وتفضلت بأن هناك ثمة مضايقات في عملك. والإنسان مكرَّم عند الله وهو أغلى من القيم المادية الدنيوية وكرامة الإنسان أثمن ما يملكه، فالمال يذهب ويأتي، أما النفس فهي الباقية وإن جُرحت أو أهينت كرامتها "لا سمح الله" هيهات أن يندمل الجرح.
إذن: أقبل على الله واستقبل فضائله فأنت بالله لا بالجسم إنسانُ.
وما الدنيا وما فيها إلا وسيلة ومطية، فإذا كانت الوسيلة مؤمَّنة والحالة في كفاف والحمد لله فلنولِّ اهتمامنا إلى ما خُلقنا لأجله وهو التعرُّف على الله ولقاؤه.
وإن كان قدوم سيدنا عيسى عليه السلام (وهو بلا شك قريب جداً). كذلك أوليس الموت بقريب وهل الإنسان يضمن حياته لغد؟!
ألا نرى الموت كل يوم يتخطف الناس من حولنا؟!
فإن يسَّر الله طريقاً للرزق الطيب من وجه حسن والإنسان محفوظ رزقه عند الله فليعمل والعمل الشريف الطيب مطلوب ليكسب بالآخرة، قال تعالى في سورة الطلاق: {..وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً(2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ..} ويجعل له من عسره يسراً إن كانت نيته رضاء الله فسيرزقه تعالى ويكفيه وهو سبحانه لم ينسَ رزقه في بطن أمه.

بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية أنا فتاة عمري 17 سنة مشكلتي هي أني إنسانة صريحة جداً ولا أستطيع التحكم بذلك، مع أني أعلم أنه يجب أن أراعي شعور الآخرين وألا أقول رأيي بصراحة ولكن لا أستطيع وحاولت كثيراً وفشلت مرات عدة، كما حاولت أن أقلل من صراحتي الزائدة ولكن بدون أي فائدة.
والمشكلة أنه بعد أن أصارح أحد بحقيقة مزعجة عنه وأجده غضب أو شيء من ذلك أحزن كثيراً وأتمنى لو أن أعتذر منه وأن أقول له أني لا أكن له كل هذا القدر من الكراهية وأنا حقاً آسفة ولكن لا أفعل ذلك أبداً، وقد توصلت بي صراحتي مع أمي لدرجة أنها أصبحت تكره الاستماع إلى آرائي وتعتبرها جارحة، وأصبحت العلاقة بيني وبينها تخلو من الثقة لدرجة أني أحس أنها تكرهني مع أني أحبها جداً جداً وأدعو لها دوما وأتمنى أن لا يحرمني الله منها ولكن هي لا تعلم ذلك، فقط تعلم أني إنسانه سيئة ولا أحبها وأنتقدها بشده ولا أبالي بمشاعرها وأني إنسانه أنانيه جداً.
أتمنى أن أجد الحل في أقرب وقت لأني لا أريد أن أخسرها أو أخسر صداقتها ولكني أجد نفسي كل يوم أبتعد عنها وهي أيضاً..
أرجو المساعدة وبماذا تنصحونني؟
أختكم في الله.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
الرجاء: عوِّدي لسانك القولَ اللطيف، قال تعالى في سورة القصص (56): {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ..}: أي يهدي من يشاء ويتطلَّب الهداية.

المخطئ لاطفه وإلا فيزداد خطأ بل لاطفه واخفِ ما قد يزعجه أو يثيره وإلا فيزداد إعراضاً عنكِ بل وبعداً عن الله وضرراً لنفسه خلاف غايتكِ السامية في الإصلاح والنفع ولا إكراه في الدين، والله مانح النفس حرية الاختيار ولا يستطيع مخلوق إجبارها لذا (بشِّرا ولا تنفِّرا ويسِّرا ولا تعسِّرا).

أنا أحب معلمتي لدرجة لا تتصور لا أعرف سبب هدا الحب لكن عندما أراها لا أستطيع الكلام معها من كثرة حبي لها، هل هدا مجرد حب أم شيء آخر؟
أنا أحبها مثل أمي لا أكثر حتى أتمنى في بعض الأحيان أن تكون هي أمي لماذا يا ترى؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
هذا الأمر طبيعي حيث تتكوَّن بين الطلاب والطالبات علاقة حبّية لمعلميهم أقوى من علاقة الوالدين، لأن العلاقة مع الوالدين مؤسسة على الحب، أما مع المعلمين فهي تُبنى على الحب وعلى التقدير.

تتم هذه المحبة ما لم يستعمل المعلمون الضرب والعصا، والضرب لا سيما بالعصا تقضي على محبة المعلمين، وهذا وقع معنا أيضاً. فالمعلِّمون الخليقون الطيبون الطاهرون كنا نحبهم كآبائنا المحبوبين بل أكثر.

سيدي ومرشدي الغالي على قلبي أطال الله في عمركم وأدامكم نوراً لقلوبنا.
لدي قريبات أقوم بدلهم وإرشادهم على طريق الإيمان بدلالة العلامة الكبير محمد أمين شيخو وأساعدهم في تطبيق ما ورد في كتاب الله القرآن الكريم، فأحياناً يأتون لعندي وأحياناً يطلبون مني الذهاب لعندهن حتى لا يثقلن علي بزياراتهن الطويلة المتكررة، ولكن هناك من يقول أني أشتت نفسي فعلي العزلة في هذا الوقت الصعب وهن متعلقات بي كثيراً ويطبقون الحجاب ويقرؤون في كتب العلامة العظيم ودائمات الاتصال بي وخائفات أن أتركهن للدنيا وأهلها.
ما رأيكم سيدي أرجو نصحكم وإرشادي لطريق الخير والصراط المستقيم حتى أكون ممن يرضى الله ومرشدي عنهم وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

الأخت المؤمنة أكرمها الله: الحقيقة أن ما تقومين به هو عمل الأنبياء والمرسلين وأعظم الأعمال.
عمل المعروف وهداية إنسان هو عمل الإحسان، وإرشاد مخلوقته للسير بالحق خيرٌ مما طلعت عليه الشمس.
إن كانت لكِ رابطة قلبية بالعلامة الفاضل فخوضي بالدعوة إلى الله ورسوله والنور الذي أنزل معه.
هنيئاً لكِ وحسن مآب.

غداً ستستقبلكِ أمنا مريم سيدة نساء العالمين بالحب والثناء والأنوار بإذن الله: كثر الله من أمثالك وأصلح بالك وجعل الجنة قرارك.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا متزوجة ولدي تسعة أولاد سمعت من إخوتي بدلالة العلامة محمد أمين شيخو فأحببت الالتزام بها وعندما أردت تطبيق الحجاب واجهت معارضات كثيرة من زوجي وإخوته وأقاربه حتى وصل الأمر للطلاق فأشار علي إخوتي بالصبر مما جعلني أصبر على بعض المخالفات من أجل أولادي ولكنني أشعر وكأنني أجرمت بحق نفسي لهذه المخالفات التي لا تُطاق وخاصة يحاول إجباري على الخروج معه إلى أقاربه بدون حجاب.
هل علي أية مسؤولية تجاه بناتي في المدرسة حيث تجاوزت أعمارهن /17/ سنة بدون حجاب، وكيف يجب أن يكون تصرفي نحوهن؟
أرجو إرشادكم ولكم جزيل الشكر.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
ما دام طلبكِ الحق ونصرته فعمَّا قريب جداً سيظهر السيد المسيح وأمه عليهما السلام وسيحقق الله طلباتك العالية بإذن الله وستكونين من الناجين.
صبراً قليلاً فبعد الصبر الظفر، وقومي بقيام الليل وادعي له بالهداية بعد صلاة ركعتين فالله تعالى بيده قلوب العباد.
المجاهدة في سبيل الله لها أجر عظيم. فاللواتي يردن الدنيا وزينتها يعملن تدبيرات ومكائد لإيراد أزواجهن موارد التهلكة والضلال فأولى بمن تريد الحق والهداية أن لا تدع طريقة أو سبيل إلا وتطرقه، وبالتفكير والتدبيرات الخيرة يساعدك الله ويجعل لكِ من عسركِ يسراً ومن ضعفكِ قوة ونصر مؤزّر.

أنا سيدة تزوجت من سنة وعاهدت الله على الحجاب والحمد لله لقد وضعته في الشارع، ولكن الوضع في البيت صعب لأنني مع أهل زوجي وقد وضعته برضا زوجي ولكنه الآن يريدني أن أرفعه فما رضيت وهو يضايقني بالذهاب خارج المنزل يوم أو يومين ولا يقول أين هو ذاهب، وأنت تعلم يا سيدي أن المرأة أم الدنيا وأنا خائفة عليه من امرأة فاجرة ومن رفاق السوء فما هو الطريق لنعيش سعداء؟
وجزاكم الله كل خير.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
ما دمتِ على الحق فالله ناصركِ ورادده إليكِ وهو مستجيب لكِ حتى في أهله وما عليكِ إلا بالصبر. صبراً قليلاً فبعد الصبر الظفر.
وقومي بقيام الليل وادعي له بالهداية بعد صلاة ركعتين.

المجاهدة في سبيل الله لها أجر عظيم ولن يطول بكِ الأمر فقد آن أوان ظهور سيدتنا مريم سيدة نساء العالمين عليها السلام وستُقام حدود الله رغم أنف الظالمين.
فهنيئاً لكِ على ثباتكِ على الحق ولكِ البشرى.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وأنتم بألف خير وأحياكم الله لكل عام.
أنا فتاة أبلغ من العمر 23 سنة وأكثر الأحيان أكون مهمومة لتأخير الزواج، ولكن أكثر الأحيان أفكر في هذا الأمر وأنا خائفة أن يكون هذا التفكير حرام؟
أرشدوني يا سيدي الكريم وجزاكم الله كل خير.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
يقول تعالى: {أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} سورة الشورى، الآية (50).
فساعة الزواج متى آن وقتها فهي واقعة لا تتقدم ولا تتأخر، فالتفتي عنها يُيسِّر ذلك لكِ بما يسرّك ويرضيك.
واستفيدي من هذا الوقت بسلوك صادق بطريق الحق يكتب الله لكِ الإيمان بالنعيم والسعادة الكبرى وتنالي ما ترومين من وجوه عالية.

أقسم زوجي علي ألاَّ أفعل شيء معيَّن وألاَّ يفعله هو الآخر، وبعد فترة عمل هو هذا الشيء وتركني أفعله. هل عليه ذنب؟
أرجو التوضيح ولكم منا الشكر الوفير.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
إن كان في العمل غضب الله وعدم رضاه فحتماً عليه ذنب كبير وذنب من عمله إلاَّ أن تتوبا توبة نصوحة عن فعله ولا تعودا إليه أبداً، عندها يُبدِّل الله سيِّئاتكما حسنات ويجزل لكما الأجر.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذ الفاضل: إني أدرس في أحد الجامعات وأهلي يطلبون مني الذهاب إليها والدوام وذلك بعد أن قررت هجر الدنيا وأدفع الدين الذي أنا دائن به (علماً أني سأدفعه من مبلغ قسط الجامعة).
بماذا تنصحني سيدي الفاضل أنتظر إرشاداتكم. ولكم الأجر والجزاء (أحبكم بالله).

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
أرضهم بما لا يُغضب الله ولا يُسخطه. قال تعالى: {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} سورة لقمان (15).

إني على علاقة مع شاب ولكنه ذو أخلاق حسنة خطبني من أهلي ولكن تأجَّل الموضوع إلى ما بعد التخرُّج وإلى الآن أنا على صلة معه ودائماً أخاف من أن يعاقبني الله على ذلك، لأنني منذ سنة مرضت بورم في الدم ولكن شفيت والحمد لله ودائماً أخاف أن أمرض مرة أخرى لأنني على صلة مع الشاب ماذا أفعل؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
معروف أن الاتصال قبل بلوغ كتاب الزواج أجله هي صلة دينياً محرَّمة حتى يتم الزواج والمهر بالعقد القانوني، والعقوبة غير مأمونة، كما يُخشى بعد الإنذار المرضي الأول لا سمح الله أن تقع العقوبة النهائية، فصبراً حتى التخرُّج وعقد الزواج بالحلال.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الأعزاء منذ أسبوع اختلفت مع زوجتي وذهبت إلى بيت أهلها فحلفت يمين إن لم تعد حتى صباح الغد وهي لابسة للنقاب سأطلقها وفي نفس اليوم وبعد أقل من ساعتين تدخَّل الأهل وعادت للبيت برضاي وموافقتي.
فهل وقع الطلاق هنا مع العلم أنها عادت دون أن تلبس النقاب "البرقع" وهل لليمين الذي حلفته كفارة أم ماذا أفعل؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
نعم كفارته إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم إن كان الحالف غنيّاً، وفي حال إذا كان فقيراً فصيام ثلاثة أيام متتالية.

السلام عليكم محتاجة الفتوى بأمري:
أنا إنسانة متزوجة من رجل عقد عرفي واستمر سنتين وأول سنة طلقني على التلفون مرة ورجَّعني، وبعد شهر طلقني مرة ثانية ورجعني، وأمس طلقني على التلفون مرة ثالثة ولكن كان غضبان وأنا أحبه وأريده، ولكن أريد فتوى شرعية ضروري.
أرجوكم ساعدوني.

أختي المؤمنة:
لم تقع ولا طلقة واحدة وكلها أيْمان يُكفِّرها إطعام عشرة مساكين لكل يمينْ: لثلاث وجبات، أي مجموع كفارات الأيمان الثلاثة السابقة منذ عامين إطعام ثلاثين مسكيناً من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم إن كنتم أغنياء، هذا وإطعام كل مسكين ثلاث وجبات.

التي وقعت كلها أيمان. ولم يقع ولا طلقة واحدة لأن للطلاق شروط وقوانين وهي كما بيَّنها تعالى في سورة النساء:
1- الوعظ: قال تعالى: {وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ}: ونشوزهن أي خروجهن عن طريق الحق، هذه تذكَّرها بالموت والقبر وبالآخرة، يجب أن تعلِّمها. فإن لم تستجب للحق عندها يسلك الخطوة الثانية:

2- الهـــجر: {..وَاهْجُرُوهُن ّفِي الْمَضَاجِعِ..}: لا يلتفت نحوها في الفراش. يعاملها في النهار أحسن معاملة، ويدير لها ظهره في الليل في الفراش، وأقصى مدة للهجر بالفراش أربعة أشهر.
قال تعالى في سورة الطلاق: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ..}: والعدة هي أربعة أشهر لقوله تعالى في سورة البقرة (226): {لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ…}: فإن لم ترجع عندها سلك الخطوة الثالثة وهي:

3- الضرب: {..وَاضْرِبُوهُنَّ}: والضرب هنا ضربٌ إنساني معنوي غير مبرح ليشعرها أنه عازم حقاً على الطلاق ولم يعد لديها هذه المنزلة التي كانت كزوجة.
المرأة لا تُضرب إلا عند ترك الصلاة والصوم، فإن أحسنت معاملتها طيلة الحياة وفي ذلك الوقت ضربتها ضربةً صغيرة تراها منك على نفسها كبيرة لأنها اعتادت منك الإحسان والمعاملة الحسنة والدلال، وبضربها الآن تعلم أنه ينوي حقاً على فراقها علَّها بعدها ترجع إلى رشدها. {..فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُوَاْعَلَيْهِنَّ سَبِيلاً}: ما عاد لك عليها سبيل إن رضخت للحق.

4- حكم من أهله وحكم من أهلها: {..وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً}:
وهذه الخطوة الرابعة الحكَمان، من أهله ومن أهلها، يحاولان الإصلاح عسى أن يتم ولا يقع الفراق. فإن لم يحصل الوفاق تقع طلقة واحدة.

هذه خطوات الطلاق وغير ذلك يعدُّ أيْمان.
إذن ما قالهم زوجك هي أيمان عليها كفارة.

كنت أريد السفر إلى مكان ما، وقمت بحجز تذكرة السفر، وذهبت لأُخبر والدي بأني أريد السفر إلى هذا المكان، وإني قمت بدفع ثمن التذكرة، رد والدي "عليا الطلاق بالثلاثة ما أنت بمسافر خارج البلد".
هل يقع الطلاق إذا سافرت أم لا؟ وما هي كفارة هذا اليمين؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
كفارة هذا اليمين إطعام عشرة مساكين ثلاث وجبات "فطور غداء عشاء" من أوسط ما تطعمون به أهليكم، وإن كنتم أغنياء وعندكم المقدرة المالية فكسوتهم، كذلك من أوسط ما تكسون به أهليكم.
ولا يقع الطلاق أبداً إنما يُعتبر هذا يمين، وحلف اليمين كفارته إطعام عشرة مساكين.
لأن للطلاق قوانين رسمها الله في القرآن، ولا يقع الطلاق بمجرد كلمة لفظها الرجل فتغدو المرأة في الشارع.
فهو لم يتزوجها بكلمة واحدة: (تزوجتك) فغدت زوجته إنما هنا خطبة وعقد ومهر وشهود، كذلك للطلاق قوانين بينها الله في القرآن.

فإن شذَّت المرأة في حدود الله وخاف الرجل نشوزها يتَّبع خطوات الطلاق وهي كما بيَّنها تعالى في سورة النساء:
1- الوعظ: قال تعالى: {..وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ..}: ونشوزهن أي خروجهن عن طريق الحق، هذه تذكَّرها بالموت والقبر وبالآخرة، يجب أن تُعلِّمها. فإن لم تستجب للحق عندها يسلك الخطوة الثانية:

2- الهـــجر: {..وَاهْجُرُوهُنّ فِي الْمَضَاجِعِ..}: لا يلتفت نحوها في الفراش. يعاملها في النهار أحسن معاملة، ويدير لها ظهره في الليل في الفراش، وأقصى مدة للهجر بالفراش أربعة أشهر.
قال تعالى في سورة الطلاق: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ..}: والعدة هي أربعة أشهر لقوله تعالى في سورة البقرة (226): {لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ..}: فإن لم ترجع عندها تسلك الخطوة الثالثة وهي:

3- الضرب: {..وَاضْرِبُوهُنَّ}: والضرب هنا ضربٌ إنساني معنوي غير مبرح، ليشعرها أنه عازم حقاً على الطلاق ولم يعد لديها هذه المنزلة التي كانت عليها كزوجة.
المرأة لا تُضرب إلا عند ترك الصلاة والصوم، فإن أحسنت معاملتها طيلة الحياة وفي ذلك الوقت ضربتها ضربةً صغيرة تراها منك على نفسها كبيرة لأنها اعتادت منك الإحسان والمعاملة الحسنة والدلال، وبضربها الآن تعلم أنه ينوي حقاً على فراقها، علَّها بعدها ترجع إلى رشدها.
{..فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُوَاْعَلَيْهِنَّ سَبِيلاً}: ما عاد لك عليها سبيل إن رضخت للحق.

4- حكم من أهله وحكم من أهلها: {..وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً}: وهذه الخطوة الرابعة الحكَمان، من أهله ومن أهلها، يحاولان الإصلاح عسى أن يتم ولا يقع الفراق. فإن لم يحصل الوفاق تقع طلقة واحدة.

- أما في حالتكم تلك فهذا يعتبر يمين وعليه كفارة يمين ولا طلاق.

كنت متزوج لفترة 4 سنوات وبعدها تم الطلاق، ولدي بنت عمرها 3 سنوات لا أستطيع أن أقول من السبب في الطلاق لأني أنا وهي مشاركين في زيادة الخلافات معاً حتى وصلت إلى النهاية.
وقبل الطلاق بيوم أو اثنين علمت من أهلها أن ابنتي أصيبت بالمياه البيضاء، وطبعاً كانت الخلافات وصلت إلى الذروة، وقد تم الطلاق ولكن لم أستطع أن أطمئن على ابنتي، ومنعوني من رؤيتها أهل زوجتي السابقة، وبعد ذلك بفترة وجيزة أصيبت ابنتي بنوع من الخراج في مكان حساس من العين بداخل العين، وبعد فترة قصيرة من العلاج أدى هذا الخراج في العين اليسرى إلى العمى لأنه قد دمَّر العصب البصري وقد توقف عن العمل، وقد حاولت مع أطباء كثيرين لكن لا فائدة، جميع الأطباء قالوا لا يوجد علاج للعصب البصري، ولذلك فقدت رشدي فتره قصيرة من الوقت لعلمي أن ابنتي لن ترى بعينها الأخرى ولكن عدت إلى رشدي وحمدت الله على ذلك، لكنى خائف بعض الشيء، خائف أن تكون ابنتي هي التي تدفع ثمن الطلاق أو تكون تدفع ثمن معصية كنت أفعلها، بالنسبة للمعصية توجد معصية أحاول أن أتخلص منها وأحاول جاهد أن لا أعود إليها وقد بدأت بالاستغفار والتوبة.
هل من الممكن أن يكون هذا عقاب من الله؟
أعرف أنه سؤال غريب لكن أتمنى أن أجد الإجابة.

أخي الكريم: بالنسبة لابنتك وعمى عينها هذا الأمر مقدَّر إصابتها عليها إن كانت هناك خلافات أم لم تكن وقد عالجتموها فما أفاد العلاج.
وهذا التقدير بعمى عينها حتماً مقدَّر عليها لنفع نفسها بالآخرة ووقايتها من أضرار كبرى قلبية تصيبها بالدنيا لولا هذا العمى، وذلك يعود عليها بالنفع والخير الكبير في الحياة الأبدية.

وأنتما لكما عقابكما لمشاركتكما بوقوع ما لابدَّ من وقوعه لحدوثه بالخلافات، إلا من تاب منكما عن أخطائه توبة نصوحة تاب الله عليه وغفر له ويبقى المقدَّر كائن وهو بالحقيقة يناسب خيرها بالحياة الآخرة الأبدية بالجنات والحياة الدنيا منقضية، والحياة الدنيا هي سبب للسعادة بالحياة الآخرة السرمدية، ولا يأتي من الله إلا الخير على كل الوجوه والحمد لله على كل حال، ولا يُحمد على مكروه سواه لأن عائده خير للجميع.

أنا متزوج من امرأة سورية وأنجبت منها طفل وأريد طلاقها لكن أريد أن أعذبها في طلاقها فهل هذا يدخل بالتحريم؟
يعني أريد أن أعذبها مثل ما عذبتني بحياتي حيت كانت حياتي معها جحيم كل يوم مشاكل؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
لا يجوز: ادفع بالتي هي أحسن، فالله يجازيك على فعلك الطيب بحياتك الدنيا والآخرة، وحذار فكل إنسان يُجازى بعمله هو، لا تُخطئ يحفظك ويسعدك الله.
وإياك والظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، فوالله لو ظلمتها وكنت محسناً لكل الخلق فلابد أن تُجازى يوم القيامة إن لم يكن في دنياك أيضاً.
فلو لاقيت وجه ربك وأنت مظلوم خير لك أن تلاقيه وأنت ظالم.

ولكن رسول الله ﷺ مع كل ذلك قال: «أوصيكم بالقوارير خيراً»، وانتقل ﷺ وبآخر أنفاسه ﷺ يوصي بالنساء، وكم من أمة ظلمت نساءها فسلَّط الله عليها من هزمها وأذلَّها وأبدل عزَّها ذلاًّ وغناها فقراً، فكل امرئٍ يُحاسب على ما قدَّم هو.

وقد قال الله تعالى في سورة البقرة (229): {..فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ..}: أي بإكرام وإنعام وإعطاء مهرها، والإحسان يتضمَّن حتى أنه إن لم تتزوج فهو ينفق عليها حتى تتزوَّج أو حتى تموت.
إني نصحتك فيما قلته وكفى، وكل إنسان يعمل بأصله.
الشرير ينبع بالشر، والإنسان الطيب لا يصدر منه إلا الخير ولا يُقابل الناس بالإساءة، وهؤلاء الذين يقابلون وجه الله وقد وعدهم الله بالجنات.

ما رأي الشرع في الزوجة التي تُحرِّض زوجها على كرهه ومقاطعته لرحمه بحجة أني كبير والتنازل للرحم ذل وتصغير لي؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
لا يجوز أبداً ما لم يكن لمولانا جلَّ وعلا سبب.

أنا أعلم أن أبغض الحلال عند الله الطلاق لكن لا يوجد بيننا حب من الطرفين؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
أولاً: لمَ قبلتم بالزواج إذن. إذا أنجبتم أطفالاً لا يجوز الطلاق أصبح زواجكم من أجل تنشئة الأطفال وبتربيتهم الإسلامية الصحيحة لكم الجنة، وليست المسألة مسألة أهواء أحب أو أكره بل جئت إلى الدنيا يا إنسان لعمل المعروف وعمل الإحسان وبتربيتك لولد تنال الجنة كما قال ﷺ.

أما إن لم يكن لكم أولاد وحياتكم مع بعضكم غير طيبة أو بائسة تتفقون رضائياً وتفترقون بالطلاق بالمودة والرضاء.

هل هناك دواء للتخلص من المراهقة لأنني سأجن؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
نعم المراهقة منشؤها المجتمع فالتباعد عن المجتمع العاطل وصحبة الصادقين الطاهرين وتطبيق دلالة العلامة الكبير محمد أمين شيخو قدس سره دواؤك الذي يشفي بلا خيبة ولا فشل بل النجاح ورضاء الله والسعادة بالداريْن.

شرح عن القضية: هل الزواج بأخرى في حال تعقُّد الحياة مع الأولى.... وذلك لعدم الرغبة في تشريد وضياع الأبناء... هل يجوز أم لا؟ وجزاكم الله ألف خير.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين

اصبر قليلاً فبعد العسر تيسيرُ            من الإلۤه وبعد الكسرِ تجبيرُ
إن العباد لهم ربٌّ يدبِّرهم             وفوق تدبيرنا لله تدبيرُ

إن في الصبر على ما تكره خير كثير وكما قال تعالى: {..فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً} سورة النساء (19).
والآن وبعد مجيء الأولاد غدت العلاقة الزوجية من أجل الأبناء وعدم ضياعهم وشقائهم وتشريدهم، كان بإمكانك الزواج بسبب عدم الاتفاق قبل مجيء الأبناء، أما بعد مجيئهم أصبحت حياتكما من أجل أبناءكما، فالصبر وعدم الزواج بثانية هو ما يرضي الله وسيجزيك تعالى على صبرك من أجل الأبناء أجراً عظيماً وجنات الفردوس إن شاء الله.

زوجي يقول أنه يحبني ولا يفعل شيئاً من أجلي خاصة أمام أهله أود لو أنني أبعده عني ولكن لا أستطيع لو أبعدته عني هذا يعني انتحار لأنني أحبه لا يعترف بحبي أمام الناس يبقيه سراً على عكسي تماماً ماذا أفعل؟ هل أحدِّثه في الموضوع أم أترك الحال على ما هو عليه حتى إذا حدثته لا يسمعني ويعصب علي ماذا أفعل أرجوكم؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
ترك الحال على ما هو عليه أفضل وتصرُّفه تجاه الناس حكمة ويقيكما من الحسد وشر الناس والأذى.
وماذا يفيد الناس إلا الضرر: وقاكما الله من الحسد وأولاد الحرام فإذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب: تصرُّفه حكيم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا حائرة وأتمنى إن كان بإمكانكم مساعدتي.
لدي ابنتي المراهقة انحرفت قليلاً، فقد تركت صلاتها واكتشفت أنها مارست العادة السرية من دون معرفة حقيقتها. لكن منذ أيام حلمت بها وهي تصلي وحلمت بها رفيقتها أنها ارتدت الحجاب، وأخبرتني أنها هي أيضاً حلمت بنفسها أنها متحجبة وحلمت بأستاذها في العلوم الشرعية -الذي لاحظت أنه أثَّر فيها كثيراً- حيث أصبحت تردد كل ما يقوله، فمثلاً تنهي كل من يسمع الموسيقى وتخبره أن ذلك حرام، و تبتعد من كل مجالس اللغو بعد أن تنهي أصحابه عما يفعلون، لكن عندما أسألها عن سبب عدم رجوعها للصلاة تجيب بأن الأستاذ لم يحدثهم عن ذلك.
فما تفسير تلك الأحلام؟ هل ابنتي ضائعة أم أنها تحتاج لمن يرشدها؟
وشكراً على كل ما تقدمونه وجزاكم الله خيراً.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
نعم أحسنت البدء فنرجو الله أن تحسن الختام.
ولمَ لا تكلِّمون أستاذ العلوم الشرعية ليرشدها للصلاة ما دامت مخلصة له، والله الموفِّق والمؤيِّد.
نرجو الله حسن الختام.

ما هو نص عقد الزواج حبذا لو تكرمتم وذكرتموه لنا وأكون شاكراً لو كان على شكل حوار كأن تقولوا مثلاً يقول ولي البنت: (وتذكروا لنا النص) يقول الخاطب: (وتذكروا النص) الخ..... وشكراً لكم.

يقول الرجل "الذي يريد الزواج" لولي البنت: "زوَّجْتُ نفسي بنفسي إلى نفسِ موكِّلِتِك "فلانة" على صداقٍ مُقدَّمه "...." ومؤخَّره "...."
يقول ولي البنت للرجل: "زوَّجْتُكَ نفسَها بنفسِها إلى نفسكَ على صداقٍ مقدَّمُه "..." ومؤخَّره "...".

إني امرأة متزوجة وأنا أحب الحجاب وأحب أن أمشي بالحقّ، لكن الظروف لم تسمح لي بذلك وحاولت كثيرا فلم أستطع لأن زوجي لم يسمح لي وطلب زوجي مني إن أردت الحجاب بأن أذهب إلى بيت أهلي ولي منه ثلاثة أولاد وأربع بنات الولد الأكبر عمره 16 والبنت 18 وأنا أرغب بالحجاب وأتمنى أن أتحجب بأسرع وقت ولا وسيلة سوى الطلاق بيننا، وزوجي لا يريد أن يسمع ولو كلمة عن الحجاب وأنا لا أطيق أن أعيش بدون حجاب ولا أطيق الحياة معه وهو قد تزوج غيري ثلاث نساء وأنا الثانية وأنا أريد الرد على السؤال إذا سمحتم يا سيدي أتمنى من الله أن يوفقني ويهديني إلى طريق الخير وأنا أعمل خارج البيت وأصرف على أولادي منذ زمن طويل وهو لا يعترف علينا ولا يجلس ولا يأتي إلينا أبداً أريد أن أعرف إذا احتجبت وتركت أطفالي إلى الخالة زوجة أبيهم إنها قاسية جداً وأبوهم قاسي أيضاً كذلك هل هذا حلال أم حرام وأنا محتارة ودائماً أبكي وأقول يا رب تهديني يا رب تسامحني يا رب تغفرلي ولكم منتهى الاحترام يا سيدي الكريم.

صبراً قليلاً فبعد العسر تيسير     من الإلٓـه وبعد الكسر تجبير
إن العباد لهم رب يحاسـبهم     وفــوق تدبيـرنا لله تدبيــر

إن في الصبر على ما تكرهين من المنكرات أجر وخيرٌ كبير لكِ. آن الأوان وقرب قرباً شديداً أوان الفرج عليك وعلى المكروبين والمستغيثين من المسلمين والمسلمات السالكين في الحق والطالبين رضاه لطاعته جلَّت رحمته، وما بعد هذا الظلم والجور في العالم كله إلا فجر هناء ونعيم أنواره تغمر قلوب المظلومين أمثالك ويؤتيهم تعالى إذ ذاك على ما صبروا وما تألموا: سعادة في الدنيا وجنات الخلود في الآخرة، إذ بعد هذه الظلمات نورُ نورٍ يتلألأ بقدوم وظهور سيدنا المسيح وأمّه سيدتنا مريم عليها السلام التي اصطفاها تعالى سيدة ومرشدة لنساء العالمين عندها ينصفك الله جزاء صبركِ العظيم وتضحياتك في سبيل بناتك وأبنائك ويجعلك من المقرَّبات إليه تعالى بصحبة أمِّنا وسيدتنا مريم العظيمة عليها السلام وحسنت رفيقةً لكِ جزاء صبركِ من أجل أولادك.

عاشت وانتقلت لرحاب ربها وجناته أمُّنا خديجة رضي الله عنها، زوجة سيد الخلق ﷺ، ولم تتمكن من وضع حجاب على وجهها الطاهر المطهر لصعوبة الظروف في مكة إذ لم يكن قد آن الأوان ولم تنزل آيات الحجاب في مكة بل تنزلت بعد وفاتها في المدينة حين تكوَّن المجتمع الإسلامي وتسترت وجوه المسلمات في العالم كله وبقوا على ستر الوجه حتى منتصف القرن العشرين حين استعمر المشركون عقول وقلوب وبلاد المسلمين فحلَّ البلاء والغضب بالزلازل والأعاصير والصواعق والعواصف والأمراض وجنون البقر والطيور وسفك الدماء في كل العباد والبلاد والآن بعد فترة وجيزة بإذن الله يظهر سيدنا المسيح عليه السلام ليمسح الآلام والحروب والظلم والجور عنا وعن العالم كله كما بالحديث الشريف عن سيدنا عيسى ابن مريم أنه: ((يملأُ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً)) عندها تقام حدود الله كاملة ويحل الأمن والطمأنينة والسلام إلى يوم القيامة وهنيئاً لك على صبرك من أجل أولادك.

أرجوا من حضرتكم توجيهي لما فيه خير فوالداي مبذران ينفقان المال بدون وعي، ووالدي لا يحفظ نعمة أنعمها الله علينا ووالدتي أعطت أموالها لأخي كي يرابي بها ثم وعندما يصبحان في حاجة يتوجهان إليّ، وإنني أعيش عيشة الكفاف قدَّمت لهم الكثير من النصائح فيجيبونني بأن هذه فلسفة زائدة ولقد قرأت في جواب على موقعكم أن ابدأ بالإحسان إلى من بدأك بالإحسان وهما الوالدين فماذا أفعل أرجو إجابتي بأسرع وقت جزاكم الله خيراً.

اشترِ لهما حاجياتهما من طعام فقط مما يلزمهما إن أمكنك ولا تكلّف نفسك فوق طاقتك، وإلا يمكنك الاعتذار اللطيف بضيق ذات اليد وأنك في عسر.
وقل يا ليتني أستطيع مساعدتكما ولو بروحي ولكني أيضاً مديون وا أسفي.
اجبر خاطرهما بالقول "اللطيف فقط".

لدي سؤال وآمل أن تجيبوني عليه
ولكي تكون النقطة التي أسأل عنها واضحة سأطيل قليلاً فأرجو المعذرة.
السؤال عن ولاية التربية للأب:
لنفترض الحادثة التالية: لو تقدم شاب وخطب ابنة رجل وألمح من خلال كلامه أنه لا يؤيد الحجاب هل يجوز (من باب حرية الاختيار) أن يشرط الرجل موافقته بموافقة البنت أم ينهيها من أولها ويعتذر بعذر مناسب؟
أي هل يمكن أن يوافق الأب على زواج ابنته إذا اشترط الخاطب على كشف الحجاب حتى لو كانت البنت موافقة على ذلك (أنا أعرف أنه يجب أخذ رأي البنت في أمور الخطبة ولكن في هذه الحادثة أرى من المناسب أن يعتذر الرجل ولا يخبر ابنته أصلا إذا علم أنها ممكن أن توافق. يعلمها فقط في حال يراها متمسكة بحجابها لكي يكون رفضها لرقيها عند ربها).
أنا أعرف أنه يجب أخذ رأي البنت ولكن في هذا الأمر هل يجوز الموافقة في حال وافقت البنت أو بالأحرى هل يجوز أخذ رأيها في هكذا أمر؟ طبعاً السؤال بشكل عام وليس عن حادثة واقعة، مع جزيل الشكر لكم

يا أخي: لقد سألت وأجبت "فلا شلّ فوك ولا كان من يشنوك"، وكثّر الله من أمثالك... وليت كل الآباء مثلك يبحثون عن مصالح أولادهم لا على أهوائهم.
إن أخبرتها وأعلمتها بمثل هذه القضية فقد ضيعت الولاية الأبوية، وأوردت ابنتك موارد التعب وحاشاك.
فأولادك أمانة أودعها الله لديك، والواجب أن تحافظ على أمانتك، وهذه ابنتك أمانة في عنقك، فحاشا أن تلقيها في المعصية بل تربيتها التربية الصالحة الحسنة ودلالتها على طريق الإيمان لتحفظ نفسها من التهلكة، فإذا جنبتها الهلاك "كنت أنت وإياها في الجنة مع النبي صلى الله عليه وسلم كهاتين"، كما قال صلى الله عليه وسلم وضمّ أصبع السبابة إلى الوسطى مشيراً إليهما.

تزوجت منذ 13 سنة وشاءت إرادة الله عز وجل ألا أرزق بأطفال، وذات يوم أخبرني صديق لي أنهم وجدوا طفل عمره أيام أمام منزل جيرانهم فذهبت وحين رأيت الطفل رق قلبي له وأحببته كثيراً فأخذته إلى المخفر ومن بعد إلى القاضي بناء على أوامر المخفر و من ثم إلى دار الأيتام بناء على أمر القاضي وبعد مرور شهر ولم يظهر أحد يطالب به أخذته بشكل قانوني ورسمي وأسميته وأنزلته بالقيود على نفوسي وأصبح يرضع من أختي ومن أخت زوجتي لثلاثة شهور والآن أصبح عمره ست سنوات.
وللعلم حتى الآن لازلت عقيماً. هل تبني هذا الولد يجوز لي؟ وهل أنا مذنب بتبنيه؟ وهل علي أن أخبره أنه ليس ابني ومتى أخبره؟ وهل على زوجتي أن تستتر منه وفي أي سن؟
علماً أن العائلة كلّها كبيرها وصغيرها تعلم بقصتي. وجزاكم الله كل خير.

يا أخي الرحيم
كثّر الله من الرحماء الحكماء أمثالك.
ثابر على تربية الغلام ولا تُعْلِمه الآن إلا أنه ابنك، وعند بلوغه ست عشر سنة تستره عن زوجتك وتخبره أنّ أهله استشهدوا مثلاً بلبنان أو العراق وتدمّر بيتهم وهو وحده نجا فأخذته أنت وربيته و (لَيْسَ الكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ، فَيَنْمِي خَيْراً أَوْ يَقُولُ خَيْراً) رواه البخاري: رقم (2692).
أما التبني فهو حرام لأنه غريب عن الأسرة، ويخشى الزنا.
فهذا الغلام حكمه حكم اليتيم أي المقطوع لا ناصر له ولا معين "فهو يتيم وأهم من اليتيم".
وقد قال صلى الله عليه وسلم: (إن أحب البيوت إلى الله بيت فيه يتيم مكرم). رواه الطبراني
ولا يجوز إبقاؤه على قيودك فهو غريب عن العائلة وحكمه عملياً بعد البلوغ حكم الغريب، وإذا بلغ سنّ البلوغ فلا تقطع عنه المعونة وأحسن إليه هذا مثل ابنك.

ولكن التبنّي محرم ويتولد عنه قطع الأنساب وارتكاب الفواحش وغيرها فلتحذر منها.

ولكن تعاونه مثلاً تشتري له بيتاً عندما يكبر وتحسن إليه وتعامله كأنه ابنك وتربيه تربية كاملة ولن يًتِرك اللهُ عملك وسيهديك ويصلح بالك ويدخلك الجنة عرفها لك.
ولأنّ التبنّي حرام؛ فإن أزلت اسمه من قيودك فلا تخبره الآن بل ولا تخبر أحداً، وما تقدموا لأنفسكم من خير فهو خير وأعظم أجراً.

كم يكون الفرق بالعمر بين الشاب والفتاة الذين يريدون الزواج على سنة الله ورسوله لتكون الإلفة والمحبة والتفاهم بينهما. جزاكم الله عنا خير الجزاء.

أقصى حد لذلك خمس عشرة سنة.
إلا إن آمن الإنسان وأصبح تقياً يبصر بنور الله فيمكنه تجاوز هذا الحد، ولا حدّ له أبداً مهما كان الفرق كبيرا، وأين هم الأتقياء في عصرنا؟ قليلٌ ما هم.
الشخص العادي إن أصبح كبيراً بالسنّ وكان الفرق أكثر من خمس عشرة سنة يعجز عن إشباع رغبات زوجته الطبيعية وهنا يخشى عليها من الميل وطلب الحرام ظاهراً عن طريق الرجال، أو عن طريق باطني عن طريق الشياطين فتكفر.
وإن كانت هي تقية أيضاً فلا يؤثر الفرق الكبير في السن، والمرأة التقية هي المشاهدة بنور الله ورسوله عياناً بياناً، وأين التقيات بهذا الزمن؟

هل يجوز للشاب رؤية الفتاة التي يريد أن يتزوجها قبل أن يقوم بخطبتها؟
وجزاكم الله عنا خيراً

ليس في هذه النظرة للخاطبين أي شيء من الحرام، بل هي واجب على كل مسلم ومسلمة أن يراها وتراه لمرة واحدة بقصد الزواج، لكيلا يقال فيما بعد زوجونا من لم نرَ ولم نحب "بمكايدات زوجية".
لقد جرت العادة منذ القديم في دمشق ومعظم مدن سوريا عند المسلمين حينما كان الحجاب الساتر للوجه سائداً عند عامة الناس المسلمين، أي في الأربعينيات وما قبل.
أن الخاطب يذهب أهله لرؤية الخطيبة ويقومون بوصفها له، فما كان ليراها إلا ليلة العرس وبعد العقد، يتزوجها بناءً على رؤية الأهل لها ونقل الأوصاف له دون رؤيتها، هذا كان قديماً ويصح ذلك إذا كان الطرفان متفقين على ذلك.
وفيما بعد أصبح الرجل الخاطب يرى خطيبته لمرة واحدة قبل العقد لكثرة الفتن بالطرقات، وهذا حلال ليس فيه أي شيء من الحرام لكيلا يحدث فيما بعد خلاف وخصام فلا تعجبه بعد الزواج ويقول لقد غُبِنْت! فيقع الطلاق وهذا أبغض الحلال عند الله.

إذن، لا مانع من المشاهدة الشرعية لكلا الخاطب والمخطوبة للآخرة، ولمرة واحدة في قصد الزواج ولهذا الهدف، وبعد الاتفاق على الزواج.

ويجوز أيضاً الزواج بعدم هذه الرؤية ويمكن أن يكتفي الخاطب بالأوصاف التي تنقل إليه من قبل أهله، إذا كان هناك قبول ورضى من الطرفين بذلك، ولا يستحسن بعصر الفتن هذا.

ياريت توضح لي موضوع الرجل الغريب والرجل الاجنبي على المرأة.

لتوضيح موضوع الرجل الغريب والأجنبي عن المرأة لابد أن نستعرض الآية التالية من سورة النور والتي تفصل هذا الموضوع التفصيل المناسب.
يقول تعالى:
{وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ..}: يحاولن قدر الإمكان لأن الرجل ظاهر الوجه، فعليها أن تتحجب ولا تنظر إلا بعين واحدة. {..وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ..}: إن غَضَّتْ حُفِظَتْ. {..وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ..}: ما زينهن الله به: وجهها. هذا هو الزينة الربانية. {..إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا..}: أي الكفين والقدمين. {..وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ..}: بغطاء الرأس يغطين وجوههن وصدورهن، "خُمُرِهِنَّ": ما تستر به وجهها غطاء الوجه يقال "فلان تخمر" تستر به صدرها "فتحة الصدر". {..وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ..}: وجهها هو الزينة. {..إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ..}: أزواجهن "إلا لزوجها". {..أَوْ آَبَائِهِنَّ..}. والدها. {..أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ..}: والد زوجها، أعمامهن. {..أَوْ أَبْنَائِهِنَّ..}: ابنها. {..أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ..}: ابن الزوج، ابن زوجها "خالته زوجة أبيه". {..أَوْ إِخْوَانِهِنَّ..}. إخوتها {..أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ..}: أولاد إخوتها. {..أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ..}: أولاد أخواتها. {..أَوْ نِسَائِهِنَّ..}: المؤمنات أمثالهن.

فلئن كانت محرمة نظرة المشركة للمؤمنة وظهور المؤمنة أمام المشركة لئلا تنقل محاسنها لمشرك أو كافر فيقع في الهوى والأذى أفلا يكون حرياً بها ألا تظهر أمام رجل غريب وألّا يراها! ومن هنا أتى الحجاب.
إذاً نساء المؤمنين فقط لأن المرأة الكافرة قد تصفها للرجال "فإذا كانت تصف للرجال تنحجب عنها" فهل يجوز أن تظهر للرجال!
فالمرأة غير المؤمنة لا يجوز أن تنظر للمرأة المسلمة كيلا تنقل صفاتها.

هذه المؤمنة عندها أمانة. {..أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ..}: من الجواري، لأن المرأة المملوكة محدودة الحرية وهي في طريق الإيمان أو أنها آمنت. {..أَوِ التَّابِعِينَ..}: للمملوكة أولاد الجواري إن كان صغيراً. {..غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ..}: الصغار. {..أَوِ الطِّفْلِ..}: الأولاد الصغار. {..الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ..}: لا يعرف وصف النساء. {..وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ..}: لا تمشِ مشية الشابات لكيلا تظهر أمسنة أم شابة. {..لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ..}: لا تمشي المرأة مشية تبين أنها شابة ممتلئة، إذا كانت المشية التي تظهر شبابها لا تجوز فكيف بكشف الوجه؟!.. {..وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ..}: طبّقوا أوامره. {..لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}: تفعلون الخيرات فتكسبون الجنان.
هذه المرأة أمانة من الله فلا يُضيعْها زوجها، إن أخرجها زوجها من الظلمات إلى النور كانت مستشفعة به بالجنة لأنه بسببها دخل الجنة حيث أنها هي عمله.
وذلك بأن يخالف هواه ويتّبع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقدّم ارتباطه وحبه برسول الله فوق هواه، ويجعل الرسول إماماً له قبل كلّ ما يحبه ويتمناه.

هل يمكن للرضاعة أن تمنع الحمل. وكيف هناك بعض النساء اللاتي يحملن وهن يرضعن أولادهن، أليس كله بيد الله اذا كانت الرضاعة موجودة أم لا؟ شكرا.

لا علاقة للرضاعة بالحمل.
فكثير من النساء يحملن قبل أن ينهين فترة الرضاعة فإذا حملن أثناء الرضاعة يفطمن الرضيع ويشترين له الحليب المجفّف المناسب له.
وكله بيد الله ولكن جعل لكل شيء قوانين وأنظمة وليست المسألة اعتباطاً دون قوانين.
هل من يقول: كل شيء بيد الله ويلقي بنفسه في البئر! هل ذلك معقول؟
والله يأمرنا بالسير بقوانين الخير وبذلك ننال الخير.
إذا تم الحمل واستمرت الأم بإرضاع رضيعها، فإن كان الرضيع ذكراً يمرض ويتضرر كثيراً وإن كانت أنثى ربما تموت فإن حصل حمل ينبغي أن توقف الرضاعة لخطر الحليب في هذه الحالة على الطفل الرضيع.

عندما تتزوجي وتجدي زوجك مريض لا معاشرة يجلس على كرسي يأكل عليه، ينام بملابسه لا يقوم بكل ما يقوم به كزوج. وكذلك وجدته يشاهد الغير المباح.
سؤالي هل من حقي طلب الطلاق، هل هذا الزواج يسمى زواج بلا معاشرة ولا شيء وليس عنده إحساس تجاهي أو تجاه أي امرأة؟

ليس هذا بزواج أبداً، هذا ظلم لكِ وإجحاف.

السلام عليكم
زوجي لا يعطيني المهر الذي كتبه في العقد. سؤالي ما الشرع في هذا؟

قال تعالى في سورة النساء: { وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآَتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا، وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا} سورة النساء، الآيات 20-21.

إذن لا يجوز أبداً في الشرع أن يأخذ الرجل من زوجته مهرها حقها وأخذه إثم مبين.
والله يأمر بالمهر في قوله تعالى: { وَآَتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً..} سورة النساء، الآية 4. أي شيء تستحليه منك وصار حلالها. {.. فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا..}: طبن لكم عما ملكنه، أي سامحتك الزوجة بشيء من المهر من نفسها وعن طيب خاطر منها، {...فكلوه..}: لا مانع عندها {.. فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا..} بسرور لا غصة فيه، أما أخذ المهر غصباً فهذه سرقة وإثم كبير.
وأساس الزواج، ومن شروطه
أولاً: المهر.
ثانيا: أن يكون الزواج دائمياً. وذلك بعقد الزواج.
"حيث يقول لها: زوجتك نفسي بنفسي إلى نفسكِ على صداق قدره كذا.."

وعلى المهر يبنى الزواج، كما يبنى السقف على الجدران فإن لم يكن هناك جدران فلا يبنى السقف أبداً، كذلك الزواج متوقف على المهر. لأن الزواج بأساسه ليس فقط جسمياً إنما هو علاقة نفسية سامية كما بعقد الزواج، لينهض الرجل القوي إيماناً ببنت جنسه إلى الجنات والمكرمات وبالمهر تنعقد الرابطة النفسية بالحلال وما الجسد إلا وسيلة لنشوء هذه العلاقة وبالمهر تميل المرأة لزوجها لما تستحليه منه فتكون العلاقة مبنية على أساس ومودة وصفاء لا هضم فيه ولا جور.

فالعلاقة الزوجية علاقة نفسية لأنه يقول لها كما قدمنا:{زوجتُكِ نفسي بنفسي لنفسكِ}، وهي تقول له:
(زوجتُكَ نفسي بنفسي لنفسكَ). وبهذا تبنى الأسر والعطاءات وتدوم العلاقة لما بعد الموت إلى البرزخ والآخرة.
أما إذا اقتصرت العلاقة على الجسد فيكون بذلك من أكلة لحوم البشر.
فشرط الزواج الحلال المهر والنية الأبدية لأنّ النفس دائمة ولا تعدم.

بسم الله الرحمن الرحيم
ما حكم تقبيل يدين الوالدين وهل التقبيل من إرضائهما وزيادة في العمر وعدم إرضائهما ينقص من عمر الإنسان؟ جزاك الله عنا خير الجزاء.

نعم، صحيح تقبيل يديّ الوالدين يرضي الله ورسوله، فابدأ بالإحسان لمن بدأك بالإحسان، وخيركم خيركم لأهله، فهو يزيد في عمر الإنسان، من رضى من الله وخيرات يكسبها عند الله الرحيم، إذ يقول تعالى: {..وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً..} [البقرة: 83] يعقبهما التوفيق في الدنيا والجزاء الحسن من الله بحياة الخلود بالآخرة.

فهنيئاً لك بالحظوة لك ففي رضائهما بغير معصية الله رضاء الله، وسبب لزيادة الجنات بالآخرة، وهذا العمر أو الإعمار بحياة الخلود والحياة الحسنة وبالدنيا بالتوفيق.

أختكم تسأل: كما نعلم جميعنا سيدي أن الغيرة أوجدها الله بالفطرة عند الرجال والنساء، وأن هناك من الغيرة المحمود أو المذموم، وهو سبحانه وتعالى خلق كل شيء في هذا الكون بالحكمة والحق.
وسؤالي الآن موجه حول غيرة المرأة على زوجها المتمثلة بكونها لا تحب مثلاً أن ينظر زوجها إلى غيرها أو يحب غيرها أو يتزوج عليها أو يخونها.
وسبحان الله الحكيم الذي جعل تلك الغيرة موافقة لأوامره (أستثني تعدد الزوجات طبعاً).
المهم: إن المرأة المسلمة والكافرة يشتركان بتلك الغريزة وأسئلتي:
1-ذلك الشعور بالغيظ أو الانزعاج (غيرة المرأة) كيف يمكن للمرأة المسلمة تحويل ذلك الشعور من غضب لحظ النفس إلى غضب لله دون أن يجتمعا سوياً؟ (وهو السؤال الأهم).
2-عندما يكون زوجها مهووس بمشاهدة الأفلام والأغاني والمسلسلات التي يستحيل أن تخلو من الكاسيات العاريات والفاجرات وغير ذلك من المحرمات، فهل يجوز شرعاً أن تجلس معه دون أن تنكر عليه؟
3-كيف يكون إنكار ذلك دون أن ينزعج الرجل؟
4-كيف تعرف المرأة أن غيرتها لله أم لحظ نفسها؟
(لا أحتاج أن يُضرب المثل بأم المؤمنين عائشة وأنها مع عظمتها لم تستطع كبت مظاهر غيرتها لحظ نفسها وأن لا مجال لتغيير الفطرة)!
إذا كان سؤالي سخيف فلن يحزنني عدم الإجابة عليه.

كلا إن سؤالك مهم وقيِّم وهو واقعي.
1- "من لا يغار حمار" كما في المثل، والغيرة من كمالات النفس الإنسانية الطيبة، ومن لا يغار فهو ميت القلب، فما أعظم شان من يغار! فهذا إنسان محمود الصفات كريم الأخلاق. ومن لا يغار فهو كالخنزير لا خير فيه وعرضه رخيص عليه فليس له عرض.
هذا إن كان انزعاج النفس بالغيرة خشية على رضاء الله، كما بالأمور التي أحلها الله، ومع ذلك تشتد بها الغيرة وتعصف بها وتلتفت إلى الله الذي من أجله لاقت ما لاقت من أهوال الغيرة، ولما عرفت أنها ما صبرت إلا لمرضاة الله عندها تصبر وتشتد وجهتها إلى الله الذي بسببه صبرت على غيرتها ولا تكاد تستطيع، فتحصل لها صلة وصلاة تُكتَبُ لها أو تنال جنات علية ثم يبدلها تعالى بنعيم تجد حلاوته في قلبها.
والحقيقة: أنها بصبرها وتوجهها لله تنال على صبرها حقاً ما لا عين رأت ولا أن سمعت ولا خطر على قلب بشر ببصيرتها وبنفسها، عندها عليها صلوات من ربها ورحمة وهي من المهتدين، أي تستنير بصيرتها فيعوضها من نعيم ما نالت عن الغيرة التي بسببها وبسبب الالتجاء إلى الله غدت من المصلين ومن أهل الجنة المكرمين.

2- لا تقعد معه على التلفزيون بحال الأذى والضرر، وإن تعلم أنه لن يستفيد من إنكارها عليه ذلك العمل ولن يعبأ، فلتدعه لعالمه ولتنشغل بعالم شغل منزلها، ولا تشاركه بالنظر الضار المضر، وإن لم تشجعه بالمشاركة بالجلوس فلعل الله يهديه فيكفَّ عن أذى نفسه.

بسم الله الرحمن الرحيم شيخنا الكريم بارك الله فيك.
أرجو أن تبين لي عن سيدة مسنة لها ابنة وهذه السيدة مريضة ولا تسمح لابنتها بالقيام بتنظيفها النظافة الشخصية من تقليم أظافرها أو غسل شعرها أو ما شابه ذلك، ماذا تفعل هذه الابنة؟ أرجوك شيخنا السرعة في الإجابة لأنه مهم جداً.

أختي جزاك الله على إحسانك لأمك التي بدأتك بالإحسان، ولابدّ أنها ترفض خدمتك لها وتنظيفها بسبب أوجاعها وألمها أثناء القيام بتنظيفها، فاصبري وتحمَّلي جميع الصعوبات وواظبي على خدمتها رغم رفضها وعدم سماحها لك، فالإنسان المسن يغدو كالطفل سرعان ما يغضب ويزعل وبكلمتين لطيفتين حنونتين يرضى ويفرح، تذكري كم سيرضى الله عليك بهذه التضحيات وتطبيقك لأمره تعالى:

{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً ، وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً} سورة الإسراء: الآية (23-24).
فبصبركِ عليها سيرضى عليكِ الله ويدخلكِ جناته فطوبى لكِ وحسن مآب.

جاء في سورة البقرة (230) {فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ}.
وفسرها البيضاوي بقوله: «قالت امرأة رفاعة لرسول الله: إن رفاعة طلقني فبتَّ طلاقي، وإن عبد الرحمن بن الزبير تزوجني، وإن ما معه مثل هدبة الثوب. فقال رسول الله: أتريدين أن ترجعي إلى رفاعة؟ قالت: نعم. قال: لا، حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك».
وكثيراً ما تكون امرأة لها زوج عظيم وأولاد وبنات هم سادة مجتمعهم، وفي حالة غضبٍ يطلّقها زوجها، ثم يندم على ما فعل. فإذا الشرع القرآني يُلزم هذه السيدة أن تُجامع غير زوجها قبل أن تعود إليه.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
يا أخانا لقد أوردوا بحث الطلاق في الإسلام منقوصاً، وذلك لعدم الرجوع إلى كتاب الله الكريم القرآن، فإذا ما رجعنا إلى القرآن تجد الحقيقة مختلفة عما أوردوه الداسُّون الذين يريدون لصق الاتهامات الباطلة في الإسلام ليخرجوا إلى الناس بدسوس شيطانية وليخربوا بها البيوت العامرة ويلصقوها زوراً بالدين ولا أصل لها بالدين الإسلامي أبداً، لأن للطلاق شروط وقوانين لا يتم الطلاق أبداً إلا بإتباعها واحدة إثر واحدة، فكما أن الرجل لم يتزوج بكلمة واحدة "تزوجتك" تكون الفتاة قد أصبحت زوجة له، بل هناك قوانين للزواج من خطبة ومهر وعقد وما إلى هنالك.
كذلك الأمر أشدُّ منه وأعظم حينما يريد الرجل طلاق امرأته، و«أبغض الحلال إلى الله الطلاق».
على المطلق إتباع الخطوات الواردة بالقرآن وإليك هي:

1- الوعظ : قال تعالى: {..وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ..}.
نشوزهن: أي خروجهن عن طريق الحق، تذكِّرها بالموت بالآخرة يجب أن تُعلِّمها، فإن لم تستجب للحق عندها يسلك المطلِّق الخطوة الثانية.

2- الهجر: {..وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ..}: لا يلتفت نحوها في الفراش يعاملها في النهار أحسن معاملة، ويدير المؤمن الصحيح لها ظهره في الليل وأقصى مدة الهجر بالفراش أربعة أشهر قال تعالى: {..إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ..}: والعدة هي أربعة أشهر لقوله تعالى: {لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَآؤُوا فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} سورة البقرة (226).
فإن لم ترجع عندها تسلك الخطوة الثالثة وهي:

3- {..وَاضْرِبُوهُنَّ..}: والضرب هنا ضرب إنساني معنوي غير مبرح.
المرأة لا تُضرَب إلا عند ترك الصلاة والصوم، فإن أحسنت معاملتها طيلة الحياة وفي ذلك الوقت ضربتها ضربةً بسيطة تراها منك على نفسها كبيرة لأنها اعتادت منك الإحسان والمعاملة الحسنة والدلال، وبضربها الآن تعلم أنه ينوي حقاً على فراقها. علَّها بعدها ترجع إلى رشدها.
{..فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً..}: ما عاد لك عليها سبيل إن رضخت للحق.
{وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً}: وهذه هي الخطوة الرابعة "الحكمان" من أهله ومن أهلها، يحاولان الإصلاح عسى أن يتم ولا يقع الفراق.

إذن: هذه خطوات الطلاق الذي هو أبغض الحلال إلى الله.
1- الوعظ 2- الهجر 3- الضرب غير المبرح "ضرب معنوي" 4- الحكم من أهله ومن أهلها. وبذلك وبكل تلك الخطوات تعتبر طلقة واحدة أولى فإذا لم يتم الاتفاق بعد ذلك يقع الطلاق الأول، وله حق إرجاعها مرة ثانية. فليس الأمر مجرد كلام.

الطلاق ليس بالقول طالق طالق طالق، بل هو سلوك عملي لقوانين وضعها الله تعالى خالقنا وممدنا وهو تطبيق الخطوات السابقة التي ذكرناها والتي هي بالقرآن الكريم ومنها الهجر أربعة أشهر وإذا حصل خلاف بعد ذلك كذلك يعيد نفس "المراحل"، مراحل الطلاق الأربعة السابقة الذكر خطوة إثر خطوة حتى في النهاية يقع الطلاق الثاني، وكذلك في المرة الثالثة يجب عليه تكرار الخطوات نفسها حتى يتم الطلاق الثالث.
فليست المسألة بالكلام وبكلمة "طالقة " بهذه الكلمة الخفيفة يحصل الفراق وتدمير أسرة وتلقى إنسانة مكرَّمة عند الله في الشارع بل هناك قوانين يجب إتباعها.

وفي الحديث الشريف: «لا طلاق في إغلاق»: والإغلاق هو الغضب الشديد، أما ما يفعله بعض عميان القلوب الذين يريدون أن يشيعوا الفاحشة، ويزوجون المرأة لزوج آخر ليلة واحدة ويقومون بعد ذلك بطلاقها وهذه ما يسمونها "بالتجحيشة" وهي من الدسوس الشيطانية على الإسلام، بل على المرأة المطلقة ثلاث طلقات بقوانينها المذكورة في القرآن بتمامها، عليها الزواج من رجل آخر زواجاً طبيعياً أبدياً وغير مشروط بطلاق بعد حين، فإن حصل فراق طبيعي وطلاق قانوني بشروطه من الزوج الثاني، وبعد ذلك إن أحب الزوج الأول إرجاعها فلا مانع من ذلك لأنها تكون جربت غيره وعرفت خيره فلا يحصل نشوز.

فيا أخي الكريم حفظه المولى: لم يبق بعد هذا القول الشنيع والكفر المريع كفر، بتأويل آية: {فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىَ تَنكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ..} بجعلها زنى "وفاحشة" وأن الله ورسوله أمر بالزنى بهذا الحديث الشيطاني، حديث امرأة رفاعة الدجل، وحاشا لله وتعالى علواً كبيراً.
قال تعالى: {وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} سورة الأعراف (28).
{..كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا..} سورة الأنعام (148).
{..قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} سورة الأعراف (28).
وبالعكس {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} سورة النحل (90).

وهم يقولون "هؤلاء المفسرون الخبثاء أمثال البيضاوي" بأن الله يأمرنا بالزنى كما ورد في الحديث الشيطاني المدسوس كذباً على رسول الله عن رفاعه والذي تفضلت وأوردته منتقداً إياه، ويحق لك نفي الأمر بالفاحشة عن امرأة رفاعة، والذي لا أصل له إلا من الشياطين أعداء الدين، وذلك:
بالحديث الشريف الذي ينفي وقوع الطلاق لتتزوج غير زوجها.
«ألا لا طلاق في إغلاق»: والإغلاق هو الغضب الشديد.
قولهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أن امرأة رفاعة لا تصح عودتها حتى تزني مع رجل آخر، بأن تذوق عسيلته ويذوق عسيلتها»، فهذا قولُ وأمرُ الشيطان الذي يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله مالا تعلمون.
وهم يسمون هذا الزنى "بالتجحيشة"!
من يرضى بافتراس زوجته، وباسم الدين "الإبليسي" هذا؟!!
وهذا الزنى يكرِّه الزوج بزوجته ثم يفرِّق بينهما ويدمِّر الأسرة دنيا وآخرة، والشياطين والسحرة تفرِّق بين المرء وزوجه.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما رأيكم في رجل يفضل زوجته على أمه بشكل ظاهر وعلني، ودائماً تكون والدته مكسورة الخاطر منه وحزينة، ولكنها تحاول أن لا تظهر هذا الشيء.
كذلك الزوجة تعمل على إغاظة الوالدة ومكايدتها في كثير من الأمور وبعلم الزوج.
ولكم الشكر.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لم يشكر الناس لم يشكر الله».
ومن أولى بالشكر ممن بدأك بالإحسان وسهر الليالي على مرضك وعني بتربيتك وخدمتك وهي راضية مسرورة بهذه الخدمة فلم تتأفف ولم تتذمر، بل كانت محبَّة لك وترنو ببصرها إليك كلما تقدمت بك السنوات وكبرت شيئاً فشيئاً.
فالتي خدمته وربَّته هي أمه لا زوجته، حتى أن الله أوصى الإنسان بعد عبادته عز وجل بالإحسان لوالديه بقوله تعالى: {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً..} سورة لقمان (15). وليس أبدى من ذلك شيء، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان، والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أوصى بالأم أولاً حينما سأله أحدهم فقال: «من أحق الناس بحسن صحبتي؟
قال أمك، قال ثم من؟ قال أمك، ثم قال من؟ قال أمك..».
فالذي يكسر خاطر أمه يكون قد عصى الله وخالف أوامره، وعصى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فالرجاء أن تقول لهذا الإنسان الذي يهلك نفسه من حيث لا يدري أن يقرأ في كتاب (صفحات من المجد الخالد) كيف كان العلّامة الكبير يعامل أمه ولا يظلم زوجته قيد أنملة، لعلَّ ذلك يكون له واعظاً فينجو من غضب الله وسوء المصير.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بفضل الله تعالى لدي عائلة محافظة على شرع الله، ليس لدينا محرمات (تلفاز أو غيره)، ونساؤنا يرتدين الحجاب الكامل الساتر للوجه.
وأود أن أعرف الحكم الشرعي الصحيح في إحضار حاسوب (كمبيوتر) إلى البيت للأطفال، علماً بأني لا أستخدمه إلا لسماع الأناشيد الدينية وعرض بعض البرامج التعليمية للصغار، وفي بعض الأحيان ألعاب للأطفال بسيطة ككرة القدم أو سباق السيارات.
أفتونا جزاكم الله كل خير.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
عن أبي عبد الله النُّعمان بن بشير رضي الله عنهما قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«إن الحلال بيِّن وإن الحرام بيِّن وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام. كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه. ألا وإنَّ لكل ملك حمى ألا وإنَّ حمى الله محارمه ألا إن حمى الله الجنة».
«ودع ما يريبك إلى ما لا يريبك».

هل إذا طبقت شروط الطلاق ما عدا الشرط الأخير وهو أن تظل في بيت زوجها ثلاثة حيضات يتم الطلاق الفعلي؟
أي أن أهلها امتنعوا أن يتركوها في بيت زوجها ثلاثة قروء هل يقع الطلاق؟
أم أن نقصاً واحداً من شروط الطلاق لا يطبق الطلاق الفعلي؟
أرشدونا إلى الصواب جزاكم الله خيراً.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
إنَّ نقصاً واحداً من شروط الطلاق لا يطبَّق الطلاق الفعلي وبالتاريخ بالدولة الإسلامية كان تطبيق شروط الطلاق عائد للحاكم أن يطبق ما ورد في القرآن تطبيقاً تاماً لا نقص فيه.

بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي الفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد سألتك عن أولادي الصغار وأني لا أخرجهم من المنزل وقد أرحت قلبي بجوابك الشافي وثبتني.
سيدي منذ فترة يخطر ببالي كثيراً أن أسكن في الشام أو في ريفها إذ دائماً أتذكَّر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طوبى لمن له فيها مربط شاة» وإني فعلاً أشعر بروحانيه عندما أذهب إليها وقد عزمت على الذهاب ووضعت داري بالبيع وسأحاول نقل وظيفتي لهناك ولكن استوقفني أمر وهو أمي التي أوصيتني بها في سؤال مضى إذ أنها تستجيب لي كثيراً في دلالة العلامة العظيم قدس الله سره ولا أظنها تأتي معي للشام إن عرضت عليها الأمر وقرب الساعة وقرب ظهور سيدنا عيسى العظيم جعل هذا الانتقال هاجسي أرجوك يا سيدي المعونة والإرشاد بأسرع وقت فإن ما تشير به هو الصواب والحق.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
تالله يا أخي الكريم لقد أظل ظل سيدنا عيسى صلى الله عليه وسلم العظيم، والأحداث المحلية والعالمية كلها من أجل ظهوره ليملأ الأرض سلاماَ، فمتى ظهر بجلاله فأقدم للشام، وأحب الأعمال لك إلى الله البقاء بجانب والدتك، فمتى ظهر صلى الله عليه وسلم عن قريب ومعه أمه سيدتنا مريم عليها السلام ترضى وتشتاق والدتك لصحبتها عندها تأتي بأمك وتكون كسبت برضاء أمك وجهاَ أبيض عند نبي الله صلى الله عليه وسلم.

لماذا في عصرنا هذا نؤمن بفكرة أن المرأة المحجبة خيرٌ من الكاشفة وجهها؟ مع العلم أننا قد نجد نساء محجبات لا يصدقن حتى ثغرة وتجد مجلسهن نميمة وغيبة عكس المرأة الأخرى التي قد تجدها طيبة ومحبة للخير وكما قال صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى» وأنا أفضِّل حب الله بالقلب لا بالتظاهر إنما هو خداع للنفس وهذه الظاهرة تكاثرت في العديد من الدول أرجو الإجابة.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
المظاهر خدَّاعه ويُثاب الإنسان بالآخرة بالعمل وتطبيق أمر الله، أما النواقص الأخرى وهي دون تطبيق العمل وإقامة حدود الله العظيم هذا فما انكشفت ثغرَة بالحصن احتل الحصن واستبيح حتماً، هذا وليس القول كالعمل فلا يغرُّكِ عن تطبيق حدود الله الغَرور، هذا ولكل خطأ عقابه ولكن حدود الله لا تلاعب بها ولا تغيير وهي من الكبائر لئلّا تسود الفاحشة بين المؤمنين فيعم الفساد وتهلك العباد.

هل الخوف من الزواج إحساس مرضي أم طبيعي؟ مع العلم أن أمي كانت تشوِّه لي صورة الزواج بطريقة غير مباشرة؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
كلا ليس الخوف من الزواج إحساس مرضي في حالتك تلك للأسباب التي ذكرتيها، وهي أن أمك شوَّهت لكِ صورة الزواج بطريقة غير مباشرة، فلربما كانت الحياة الزوجية بالنسبة لأمك غير ناجحة فنقلت لك الصورة مشوَّهة وهذه دواعي الخوف من الزواج، ومعكِ الحق لرؤيتك نماذج غير مرضية وهذه النماذج ليست قاعدة ثابتة أو قانون.
فإذا سلك الإنسان طريق الحق وبما يرضي الله انقلبت حياته سعادة وهناء وحبوراً.
فلا تنظري لمن يتقدَّم لكِ بالزواج من المناظر الدنيوية كالمال أو الجاه وغيرها بل اظفري بصاحب الدين والأخلاق الكريمة تربت يداكِ ومن يقودك للجنان فتحيي بالدنيا بسعادة وفي الآخرة بجنان النعيم.

سيدي الفاضل: أنا أعمل حارس معمل وأسكن فيه بعيد عن الناس ولكن أشعر بضيق كبير لأني بعيد عن الشام وخاصة من بعد ما سمعت بقرب مجيء سيدنا عيسى عليه السلام هل أترك العمل وأُهاجر إلى الشام وخاصة طوبى لمن كان له فيها مربط شاة؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
نعم اترك العمل وهاجر إلى الشام يوم يظهر السيد المسيح صلى الله عليه وسلم وتهتز الدنيا بظهوره حيث سيملأ الدنيا قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً ولتكن من صحابته الكرام.
لقد نصحناك فيما قلناه وكفى.
أما الآن وقبل الأوان فابقَ في عملك والسلام.
وإن كنت حقاً تبغي مطامح العظماء والأتقياء فهيِّئ نفسك بالإيمان والاستقامة، وشرح طريق الإيمان واضح بيِّن بكتب العلامة الكبير محمد أمين شيخو "قدس سره".

هل يمكن أن تكون أسرتي عائلة متحابة في يوم من الأيام؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
نعم إن بعضهم سلك بصدق في طريق الحق فهو يجرهم لطريق السعادة والنعيم فتغدو الأسرة متحابة.

قال تعالى في سورة الأنفال (63): {..لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ..}: بالإيمان والصلاة الحقيقية.

أنا طلقت زوجتي وهي حامل في المرة الأولى وكنت غاضباً تقريباً فاقد الوعي وتم إرجاعها وهي حامل ولم أذهب إلى المحكمة وبعد أربعة سنوات وفي الطلقة الثانية عن طريق المحكمة وتم تطليقها هناك أثبت الشيخ الطلقة الأولى في الصك الطلقة الثانية وخلال العدة تم إرجاعها بصك رجعة وبعدها بفترة تم تطليقها عن طريق المحكمة وبعد إصدار الصك بالبينونة الكبرى علمت أنها كانت لديها العادة الشهرية ولديها شهود وبعد علمي بيومين ذهبت إلى الشيخ لأفيده بذلك الأمر وأفادني الشيخ بأن الطلاق وقع.
فأرجو إفادتكم جزاكم الله خيراً والآن أنا جداً نادم على طلاقي لها وأريد إرجاعها أفيدوني؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
كلا ليست بينونة كبرى شرعاً يمكنك إرجاعها عن طريق المحكمة لأن كل هذه الأمور التي ذكرتها لا علاقة لها بالطلاق وشروطه المذكورة في القرآن.

السلام عليكم ورحمة الله
خطيبي اشترط قبل زواجنا بأن لا تأتي أختي إلى بيتنا لأن أخلاقها سيئة، ووالدتي لا ترد وأنا من رأي زوجي وأنا في صراع مع عائلتي فأسألك بالله ماذا أفعل؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
رأيك ورأي زوجك صحيح فالتزميه بصدق، فهل هو تزوج العائلة أم تزوَّجك؟!
أم تزوج أختك ولم يتزوجك؟! فلماذا تدخل بيت زوجك؟!
ولماذا تريد عائلتك إدخالها لبيت زوجك؟! هل هو زوجك أم زوجها؟!
هو تزوجك ولم يتزوجها، فلا يجوز دخولها لتكون ضرَّتك.

لو الأب حلف بالطلاق على أمي بالثلاث لو تركتني أذهب إلى حفلة تخرجي؟
أريد الإجابة في عجالة رضي الله عنكم.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
لا تعتبر طلقات بل حلف أيمان، للطلاق شروط أربعة لكل طلقة بالقرآن الكريم.
الرجاء الاطلاع على شروط الطلاق في كتاب (لم الحجاب ولم الطلاق ولم أكثر من زوجة يا إسلام) للعلامة الإنساني محمد أمين شيخو قدِّس سرّه.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذ الفاضل عبد القادر أرجو منكم النصح والإرشاد:
عندي صبيان وبنات ودارنا واسعة وعربية والحمد لله ولا أخرجهم من البيت مطلقاً وسؤالي عن الصبيان إذ أن أحدهما بلغ الحادية عشرة والثاني التاسعة من العمر ونادراً جداً ما آخذهم معي إلى البرية فقط وكثيراً ما أسمع بأنهم سوف ينصدمون بالمجتمع الذي لا يعرفون عنه شيئاً وإنهم فعلاً في مفهومهم ومعرفتهم في اختلاف كبير عما هو خارج المنزل وقد حاولت أن أمرِّسهم لمرات بأن يشتروا بعض الحاجيات من الدكان ولكني فوراً رأيت السلبيات من رؤيتهم وسماعهم لأشياء بذيئة لا يعرفونها ومفاهيم لم يألفوها فرجعت ومنعتهم من الخروج وما أخشاه أن أكون مبالغاً في هذا فتصبح شخصيتهم أشبه بالبنات بعدم إخراجهم أو يؤثر ذلك التناقض الكبير في نفوسهم إذا هم خرجوا.
وعندكم يا سيدي القول الفصل والرأي السديد ودمتم هادين للعباد سبل الرشاد.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
هنيئاً لك بأبنائك، فالأبناء أمانة في أعناق آبائهم والإنسان حمل الأمانة فوق كل المخلوقات قال تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ..} سورة الأحزاب (72).
لا شك أنك بحفظك لأماناتك لو كنت بعهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لكنت صحابياً جليلاً فأنت لم تخن الأمانة، وبتربية ولد واحد تكسب الجنة فكيف أكثر، فاثبت ثبَّتك الله وكثَّر من أمثالك ولا تخف فالله سيحفظهم ويحفظك.
هذا ما سرتُ عليه مثلك بتربية أبنائي ولمَّا كبروا أصبحوا شامة بين الناس وليس في المجتمع اليوم مثيلاً لهم والله تولّاهم ورزقهم من حيث لم نحتسب علماً وأدباً وأخلاقاً وديناً ومالاً وفيراً.
قال صلى الله عليه وسلم: «من كانت عنده بنت فأحسن تربيتها كنت وإياه في الجنة كهاتين "كالأصبع والسبابة"» فكيف بتربية أبناء؟!
فلا تهن ولا تضعف ولا تهتم بأمر الناس، فعلامة الإفلاس الاستئناس بالناس لا برب الناس.
إياك أن تُغيِّر أو تضعف فأنت على صراط مستقيم ولن يتخلَّى عنك وعنهم ربك.
قوله تعالى: {..نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ..} سورة الأنعام (151). ومن أصدق من الله حديثاً.

كم مرة أحاول كسب حب وإخلاص صديقة وحدة بس. ولكن تتم هذه الصداقة فترة على الأكثر 3 شهور بعدها نفترق ..ما هو الحل؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
ما كان لله فهو المتصل وما بُنيَ على أساس "طهارة" ولا غاية دنيوية إلا المحبة الإنسانية وبهدف الخير لا الشر أبداً.

السلام عليكم ورحمة الله
قلت لزوجتي "المحجبة بالحجاب الكامل الساتر للوجه" لا ترفعي صوتك في حال كان عندي ضيوف خشية أن يسمعوا صوتك.
إلا أنها رفعت صوتها بوجود أحد الضيوف، فلذلك باشرت بتطبيق قوانين الطلاق، إلا أنها في المرحلة الثانية تراجعت وعادت. فهل يتوجب علي كفارة يمين رغم أني لم ألفظ كلمة "أنت طالق" وليس لدي نية الطلاق إنما للردع والتخويف؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
قال تعالى في سورة النساء (34): {..فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً..}: وطالما عادت قبل تطبيق مراحل الطلاق فلا تتوجب الكفارة وأنت لم تلفظ حتى كلمة: "أنتِ طالق" فليس عليك جناح وهنيئاً لك ولزوجك بالحجاب الكامل لها وزاد الله من أمثالكم وهنيئاً لكم بالحظوة.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القصة باختصار:
فعلت يوماً من الأيام شيء كان قد منعني عنه زوجي ولم أخبره وبعد فترة سألني زوجي عن نفس الموضوع وقال لي يا فلانة هل فعلتي هذا الشيء فقلت له لا وأصر من جديد هل فعلت هذا الشيء فقلت له لا والسبب خوفي الشديد من عصبيته الزائدة وأخاف أن يحصل ما لا تحمد عقباه فقال لي إذا كنت قد فعلت هذا الشيء فأنت محرَّمة علي ولم أستطع أن أخبره فيما بعد ومن وقتها وأنا في حيرة وقلق شديد ولا أعلم ماذا أفعل وأنا أعلم من الداخل بأن زوجي لم يقصد بها الطلاق وإنما التهديد لكي اعترف له بالحقيقة.
أرجوكم ساعدوني فانا بحالة لا يعلم بها إلا الله. للعلم أنا حامل في شهري الثاني وشكرا جزيلاً.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
كله كلام بكلام، ولا علاقة للطلاق به، فللطلاق بالقرآن شروط لا علاقة لها بهذه القضية فاطمئني بالاً فلا طلقة واحدة ولا طلاق، مجرد كلام هوائي ومشاكلات زوجية.
نرجو الله أن يعفو عنَّا جميعاً ويغفر لنا. قدِّمي صدقة بسيطة لمستحقين فيغفر الله لنا الزلل ويلهمنا الصحيح والصواب الذي يرضيه عنا.

هل يحق للمطلقة الخروج من منزل زوجها وهي في العدة؟ وما الحكم فيما لو خرجت ورآها الناس؟ ولكم الشكر.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
كلا لا يجوز خروجها من بيت زوجها وهي في العدة، فإن خرجت فالله سيرسل عليها البلاء.
وإن أردتم التوسع: مراجعة كتاب بحث الطلاق للعلامة محمد أمين شيخو" قدس سره"

السلام عليكم ورحمة الله
أتمنى أن أجد عندكم رداً شافياً لمشكلتي
إني متزوجة من 8 سنوات وأكثر بقليل ولم أكن سعيدة مع زوجي فما أن أخرج من مشكلة حتى أدخل في أخرى وفي الأخير اكتشفت أن زوجي كان يكذب علي طيلة الأربع سنوات الفائتة فكان يقول بأنه لا يملك ما يكفي ليشتري لي ما أتمناه من كماليات الحياة وبأن لا يقدر أن يوفر سوى الأكل والشرب والملبس وغيره لا يقدر عليه إلا أنني اكتشفت بأنه قادر لكنه كان ينفق ماله لا علي ولا على أطفاله إنما في أماكن أخرى لا أعلم أين؟ وان سألته كذبني وتحجَّج وغضب وقبل سنة ضربني فضعف سمعي ولم تهتز فيه شعرة وكأن شيئاً لم يكن واكتشفت سابقاً بأنه كان يتكلم مع فتيات بالماسنجر. كل هذه الأسباب جعلتني أتردد في بقائي معه كزوجه فالبخل أو الحرمان والخداع والغش وفقدان العاطفة أمور لن اقدر على الصبر عليها أكثر.
فهل تنصحوني بالطلاق لم أعد أحتمل تصرفاته فمهما حاولت نصحه ومجاراته لا يتغير ويبقى على سوء مواقفه.
أنصحوني بارككم الله.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
أبداً لا ننصحك بالطلاق حرصاً على الأولاد من الضياع والظلم والحرمان، فالصبر على ما تكرهين خير لك عند الله عظيم، وعسى الله أن يصلحه أو يعالجه بشدائد فيتوب.
وكذا ننصحك بالمعاملة الحسنة لعله يتغَّير، واطلبي له الصلاح القلبي وادعي له ولا تدعي عليه فقومي قيام الليل واطلبي من الله أن يصلحه ويهديه وعلى هذه النية ادفعي صدقة بسيطة لوجه الله لمستحقين.

هل يجوز للمرأة أن تخرج لزيارة أهلها من غير أذن زوجها؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
لم لا تأخذ إذن زوجها وتزور أهلها؟!
فلتأخذ إذن زوجها تنل رضى ربِّها.
«من صلَّت فرضها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها دخلت جنة ربها» فلمَ لا تُطيع المرأة زوجها إن كان في ذلك الخير ورضاء الله.

أحتاج المساعدة من أصحاب العلم حتى لا أخالف دين الله.
السلام عليكم ورحمة الله ورحمة الله وبركاته
لن أطول بالمقدمة وسأبدأ بالموضوع:
أنا فتاة عمري 30 تقريباً، مشكلتي مع أمي منذ صغري أنا وإياها لا نتفق على رأي أبداً، دائماً مختلفين في السنوات السابقة، كنا في السنة تقريباً لا نتكلم مع بعضنا لمدة 10 شهور مع العلم نحن في نفس المنزل. وكنت أعاني كثيراً من ذلك وتؤثر على نفسيتي، لكن كان ذلك أفضل من أن أكلمها، لأن في هذه الحالة كان في كل يوم نتجادل إلى حد لا تتصورونه، إلى حد السب أحياناً.
كنت أفقد أعصابي تماماً علماً أنها عصبية جداً وأنا مثلها.
تحسنت أوضاعنا في الفترة الأخيرة بعد أن تزوَّجت أخواتي وبقيت وحيدة في المنزل، كانت تكلمني ليس لأنها تحبني، بل لأنها تحتاجني. هذا ليس مجرد كلام فقط إنها الحقيقة، فهي تعاملني بعدم الثقة وتفضل علي أتفه مخلوقات الأرض، لا تسمع مني أي كلمة، لا تعتبرني موجودة إلا إذا كانت تحتاج لي، لقد كبرت جداً الهوة التي كانت بيننا وبعدت المسافة.
من صغري هي كل مشاكلي وهمي، كنت دائماً أتمنى أن أمرض أو يصيبني مكروه حتى أحصل على قليل من حنانها، لم تكن معاملتها هكذا معي فقط، بل كل إخوتي البنات، لكن الذكور هم الأفضل دائماً مهما حصل، علماً أن إخوتي الذكور لديهم مشاكل كثيرة وهم غير ملتزمين بالدين ولا يعيرون أي اهتمام لأيٍ منا.
ساعدوني أرجوكم.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
قالوا قديماً:

إن القلوب إذا تنافر ودَّها     مثل الزجاج كسرها لا يُجبَر

والحقيقة أن كسرها قد يُجبر ولكن بالإيمان الحق، كيف؟!
عندما تسعين بالإيمان والبحث عن الوجود الإلۤهي من خلال الصنع والآيات الكونية تتَّجه نفسك إلى من تبحثين عنه، إلى الإلۤه جلَّ وعلا وبهذا التوجُّه تتشرَّب نفسك رحمة وحناناً ولُطفاً وتتخلَّل كل ثنايا قلبك فلا يعود للصفات السيئة والإعراض أثر في قلبك حيث يطهر وتتبدل كل صفاتك إلى الأحسن والأفضل، وبهذا لا يعود للشيطان مدخل لإيقاع الأذى بك، لأنه الآن مع الرحمة والحنان لا سبيل له إطلاقاً عليك، وهذا لا يكون إلا بالسلوك الجاد في سبيل الوصول للإيمان.
لطفاً يرجى قراءة بحث الإيمان في كتاب درر الأحكام في شرح أركان الإسلام. للعلّامة الإنساني محمد أمين شيخو قدِّس سرّه.

ثانياً: عندما يكون الصدود من والدتك والإعراض منها وتعاملينها بمعاملتك الإنسانية التي لا قصد لك منها إلا رضاء الله ولأن الله يطلب منك ذلك عندها تخلص نيتك لله ولا تطلبين الأجر بشكرها لك بلسانها ولا تنتظرين منها شيئاً بل تأخذين الأجر كاملاً من الله لأنك ما عاملتيها إلا لله، فأنت حقيقةً لا تعاملينها وإنما تعاملين الله، فلا يمنعك صدها وإعراضها عن معاملتك الطيبة لها فلك الأجر الخالص منه تعالى {..وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ..} سورة البقرة (216).
هذا، ولابدَّ وأن يبدِّل الله قلبها تجاهك فتحبك وتستسلم إليك وتخضع وتسلِّمك زمام قلبها فمن آمن وأطاع الله أطاعه كل شيء.

ثالثاً: في جوف الليل صلِّ ركعتين خالصتين لوجه الله تعالى وعندما تشعرين بأن الله قريب منك اطلبي منه أن يهديها ويُصلح بالها ويجعلها راضية عنك محبة لك.
أي ادعي لها ولا تدعي عليها فمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء إلا الله؟!
ولن يترَكِ الله عملك وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

أنا قلت لزوجتي لو عليتي صوتك تحرمي علي وعلَّت صوتها بعد كدة لكن في نيتي التهديد وأخرجت الكفارة على هذا فهل هذه تحتسب طلقة من الثلاث طلقات أفيدوني وجزاكم الله خير.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
الطلقة لها أصول:
ألم نبيِّن كيف تتم الطلقة الواحدة في القرآن كما هو مبيَّن في خطوات الطلاق الأربعة التي تتضمن:

1- الوعظ: لتعود عن النشوز، إن لم تعدْ:

2- الهجر، وإن لم ترتدع:

3- فالضرب غير المبرح، ثم:

4- حكم من أهله وحكم من أهلها.
هذه الشروط جميعها حتى تتم طلقة واحدة وأنت لم تمشِ بكل هذه الخطوات، فلا تعتبر طلقة هذه الكلمة التي قلتها، كلا ليست بطلقة وهذه الخطوات كلها مكتوبة في القرآن والذي ذكرناه هو آيات بينات في القرآن وليس من اجتهادنا.

للمزيد من التفاصيل لطفاً انظر كتاب "لم الحجاب ولم الطلاق ولم أكثر من زوجة يا إسلام؟!" للعلّامة الإنساني الجليل محمد أمين شيخو قدِّس سرّه.

أنا قلت لزوجتي لو بنتي لبست لبساً معين تحرمي علي، وبالفعل ألبستها تلك الملابس وكان قصدي بس التخويف فما حكم الشرع؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
أولاً: لما لا تُطيع المرأة زوجها إن كان في ذلك رضاء الله وطاعته؟!
ثانياً: عليك دفع كفارة يمين إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون به أهليكم "فطور وغداء وعشاء" ولا يقع الطلاق، لأن للطلاق شروط وقوانين كما في القرآن وهي:

1- الوعظ: من تحذير من الموت وظلمة القبر وعذاب الآخرة.

2- الهجر في المضاجع: يعاملها في النهار أجمل المعاملات الودية وفي الليل يعطيها ظهره ولا يقاربها وأقصى مدة الهجر أربع أشهر فإن لم تستجب:

3- الضرب المعنوي غير المبرح: لإشعارها أنه قد استغنى عنها وعازم على الطلاق.

4- أخيراً حكم من أهله وحكمٌ من أهلها، هذه هي خطوات الطلاق حتى تقع طلقة واحدة.
هذا وقد فرض الله على المرأة طاعة زوجها إن كان أمره في مرضاة الله. فلِمَ لا تطيع المرأة زوجها ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «من أطاعت زوجها وصلَّت فرضها وحفظت فرجها دخلت جنة ربها» على الخصوص إذا طلب منها ما فيه الخير والصلاح.

هل الزواج بالمهر والشهود بدون عقد زواج وبدون علم الأهل حلال أم حرام؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
لا يجوز ما دام هناك قضاء:
إن لم يكن قاضٍ شرعي وكاتب عدل قانوني يثبِّت الزواج فلا يجوز.
قد يموت الشهود وينكر الزوج زوجته بمكايدات زوجية، أو يموت الزوج ويصبح الأبناء بلا أب شرعي، وتضيع حقوق الزوجة والأولاد الشرعية كما يضيع إرثهم، إذ لا قانون يدعمهم ويخشى عليها وعليهم من أن يعتبرهم المجتمع أولاد زنا وهنا الطامة الكبرى فالدولة لا تعترف على الزواج وتتدمَّر الأسرة.
والعقد فيه ضمان للحقوق أما بدون عقد فلا ضمان لحقوق الزوجة ولا الأولاد.

أنا شخص متزوج منذ أربع سنوات ولي من زوجتي بنت حصل بيني وبينها مشاكل كثيرة وكل المشاكل بسبب الغيرة مع العلم بأني أحب زوجتي وهي كذلك تحبني وإن ما حصل في يوم ما رميت عليها الطلاق مع العلم أنني لم أكن أعي ما أقول لأنني لم أكن في حالتي الطبيعية كنت مخمور فهل يجوز هذا الطلاق أم لا وماذا عليا أن أفعل؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
هذا ليس بطلاق عند الله.
الطلاق له شروط أربعة بالقرآن، وكتاب العلّامة عن الطلاق يوضِّحه: (لم الحجاب ولم الطلاق ولم أكثر من زوجة يا إسلام؟).
عليك بدفع كفارة فقط يغفر الله لك.
والكفارة: إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم.
وطعامهم يتضمن " فطور وغداء وعشاء" قال الله من ثلاث، والسلام.

أنا طالبة في الصف التاسع أحب شاب يبلغ من العمر 19 سنة وأنا أحبه ولكن أنا خائفة من أهلي، هل تصرُّفي تصرُّف صحيح؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
لو سلكتِ مسالكَ الإيمان وصبرتِ لتُؤْمِني وتتَّقي لجعلك الله في الجنة من الدنيا، يمنحك الله ما تطلبين ولا يحيف ولا ينقص عليكِ طلب.
أما قبل الإيمان وسلوك ما بيَّنه العلامة الكبير محمد أمين شيخو في كتبه فأنتِ في خطر عظيم وذلٍّ كبير حين ينكشف أمركِ وتسقطين اجتماعياً والناس لا ترحم، فسمعتكِ بالحياة ساءت، ويُذكِّرونك بالسقوط، وتؤثِّر السمعة العاطلة على أولادك مستقبلاً لشهوة عارضة منحطة.
وبالإيمان يبلغ الإنسان كل مشتهياته وطلباته بعزٍّ وإكرام. وحب الدنيا يذلّ وحب الله يعزّ.
ومن يسير بالحرام على هواه يُخشى عليه من الإصابة بالأمراض النفسية المرعبة وهي أخطر من الأمراض الجسمية بكثير، والطب لا يستطيع الشفاء من هذه الأمراض النفسية.

هل يجوز تسمية المولودة سجدة؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
كلا: للأبناء الحق على آبائهم لتسميتهم الأسماء الحسنة اجتماعياً، وكلمة (سجدة) لا معنى لها كإسم بل ساجدة وهو كإسم أيضاً غريب. هل ضاقت الدنيا عن أسماء ترفع رأسها بالمستقبل كإسم مريم وفاطمة وقدسية ومكيَّة إلخ...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الفاضل أنا ممن هداها الله لدلالة العلامة محمد أمين شيخو قدس الله سره فأنا وقعت في ورطة ولا أعرف النجاة منها وأدعو إلى الله من كل قلبي أن تكون نجاتي على يديك، أني في بعض الأحيان أتشاجر أنا وزوجي فكنت أغلط في حقه مثله وأرد الصاع صاعين أمام أولاده كانوا يرون أباهم كيف يُهان ويوجَّه له الكلام الغير المؤدَّب وتصغر هيبته أمامهم وكان ينصحني أنه الأولاد سيكبرون وأنه لا يستهابونه وأنه سوف لا يحترمونه ولكن لم أقبل النصيحة وفعلاً هذا الأمر حدث كبروا وصارَ أكبرهم في الثالثة عشر من عمره فلا يسترهبون ولا يخافون من ضربه ولا أي شيء فأنا ندمت كثيراً على هذا التصرف مع زوجي ولكن كان الوقت متأخر جداً، وهذا سببه أنه كان أبي يضرب أمي الضرب القاسي كنت أريد أخذ حق أمي ولكن لا أستطيع وهذا الشيء أثَّر في نفسي الكثير، فرجوت زوجي بأن أقول لحضرتك فأرجوك يا سيدي الكريم أن ترشدوني إلى الحل قبل فوات الأوان وكيف أصحِّح هذا الأمر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
الآن تنضم الزوجة لزوجها ضد شذوذ أولادها وحين يؤدِّبهم تساعده ولا تخفي عليه أي شذوذٍ لهم ولا تهاجمه بوجودهم ولو كان مخطئاً، بل تنتظر حتى تنفرد وإياه بدون وجود الأولاد وتعاتبه خفية عن الأولاد وتتصاغر له بوجودهم وتعاتبه على انفراد وتنصح أولادها باحترام أبيهم وتشدُّ معه أمامهم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتكم بكل خير وجزاكم الله كل خير على هذا العمل القيم والكبير الذي يفيد الإسلام والمسلمين.
السادة المحترمين الأفاضل:
أنا إنسان متزوج منذ أربع سنوات وبعد زواجنا بثلاثة شهور بسبب مشاكل تافهة بيني وبين زوجتي ذهبت إلى بيت أهلها وذهبت لإحضارها ولكنها رفضت فحضر الشيطان لعنه الله وطلقتها في بيت أهلها وبعدها بأسبوع ذهبت ومعي شهود وأرجعتها، ومشت الأيام ورزقنا الله بطفلة، وبعد مرور سنتين رجعت بعض المشاكل وبسبب بعض المشاكل الدنيوية والمادية ومشاكل بعض منها بين زوجتي وبين أهلي ورفضهم لها لأنها ليست ببنت بلدي طلَبت الطلاق رغم إني أحبها وتحبني ونريد بعضنا بعضاً، وبوجود الضغط والعصبية الشديدة طلقتها لطلبها بالرغم أنها لا تريد هذا الشيء وندمت ومن ثم أرجعتها أيضاً عند شيخ ومعي شهود.
والآن وفي الفترة الأخيرة ولتأثرنا ببعض المشاكل القديمة ولتأثرها بمرض نفسي وفكري وتعب وإرهاق ومشاكل دنيوية من الحين للأخر طلبت الطلاق وبشدة ومن الرغم أيضاً إنها لا تريده وكانت تضغطني على ذلك وتهددني وأجبرتني على أن أطلقها فطلقتها من شدة العصبية وقلت لها أنتِ طالق وبالمليون، بالرغم إن الطلقات الأولى كنت أقول لها كلمة طالق واحدة فقط وهي الآن نادمة وأنا نادم والله يعلم ونريد أن نرجع لبعض.
وأنا يا سادة أعيش في تركيا والمعاملة مع الشيوخ هنا صعبة بسبب اللغة وأيضاً طلاقنا الأخير كان هنا وهي في بيتي الآن وأيضاً الطلقة الأخيرة كانت في بداية حملها وقد أنجبت الآن، أفيدوني رحمكم الله وأرشدوني إلى الحل والصواب وماذا أفعل.
ملاحظة: كل أسباب المشاكل كانت تصل لأكبر درجات العصبية والطلاق بنفس الحالات وبسبب إما الغيرة أو أهلي أو غيره من مشاكل الدنيا التي لا تستحق كل هذا.
وبارك الله فيكم بانتظار ردكم بفارغ الصبر.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
أولاً: إن الله ينفي أن الطلاق هو فقط بلفظ اليمين ولا طلاق إلا بإتباع القوانين التي فرضها الله وسنأتي على تبيانها.
حتى ولو لفظت اليمين يترتب عليك فقط دفع كفارة يمين الطلاق، أي إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم.
الخطوات للطلاق وكما بينها الله تعالى عندما خاطب المؤمنين في سورة النساء الآية (34-35):
{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ}: خروجهن عن طريق الحق وهذا فقط يستدعي سلوك قوانين الطلاق ابتداءً بأول خطوة:

1- {..فَعِظُوهُنَّ..}: عليه أن يذكِّرها بالموت بالحساب بالآخرة، فإن لم تستجب له للحق تسلك الخطوة الثانية:

2- {..وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ..}: لا يلتفت نحوها في الفراش، ويعاملها أحسن المعاملات في النهار، وقد بيَّن الله تعالى مدة الهجر في سورة البقرة: {لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ..}: وهو حد صبرها عن المقاربة فإن لم ترجع يسلك الخطوة الثالثة:

3- {..وَاضْرِبُوهُنَّ..}: ضرب إنساني غير مبرح، لإشعارها أنه عازم على الطلاق وأنها لم تعد تهمه. المرأة لا تُضرب إلا عند ترك الصلاة والصوم.
{..فِإنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً..}: إن رضخت للحق ما عاد له عليها سبيل.
{..وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا..}: إذا لم تستجب رغم اتخاذ الخطوات السابقة كلها عندها:
{..فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً}: فدواء المرأة (وعظ ثم هجر ثم ضرب).
الحكمان يحاولان الإصلاح عسى يتم التوفيق بينهما ولا يقع الطلاق.
وإن عزموا الطلاق على المطلقة أن تتربص بنفسها ثلاث حيضات ليظهر إن كانت حاملاً أم لا، وخلال ظهور الحمل جلياً يعود الاثنان للتفكير بمصير المولود، ولربما تذعن للحق ويرجعها وهذا ما يريده الله وتلك من حكَم الله تعالى في تلك الخطوات.
{وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُواْ إِصْلاَحاً..}: من أجل الولد.
وهذه كلها ومجموعها طلقة واحدة لا أكثر.

أخيراً: إن سبب الخلاف الذي وقعتما به هو أنه على المتزوجين أن يحرصا تمام الحرص على ألا يكون أدنى خلاف أو خصام خلال الستة أشهر الأولى من زواجهما، ذلك لأنه بهذه المدة الزمنية تنعقد الروابط الزوجية النفسية بين الرجل والمرأة فإذا كانت خالية من المنغصات والمشاكل عاشا حياتهما بهناء وبدون مشاكل أبد الدهر، وهذا الارتباط النفسي لم يتم بينكما سابقاً بمدة ستة أشهر.
من أجل أن تنتقل العلاقة الجسمية إلى العلاقة النفسية هي تتم بمدة ستة أشهر.
فكل هذه الطلقات اللفظية إنما هي أيمان وما عليك إلا دفع الكفارة كما بيَّنا سابقاً، عن كل يمين إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبارك الله بكم على هذه الإجابات الشرعية والعلمية الرائعة.
لدي استفسارات متعددة حول موضوع قواعد المعاشرة الزوجية:
1- هل ثمة أنظمة وقوانين للمعاشرة الزوجية على المرء أن يتخذها حتى يبقى ضمن أوامر وشرع الله عز وجل؟
2 - وهل صحيح الحديث النبوي المذكور بأن المعاشرة تكون في الأسبوع مرة واحدة؟ وماذا بشأن من تتطلب طبيعته أو طبيعة زوجته أكثر من ذلك، وهل يؤاخذ على هذا؟
3- والنقطة الهامة التي أرغب بالاستفسار عنها تتعلق بموضوع تأثير ممارسة هذا الأمر على نفس الإنسان من حيث قربه أو بعده من خالقه؟
فقد سمعت من أحد الإخوة بأن نفس الإنسان تتراجع بعد معاشرة زوجته ويحتاج المرء إلى سعي إيماني عدة أيام كي يعود لحالته النفسية قبل المعاشرة؟
4- وفي حال كانت رغبة الرجل للقيام بهذا الأمر قليلة ورغبة زوجته كبيرة، فهل يتوجب عليه أن يماشيها في رغبتها، أم يسير على طبيعة نفسه؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
1- نعم للمعاشرة الزوجية قوانين وأنظمة منها وقبل المقاربة: حسن المظهر والحلاقة والتعطُّر أو "بالكلونيا" إن أمكن، والحديث اللطيف والابتسامات والنظافة، ونظافة الأسنان.

2- بالطبع ليعوِّد زوجته على المرة الواحدة أسبوعياً ولا ينطبق ذلك في الأشهر الست الأولى حتى تقوى رابطة المحبة النفسية بتأثير العلاقة الجسمية، بل بعد أشهر الزواج الستة ذلك أحفظ لقوتهما وسلامة جسميهما على المدى الطويل وإن تجاوزا ذلك فتأثير كثرة المقاربة فيه ضرر على الأجسام والقلوب، وذلك بعد الستة أشهر الأولى للزواج وأثناء الستة أشهر الأولى من الزواج:

احفظ منيك ما استطعت فإنه     ماء الحياة يراق في الأرحام

والزيادة في كل أمر زاد عن الحد نقصان.

3- كما أن له علاقة بحال الزيادة والشطط تأثير على قربه من ربه لتحوِّل النفس عن الطبيعة في كثرة المقاربة وتصبح عادة مالكة لنفسه تضعفها عن الإقبال على الله.

4- هذا وإن ماشى طبيعة زوجته النهمة ملكتها هذه العادة للمقاربة ونسيت ربها فيضعف هو أيضاً ويخشى أن تصبح نفساهما عبيداً للشهوة، فالنفس كما تُعوِّدها تتآلف وخلق الإنسان إنساناً لا بهيماً كبقية الأنعام عليه رسالة إنسانية سامية جاء لها لا للَّذة العارضة، فليحفظ نفسه من تقلُّبات النفس وضياعها وليعطي كل أمرٍ حقه فهو خير لهما وأقوم وكل ما زاد عن حده أصبح نقصان.

والنفس كالطفل إن تهمله شبَّ      على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطمِ.

أريد أن أكسب صديقة، كيف أكسب حب صديقتي؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
بأن تصاحبيها على حياة طاهرة دون معصية لله أثناء صحبتها، وذلك باجتناب الحرام بالكلية مع الذكور من أهلها والبعد عنهم وعدم مشاهدتهم، والشرط في دوام صحبتها الحبيَّة للأبد أن تكون صحبتها على الخير لا على مساعدتها بالشر قطعاً بل على الخير تقدَّمين لها مالك وحياتك بسبيل الخير، وعدم السكوت لها لإرضائها على الخطأ والمعصية.
عندها تكسبينها إلى الأبد وبذا تنشأ صحبة طاهرة دائمة لا انقطاع لها، وتكسبين وإياها رضاء الله والرسول، وتجري الأعمال الخيرة مدى الحياة وتنتفعان معاً بعد الموت وبالآخرة.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي سؤالين:
الأول: إن لم تطع الزوجة داعي الحجاب الشرعي الصحيح، فما هي الإجراءات الواجب اتخاذها من قبل الزوج اتجاه زوجته؟
الثاني: أنا أعمل حارساً لمعمل وقد تعرضت لحالة سرقة أثناء غيابي عن المعمل وذلك في مكان إقامتي بالمعمل، وقد كانت المسروقات صور عائلية خاصة جداً وبعض الأوراق الرسمية، وأنا الآن خائف على أسرتي فماذا أفعل؟
أدامكم الله لنا ذخراً وباباً للوصول بالأصول على الصراط المستقيم.

إلى الأخ الكريم: أسباب السرقة هي تنبيه من حضرة الله لأنه بكشف الوجه تُسلب الأعراض بالنظر وفي الحديث الشريف: «الديوس لا يشم رائحة الجنة».
والديوس: من يشاهد الناس عرضه بكشف وجهها فيشتهون عليها الزنا ويزنون وذلك بصحيفة أولي أمرها فيحرَموا الجنة.
الديوس: معناها أن الناس تدس عرضه بالنظر ويشتهون عليها الحرام، والله يعلم طيبة قلبك وصلاحك وقد نبَّهك تعالى بحالة السرقة لتصلح بيتك بأساليب متعددة لكي تنجو أنت وأهل بيتك وتنستروا من عذاب الدنيا والآخرة وتصبحوا من أهل الجنة حقاً وصدقاً.
والحياة الدنيا صراع بين الحق والباطل وما بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار، فريق في الجنة وفريق في السعير، فاختر لنفسك فاليوم لك الخيرة وحذار من الضعف المؤدي إلى النار.

ما هي الشروط التي يجب أن تتوفر في الأبوين (أو أحدهما) حتى يرسل تعالى لهما طفل أزلي متصل لم ينقطع عن الله عز وجل طرفة عين؟
وهل يجب أن يكون لهما (أو لأحدهما) طلب بذلك؟
هل الاستقامة والصلاح وإطاعة أوامر الله شرط لتحقق ذلك؟
وفي حال كان ذلك واجباً فماذا عن وضع سيدنا إبراهيم عليه السلام مع أبويه المشركين؟
في أي عصر يمكن أن يستجاب هذا الطلب؟ وهل يمكن في هذا الزمن؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
الله تعالى يقول:
1- {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} سورة الشورى (50).
فالمشيئة هنا لله لا للبشر وهو يختار المناسب حسب الزمن والمكان.
إذن ليست هناك شروط بل المناسب "فأبو سيدنا إبراهيم عليه السلام لم يكن مؤمناً ولم يكن عنده هذا الطلب، حتى أن الله تعالى لما رزق الأنبياء ذرية أنبياء وهبهم إياها هبة مثل سيدنا إبراهيم وهبه سيدنا إسماعيل وإسحاق ويعقوب عليهم السلام، ولم يتطلّب إلا أن الله وهبه إياهم".
ولما تطلَّب سيدنا زكريا ذلك خوفاً على قومه لضعف إيمانهم ليثبتوا رحمة منه عليهم وحناناً أيضاً أعطاه سيدنا يحيى عليه السلام، إذن: بالمناسب يعطي الله عزَّ وجلَّ.

2- أما بالنسبة لسؤالك: هل الاستقامة والصلاح وإطاعة أوامر الله شرط لتحقق ذلك؟
فالجواب: لا ليس ذلك شرطاً واجباً، فالله تعالى بعث أولاداً أنبياء لكفار، وطالما قلت أنت: أن ذلك ليس بشرط، وضربت على ذلك مثال سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام فقد تمَّ الجواب.

3- الزمن لا علاقة له بهذا الطلب بل وبكل زمان، وبزمننا هذا مجال كبير لقدوم العظماء بمشيئة الله، فطوبى لمولود هذا الزمان بزمن سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام فقد لاح زمنه بالأفق.

هل على الأب أن يعطي ويعيد الأسرار كلها لابنه؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
كلا بل المناسب له ولفائدته وسيره بالحياة.
ليس من الحكمة أن يعطي الأب سرَّه لابنه، بل المناسب له، حسب عمره وحسب وعيه العقلي وبما يفيده وينهض بسويته، فيشذّب أخلاقه وينمّي فيه الطموح نحو الأحسن والأفضل مما ييسِّر له أمره في سيره بالحياة، فليس كل ما يُعلم يقال، بل من الحكمة أن يخفي عنه أموراً إذا اطلع عليها لأحدثت ضرراً كبيراً في حياته الدينية والنفسية والفكرية.
اعمل ضمن حكمة واستعد لكل شيء، ولا تنسَ تحذير الله لنا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ..} سورة التغابن (14).
كن حذراً ولكن لا يمنعك هذا من حسن المعاملة.

كيف أتصرف عندما أسمع أحدهم في الطريق يشتم الله عز وجل أو النبي العظيم (وحاشاهما).
أشعر بأن نفسي ستتفجر عندما تطرق هذه الحقارات أذني... ألا يستحق هذا الإنسان التافه الضرب والتأديب؟
فإن لم يكن فما العمل؟
أرجو إراحتي بجواب شافٍ.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
وهل يصلح العطَّار ما أفسده الدهر.
يا أخي: إذ إصلاحه حين يتم إصلاح المجتمع كله، وقد قال صلى الله عليه وسلم:
«من رأى منكم منكر فليقوِّمه بيده، وإن لم يستطع فبلسانه، وإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان».
ليس طريق الإصلاح بهذا الشكل، حتى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: «في آخر الزمان الزم بيتك وأمسك لسانك ودع عنك أمر العامة»، وأمرنا في البعد عن هذا المجتمع الضال وحفظ أنفسنا وكذلك أمرنا الله بذلك، فالقضية لا تتعلق بفرد واحد شذَّ ولكن المجتمع كله بطريق الهلاك فأمرنا نحن، أن يا مؤمن: «الزم بيتك»: أي ابتعد عن الناس.
«..وأمسك لسانك ودع عنك أمر العامة».
كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ..}: عندها تنجون من البلاء القادم بلاء الساعة.
{..لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ..} سورة المائدة (105).

فاصبر قليلاً فبعد العسر تيسيرُ "من الله" وبعد الكسر للأمة الإسلامية تجبير
إن العباد لهم ربٌ يدبرهم     وفوق تدبيرنا لله تدبير

وعمَّ قريب إذ يدور الزمان دورته وتقوم الساعة التي وعد الله بها عباده بالنجاة والنصر، ويهلك المجرمون ويبقى الصالحون، ويظهر سيدنا عيسى المسيح بالدين الإسلامي الصحيح، ويسود السلام والأمن والإسلام ربوع الدنيا وتنتهي آجال مثل هؤلاء المجرمين الذين تتألم منهم ويجعل الله بعد عسر يسراً.

سيدي الكريم الأستاذ الفاضل عبد القادر الديراني لدي سؤال يتعلق بمصيري ومصير أولادي أرجو منكم الإجابة والتوجيه ولكم منا كل الاحترام والتقدير جزاكم الله عنا كل خير، لقد سمعت بدلالتكم العظيمة وقمت بتطبيق الحجاب لكنني لاقيت معارضة شديدة من والدي الذي أرغمني على ترك الحجاب والعمل في الأرض شاءت الأقدار وأن استشرنا أبو شادي عبد الرحمن عليوي على الزواج من شيخ عامل هروباً من الواقع الذي صرت إليه فأجاب بقبول ذلك وتم الأمر ومشكلتي الآن (أني أعاني من قسوة زوجي والتضييق الشديد عليَّ حتى أنني لا استطيع تطبيق أي شيء من علوم العلامة محمد أمين شيخو بسبب حكمه المستبد وهذا الأمر يعذبني كثيراً) مثال على ذلك والذي هو جوهر الخلاف بيننا أنه يفرض عليّ أن آكل اللحم الغير مكبر عليه بالقوة ويجبرني على الذهاب إلى أهله الذي يتسبب في كشف حجابي عندهم في بعض الأحيان، كما أنه أخذ مني ذهبي كله بدعوة أنه سوف يشغله ويعطيني أرباحه ولما تم له ذلك أصبح يأخذ الأرباح هو دون أن يعطيني شيئاً وعند مطالبتي له أصبح يستخدم أسلوب التسويف أي سوف أعطيكي إياه ولقد صبرت كثيراً من أجل أولادي ولم يعد لدي القدرة على الصبر كما أنني خائفة على أولادي وبناتي لأنه يسعى لإدخالهم مدرسة الكلتاوية التي يدرّس فيها وبالتالي سيجعلهم يسيرون بسيره المهلك ولقد تمادت إساءته لي حتى وصلت للإهانة والضرب والطرد من المنزل حتى أصبحت حياتي جحيماً لا يطاق مع العلم أني شكوته إلى أهلي فلم يصدقونني لأنه دائماً يمثل أمامهم أنه يعاملني أفضل معاملة أرشدوني ماذا أفعل جزاكم الله خيراً.

أختنا الكريمة: نحن ليس لدينا أي صلة بزوجك الشيخ المدرس في معهد الكلتاوية ولا نعرفه أبداً، فليس لدينا أي سلطان عليه والذي يعرفه هو من استشرتموه في البداية (أبو شادي عليوي) الذي أعطى الحكم بقبوله كزوج فلا شك أنه يعرفه جيداً حتى وافق عليه وربط مصير إنسانة مكرمة عند الله به.
إذن لابد من الرجوع إلى من كان مسبباً وله يد في موضوع الزواج (أبو شادي عليوي)، مع العلم أنه ليس لنا أي صلة بأبو شادي عليوي.

2- ومن ناحية أخرى: إن الله سميع قريب مجيب دعوة المضطر إذا دعاه و {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ..} سورة النمل: الآية (62): فالله عز وجل قريب منا وأقرب من سواد العين إلى بياضها وهو معنا أينما كنا ويمدنا دائماً بالسمع والبصر والهواء ويلبي جميع حوائجنا منّاً وكرماً، فليس بمستصعب على الله أن يلبي دعاءنا إذا دعوناه بصدق {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً..} سورة الأنعام: الآية (115). فمتى رأى منا تعالى الصدق في الطلب فسرعان ما يعدّل وضعنا للأفضل وللخير ولكن شريطة أن نصدق مع الله.
فقومي قيام الليل وبعد صلاة ركعتين اطلبي منه تعالى أن يفرِّج همك ويجبر كسرك، واصبري قليلاً فما بعد الضيق إلا الفرج ووراء الثبات على الحق ستنالين عند الله أجراً عظيماً، ولا بأس من صدقةٍ على قدر الحال تُعطى لمستحقين على نية إصلاح الأمور وادعي لزوجك بالهداية والصلاح ولا تدعي عليه عسى الله يهديه ويصلحه.

3- وطالما أن زوجك مُدرس في معهد الكلتاوية، ونعلم أن المشرف على هذا المعهد شيخنا وحبيبنا الشيخ محمود الحوت وهو لا يرضى بالظلم والجور ولا يرضى بما يأتي به هذا الشيخ من كشفٍ للحجاب وأخذ الذهب ومخالفة ثماني آيات في الذكر الحكيم بالنهي عن أكل اللحم غير المكبر عليه، فلكِ أن تقدمي شكايتكِ هذه للإمام محمود الحوت فنحن عهدناه مفتاحاً للخير ومغلاقاً للشر ويردُّ الظلم ولا يرضى به.

أنا امرأة متزوجة أكملت 6 سنوات من زواجي ولي 3 أبناء، زوجي مر في محنة صعبة بعد مرور شهرين من زواجنا، ودخل السجن ظلماً لمدة 3 أشهر، ولكن استمرت قضيته لمدة 5 سنوات، وحكم عليه أن يدفع مبلغ دية شرعية وقدره 325 ألف درهم، فساندته ووقفت بجانبه بأن ذهبت وأخذت قرضاً من البنك بحكم أنني امرأة عاملة وصبرت معه واحتسبت الأجر، والحمد لله والآن انتهت مشكلته والشكر لله. ولكن خلال 5 سنوات كان يضربني لمرات عديدة لدرجة الأذى وأمام أبنائي، لا يؤدي حق النفقة بحكم ظروفه المادية وأنه لا يتبقى إلا 6 آلاف من راتبه بعد 3 سنوات، قام بمنعي عن زيارة أهلي لمدة 4 أشهر، والسبب أنا ليس لي دخل فيه وهو أن أبي لم يبت في عزاء أباه المتوفى لمدة أيام مع أن أبي أتى وأدى واجبه، وأنهم لا يشاركوننا أفراحهم مع أنهم يلبون دعوة الأفراح عندما تسمح لهم الظروف.
والآن عندما أتيت بكل ذوق لأطلب منه زيارة أهلي بعد 4 أشهر ومع نشوب الحوار بيني وبينه ضربني وقال لي اذهبي، أنا لم أحتمل هذا الوضع فشكيته إلى أقرب مركز شرطة فوقع هناك على تعهد بعدم التعرض لي مرة أخرى، وبعد هذا لم يتقبل زوجي هذا الفعل وهددني بالطلاق وطردني خارج الغرفة وقال لي سأتزوج عليك حتى تموتي غيظاً وأنا الآن أنام مع أطفالي في الغرفة الأخرى.
وسؤالي يا شيخ:
1- متى يجوز للرجل أن يمنع زوجته عن أهلها؟
2- هل يجوز شرعاً للرجل هجر الزوجة لسبب مثل سببي؟
3- وهل يجوز للرجل بأن يتزوج على امرأته لسبب كهذا؟
4- وهل يجوز له أن يطلقني لهذا السبب؟
5- بماذا تنصحني؟
أفدني جزاك الله خيراً أعذرني على الإطالة.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
1- الإجابة على السؤال الأول: كلا لا يجوز.
2- الإجابة على السؤال الثاني: هو على خطأ وهو حقاً وشرعاً الظالم.
3- أما على السؤال الثالث: كلا أبداً، بالشرع والقرآن محرَّم.
4- كذلك لا يجوز فلو وُجِد حاكم يخاف من ربه فهو يمنعه ويأخذ على يديه.
5- ننصحك بالالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى ودعائه فهو تعالى الذي يجيب دعاء المضطر إذا دعاه ويكشف السوء. {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ..} سورة النمل (62).
فننصحك بأن تقومي قيام الليل وتصلي ركعتين، ومن ثم تذكري الله وتدعيه تعالى أن يكشف عنك السوء، فهو تعالى قريب مجيب، وطبعاً نحن لسنا أنبياء فلدينا أخطاء سببت لنا هذه المتاعب والآلام والمشاكل، فعلينا أن نحاسب أنفسنا أولاً ونتوب عن أخطائنا ونتراجع عن تقصيرنا، فيتوب الله علينا ويجعل لنا من العسر يسراً، ومن الكرب فرجاً ويبدِّل خوفنا أمناً وينصرنا، بشرط أن نغيِّر ما بأنفسنا، يغيِّر الله علينا.
عليكِ بكتب العلّامة الجليل محمد أمين شيخو، ففيها خير دليل وهادي للنجاة والفوز بالعز دنيا وآخرة، وتستطيعين الحصول عليها من على الموقع. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

صديق لي حلف على زوجته بالطلاق إثر مشاكل بينهم وغضب منها بشدة، وقال هي طالق وحرام عليه مثل أمه، روحة بدون رجعة إن لم تفعل أمراً أراده منها. ولم تفعله؟ وقد حلف بقصد التهديد وليس له بذلك، وكان وقتها يبعد عنهم وظروفه تجبره بعدم القدرة للذهاب إليهم وحالته النفسية مريضة وله ثلاثة أيام لم ينم وقواه العقلية مضطربة ومتفاوتة وليس له نية بذلك من قبل؟
أرجو الإفادة الواضحة وعاجلاً لو تكرمتم... والله يحفظكم.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
في الشرع لا يعتبر هذا طلاقاً، وإنما حلفان يمين وهذا يحتاج إلى كفارة يمين لا أكثر، لأن كل ما حدث لا علاقة له بالطلاق.
وقولك أنه غضب منها بشدة، هذا ينقض الطلاق أيضاَ نقضاً تاماً، لقوله صلى الله عليه وسلم:
«ألا لا طلاق في إغلاق، ألا لا طلاق في إغلاق، ألا لا طلاق في إغلاق» والإغلاق: هو الغضب الشديد.
ويلزمه كفارة يمين فقط، أي: إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم، إطعام يوم واحد" فطور، غداء، عشاء". قضي الأمر الذي فيه تستفتي.

ملاحظة:
لقد بيَّنا في دلالة العلّامة الكبير محمد أمين شيخو ما قاله الله وبيَّنه في شروط وقوع الطلاق:
1- النصح والاقناع لكي ترجع الناشزة إلى أمر الله، فإن لم تستجب وأحبَّت الاسترسال في الغي، عندها ينفِّذ الشرط الثاني للطلاق، أي للطلقة الواحدة. ألا وهو:

2- أن يهجرها في الفراش مدة لا تتجاوز الأربعة أشهر، فيتبيَّن أنه ليس عبداً ذليلاً للشهوات، لكنه يريد النهوض بها لتكون أهلاً للجنات، وبذلك يكون هدفه سامياً حقاً، فإن عاندت علماً أنه أثناء النهار يعاملها أحلى المعاملات وألطف العبارات ولكن عند النوم يعطيها ظهره ولا يلتفت إليها أبداً ولا يقاربها ليلاً.

3- فإن كابرت بالمحسوس عندها يبيِّن لها أنه عازم حقاً على الطلاق إن لم تستجب لأمر الله، بأن يضربها ضرباً لطيفاً معنوياً، ربما أنه كان يعاملها من قبل معاملة إكرام وإعزاز ولطف ورحمة ولا ينقصها شيئاً من حقوقها، وهذا الضرب المعنوي يكشف لها أنه استغنى عنها لمخالفتها، عندها إن رجعت للحق يعاملها معاملة أحسن من معاملاته السابقة، وقد عفا الله عمّا مضى، أما إن لم تستجب بعد هذا الضرب المعنوي، معناها أنها فاجرة ولا قيمة له عندها.

4- عندها يجتمع حكَماً من أهله ومن أهلها لعل الله عندها يصلح الأمور وتؤوب لأمر الله وتطيعه في طاعة الله.
وهذه الشروط الأربعة مفصلة تفصيلاً تاماً في القرآن الكريم الذي هجره الناس، ولم يعلموا أمر الله الذي ينتج عنه الجنّات التي وعد الله المؤمنون بها، المؤمنون السالكون الصادقون يطبقون هذه الشروط، فإن عاندت وكابرت ولم يؤدِ اجتماع الحكمين إلى الإصلاح، عندها وقعت طلقة واحدة أما الطلاق اللفظي بكلمة طلقتك طلقتك فلا أصل لها في الدين الإسلامي والقرآن الكريم، ولا تطلَّق أبداً لفظاً، فطالما أنها ليست بالقرآن وليست بالتشريع الإسلامي فمن أين أتوا بها إذاً؟
لا أصل لها كلمة طلقتك أبداً، بل عليك أن تدفع كفّارة يمين ليوم واحد لعشرة مساكين وهذا اليوم يتضمن " فطور غذاء وعشاء "
كما قلنا من أوسط ما تطعمون به أهليكم، أي ما يعادل /1500/ ل.س ألف وخمسمائة ليرة سورية أي /125/ مئة وخمس وعشرون ريالاً سعودياً تقريباً... (30 دولار تقريباً).

السلام عليكم ورحمة الله
أتمنى منكم أن تعطوني الإجابة على سؤالي هذا لحيرتي الشديدة:
أنا منذ تزوجت وجدت في اللحاف الموجود علي سريري أنا وزوجي أربعة من إبر الخياطة موجودة فيه، وهذه الإبر نغزت زوجي. وأنا حالياً متزوجة منذ 3 سنوات وإني خائفة أن يكون في هذه الإبر سحر. فماذا أفعل؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
لا... ظالمة لا تكوني، من الدعاء لا تخافي.
ما دمت مستقيمة على أمر الله فلن تضرك هذه الأعمال السحرية، بل سيرتد أذاها على من صنعوها ولا فعَّال إلا الله وهو تعالى بيده الخير، فلن تنضري أبداً وكيدهم سيرتد بحول الله على من كادوا، أما إذا كان هناك استحقاق عليكِ وتقصير بحق الله أصلحيه فقط.
فلله درُّ الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله.
والله الحافظ بيده وحده الفعل فلا خوف.

سيدي الفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك الله وأدامك لنا ولهذه الأمة علماً يرفرف خفاقاً في أعالي السماء ومشعلاً وقَّاداً يضيء طريق الحقيقة للناس كافة بما تتحفنا به من إجابات منطقية رائعة... جزاكم الله عن المسلمين كل خير.
سؤالي: ما حكم من كنّ لوالديه بعض الكره مستورا في نفسه، وذلك لأنهم وقفوا في طريق الحق؟
ولكم الشكر سيدي الفاضل.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
بوجود الكره تصعب الهداية، لذلك فليخالف هواه بسبب أنهما بدأاه بالإحسان، فليغيِّر ما بنفسه من كره قدر المستطاع وليدعو لهما بآخر الصلاة بالسجود بالهداية، ولا تطعهما ولا تضعف فهداية أحد والديك أفضل من أن تهدي أهل الكرة الأرضية عند الله، وليكن الله بعونك على هذا الإحسان، فهو أحسن الإحسان وخير الأعمال.
{وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ...} سورة لقمان (15).

أنا شابة ابلغ من العمر 26 سنة كلما يأتي لخطبتي أحد لا تكتمل الخطبة أرجوك أن تعطيني حل لهده المشكلة جزاك الله خيراً.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
قال تعالى في سورة الحج (15): {مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ..}: إن كان هذا ظنه: {..فلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء..}: يعمل عملاً عالياً يفعل الخير، المعروف. {..ثُمَّ لِيَقْطَعْ..}: المنكرات، يترك الأعمال المنحطة. {..فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ}: هذا التدبير الذي دبَّره الله لك من العمل العالي وترك المنكر، ألا يخلِّصك من المكروه؟!
طبقيه وانظرِ النتائج. إذن: تدبير الإنسان وسيره الطيب ألا يذهب ما يغيظه؟!
أنتِ اعملِي بهذا وانظري ألا يفرج الله عنك.
سيري بهذا الطريق وانظري ألا تسعدي!
أنتِ تقولين لِمَ يسوق لي الشدائد؟
تصوَّري أباً له ابنٌ مريض أفلا يداويه؟!
ربكِ صاحب حنان عليكِ وأنتِ إن مرضتْ نفسكِ ألا يداويكِ أم يترككْ؟!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن 3 عائلات (عائلتي وعائلة أخي وعائلة أهلي) نقطن في الطابق الأخير (ملحق) ضمن بناء مؤلف من 5 طوابق في منطقة حرستا. وقد اجتمع سكان البناء (المؤلف من 16 عائلة) لأخذ قرار لتركيب مصعد للبناء نظراً لصعوبة الدرج وارتفاعه. وقد تم دعوتنا لحضور هذا الاجتماع كوننا من سكان البناء، إلا أننا لم نحضر الاجتماع.
وقرروا في نهاية اجتماعهم تركيب مصعد للبناء تكلفته مليون ليرة سورية، يوزّع هذا المبلغ على جميع سكان البناء بشكل أقساط شهرية (علماً أن فيها زيادة في سعر المصعد نتيجة التقسيط) وذلك نظراً لعدم توفر المبلغ مع سكان البناء.
وأعلمونا أن الاشتراك في المصعد شبه إلزامي ولكننا خشينا الاشتراك معهم نظراً لوجود زيادة في السعر الحقيقي للمصعد.
فما هو الحل برأيكم سيدي الكريم؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
تشاركوهم بشراء المصعد بشرط عدم دفع ما يزيد من فائدة لأنها حرام.
اقبلوا على هذا الشرط ولا تتعرَّفوا على الفائدة مهما كانت، حفظ الله لكم دينكم وجعل الجنة مآلكم.

هل يمكنني تسمية ابني: (محمد آل عمران)؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
نعم يمكنك تسمية ابنك "محمد آل عمران"
«فخير الأسماء ما عُبِّد وحُمِّد».
وعمران: مأخوذة من الإعمار والتعمير.
والإنسان كان في عالم الأزل بجنة واحدة، فجاء إلى الدنيا ليعمِّر بدل الجنة جنات، ويبني لآخرته لا لدنياه الزائلة، فهؤلاء الذين عمَّروا حقاً لأنفسهم ولغيرهم، كلهم من آل عمران، وليس المقصود عمار الدنيا التي مصيرها إلى الزوال.
لكن العمار الحقيقي، العمار المثمر المنتج الدائم، من آمن وعمَّر لآخرته، نجح وفاز، ومن عمَّر لدنياه خاب وخسر.
والباقيات: هي الأعمال الصالحة التي تُنال بها الجنات، فعلى الإنسان أولاً أن يعمِّر قلبه بالإيمان، ومن ثمَّ ينال الجنات الباقيات بما يقوم به من صالح الأعمال.
وأنتِ بهذا الاسم تتفاءلين أن يكون ابنك من أهل الصلاح والفلاح.

هل اسم ملك أو مـلاك فيه إشكالية في الشرع؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
على الوالدين واجب تسمية أبنائهم بأسماء حسنة واختيار أسماء يتيمَّنون فيها الخير ويتفاءلون بالصلاح، لئلا يكون الاسم عاراً لصاحبه، عندما يكبر يخجل من اسمه أمام رفاقه وأمام المجتمع، فيحقد على والده على الذي سمَّاه باسْمٍ قبيح.
وعلى كلٍّ قضية الاسم لا تقدِّم ولا تؤخر في سير الإنسان ومصيره لأن المسألة بالعمل لا بالكلام.
وبالنسبة للذكور خير الأسماء ما عُبِّدَ وحُمَّدَ، وبالنسبة للإناث خير الأسماء هي الأسماء التي نرتجي فيها الخير، ونتيمَّن بأسماء زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وأمنا مريم، ولا بأس باسم ملك وملاك فهذا لا تأثير له، إنما هو لسان ينطق "قطعة لحم تتحرك" والواقع العملي يختلف عن الأسماء، ولكن أنت تتمنى أن يتصف أبناؤك بصفاء وطهارة الملائكة ولا بأس في ذلك، وأن يجعلهم الله قرة عين لك.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عمري /35/ سنة كل من حولي تزوَّجوا رغم أنهم أصغر مني بكثير.
فهل من دعاء لتيسير الزواج دام فضلكم.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
عليك بقيام الليل وصلاة ركعتين وذكر الله والطلب منه تعالى وحده.
قال تعالى في سورة النمل (62): {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ..}: فلا مجيب سواه تعالى وهو القريب وليس أقرب من الله شيء. {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} سورة ق (16).
وإياك أن تطلبي من غيره أو تبوحي بسرِّك لمخلوق إلا له تعالى وكما بالحديث الشريف:
«إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله».

إذن: بعد صلاة ركعتين في قيام الليل وذكر الله، توجَّهي بصدق إلى الله واطلبي منه تعالى فهو قريب سميع مجيب والله ولي التوفيق.

ما هي طرق العلاج من أحلام اليقظة عند المراهقين وهل يجب رؤية طبيب نفساني في حالة الاستعصاء؟
وما علاقتها بديننا الإسلامي؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
هذه من تأثير صحبة المجتمع المنحط وانعكاسها على قلوب أهل الدنيا الدنية.
والطريق للعلاج هو الرجوع للحق وصحبة أهل الحق والإيمان، فيستيقظ على جنات تجري من تحتها الأنهار، ويعقل الحقائق بهذا العالم قبل عالم الآخرة ويكون من السعداء.
واستعن بكتب العلامة الجليل محمد أمين شيخو، ليقرأ بها قبل نومه صفحة أو صفحتين أو ثلاُث لا سيما كتاب تأويل جزء عمَّ.
ولا مراهقة في الإسلام، الإرهاق من الشيطان، قال تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً} سورة الجن (6).
فإذا حُفِظَ الناشئة من تيارات المجتمع الفاسد المهلك، وصاحبوا الصادقين المؤمنين وقوا من الإرهاق والتعب وقتئذٍ لا تجري عليهم أحلام اليقظة بل عقل الحقائق، فيسلكون طريق شهود ألا إلۤه إلا الله محمداً رسول الله، ويصلون إلى مراتب تشبه مراتب الصحابة الكرام.

ما هي المدة التي تنتظرها الزوجة بعد فراق زوجها لتتزوج غيره؟
وما هو المطلوب منها حال العدة؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
1- المدة التي تنتظرها الزوجة بعد فراق زوجها تكون على حسب الفراق، إذا كان الفراق بالطلاق فالمدة هي ثلاثة شهور لقوله تعالى: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ..}: حيضات، ثلاث فترات للحيض وخلال هذه المدة عليها البقاء ببيت زوجها وعدم الخروج منه لعله يحصل وفاق وترجع إلى زوجها بهذه المدة.
وإن كانت حاملاً عليها إخبار الحكم، إذ لعلَّ الزوج يردّها حينها فلا يجوز إخفاء الحمل لتسهيل الطلاق، هذا إذا كان الفراق في حالة الطلاق.

أما إن كان الفراق بسبب الوفاة فالعدة هي أربعة أشهر وعشرة أيام، لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً..}: سورة البقرة (234). في هذه المدة يتحرك بها الجنين ويظهر الحمل واضحاً وبعد ذلك تنقضي العدة إذا لم تكن حاملاً.

أما إن كانت حاملاً تستمر العدة حتى تضع حملها، وخلال هذه الفترة عليها ألا تخرج من بيتها أبداً.

أما الحالة الثالثة إذا كان الفراق بسبب سفر الزوج وغيابه ولفقدانه وانقطاع أخباره فللزوجة أن تعرض قضيتها للحاكم القاضي، وهو يطلقها من زوجها الغائب بعد أربعة أشهر ولها بعد ذلك تنهي عدتها.

عنوان القضية: تأخر سن الزواج
1- تأخير سن الزواج بالنسبة للفتاة، هل هو أمر إيجابي، أم سلبي؟
وما هي فوائده ونتائجه الإيجابية أو آثاره السلبية؟
2- هل حدد الإسلام عمراً مناسباً للفتاة حتى تصبح أهلاً كي تكون زوجة واعية من الناحية النفسية والعقلية؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
إن جاء نصيب الفتاة البالغة المناسب فلم تأخيرها؟ لا يجوز تأخيرها.
والوعي النفسي والعقلي لها متوقف على زوجها، فهو المربي لها وهي مرآته من الناحية القلبية. عليه أن يتربَّى ويربيِّها فهي هدية من الله له إن أقنعها فآمنت وتربَّت وخرجت من الظلمات إلى النور فهي في صحيفته وتكون سبب دخوله الجنة.
فليس الزواج للجسد بل للعلاقة النفسية التي تنشئها العلاقة الجسمية ودليلنا على ذلك: لأن عقد الزواج عقد نفسي وليس عقد جسدي. إذ يقول لها الزوج في عقد الزواج: «زوَّجتك نفسي بنفسي إلى نفسك» فأين الجسم؟
وهي كذلك تقول له: «زوَّجتك نفسي بنفسي إلى نفسك».
وشرط الزواج المهر لربط القلوب وديمومة الزواج، فتبقى النفسان معاً ليس فقط بالدنيا بل بالبرزخ والآخرة، تزوجها لينقذها ويكون سبب سعادتها بالصحة النفسية والاستنارة بالقبر وبالآخرة.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الفاضل أود أن تجيبني على سؤالي وأنا جريح القلب أنا أعمل خارج البلد "في لبنان" أعمل في بيوت مسكونة وأثناء الطعام تحضر نسائهم وبناتهم على الطعام وأنا لا أقدر أن أطلب سفرة طعام لوحدي لأنهم أناس يحترمونني فماذا بوسعي أن أفعل وأنا أذهب لطلب لقمة العيش لا لطلب شهوات دنيوية خبيثة؟ سلام الله عليكم

في الحديث الشريف: (من التمس رضى الله في سخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضى الناس في سخط الله سخط الله عليه وأسخط الناس عليه).

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الفاضل دمتم إنشاء الله عوناً لنا في السير في طريق الحق وأرجو التكرم بنصحكم في هذا الموضوع إذا المرأة لم تستجيب للحق فهناك قانون إلهي من وعظ وهجر وضرب غير مبرح. والحمد لله أن أهل بيتي لم تعارضني في أي أمر من أمور الدين بل التزمت بها وأحبتها وأخصها الحجاب ووقفت لجانبي وقفة قوية أدت إلى أن قاطعها أهلها سنين تسع نهائياً ولم تعبأ بهم وحتى أهلي نحوا نحوهم... ولكنها للأسف مهملة في شؤون المنزل من نظافة وحفاظ على أغراض البيت وو...إلخ كما بالمثل "ليس برأسها حيلة" ولا يمضي يوم ولا أقول فيه نظفوا هنا وضعوا هذه هناك خيطي رتبي امسحي لماذا لم تفعلي تقول نسيت أو لم أنتبه ولماذا أنا أنتبه مع أنه اختصاصها وعملها فأحياناً يطفح بي الكيل وأخرج بالكلام عن حدود الأدب ويتعكر جو البيت والمشكلة أنها لا تعتبر نفسها مقصرة بل نسيت ولم تنتبه وتعتبر أني أسأت لها. وعندي بنات ألا يجب أن يتعلمن الترتيب والنظافة هل أعلمهم أنا؟ هل علي أن آكل هم ماذا سنطبخ وماذا سنضع مونة وماذا وماذا... لا أدري لعلي أهول الأمر كثيراً ولكن هذا يجعلني عصبي المزاج ويسبب لنا المشاكل هل أتغاضى عن هذه الأمور أم ماذا أرجوا نصحكم سيدنا الكريم... ملاحظة /أرجو إن رأيتم ذلك مناسب إرسال الجواب على بريدي الإلكتروني/ ولكم جزيل الشكر على إعطائنا من وقتكم الثمين.

لك بصبرك ثواب عظيم وأجر كثير ولكن بصبرك الصبر الجميل، أي أن تضحي بخدمات الدنيا في سبيل كسب ثواب الآخرة، قابل كل إهمال منها بالابتسام والضحك وحذار أن تقسو أو تظهر غضبك ففيه غضب الله ورسوله.
بالحقيقة وبالأصل بعقد الشراكة بالحياة هي شريكة حياتك لتكسبا جنات ربكما وهي زوجة قرينة لا خادمة مهانة ذليلة، حذار يا أخي ليس من حقك كزوج مؤمن أن تخفضها وتجعلها خادمة حقيرة، وليس المؤمن بشتَّام ولا لعَّان. عند الله هي شريكة حياتك بعقد الزواج وليست خادمة هذا عند الله وعند المؤمنين السالكين بصدق الذين يبتغون رضاء الله وجناته، ضحِّ بالدنيا في سبيل نوال جنات الآخرة ودبّر أمور خدماتك الدنيوية تحظَ برضاء الله، وحذار أن تحوّل غاياتك السامية إلى دنيا عارضة فهي عند الله زوجتك لا خادمة. خالف الناس ودبِّر أمور خدماتك الدنيوية دونها تنل رضاء الله ولست أعلى منها إلا بأخلاقك الحلوة معها وعدم إجبارها وإذلالها لعرض الدنيا فهي هدية من الله لك لهدايتها وإيصالها للجنة بسلوك قوانين الله فيدخلك الله الجنة والله شكور وبالإسلام ليس لك حق بإجبارها على العمل المنزلي فتجبرها وتخسِّرها الأجر أما إذا أحبّت من ذاتها العمل المنزلي فتكسب الأعمال الصالحة وتكسب الجنة، ويتم ذلك بتسامحك الكلي ورضاك عنها ولو لم تعمل أبداً فليست هذه الخدمة إجبارية من الله، بل عليها أمور زينتها وإشباع رغبتك الجنسية بالحلال، فإن خَدَمت من ذاتها فهو عمل صالح بصحيفتها وصحيفتك لإرضاء الله.

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الفاضل الأستاذ عبد القادر لكم مني بالغ الشكر والاحترام لحرصكم الحقيقي على مصالح العباد. لا أسمي ما أريده سؤالاً بل معونة فأرجوا معونتي.
1- هناك أمر أخاف أن أكون مخطئاً فيه لسوء تدبيري وهو أمي التي لا أفتح لها المجال لتأتي لعندي منذ سنتين تقريباً ولا آخذ أولادي لعندها، والسبب هو أنها عندما تزورنا يومين أو ثلاث تقضيها في ذهب فلان وجاءت علانة وبيت فلان وبيت علانة ناهيك عن عدم رضاها عما نصنع وكلامها في أمور لا تناسبنا من دون شعور منها أن هذا غلط وعائلتي بمعزل تام عن الناس وقصصهم وقد شكوا لي أكثر من مرة لأنهم هم الذين يكونون في وجهها أغلب الوقت من أحاديثها وقصصها واستجاروا من أحاديثها التي فيها أحياناً شيء من العيب والذي يعتبره العامة كلام عادي وكنت أحضر أحياناً بعض الأحاديث فأغيرها بسرعة ولكني لست دائماً في البيت مع العلم أني عندما أتكلم معها بالحق تلين وأحياناً تبكي وتقر بكلامي وتصرفاتي فتذهب لأخوتي وأخواتي فيقلبونها رأساً على عقب فلم أجد بداً من هذا القرار ولكنها بعد سنتين طفح بها الكيل فعندما زرتها آخر مرة أخذت تبكي من قلب محروق وتدعي علي أن يحرق الله قلبي كما حرقت قلبها بحرماني لها من رؤية أولادي وإني لأجد هذا الأمر مراً ولكن ما يهمني رضاء الله في بيتي وأولادي ولكني خائف أن أكون جاوزت الحد في اجتهادي بالنسبة لأمي وخائف أيضاً أن يكون في هذا ما يسيء لغيري فيسألني الله إذ أن الناس يعتبرون ما فعلت جريمة نكراء بحق الدين والمجتمع فأرجو منكم يا سيدي النصح والإرشاد فنظرتكم للأمور دقيقة وواسعة. ولكم خالص الشكر...

ابدأ بالإحسان مع من بدأك بالإحسان، فهذه أمك التي ربتك وسهرت عليك، وهذا ما لم تفعله زوجتك ولا أبناؤك، فلا تضحِّ بأمك إرضاءً لعائلتك، "فأمك" فاكهة مولّية أحسن إليها يحسن الله إليك فأطفالك لم يبلغوا الحلم ولا يفهمون بالشهوات ولا بمعاني الألفاظ النابية التي تتكلم والدتك بها، بالعكس أحسن إليها ووصهم بالإحسان إليها فحذار من سوء البذار، حاول إرضائها وأوصِ عائلتك بذلك، وقل لهم أنها "فاكهة مولّية" وهي التي ربتني وتعبت عليَّ، أفلا نتحمل قليلاً من أخطائها.
{..وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً..} سورة لقمان: الآية (15): والله يقول هذا إن دعتك للشرك، وأمك لم تدعك للشرك. ومع ذلك قال تعالى صاحبهما في الدنيا معروفاً، والتوصية الثانية ليست مني إنما من الله تعالى أيضاً: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً ، وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً} سورة الإسراء: الآية (23-24).
يا أخي: تجاوز عن أخطائها تكسب الأجر والثواب العظيم من الله، وحثّ على الإحسان إليها، فإن كانوا يحبونك فسيحبونها وبمعاملتهم الطيبة يغيرونها لاسيما وأنت قلت بأنك حينما تدعوها إلى الحق تستجيب لك استجابة صادقة طالما أنها تبكي وتزداد خشوعاً، وهي أمك وهي أحق عليك من زوجك وأولادك وأهل الأرض جميعاً، فمهما استفادت منك سيؤتيك الله عليه أجراً عظيماً، وإن إخوتك غيروها للباطل غيِّرها للحق، وأحسن إليها ترضي الله ورسوله ويكون بعدك عن اللؤم ونكران الجميل بعد المشرقين.
فيا أخي لا تذهب بك العاطفة لزوجك وأولادك عن الواجب، بل خالف عاطفتك في هذا السبيل، ولا تعطِ نفسك هواها بل عاكس نفسك وأحسن إليها يحسن الله إليك، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله، ومَنْ مِنَ الناس أحق عليك بالشكر من أمك التي أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد أصحابه بقوله عندما سأله من أحق الناس بحسن صحابتي قال: أمك، قال: ثم من، قال: أمك، قال: ثم من، قال: أمك...
وكما قال البوصيري رحمه الله:

وخالف النفس والشيطان واعصهما         وإن همــا محضــاك النصح فاتهمِ

السلام عليكم
في حالة الزواج، إذا علم الرجل الذي ينوي الزواج أن ولي الزوجة سيأخد قدراً كبيراً من المهر ولن يعطيها سوى قدراً صغيراً منه، فما التصرف السليم في هذه الحالة، هل يمتنع الرجل عن الزواج من هذا البيت، أم يدفع وليس عليه حرج شرعاً من ناحيته.
ونفس السؤال في حالة الطلاق ودفع المؤخر. سيما وأن بعض الناس لا يعطون ابنتهم المطلقة ولا حتى ليرة واحدة من مؤخرها، فهل يدفع الزوج مؤخرها مع علمه أنه لن يصلها سوا القليل جداً منه، أم لا يدفع.

1- إن أُجبر فلا حرج والذنب والمسؤولية تقع على من فضّل عَرَضَ الدُّنيا على الأجر والثواب والجنات عند الله والتي خسرها بتعديه.

2- كيف لا يدفع والقانون يُجبره على أداء المؤخر شاء أم أبى. أما إن حرمها أهلها فالذنب والمسؤولية تقع عليهم لا عليه حتماً، وسيلقون غداً سعيراً.

السلام عليكم
لدى زوجي طفلان غير شرعيان وبعد ولادتهما بفترة كتب على أمهما بطريقة صورية بتاريخ مزور أي قبل ولادة ابنه الأول.
هل هذا يعني أنهما ولداه شرعاً وما حقهما عليه علماً أن هذا كله حدث قبل أن يرتبط بي ولم أكن أعلم عنه شيء؟ وهل عليّ إخبار أهله بهذه التفاصيل أم لا؟

كلا لا يعني هذا أنهما ولداه شرعاً، وأنت تفضّلت وقلتِ: لدى زوجي طفلان غير شرعيين، فكيف يكونان شرعيين؟ ولكنهما ولداه ومن صلبه إلا أنهما غير شرعيين.
وتسألين: ما حقهما عليه؟
نقول: الذنب ذنب الأب والجرم جرمه. ولا ذنب ولا جرم للطفلين أبداً وهما بريئان مما فعله الأب، فحقهما التربية وتلبية جميع حوائجهم كاملة فهؤلاء أطفال لهم حق الرعاية والعناية عسى الله إن تاب الأب يكفر عنه هذا الذنب والجرم.
وعلى كل حال هما ولداه لا محالة ولكن غير شرعيين.

وتسألين: هل عليّ إخبار أهله بهذه التفاصيل أم لا؟
نقول: لا مانع أبداً من إخبار أهله بكل شيء، فهم أهله أقرب الناس إليه ويجب أن يعلموا بجميع التفاصيل.

السلام عليكم
سيدي الشيخ زوجتي موظفة هل يحق لي إجبارها على ترك وظيفتها حتى لو أدى الأمر لخلافات عائلية؟ علماً أن وظيفتها فيها اختلاط ولك الشكر.

قال تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ..} سورة النساء: الآية (34).
ونحن لا نأمر بالخلافات العائلية والمسؤولية ليست علينا فزوجها أقرب منا إليها وهو الراعي في بيته وهو المسؤول عن رعيته والقرار قراره لا قرارنا، والزوجة هدية من الله لزوجها ليثقّفها ويهذّب سلوكها ويحسّن أخلاقها فتصبح من الفاضلات تعمل واجباتها المنزلية وتنشئ جيلاً فاضلاً وتغدو أهلاً للجنة.
ودون مساعدة زوجها فهي وحدها لا تستطيع فبالإحسان إليها وإقناعها بالخير واستجابتها للحق تصلح للجنة وتكون سبباً لدخول زوجها الجنة وإياها بمعية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأولئك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسنت مرتفقاً.

أعاني من كثرة المشاكل وسببها ابني.

قم وصلّ ركعتي قيام الليل وادع له بالهداية، لعلّ الله تعالى يهديه سواء الصراط، وجاهد في إصلاحه ولا تسكت له على سير بالباطل لئلا تكون جسراً له إلى جهنم فيجرّك معه بالآخرة للنار، ولك إمكانيات المسكن وربما المطعم وصرف المال فاستفد منهم في ردّه للحق. والحقيقة أن الرزاق هو الله وعلى الوالدين التربية القويمة وعدم السكوت عن الانحراف منذ سن الصغر، وإلا ينعكس ذلك بالنكد والشر على الوالدين كما عليهما عدم تركه يندمج في مجتمع السوء وصحبة السيئين، وما مضى قد مضى فلينهض الوالد لإصلاح ما مضى قبل فوات الأوان.
هنا صراع بين الحق والباطل، فعليه أن يشدّ على ابنه ويهد إن أبى الإصلاح والخير.
ويبالغ في إكرامه ويعامله المعاملة الحسنة إن استجاب لما يرضي الله.
وهذا من الجهاد الأكبر والذي يثاب عليه ثواباً عظيماً {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} سورة آل عمران: الآية (139).
فإن لم تؤمن يا أخي إلى الآن إيماناً منبعثاً من ذاتك ولم تستدل على ربك في خلوات معه تعالى، كما كان قدوتنا من الأنبياء يخلون مع ربهم، فقد خلى سيدنا محمد ﷺ مع ربه في الغار لشكر ربه وإيمانه به وتقواه كذا سيدنا إبراهيم.
فاسعَ أنت أيضاً للإيمان، عندها يكون ربك لك سنداً ويجعل من عسرك يسراً ومن ضعفك قوة، ويلين قلب ابنك ويجعله يسير في طريق الحق والخير والهناء والسعادة في الدارين و{اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ..} سورة البقرة: الآية (257).

الرجاء التبيان: هل الآباء والأبناء والعمات والخالات يعتبروا صلة رحم ولو كانوا كفار؟ هل سنحاسب إن لم نصلهم؟ بالأخص إذا واجهنا منهم أذى. وجزاكم الله الخير.

مقاطعتهم ليعودوا للحق هي صلة الرحم، لعلهم بذلك ينفكون عن كفرهم وكبرهم ويذعنون للحق، من هنا تبدأ صلة الرحم لأنها توصل للجنة، فأما قبلها حين كانوا كفار صلة الرحم تودي بهم وبه إلى النار، تماماً كما فعل المهاجرون مع أهلهم الكفرة حتى أعادوهم عن المنكر للمعروف وعن الضلال والكفر إلى الإيمان، عندها غدا أهلهم في الدنيا والآخرة أهل التقوى والفلاح، فعدم وصلهم لرضاء الله ليعودوا للحق هو وصلهم على أسس الحق والفضيلة وخيرهم ورضاء الله.
فلا يجوز وصلهم حتى يعودوا للحق.
{لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} سورة المجادلة: الآية (22).

جوزي عليه دين ولي صديقة أحياناً تعطيني بعض المساعدات فهل يصح ذلك؟

أنتِ تقدّرين الموقف، وتعرفين صديقتكِ أكثر، فلا مانع من قبول المساعدات.
فأنتِ على علمٍ بصديقتك ولك الحكم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (وتعاونوا على البر والتقوى)، ومن جاءه شيء بلا طلب "أي مساعدة كانت" فردّه فكأنما يرده على الله. إن لم يظهر من الشخص المساعد أو المعاون أي نوايا أو شيء من السوء وقُدِّمَت المساعدة، فليست هناك مسألة يحتاج بها قبول المساعدة لسؤال.

ما هي حقوق المعاقين ذهنياً في مجتمعنا؟

هؤلاء المعاقين ليس لهم إلا العطف والرحمة والشفقة والمعاملة الحسنة، ليكسب من يعاملهم عند ربهم الرضى فالجنات.
هؤلاء عندهم ضعف نفسي بعهدهم بحمل الأمانة عند الله، ولولا المعيقات لوقعوا لضعفهم بالمحرَّمات، ولخسروا الحياة الأبدية، فمعوّقاتهم لإسعادهم ولكيلا يخسروا جناتهم بحياة الخلود فما هذه الدنيا بدار بقاء بل هي سبيل لسعادة الآخرة الدائمية، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه، ساعدهم يسعدك الله ويرضى عليك.
إذا كان في الحيوان (في كل ذات كبد حرّاء أجراً) فكيف بإسعافك ومعونتك للإنسان المعاق (والخلق كلهم عيال الله وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله) وبالحديث الشريف (دخلت امرأة النار في هرة حبستها فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض).
كما دخل رجل الجنة في سقياه لكلب كاد أن يهلك من العطش في صحراء فيها بئر عميق، وكانت الأحذية من الجلد المتين الذي يحفظ الماء فيه إن ملأه، فنزل البئر وملأ حذاءه بالماء وصعد وسقى الكلب، ثم كرر ذلك حتى رواه فكان هذا سبباً في دخوله الجنة، فما بالك بالإنسان والرحمة به!
واعلم يا إنسان أننا خلقنا لعمل الخير وعمل الإحسان، وإن لم نفعل خسرنا الجنة والحياة الأبدية وسيكون هذا المعاق ذكراً أم أنثى من الولدان المخلّدين غداً بالآخرة {..إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَّنثُوراً ، وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً} سورة الإنسان: الآية (19-20). والراحمون يرحمهم الرحمن، ومن لا يرحم لا يُرحم.
فإن لم يَرحم فلينظر ما يأتي الذين لا يرحمون من أعاصير وحرائق وعواصف مدمرة وأمراض في أنعامهم وفي أجسامهم وبلاءات، تجعل الحياة جحيماً وكله لأنهم كانوا قساة القلوب، لم يرحموا من كان تحتهم من الشعوب، بل نهبوا ثرواتهم وخيراتهم وتركوهم يهلكون بالعذاب والحرمان، والمعاقون هم أحق الناس بالرحمة والشفقة والإنسانية، لا تنس أنهم أولاد أمك وأبيك أبينا آدم وأمنا حواء عليهما السلام فما تفعل بغيرك فسيعود عليك إن خيراً فخير وإن شراً فشر. عملك لك، فاعمل الإحسان والإحسان أن تعامل بلا مقابل دنيوي لوجه الله لذلك خلقت يا إنسان فعملك هذا خالص لوجه الله، لأنك لا تأمل من ورائه مردوداً ونفعاً مادياً فهذا العمل الصالح أي يصلح أن يبيّض وجهك غداً اتجاه ربك، وبذلك تدخل الجنة، وتنل جنات الخلود.

شرح عن القضية: عندما لا تجد من يسمعك أو تخاف أن تتكلم حتى لا يلقى عليك باللوم والعقاب فتصمت للأبد وتقهر نفسك وتحبسها داخلك ولا تسمح لها بالفرار أو الحوار.

إذن فتش عن ربك واطلبه تجده فهو ناصرك.
بيده الحول والقوة ولا أحد يعلو عليه وأطعه ترى عندها ألا يَذهب ما بك! ألا يُعلي تعالى شأنك! ويمنحك الخيرات فتقرُّ عينك ولا خوف عليك ولا أنت ممن يحزنون. بالإيمان الذاتي كإيمان سيدنا إبراهيم عليه السلام، والوصول لله من ثنايا آياته الكونية فالله تعالى هو مفتّح الأبواب وهو مسبّب الأسباب وهو مقلّب القلوب والأبصار وهو دليلك دليل المتحيرين وهو يغيثك، لأنه هو غياث المستغيثين.

السلام عليكم
أنا أعمل في وظيفة حكومية وأحب جداً أن أرتدي الحجاب الساتر للوجه ولكن كيف يمكن ذلك في جو الوظيفة التي فيها اختلاط مع الرجال في العمل وما حكم الوظيفة للمرأة علماً أنني محتاجة للوظيفة.

{وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً..} [الأنعام: 115]: متى تم الصدق بالطلب، تهيّأت الأسباب بالتمام.
لابدَّ من الموت والدنيا وحدها لا تغني عن الآخرة.
وهنا كحادثة واقعية جرت أحداثها في إحدى قرى بلدنا الحبيب سوريا تدل على صدق ما قدمناه وأنه متى تمَّ الصدق بالطلب تهيأت الأسباب بالتمام لأن المسألة بيد الله وحده.

جاءني رجل يقصُّ عليَّ أن أخويه قد عزما بصدق وإصرار على تستير نسائهم وارتدائهن الحجاب الساتر للوجه، والأخوان يسكنان في قرية تقع على مرتفع عالٍ في الجبل، والمشكلة تكمن أن نبع الماء بعيدة عن القرية وهي في منخفض، والعادة أن نساء القرية يذهبن ليجلبن الماء حملاً على رؤوسهن بالجرات، فإذا كانت النساء محجبات فما هو السبيل لجلب الماء والرجال في أشغالهم وأعمالهم طوال النهار، وليس هناك العادة أن يخرج الرجل لجلب الماء، والأطفال لا يستطيعون. فما هو الحل؟ لأن النساء إذا كنَّ محجبات وقد أسدلن الحجاب على وجوههن فهنَّ لا يستطعن الرؤية للسير في الطرقات الجبلية الوعرة، وأواني الماء على رؤوسهن. عرض الرجل عليَّ هذه المشكلة، فأجبته:
ما دام أنكم صادقون بتطبيق أمر الله وحكمه، فلابدَّ أن يجعل لكم سبيلاً ويهيِّئ لكم الأسباب التي لا تتوقعونها أبداً، فالمسألة كلها بيد الله وحده.
وتابعت حديثي معه: (والآن كم بقي من الزمن لتجهيز الألبسة بالتمام) فأجابني: شهراً كاملاً في بلدة أريحا تكون الألبسة الشرعية جاهزة بالكامل، فقلت له: خذها والله ولي التدبير.
وللعجب العجاب أنه في نفس اليوم التي وصلت الجلابيب الساترة للوجه إلى القرية، رأى الأخوان اللذان يريدان تستير نسائهم عمَّالاً يعملون بقرب بيتهما فسألا العمال: ماذا تفعلون، ولم تحفرون هنا؟ فأجابوهم: لقد تم تمديد المياه لكم ولكل بيت يصله نصيبه من المياه ولا حاجة بعد اليوم للعناء والمشقة في سبيل جلب الماء من بعيد، فكان رد الأخوين: ولكن كيف تمَّ ذلك في هذا اليوم تحديداً وطوال عمرنا نعاني من هذه الأزمة وهي إيصال الماء لبيوتنا، فأجاب العمال: إنه الرجل الثري المحسن المغترب الذي تحمَّل كافة التكاليف ويريد أن تصل الماء للقرى لذلك تمَّ تمديد المياه إلى أربعين قرية.

والحقيقة: أنها يد الله التي سخرت الناس جميعاً لإيصال الماء إلى أربعين قرية، كلُّ هذا من أجل أسرتين أرادتا تطبيق أمره بالستر الصحيح وتنفيذ شرعه، لذا أعانهم وهيّأ لهم الأسباب المساعدة لهم، {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً..} سورة الأنعام: الآية (115): متى تمَّ الصدق هيَّأ الله تعالى الأسباب.

عنوان القضية: حقوق المرأة
شرح عن القضية: العمل بالنسبة للمرأة هو الأساس وإن المرأة لها أهمية فالعالم لا يمكنه أن يستمر بدونها.

انظر يا أخي إلى عالمنا ومجتمعاتنا، واحكم بما شئت من حق وحقيقة.
صحيح يا أخي الكريم ما به تفضلت، فالعمل بالنسبة للمرأة هو الأساس ولها أهمية كبرى فهي التي تلدنا وترضعنا، وتعتني بجيلٍ من الأولاد وهي مدرسة إن أُحسنت تربيتها أنشأت مجتمعاً ورقيت به لأسمى مدارج الرقي، فعملها لا ينكر فهي تطبخ لأسرتها وتغسل ثيابهم وتطعم أطفالها وتسهر الليالي بمرضهم وتنظف البيت وتشطف الأواني وتتحمل من أطفالها ما تنوء به الجبال أوليست هذه أعمال؟
هل جناب الرجل أو المرأة التي تقعد على المكتب وتحرك يدها بقلم. هل يقارن هذا بأعمالها بمنزلها التي ذكرناها، يا أخي الكريم: هل في عقول الناس البعداء الجهلة عماء أو في أفكارهم من أجل شهواتهم المحرمة الضالة المضلَّة غباء، هل في خراب البيوت وتفريق الأزواج رقي ومدنية ونماء، وهل في ترك الأبناء والأزواج وهدم الأسرة والمجتمع حضارة وثناء!

إن الرجال لهم مجال والنساء لهن مجال، إن وضعناها في مجال عمل الرجل تكون قد تركت عملها ودورها الكبير وعملها الهام في بناء الأسرة وتأمين شؤونها داخل البيت والرجل لا يستطيع أن يقوم بواجبات المرأة، إذ ليس له ثديين ولا يستطيع أن يحبل أو يلد، فطالما أنها تحبل وتلد فالله يريد لها هذه الوظيفة، فهل أنتم أعلم من خالق هذا الكون الذي خلقها ووضعها في مكانها المناسب لها؟ هل تستطيعون تغيير خلق الله؟! وهل المخلوق أفهم من الذي خلق؟!

أعجز عن النوم بسلام أي بدون أحلام (أطياف) وهذه الحالة منذ 15سنة وأنا أعاني منها فما هو الحل جزاكم الله؟

1- حتى تخلص من هذه الحالة انظر أول الأمر إلى أعمالك فإن كان هناك ما يشوبها من أعمال سيئة فعليك الإقلاع عنها وتجنب المحرمات وابتعد عن مواطن السوء واسلك سلوك التوبة النصوحة وحاسب نفسك قبل أن تحاسب.

2- اقرأ بكتب العلامة الكبير محمد أمين شيخو لأنها شرح للقرآن كلام الله وطبق ما جاء بها من بيان، فقبل النوم اقرأ صفحة أو صفحتين من أي كتاب ككتاب تأويل القرآن العظيم المجلد الأول أو الثاني أو الثالث بتمحيص وتفكر واعزم على تطبيق ما جاء بها من إرشاد وبيان.

3- قبل النوم تقرأ المعوذتين والإخلاص والفاتحة أيضاً.

4- هجر رفاق وأصحاب السوء (فإن الطبع سراق فجانبوا أهل البدع) ولن تستفيد من ذلك كله إن لم تكن تائباً مستقيماً أي إذا كان لديك أعمال لا ترضي الله لن تستفيد من ذلك كله حتى تتوب عنها.

بسم الله الرحمن الرحيم
شيخنا الكريم بارك الله فيك أرجو أن تبين لي عن سيدة مسنة لها ابنة وهذه السيدة مريضة ولا تسمح لابنتها بالقيام بتنظيفها النظافة الشخصية من تقليم أظافرها أو غسل شعرها أو ما شابه ذلك ماذا تفعل هذه الابنة أرجوك شيخنا السرعة في الإجابة لأنه مهم جداً جزاك الله خيراً.

أختي جزاك الله على إحسانك لأمك التي بدأتك بالإحسان، ولابدّ أنها ترفض خدمتك لها وتنظيفها بسبب أوجاعها وألمها أثناء القيام بتنظيفها، فاصبري وتحملي جميع الصعوبات وواظبي على خدمتها رغم رفضها وعدم سماحها لك، فالإنسان المسن يغدو كالطفل سرعان ما يغضب ويزعل وبكلمتين لطيفتين حنونتين يرضى ويفرح، تذكري كم سيرضى الله عليك بهذه التضحيات وتطبيقك لأمره تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً ، وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً} سورة الإسراء: الآية (23-24).
فبصبركِ عليها سيرضى عليكِ الله ويدخلكِ جناته فطوبى لكِ وحسن مآب.

أخواني تجادلنا كثيراً في موضوع قيادة المرأة للسيارة هل هو فتنة؟ أرجو الجواب.

نعم فتنة: فهي تعتبر عنصر ضعيف في المجتمع ولا تستطيع الدفاع عن نفسها أمام أي اعتداء ولو كان من صِبْيَةٍ، وما أكثر هذه الحوادث فلو كانت تخاف على حياتها وشرفها فهي لا تعرّض ذاتها وحياتها وشرفها للسلب والنهب إن خرجت بسيارتها إلى أماكن مقطوعة وبعيدة بين البساتين أو في سفر طويل، والله لا يريد لها أن تعرض ذاتها لمثل هذه المخاطر والمهالك بل يريد لها الأمان، وحفظ شرفها أغلى شيء عندها، وكذلك حياتها أن تتعرض للمهالك، قال تعالى: {..وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ..} سورة البقرة: الآية (195). وقوله تعالى: {..وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ..} سورة النساء: الآية (29).

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الفاضل المحترم أرجو أن تتكرموا عليّ بالإجابة عن سؤالي التالي:
أنا مسافر خارج بلدي بقصد العمل، فهل يجوز لي أن أمدد فترة سفري أكثر من أربعة أشهر (ست أشهر مثلاً)؟ طبعاً أنا متزوج.
وجزاكم الله عنا خير الجزاء فهو خير من يجزي الصادقين.

كلا، لا يجوز التغيّب عن البيت أكثر من أربعة أشهر كونك متزوج، لأن لأهل بيتك حقّ عليك، وحدّ الصبر عند المرأة على مفارقة زوجها أربعة أشهر، وإذا كان أكثر من ذلك تكون قد ظلمتها وهضمتها حقها، والظلم ظلمات يوم القيامة.

فضيلة الشيخ جزاك الله خير الجزاء لي صديقة تزوج عليها زوجها لأنها لم يعد لديها ذرية وكانت تحبه حباً شديداً، فغضبت منه وتركت منزل الزوجية إلى بيت لها في بلدة أخرى، ولكنه رفض أن يطلّقها ويذهب إليها في الأسبوع مرتين فقط ولا يعدل في معاملتها، فهي حزينة من أجل ذلك لأنها لم تتوقع ذلك منه وكانت صابرة لعدم رزقها بالذرية محتسبة بأن الله عوضها بزوج أحبها ولكنه بعد أن تزوج عليها تغيّر كثيراً، ماذا تفعل بالرغم من أنها تحبه كثيراً ولا تريد أن تستغني عنه؟ جزاك الله يا شيخ.

أولاً: عليها بالحجامة وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، تأخذ كأسين فقط تحت لوحي الكتف على الريق، وتبدأ الحجامة من 17 إلى 27 جمادى الأولى، الموافق 30 نيسان وحتى 10 أيار.
فكثير من حالات العقم الذين استفادوا بالحجامة ورزقهم الله أطفالاً، عندها تعود لها مكانتها والله خيرٌ وأبقى.

ثانياً: تصبر وسوف يعود إليها بإذن الله عودة لا فصال بعدها وعليها بأثناء هذه الفترة أن تسلك سبل الإيمان، وتطالع في كتب العلامة محمد أمين شيخو قدس سره، وسيجعل الله لها من عسرها يسراً بكل أمورها ويفرج عليها ولسوف ترضى.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا القرآن الكريم لم يصف العلاقة الزوجية بالحب؟

في الحديث الشريف، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (..فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه) متفق عليه.
لأن الحب الحقيقي هو أن يحب في الله ولله وهو الدائم؛ وما كان لغير الله فهو المنقطع، قال صلى الله عليه وسلم: (وأحبب ما شئت فإنك مفارقه) إلا الله والرسول؛ فحبهما يغني ويكسب الجنات وتلك الأمور الزوجية شهوات منقضية للمودة لتنشئة الأطفال، ورحمةً لئلا يصب شهواته بالحرام فيكسب النيران.
ذاك حب نفساني شهواني فإن أصبح حبّاً إنسانياً بالإيمان للطرفين فهو المطلوب.
الحب بالله لا باللحم والجسد. هو يحب حاله وشهواني اللحمة.

السلام عليكم ورحمة الله
لدي سؤال: هل يجوز التوبة لإنسان تاب كثيراً ورجع وفعل الذنوب؟ علماً أن عدد التوبات تجاوز 20 مرة فهل الله يرضى عليه بعد كل هذه الذنوب؟ وشكراً لكم.

نعم يرضى الله بشرط أن يتوب توبة نصوحة لا رجوع بعدها أبداً.
باب التوبة لم يغلق ولن يغلق أبداً؛ فالله تعالى من أسمائه الحسنى (التواب): فمتى رجع الإنسان إلى ربه وعاد إلى كنف خالقه بالطاعة على التوّ يعود عليه بالخيرات والغفران ويشفيه من العلل والأمراض. هذا معنى "تواب"، فالتواب: مشتقة لغوياً من آب أي رجع، و(تو) أي مباشرة على التو آب عليه ربه ومحا عنه السيئات والقصاص، والتائب عن الذنب كمن لا ذنب له تعود نفسه إلى فطرتها بالصلاة طاهرة نقية والله دائماً وأبداً ينتظر عودة الإنسان وهو تعالى: {..شَدِيدُ الْمِحَالِ}: أي دائماً يحاول بكل الأساليب والوسائل ليعود المرء إلى صوابه ورشده ويفرح الله بعودة عبده الضال كما يفرح المسافر في الصحراء بعودة راحلته الضالة إليه، والله من أسمائه (التواب) وسبحان الذي يغيِّر ولا يتغيَّر، لو كانت عدد التوبات عشرين مرة ولو كانت آلاف المرات يقبلها الله، ولا يردُّ الله سائلاً المغفرة والتوبة ولا يردُّ أيَّ مخلوق مادام حياً ولم يمت على المعصية. فلماذا يرزقه الهواء والطعام والماء؟! وكل ما في الكون مسخر له من نجوم وشمس وقمر. حنان الله واسع ورحمته كبيرة (والذي ما مات عيبُه ما فات): معنى ذلك لا يزال الأمل موجوداً كذا القابلية للرقي.
حذار من اليأس والقنوط (وإن الله لا يمل حتى تملوا): وما عليك إلا مواصلة المسير وتجديد التوبة والصدق في سلوك طريق الإيمان، ولا يزال العبد يصدق ويصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً. حذار من الاستكانة أو الاستسلام لأهواء النفس ولعدوك الشيطان الذي يسعى ليقنطك ويثبطك.
فقم ثائراً على نفسك وأهوائها، لا ترضَ بالضيم والذل وعبودية الشهوات. الله خلقك حراً سيداً ولم يخلقك عبداً ذليلاً لشهوة. خلقك إنساناً لترقى في جناته العليّة وتستأنس بالله وتستأنس بك الكائنات، ولم يخلقك للأكل والشرب والتزاوج فقط كالأنعام الرتع.
فحذار أن يدركك الموت ولم تحقق غاية الله من خلقك وتكون النيران المحرقة لزامك ونتائج أعمالك المخزية رفيقك.
فثُر على نفسك وواقعها وجاهدها، ولك بتذكر الموت والفراق خير معين (وكفى بالموت واعظاً) ومتى خافت النفس سوء المصير والخزي والعار بالآخرة والذل والهوان، تطلب النجاة وتلتجئ إلى الفكر ليدبّر لها الخلاص، فيعمل الفكر على المليان بالآيات الكونية من شمس وقمر ونجوم وبحار وأمطار وغيوم فيتوصل إلى ربه ويرى عظمة الآيات وعظمة ربها، والله لن يتركك ولن يضيعك بل ويساعدك ويعينك طالما أنك تبغي النجاة ولكن عليك أن تبذل ما بوسعك وكل جهدك بعد ذلك يشفيك من العلل ويرفعك درجات عليّة ويبدل سيئاتك حسنات بعد التوبة والإنابة، وكل الماضي والسابق يكتبها لك مكاسب ومغانم وكلما طال الطريق أكثر وكان الجهاد أكبر كلما زادت المكاسب والخيرات التي ستنالها وأنت بجهادك هذا وعدم خضوعك للأهواء وميولات النفس وشهواتها في جهادٍ أكبر. زدْ من زيارة المقابر وتذكر الموت مفرق الجماعات وهاذم اللذات تزدد صدقاً، وعُدْ إلى الإيمان وسلوك طريق سيدنا إبراهيم والخلوات مع ربك حتى تنل كما ناله السابقون من الصحب الكرام، فهم بهذا الطريق رقوا وسموا، والله لم يزدهم عنك مثقال ذرة وهم كانوا في جاهلية أولى فغدوا سادة أمم حكماء علماء كادوا من فقههم أن يكونوا أنبياء، والطريق مفتوحة لكل سالك طالب (والطريق لمن صدق وليس لمن سبق).
ولكن إن كنت ممن:

تبغي النجاة ولا تسلك مسالكها   فإن السفينة لا تمشي على اليبس

فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل، ثر لله قوياً بعد ذلك يبدل الله لك السيئات حسنات طالما أنك تحاول التبديل والتغيير فيقلب لك هذه الجهود مدارج ومعارج لك وأجرها لا يعلمه إلا هو، فهذا الجهاد ولو كنت تلقى صعوبات وعوائق ولكن ثق تماماً أن رجليك بركاب من ذهب تراها مستقبلاً.
ابحث عن الأسباب والمسببات إلى هذا السقوط والنكوث فربما كان من التعلقات بالناس المعرضين الضالين إياك ورفاق السوء: (إن الطبع سراق فجانبوا أهل البدع)، (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)، (قل لي من تصاحب أقل لك من أنت).
إذن: لا يكفي أن تهجر المنكر إنما عليك أن تتبع ذلك بهجر أهل المنكر، وإلا يعيدونك إلى المنكر.
ولازم صحبة الأخيار الأفاضل الصادقين لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} سورة التوبة: الآية (119).
هؤلاء تفيدك أقوالهم وترفعك إلى الله أحوالهم، الزمهم واصحبهم وإياك أن تفارقهم. واهجرْ في الله أناساً عن الهدى أبعدوك.
وحذار من الهوان وقبول ذل الشهوات، فما ترك قوم الجهاد قط إلا ذلّوا.
فهل تقبل بالمذلة من أجل لذة وشهوة عارضة منقضية تذهب بكرامتك وسمعتك دنيا وآخرة.

ومن يهن يسهل عليه الهوان    ما من جرح بميت إيـلام

فكيف يرضى هذا المرء المعزز المكرم أن يكون طفيلي يتطفل على المخلوقات ذليل النفس من أجل رغبة عارضة ولذة مؤقتة في سوية ودرجة واحدة، لا علم فيها ولا معرفة سوى أنها تورث الخنوع والنيران والحريق بالآخرة.
عندما يقف أمام ربه ولباس القذارة واللؤم والبهيمية رداؤه، وهو الذي حمل الأمانة وعاهد على عدم الخيانة وواثق ربه على الاستقامة والاستنارة بنوره تعالى، والآن قَدِم بهذه الحالة الردية، فأين النفوس الأبية؟! وهو يعلم أكثر من كل البشرية، فهذا ينطبق عليه قول من قال:

عالم بعلمه لم يعملن    معذب من قبل عباد الوثن

السلام عليكم
وأرجو أن أطّلع على مقال وافٍ يتعلق بالمهور.
متى تستحق ومتى لا تستحق وإذا جرى الانفصال قبل الزواج ما الذي يستحق ولكم الشكر.

المهر في حقيقته هو شيء من أموال أو هدايا من ذهب أو غيره تستحليه منك من أردت أن تكون زوجة لك، وبهذا المهر تصل لصداقتها فتكون العلاقة الزوجية بالحلال مبنية على مصادقة ومحبة، وبهذا المهر تسر المرأة.
فالمهر استجلاب قلب المرأة نحو الرجل وعقد الرابطة النفسية بينهما.
قال تعالى: {وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً..} سورة النساء: الآية (4): تستحليه منك ويكون المهر على حسب الاتفاق في عقد الزواج بين الطرفين والتراضي على أن يكتب في العقد، وتكون أموال المهر بيد أمينة لتُدفع ولا تُسلب أو تسرق حذار.
وإذا جرى انفصال قبل الزواج وقبل تحديد المهر بل مجرد رضى وقبول:
عليك أن تقدم لها ما تجبر به خاطرها: قال تعالى: {لاَّ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن طَلَّقْتُمُ النِّسَاء مَا لَمْ تَمَسُّوهُنُّ أَوْ تَفْرِضُواْ لَهُنَّ فَرِيضَةً..} إن عقد ولم يدخل ولم يفرض مهراً بعد لا مانع من الطلاق {..وَمَتِّعُوهُنَّ..}: إن خطبتها وعقدت ولم تسمِّ مهراً، عليك أن تقدم لها ما تجبر خاطرها بعقدك عليها ثم طلاقك منها تكسر خاطرها ولذلك متعها {..عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدْرُهُ مَتَاعاً بِالْمَعْرُوفِ..} لا يكسر خاطرها يعطيها شيئاً بالمعروف ريثما تتأهل وتتزوج {..حَقّاً عَلَى الْمُحْسِنِينَ}: إن كنت من أهل الإحسان هكذا تفعل.
{وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ..}: نصف المهر تدفعه لها إن أنت تركتها وبطَّلت الزواج. أي إن كنت أنت الـمُطلق {..إَلاَّ أَن يَعْفُونَ..}: البنت سامحت {..أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ..}: الأب أو الولي {..وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ..}: الله خلقك للإحسان أيها المتزوج.
إذا عاملوك بالمعروف أنت لا تنس الإحسان، إن سامحتِ المرأةُ فعلى الرجل إكرامها. إن سامحوك أنت لا تدر ظهرك دون أن تمنحها شيئاً. {..إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} سورة البقرة (236-237): على عملكم يجزيكم.

أشيروا عليَّ أرجوكم، إنني في بعض الأحيان لا أتحمَّل زوجي على معاملته السيّئة لا معي ولا مع أولاده ولا أحد يدافع عني أو عنهم غيري، وإذا دافعت عن نفسي أو عن الأولاد يقول أنني غير متربية، وفي ذلك يؤثر على الأولاد في المستقبل. فأرجوك في كل ما لديك من رحمة وعطف قل لي ماذا أفعل في هذا الأمر؟ وشكراً لكم على هذا الموقع
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

بالحديث الشريف: (داروا سفهاءكم). وفي الصبر على ما تكرهين منه أجر وثواب عظيم وخير كبير.
وإذا قمت على قيام الليل وبعد صلاة ركعتين ادْعي له ولا تدْعي عليه لعل الله يصلحه فينقلب كما تحبين وترضين، وتكونين بصبرك قد نلت الثواب الكبير {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا..} سورة فصلت: الآية (35).
والآن صبرك عليه من أجل الأولاد مما يرضي الله عليك وتنالين الجنات بالآخرة.

السلام عليكم، ما هو الفرق بين عدة الوفاة وعدة الطلاق من حيث التزين والطيب والنفقة والسكن والمبيت؟

عدة الوفاة: لا تزين ولا طيب لأن المتوفى زوجها بحالة ذكرى الموت والاتعاظ والإيمان.
أما السكن والنفقة والمبيت فلا تختلف عدة الوفاة عن عدة الطلاق.

عدة الطلاق: عكس عدة الوفاة من حيث التزين والطيب؛ لأن أبغض الحلال إلى الله الطلاق، فالتزين والطيب أثناء عدة الطلاق واجب وفرض، لعل القلوب تعود من البعد للقرب ومن الجفاء للمحبة بالحلال والوفاء، فالعود عن الطلاق بالوفاق خير وأحب إلى الله، ويتضمن الطاعة الزوجية والمحبة الحلال، والخير في الدارين.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هل يجوز ضرب الطفل بعمر 3 أو أربع سنوات بقصد التأديب إن اعتدى على أخيه مثلاً؟
جزاكم الله خيراً

نعم الضرب غير المبرح أو القاسي، مع التخويف والوعد والوعيد، أي التخويف النفسي والشدّ والهدّ المعنوي، وحذار من الإسراف بالضرب.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعمل في مكتب واضطر في بعض الأحيان مصافحة الرجال فهل هذا ينقض الوضوء.
أفيدوني حول هذا الموضوع جزاكم الله خيراً.

تحية طيبة
إن عرفنا الحكمة من الوضوء ولماذا فرض الوضوء انحلت أمامنا جميع تلك التساؤلات، وانمحى الالتباس والاختلاف.
والحكمة من الوضوء لم يبيّنها إلا علامتنا الكبير محمد أمين شيخو قدّس سرّه.
وفي الحقيقة، الوضوء شرع للنشاط فقط، فالإسلام دين القوة والنشاط، لا دين ضعف ووهن، فإذا أراد المرء أن يصلي ويعقل معاني الآيات في صلاته، فعليه أن يكون يقظاً منتبهاً نشيط الذهن والفكر، فحينما يسمع كلام ربّه في الصلاة يفهم المعاني ويعقلها.
إذن، الوضوء للنشاط والقوة.
ومتى عرفنا الحكمة من الوضوء نعرف وقتها متى ينتقض الوضوء، ومتى لا ينتقض، وتزول الاختلافات حول هذا الموضوع، فإذا صافح المرء وتحركت في نفسه الشهوة الغريزية هاجت أعصابه فيعقب هذا الهيجان الخفيف خمول في الأعصاب وانحطاط في الجسم، فتخمد الأعصاب قليلاً وبالتالي يخمد الذهن والفكر، يستوجب عندها الوضوء ليستعيد المرء نشاطه إذ الوضوء للنشاط.
إذن: إن صافح المرء وتحركت بنفسه شهوة أو تحركت أعصابه ولو قليلاً عندها يجب عليه أن يتوضأ ليستعيد نشاطه، وكل إنسان أعلم بنفسه في هذه الحالة.
أما إن صافح المرء ولمس يداً من الجنس الآخر ولم تتحرك بنفسه شهوة، إنما كان لمساً عابراً أو دون قصد منه، وكان المرء مشغولاً بأمور أخرى من الأمور الحياتية، ولم يكن بتلك الوديان الشهوانية، فلم تتحرك نفسه بشهوة ولم تتهيج أعصابه أبداً فلا يلزمه الوضوء.
لأنّ جسمه لم يتعرّض لتهيج "وما يعقبه بعدها من خمول وخمود لذا يلزمه وضوء للنشاط" وهو لم يضعف ويخمل، فلِمَ يتوضأ إذن؟!
وكل إنسان أعرف بنفسه، ومطلع على دخائلها ومكنوناتها، فإذا تحركت في نفسه شهوة عند المصافحة وهاجت أعصابه ثم خمدت أعقب ذلك انحطاط في الجسم، فيجب عليه وقتها أن يتوضأ وإن كان المرء مشغولاً بأعماله وغير ملتفت بنفسه لتلك الأمور الغريزية، وبالتالي كان اللمس عابراً ولم تتهيج الأعصاب أبداً فلن ينحط الجسم فلا حاجة للوضوء أبداً.

ماذا عن الحجاب الشرعي بالنسبة للمرأة العاملة؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالنسبة لموضوع حجاب المرأة هذا:
في الأصل عندنا في دمشق والعالم الإسلامي وفي الأربعينيات من هذا القرن ما كان يوجد كشف عن الوجه إطلاقاً، ولا نعرف أبداً امرأة تكشف عن وجهها، فالحجاب الساتر للوجه مطبّق على سائر نساء المدينة وغوطتها، ليس المسلمات فحسب؛ بل على أخواتنا المسيحيات في أوائل القرن العشرين، حيث كنّ يرتدين الحجاب الكامل مثل المسلمات تماماً، ولم يكن كشفٌ عن الوجه أبداً، لأنّ الدين بالأصل كله واحد ثم تهاونوا.
هذا ما نعرفه نحن وعشنا معه ولكن في هذا الزمان الصعب اختلفت المفاهيم وابتدعت أشياء لا أصل لها بالدين، إنما هي أمور مستحدثة عن طريق المدارس.
والمرأة حقاً هي نصف المجتمع، ولكن عملها التكويني والخلقي في داخل البيت، والرجل خارج البيت فلكلٍّ مكان لعمله على حسب فطرة الله التي فطر الناس عليها.
فوظيفة المرأة تربية الأطفال وتنشأتهم النشأة الصالحة الحسنة، وهذا عملٌ عظيم لا يستهان به، فإنْ أحسنت الأم تربية أبنائها أنشأت بذلك جيلاً صالحاً، وغدا المجتمع كله بالاستقامة والسعادة يرفل وكما قال الشاعر:

الأمّ مدرســــــــة إذا أعددتها   أعددت شعباً طيب الأعراق

إذن: فعلى الأم بناء المجتمع كلّه، وذلك بتربية أطفالها داخل بيتها، قال تعالى: {..وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ..} أي: عملُ ووظيفة المرأة تنحصر داخل بيتها وما فيها من أعمال، فهنّ يطبخن لنا ويغسلن لنا ويتحملن تربية الأطفال، فيلدن ومن ثمّ ترضع الأم أطفالها وتعتني بهم وهذا لا يستطيع الرجل أن يقوم به.
إذن، للمرأة مهمّة كبرى في المجتمع لا يمكن الاستغناء عنها، والمرأة مجال وللرجل مجال، وذلك حسب تكوينهما الخلقي الطبيعي، فالمرأة تعمل داخل البيت والرجل خارجه، فإذا خرجت المرأة من بيتها فعليها أن تسدل خمارها على وجهها.
وفي الحديث الشريف، يقول صلى الله عليه وسلم: (..وأعظم ما تكون المرأة من الله ما كانت في بيتها).
وفي حديث شريف آخر ورد فيه أيضاً: (..وما التمست المرأة رضا الله بمثل أن تقعد في بيتها وتعبد ربها وتطيع بعلها..).
وقد سأل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة رضي الله عنها: (يا فاطمة ما خير للمرأة؟ قالت أن لا ترى الرجال ولا يروها).

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا من الجزائر عمري 42 سنة ولم أتزوج أبداً.
صليت دعيت الله، قمت الليل، أتصدق، حنونة قلب، إلا أني ربيت أخواتي أيتام، مع أنّ الله يجازي. لماذا الدعاء لم يستجب لي؟
فضيلة الشيخ لماذا لم يذكر في القرآن العوانس وإذا ذكر أجبني.

أختي بالإسلام حفظك المولى آمين
تحية طيبة
لقد استجاب الله لك، وبعد هذا الدعاء اصبري قليلاً حتى يهيّئ لكِ الأسباب والمسببات، وحتماً سيهيّئ لك ما تقرّ به عينك وتطيب نفسك.
لقد سألتِ رحيماً، لقد التجأتِ إلى جانب عظيم فثقي بأنّه أجابك، ولكن اصبري قليلاً وانتظري حتى يهيّئ الأسباب.
واللهِ سوف تقرّ عينك ولا تحزني، ومن صبر ظفر ومن لجّ كفر.
أما الاستجابة فقد تمّت، ولكن عليكِ الانتظار لكي تأتيك بعزّ.
انتظري قليلاً تأتيك بعزّ ولا تزلّي، والأمر مستجاب.
أما عن سؤالك لمَ لمْ يذكر في القرآن العوانس.
نقول: لقد ذكر الله ذلك.
فإن السيدة مريم هي التي طلبت أن تكون عانساً، فأعطاها الله ما أعطاها، وأنتِ بما أنكِ أحسنتِ وربيت إخوتك فسيكرمك ولن تبقي عانساً، والأمر لن يطول كثيراً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته
زادكم الله الايمان والتقوى أما بعد: سؤالي هو أنني طالب كلية وأدرس موادي جيداً وعند ساعة الامتحان لا أجد شيئاً من التركيز وتأتي النتيجة رسوب لماذا لا أدري، برأيكم ما هو السبب وما هو الحل لهذا الموضوع؟ أطلب من أستاذي حفظه الله المساعدة بأي شكل من الأشكال رغم أنني ملتزم والحمد لله.
السؤال الثاني: أواجه مشكلة الاحتلام الشيطاني بكثرة وعن غير قصد وعندما يحدث معي هذا الشيء أكره نفسي وتتغير معاملتي هل هذا الشيء من السحر فما هو العلاج المناسب؟ فضيلة الأستاذ حفظك الله أرجو إرسال ردكم على هذا الموضوع بسرعة لأنني متشوق لسماع ردكم وجزاكم الله كل خير أخوكم بالله أبو لؤي.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم
المشكلة الثانية بالاحتلام هي سبب المشكلة الأولى وفقدان التركيز والرسوب.
والحل أخي الكريم:
هو أن تقرأ قبل النوم صفحتين أو ثلاث صفحات في كتب العلامة محمد أمين شيخو قدس سره، لاسيما كتاب تأويل القرآن العظيم-الأجزاء المنشورة على الموقع (1-2-3).
أو القراءة في كتاب صفحات من المجد الخالد للعلامة محمد أمين شيخو المنشور على الموقع أيضاً.
وقراءة سورتي المعوذتين، وسورة الإخلاص، والفاتحة، ثم النفخ داخل الغرفة - قبل النوم.
فلا ترى في نومك إلا ما يسرك بإذن الله، وتخلص من المنغصات والمشاكل.

السلام عليكم
هل ما يُعرف بالنظرة الشرعية للخاطبين هل فيها شيء من الحرام وإن كان لا فكيف تكون؟ فالمتعارف عليها عند أغلب الناس بأن تقوم المخطوبة بتقديم الشاي مثلاً أو القهوة للخاطب بحضور أبيها أو أحد ذويها. وهل يجوز الزواج بدون هذه النظرة إذا كان لم يرَ أحدهم الثاني ولا يعرف شكله أبداً؟
ما هي النصيحة المثلى للمُقْدِمَة أو الـمُقْدِم على الزواج؟
أخيراً أرجو منكم ذكر كل ما هو مهم سواء بفعله او بتركه أو بتعبير آخر نصيحة عامة للعيش بسلام وبدون أن يقع الانسان بما نراه اليوم من نكد الأزواج من بعضهم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفضلت بالقول نظرة شرعية للخاطبين، فكيف تكون شرعية وحرام!
إذن، ليس في النظرة الشرعية للخاطبين أي شيء من الحرام، بل هي واجب على كل مسلم ومسلمة أن يراها وتراه لمرة واحدة بقصد الزواج، لكيلا يقال فيما بعد زوجونا من لم نرَ ولم نحب "بمكايدات زوجية".
أما عن السؤال: هل يجوز الزواج بدون هذه النظرة إذا كان لم ير أحدٌ الآخر؟ نقول:
جرت العادة منذ القديم في دمشق ومعظم مدن سوريا عند المسلمين، حينما كان الحجاب الساتر للوجه سائداً عند عامة الناس المسلمين، أي في الأربعينيات وما قبل.
أن الخاطب يذهب أهله لرؤية الخطيبة ويقومون بوصفها له، فما كان ليراها إلا ليلة العرس وبعد العقد، يتزوجها بناءً على رؤية الأهل لها ونقل الأوصاف له دون رؤيتها، هذا كان قديماً ويصح ذلك إذا كان الطرفان متفقين على ذلك.
وفيما بعد أصبح الرجل الخاطب يرى خطيبته لمرة واحدة قبل العقد لكثرة الفتن بالطرقات، وهذا حلال ليس فيه أي شيء من الحرام لكيلا يحدث فيما بعد خلاف وخصام فلا تعجبه بعد الزواج ويقول لقد غُبِنْت! فيقع الطلاق وهذا أبغض الحلال عند الله.

إذن، لا مانع من المشاهدة الشرعية لكلا الخاطب والمخطوبة، ولمرة واحدة في قصد الزواج ولهذا الهدف، وبعد الاتفاق على الزواج.
ويجوز أيضاً الزواج بعدم هذه الرؤية ويمكن أن يكتفي الخاطب بالأوصاف التي تنقل إليه من قبل أهله، إذا كان هناك قبول ورضى من الطرفين بذلك، ولا يستحسن بعصر الفتن هذا.

النـصيحة

نقول: (سأل سيدُنا محمد صلى الله عليه وسلم السيدة فاطمة: يا فاطمة، أي شيء أفضل للمرأة؟ قالت: ألّا ترى رجلاً ولا يراها الرجال..).
فننصح بالحجاب الساتر الكامل للوجه.
وكذا الرجل المؤمن حقاً: ألا يرى النساء غير المحرمات ولا يخالطهن ولا يرى غير حلاله، فإذا لم يخالط الجنس الآخر ولا يخالط سوى الرجال بعمله؛ فعندما يعود لبيته ويرى زوجته حلاله فلا يرى أحداً أفضل منها، لأنه لا يرى سواها، والأمر نفسه بالنسبة للمرأة عندما لا تخالط سوى بنات جنسها من النساء ولا تخالط الرجال ولا تراهم؛ ولا ترى سوى زوجها حلالها فإنها ترضى وتقنع به وهو كذا يرضى بها ويقنع بها؛ وبالقناعة والرضى تغدو الحياة سعيدة خالية من النكد والنغص.
إذن، بتطبيق حدود الله والتزام بأوامره ننل الخير العميم بشرط الإيمان الذاتي وهناك أمرٌ آخر مهم:
وهو أن نحرص تمام الحرص أن لا يكون أي خلاف ولا خصام مهما قلّ أو صغر وذلك خلال الستة أشهر الأولى، لأنه بهذه المدة الزمنية تنعقد الروابط الزوجية النفسية بين الرجل وامرأته، وإذا كانت خالية من المنغصات والمشاكل عاش الزوجان حياتهما بهناء وبدون مشاكل أبد الدهر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السلام عليكم ورحمه الله
قد يضطر الفرد من خلال ممارسته لحياته اليومية من الاختلاط مع الجنس الآخر بل ويجبر أحياناً بذلك. سواء بالجامعة أو بالوظيفة العامة أو حتى بالأسواق والشوارع. فالبعض يغيب عندهم الوازع الأخلاقي فلا فرق بالاختلاط أو بعدمه. بينما البعض الآخر يضطر للاختلاط. ونظراً لضعف الإيمان في عصرنا هذا فأقل ما يستطيع المضطر فعله الهروب من الأماكن والمناظر المغرية والمثيرة. ومعنى ذلك أنه لا جامعة ولا وظيفة ولا ولا...الخ. فأين المفر؟

عندما سألوا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نفس هذا السؤال، فقالوا له: إذا كان الله قد وضع فينا الشهوات والغرائز فكيف نمتنع عن الشهوات؟! والمفاتن حولنا ومحيطة بنا من كل جانب فكيف لا نقع بها ونواقعها. وبتعبير آخر:
ربِّ خلقت الجمال وأنت تحب الجمال، فكيف عبادك لا يعشقون؟
فكيف نرى الجمال ولا نقع؟
فأجابهم بقصة سيدنا يوسف عليه السلام وبيان حاله العالي وأن التقوى تعصم صاحبها.
وإذا لم تكن تقياً فلماذا لا تصاحب تقياً ولا تسير سيره؟! لماذا أحببت الشقي وجئت تشكو دهرك وتشكو بعد ذلك ضعفك أمام المغريات وتقول: أين المفر؟

تبغي النجاة ولم تسلك مسالكها   إنّ السفينة لا تمشي على اليبس

من بعد ما تبين لك الهدى؟
خلق تعالى الكون وسخّره بغية هدايتك لا العكس. يا أخي النجاة بالصدق.

السلام عليكم.
أنا سيدة متزوجة لدي بنتان 12 سنة و 5 سنين زوجي لا يعمل مستمراً من كثرة تصرفاته غير اللائقة في كل عمل اشتغلَ به، أنا أشتغل كل المسؤوليات، تنكبّ عليَّ كِراء المصاريف إلخ... زوجي متناول كحول، مرةً خصامٌ أو ذهابٌ إلى منزل والدي وشتم إلخ، ماذا تنصحني يا شيخنا.

بسم الله الرحمن الرحيم: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} سورة المجادلة: الآية (1).
والسؤال: كيف تزوجتيه إذن؟!
لابدَّ لك من الصبر من أجل البنات حتى يحلَّ اللهُ عسْرك، وفي الصبر على ما تكرهين خير عظيم من الله.
وادْعي لزوجك بقيام الليل أو بالخلوات أن يصلحه الله فهو تعالى مغيث المستغيث وفارج الكرب العظيم ما خاب مضطرٌ طلب منه تعالى ودعاه بصدق.
يسَّر الله عسركِ وأبدله يسراً وفرَّج عنكِ كربكِ وعظَّم أجركِ على صبركِ من أجل البنات، إنه قريب مجيب المستجير به.
أوكلي أمركِ إليه تعالى ولن ينساكِ، وإن مع العسر يسراً.

السلام عليكم ورحمة الله
أرجو الإجابة عن موضوع تمت مناقشته يتعلّق بضرب الأولاد: هل يجوز ضرب الأولاد في حالات تربوية؟ مثلاً أن يضرب ولد أخيه أو أن يتكلّم كلاماً سيئاً، وقد ذكر في (تأويل القرآن) أن المرأة تُضرب في حال ترك الصلاة، من باب أولى الولد، مع جزيل الشكر والاحترام.

لقد أجبت إجابة كافية وافية فلماذا تسألنا يا أخي! زادك الله علماً.

ضرب الأولاد على الصلاة مباح   كالماء العذب القراح

ضرب الأولاد يجوز في حالات تربوية ولكن بعد أن تكرمه بالأعطيات، وأن لا تحرمه من الضروريات التي يتطلبها، لكي لا يبقى له حجة، فلا يُهضم ولا يُظلم، وأن تقدّم له من النصائح التقويمية والتربوية، والإرشاد والصلاح وتبيان مغبّة وعواقب ما هو سائر فيه من طرق ملتوية، وتبيان الأضرار التي تنشأ من السير الذي هو فيه، وأن تبعده عن أولاد السوء ومصاحبتهم ولو كانوا أولي قربى.
فإذا أكرمته وبينت له كل شيء، وأصرّ على عناده ولم يسمع لك نصيحة ولا يعي لك قولاً، عندها يجوز لك أن تضربه وأنت مأجور، ورضى الله يحفك، لكي تنقذه من طرق الضلال وما يعود عليه من النيران التي تحرقه في الآخرة والهلاك وخسران الجنات، فضربه أهون عليه من النار التي سيلاقيها فيما لو بقي بضلاله، وهكذا فالضرب آخر وسيلة يقوم بها الوالد لردعه وردّه عن سيره المنحرف، وهو من قِبَل الوالدين فقط، يجوز لحالات تربوية ولكيلا يخسر آخرته ودنياه.
إياك والعاطفة الأبوية العمياء التي تجعل من الأب لولده جسراً لجهنّم، بل كن له طريقاً بأعماله التي تسيّره وتوجّهه بها إلى الجنة يكرمك الله بها ويكرمه إن أطاع.

جزاكم الله خيراً على هذا الموقع إذا سمحت لي بسؤالين:
1- لي صديق تزوج من مسيحية فأسلمت وتحجبت ثم ارتدّت فتوفّت في حادث هي وابنتها عمرها سبع سنوات فأصرّ أهلها على دفنها ودفن الطفلة في مقابر مسيحية، وقالوا أن أمها عمدتها في الكنيسة علماً أن الطفلة مسلمة من أباها، ما الحكم بذلك؟
2- لي صديق تزوج من مسيحية ولم تسلم فقام زوجها المسلم بتعميد أبنائه في الكنيسة علماً أنه لا يصلي ولا يصوم ولا يعمل شيء، ما الحكم بذلك؟ نحن نعيش بدولة أوروبية.

1- الأطفال الذين يموتون دون سن التكليف إنما هم ولدان مخلّدون في النعيم المقيم {..إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَّنثُوراً} سورة الإنسان: الآية (19). فهم في سعادة وسرور بما أعطاهم الله من النعيم المقيم ولا علاقة لهم في هذه الدنيا كلها، فأينما دفنوا وأينما وضعت أجسادهم فنفوسهم لا علاقة لها بها، إذ هي بالسرور والنعيم ترتع، والأجساد بعد مدة وجيزة ستفنى ولا يبقى منها شيء سوى الرفات. أما النفس فهي الباقية التي لا تموت إنما تذوق الموت وهي التي تنعم وتتألّم، فإذا كانت ممن أرضت ربها وبالجنات والنعيم مأواها، فلا ضير حيثما وضعوا الجسد ولا علاقة للمكان.

2- الله خلقه مسلم وذهب هو إلى بلاد النصارى فصار نصراني عملياً كما تقول أنت، وجعل أولاده نصارى أيضاً فمالك وماله؟!

قلت لزوجتي أنتِ طالق بالثلاث لأمر معين، إلا أنني بعد ساعة غيّرت رأيي وخفت عليها لبكائها، ومن يومها وأنا محتار.
أفيدوني ماذا أعمل جزاكم الله ألف خير والسلام عليكم.

بما أن الرجال قوامون على النساء: هذه قاعدة عامة وغاية هامة من الزواج الإنساني، فالرجل هو المكلّف بالنهوض بزوجته لمداخل الإيمان العالي (برابطتها به وبتقويمه لها بالحسنى) ونجاتها من براثن الدنيا الدنيّة؛ فهذه الغاية الأسمى من الزواج، ولكن إن حصلت النزاعات بين الطرفين (الزوج وزوجته) وساءت أحوال معيشتهما سوياً، فإذاً وعلى سبيل المثال لم تستجب معه لأوامر الله... عندها أباح الله له سلوك خطوات الطلاق، لعلها تستجيب أثناءها لأمر الله لئلا يتم الفراق. فكما أن الزواج ليس بكلمةٍ هو قائلها بل له مراحل، وكذا الطلاق له مراحل (قوانين) يجب اتباعها، وغاية هذه القوانين (الطويلة المدى) أن تعود بها المرأة لرشدها وتخضع للحق لتدخل دائرة السعادة دنيا وآخرة، وإلاَّ فالفراق.
قوانين الطلاق:
1- الوعظ: قال تعالى مخاطباً المؤمنين في سورة النساء الآية (34-35): {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ..}: خروجهن عن طريق الحق (هذا فقط الذي يستدعي سلوك قوانين الطلاق). {..فَعِظُوهُنَّ..}: ذكِّرها بالموت، بالآخرة. يجب أن تتعلّم أنت وتعلِّمها، فإن لم تستجب له (للحق) عندها يسلك الخطوة الثانية:
2- {..وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ..}: لا تلتفت نحوها في الفراش، أَحْسِن معاملتها في النهار واهجرها في المضاجع. إن لم ترجع عندها تسلك الثالثة:
3- {..وَاضْرِبُوهُنَّ..}: ضرب إنساني غير مبرح. المرأة لا تُضرب إلا عند ترك الصلاة والصوم.
{..فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً..}: ما عاد لك عليها سبيل إن رضخت للحق {..إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً}.
{وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا..}: أهلها خافوا الشقاق، إذ أنها لم تستجب رغم اتخاذ الخطوات كاملة عندها:
4- {..فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً}: فدواء المرأة (وعظ، فهجر، فضرب) الحكمان يحاولان الإصلاح عسى أن يتم ولا يقع الفراق.
قال تعالى مبيّناً ذلك في سورة الطلاق الآية (1): {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ..}: ألا وهي مدة الهجر. إذاً هنا بيان لاتِّباع قوانين الطلاق من وعظ، هجر، ضرب. {..وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ..}: ولتستطيعوا تطبيق ذلك الأمر الإلۤهي: {..وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ..}: خلال الهجر يعاملها أفضل المعاملات الإنسانية ولكن عند النوم يدير لها ظهره ويمتنع فقط عن مقاربتها.
وبيَّن لنا تعالى مدة العدة في سورة البقرة: {لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ}: يهجرها أربعة أشهر إن لم يُجْدِ الوعظ، وهذا حد صبرها عن المقاربة لا تصبر أكثر، وبعد ذلك إما إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان.
فهذا بيان من الله ينفي أن الطلاق هو فقط بعقد اليمين، ولا طلاق إلا باتباع هذه القوانين، حتى ولو عقَدَ اليمين يترتّب عليه فقط دفع كفارة يمين الطلاق، أي إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم.
قال تعالى: {لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} سورة المائدة (89).
{..فَإِنْ فَاؤُوا..}: للحق الطرفان. {..فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ، وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاَقَ..}: بعد أربعة أشهر. {..فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} سورة البقرة، الآيات (226-227).
وإن حصل الطلاق، قال تعالى مبيناً ذلك: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوءٍ..}: تبقى في بيت زوجها ثلاث حيضات. {..وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ..}: إن كانت حاملاً، إذ بهجره لها أربعة أشهر ثم ببقائها من بعد الطلاق في بيته (ثلاث حيضات أي ثلاثة أشهر تقريباً) يصبح لها سبعة أشهر مهجورة (أربعة قبل الطلاق وثلاثة بعده) عن المقاربة فإن كانت حامل حتماً سيظهر حملها واضحاً ولا تستطيع النكران لتخلص من البقاء في بيته لأن عدتها تصبح ممتدة (لتلد حملها)، وخلال ظهور الحمل جلياً يعود الاثنان للتفكير بمصير المولود ولربما تُذعن للحق ويرجعها، وهذا ما يريده الله وتلك من حِكَمِ الله تعالى من تلك الخطوات. {وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلاَحاً..}: من أجل الولد، وخلال مُدَّة القروء الثلاثة. {..وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ..}: يعاملها كزوجة وله الحق خلالها بإرجاعها، عندها يرفع الله شأنه.
ويبيّن لنا تعالى في سورة الطلاق (1): {..لاَ تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلاَ يَخْرُجْنَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ..}: إذ لا يسمح لها بالخروج من بيت زوجها مدة العدة والقروء الثلاثة والحاكم يُشرف على ذلك. تلك حدود الله... {لاَ تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً}: عند بقائها في بيت زوجها لعل ترجع للحق.
فلا يتم الطلاق بمجرَّد كلمة (طالق) أبداً وقطعاً حتى لو كانت عن نية وعزم، فإن لم يرفقها بخطوات الطلاق فليس هو الطلاق أبداً، إنما أيمان ويدفع كفارة يمينه، ولا تعتبر المرأة مطلَّقة أبداً، فبرؤيتها لمعاملته الإنسانية الجيدة خلال فترة بقائها في بيته وترى أن معاملته لله ليس لشهوة أبداً فبذا يمكن أن تفكّر وتعدل عن غيِّها وتؤوب للحق.

هل يجوز الزواج من امرأة غير مسلمة؟

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أما بعد:
لم يسمح تعالى بالزواج من غير المسلمات "الكتابيات" إلاَّ بعد أن حلَّ عصر القوة في الإسلام، ففي بداية الدعوة الإسلامية عندما لم تكن الدولة الإسلامية بعد قد بلغت قوتها القوية ظاهرة بكيان دولة قوية ضاربة، كان الحكم بالآية الكريمة (221) في سورة البقرة ساري المفعول: {وَلاَ تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ..}: هذه تؤذيك في أولادك. كيف ذلك؟
بما أن الدولة الإسلامية لم تكن بعد ظاهرة في الأرض بقوتها ولـمّا يلتفت العالم إليها بالتقدير، فتلك "المشركة" إن تزوجها المؤمن وهي بطبيعتها ملتفتة بالتقدير لقومها "الممثلين بدولتها" الأقوى، فهي غير مقدِّرة لزوجها ولا لدينه حقّاً لضعف دولته وهي باقية على دينها، فإن جاء الأولاد (وهنا بيت القصيد)، فسوف يتَّبعون أخوالهم وقوم أمهم، وذلك للأسباب التالية:
1- بسبب ميلهم وحبِّهم لها فهي أمهم.
2- لن تحسن تربيتهم لأنها كانت قد تربَّت ونشأت على ديانة غير دين الإسلام القيِّم القويم، ويبقى لها ميل لدولتها الضاربة القوية. وحيث إن الكافرات عرضهن رخيص عندهن، وهذه آمنت ولكن كان لها ماضٍ كالكأس التي شُعرت ففيها ضعف، وأما الكأس التي هي متينة سليمة فلم يتسرَّب إليها الضعف.
3- قوة قوم أمهم "المتمثلة بدولتها" الذين انحدرت منهم والتي ما تزال ظاهرة كقوة أقوى من كيان الدولة الإسلامية، ومن طبيعة النفس البشرية أنها تقدِّر الأقوى وتتَّجه له وتتّبعه، وبذا يتَّبعون قوم أخوالهم ويتّبعون دينهم سواءً شعروا بذلك أم لم يشعروا، وهذا يقودهم للشرك وخسارة الحياة الأبدية، إلى النيران بدل الجنان، والله برحمته العظيمة لا يريد لبني الإنسان أيّاً كان هذا المصير المرعب المخيف، ولذا نهى في بداية نشوء الدولة الإسلامية الزواج من الكتابيات، ومنع تزويج المشركين أيضاً من النساء المسلمات لنفس الأسباب ولما يرافق ذلك أيضاً من ضياع تلك المرأة المسلمة ووقوعها في الشِّرك، وذلك لرابطتها الزوجية بزوجها المشرك الملتفت لقومه ودينه وغير الناظر للإسلام ولله بالتقدير ولا هو بمتّبعه، والمرأة تَبَع لزوجها.
أمَّا عندما قويت شوكة الدولة الإسلامية وأصبحت ظاهرة في الأرض، عندها سمح تعالى للمؤمنين بالأسْر وباتخاذ الأسيرات (ملك اليمين) وبالزواج منهن بعد إيمانهن عند من تربَّيْن عندهنَّ من النساء المؤمنات.
أما الآن فيعود حكم الآية الأولى القاضية بمنع الزواج من المشركات، حيث إن الإسلام ضعيف فلا يجوز.

أنا اعمل في مكتب بمؤسسة وفي هذا المكتب موظفين وموظفات فماذا أعمل لكي أنجو بديني؟

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته...
لقد سألت: ماذا تعمل لكي تنجو بدينك وتتخلّص من الاجتماع مع الجنس الثاني؟ إن كان هذا طلبك لديك عدة طرق:
1- عليك أن تطلب من رؤسائك بالوظيفة تغيير مكان عملك إلى مكان آخر ترتاح فيه، واطلب وبصدق تبديل وضعك حيث تراه أنت مناسب لك فتنتقل إلى مكان لا تتضايق فيه، بشكل لبق وتبريرات منطقية يقبلها رؤساؤك بالوظيفة ضمن أسباب ومسببات مناسبة لذلك.
2- وإن كنت لا تريد واقعك هذا حقاً وأنت صادق بذلك، فعليك أنت أن تطلب من ربك، فقم قيام الليل وصلي ركعتين واستخر ربك وادعه أن يغيّر لك هذا الوضع فهو تعالى سميع قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه.
3- وأراك يا أخي تحب أن تقتدي بسيدنا يوسف عليه السلام الطاهر الكريم فذلك راجع إليك فالأمر أمرك والشأن شأنك، فبسؤالك هذا تشبه سيدنا يوسف عليه السلام حين دعا مثل دعائك وتحب أن يكون قدوة لك والسلام.

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نود أن نعرف ما يترتب على الأب والأم الملتزمين بما أمر الله من أجل تربية الأولاد التربية الصحيحة التي فيها رضاء الله دنيا وآخرة، إذ كثيراً ما تختلط علينا الأمور وخصوصاً الأم التي تقضي كل وقتها بالكامل في البيت معهم، فبعض الأحيان لا تتحملهم لعدم سماعهم الكلمة أو لتشاجرهم مع بعضهم وما إلى ذلك من أمور الأطفال... فتقسو عليهم وتعاقبهم، وقد يرى الأب في بعض الأحيان أن لا مبرر لتلك القسوة أو العقوبة فيصفح عنهم، فيشعر الولد بأن أبوه أحن عليه من أمه أو لا يدري من منهما المحق.
ومثال آخر قد تدللهم فيميعون، فتقسو عليهم فيخافون، وقد يكذبون مع أنهم لا يخالطون أحداً.
وهناك أمور كثيرة بمجال التربية لا نعلم التصرف الصحيح بها ونخشى أن لا نستطيع تدارك الأمر كلما كبروا. ونتمنى من حضرتكم لو تكرمتم يا سيدي أن نعرف باختصار ما يخص تربيتهم بشكل عام بما يرضي الله تعالى إذ أننا في حيرةٍ من أمرنا، ولقد قال تعالى: {..فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}. فأرشدونا بما أفاض الله عليكم من العلم بالذي ترونه مناسباً بما يتسع له المجال.
شاكرين لكم وسعة صدوركم لأسئلتنا والسلام عليكم.

الحقيقة الأصل في الأساس، والأساس هم الأب والأم أن يسلكا طريق الإيمان الصحيح، وأن يكونا هما قدوة حسنة ومثل أعلى في سلوك طريق الإيمان والإنسانية المبيَّن في دلالة العلّامة الجليل محمد أمين شيخو قُدِّس سرّه، والذي هو شروح لكلام الله العظيم ولا مصدر له إلا من القرآن، فإذا رأى الأولاد أن أباهم وأمهم مستقيمان نهجوا نهجهم، وإذا طبق الأبوان دلالة العلّامة الجليل بصدق، وأخذا ما جاء بها من بيان "بقلب وربّ" صلح أمرهما واستقاما، وانعكس هذا الصلاح وعمّ الأبناء بشكل تلقائي.
أما بالنسبة للقسوة لا تجوز أبداً، والقسوة من صفات الكفار {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} سورة البقرة: الآية (74).
أما بالنسبة للضرب في سبيل التربية والإصلاح فهذا يجوز فقط للأبوين في حال لم يبق هناك قبول لوعظ أو إكرام، أي: بعد أن لم تكن لهم استجابة لا بالوعظ ولا بالإكرام ولا بالمعاملة الحسنة هناك يجوز للأب والأم فقط الضرب، والضرب للتربية والإصلاح فقط، من بعد نفاذ أي محاولة لوعظ أو إرشاد، وهذا لينتهوا عن الحرام ولا يخرجوا عن دائرة الحلال.
احفظهم من الاختلاط بالمجتمع. لا توكل أمرهم إلا إليك، فإن لزمت نزهة فليكونوا بصحبتك، ولا تُشَغِّلهم إلا عند تقيٍّ، وتحت دوام إشرافك، فإن لم تجد تقياً يخشى الله، فلا تخشَ عليهم الفقر من فقدان العمل فحتماً الله يرزقهم وإياك. ضحِّ بالدنيا لتصون أخلاقهم وأعمالهم، يُرسل لك ولهم الدنيا وهي صاغرة ويمدّك وإياهم بالرزق الحلال، وترضي الله الرحيم بك وبهم، وتكسب وإياهم الجنات بالآخرة أيضاً. قال الصادق الوعد الأمين محمد صلى الله عليه وسلم: (من كانت عنده بنت أو بنتان فأحسن تربيتهما كنت وإياه في الجنة) وكذلك الصبيان.
أخيراً: السلام على من اتبع الهدى وطبَّقه دنيا وبرزخ وآخرة، ولن يترك الله عملك سيهديك ويصلح بالك ويدخلك الجنة وعدك إياها إن أحسنت تربيتهم لرضاء الله لا لإرضاء الناس. الإنسان مسؤول أمام الله عن سلوك أبنائه وأحفاده.

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكم الله كل خير.
أود الحكم الشرعي للعلاقة بين الأب وأبنه، من المعروف أن الأب مسؤول عن ابنه قبل سن التكليف.
السؤال: عندما يصبح الابن في سن التكليف وصدر من الابن تفريطات، هل الوالد مسؤول أمام الله عن هذه التفريطات؟ علماَ أن الابن يقطن مع والده.
وأدام الله عز (المربي). 

الأصل هو التربية ولا يتركهم لأحد غيره، ويبعدهم عن مواطن الرذيلة، ويُسقّطها في عينهم ويُسفّهها أمامهم، ويبيّن لهم ضررها، ويأخذهم إلى أماكن الفضيلة بشرط بصحبته أو يتركهم بدارهم آمنين.
وإذا كان المجتمع فاسداً، يحجبهم عن المجتمع بشكل كامل، حتى ولو كان أقاربهم فاسدين، فليقطع الصلة بالأقارب. وبهذا الزمان لا يسلِّمهم لأحد أبداً، فهذه أمانة بين يديه فلا يجوز أن يستهتر بالأمانة لأنها أمانة غالية بين يديه وأعظم أمانة.
ولا يكتفِ بمتابعتهم بالنهار، كذلك بالليل، فيُفَرِّق بينهم في المضاجع، ويفصل بين الإناث والذكور، وأن يكون مثل مربي الحمام "الحميماتي" يراعي طيوره، وأثناء الليل يتابعهم مراراً ولا يترك ثغرة للشيطان أن يدخل، كما يراعي أجسامهم يراعي قلوبهم أن تفسد. إذا نجح ولد واحد بأن أحسن تربيته ودخل الجنة، يدخل الأب الجنة كذلك.
وإذا كان المجتمع فاسداً، يحجبهم عن المجتمع بشكل كامل، وكي لا يُظلَموا يأخذهم إلى النزهات وإلى البحر والمناطق الاصطيافية أثناء فراغه، ولأن (مفرِّح الأطفال للجنة) حتى إذا كان يريد شراء الأغراض لهم يأخذهم معه ويكونوا تحت رعايته إلى أن يبلغوا سن الرشد.
وسن الرشد ليس نفسه سن التكليف، فسن الرشد يمتد ربما إلى /25-30/ سنة أو كما يُقال: (هم الولد للأبد).
فالأب إذن مسؤول عن ابنه طالما الولد تحت رعايته.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أنا شاب متزوج وجاءني عرض عمل في الخارج، هل يجوز لي أن أتغيّب عن المنزل ستة أشهر أو سنة لأجل ذلك؟ مع العلم أن الحجاب مطبّق.
ولكم جزيل الشكر.

لا يجوز التغيّب عن البيت مدة ستة أشهر أو سنة، لأن حدود صبر المرأة عن المقاربة هي أربعة أشهر فقط فلا يجوز الظلم، ولا يجوز ذلك شرعاً إلا مدة أربعة أشهر فقط.

مشكلتي تعطيل الزواج، عندي 40 سنة وما زلت لم أتزوج بعد، مع أني جميلة الشكل والأخلاق وكل من يعرفني يشهد بذلك، ماذا أفعل سيدي لمشكلتي؟
شكراً وجزاكم الله خيراً.

لا يُجيبك على هذا الطلب إلا الله، لذلك أنصحكِ بأن تنهضي لقيام الليل وتصلي ركعتين وتذكري الله وتطلبي بنفسك هذا الطلب دون أن تُعلمي مخلوقاً، لا تطلبي إلا من الله، وانظري هل يحلُّ مشكلتك غيره.
سوف تنحل بفترة وجيزة جداً وبسرعة لا تتوقعيها.
{أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ..} سورة النمل: الآية (62).

السلام عليكم يا سيدي
سؤالي: إذا امرأة تزوّجت ووجدت أنّ كل ما أخبرها به زوجها قبل الزواج كله كان كذباً، مثلاً: (وعدها بأن يشتري لها أشياء ولم ينفذ ذلك)، فهل الزواج يعتبر شرعياً أم لا؟ جزاكم الله خيراً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الزواج شرعي وليس فيه ما يبطله.
أما بالنسبة لما كذب به الزوج على زوجته، فهذا ينبغي التحقق منه قبل الزواج وليس بعد الزواج.
بعد الزواج هذه الأمور لا تبطل الزواج، أي: لا تجعله غير مشروع، كما ينبغي ألا تفرّق بين الزوجين، لأنّ أبغض الحلال إلى الله الطلاق.
على من حصل معها هذا بالصبر على زوجها، وأن ترضى بقسمتها ونصيبها، وبهذا الصبر خيرٌ عظيم ستجده في المستقبل، في الدنيا وفي الآخرة.
أما الآن فإنه من الأفضل أن تسامحه، ولابدّ أن يبدلها الله بالجنة على هذا الصبر.
يقول سبحانه وتعالى: {..فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} سورة النساء: الآية (19).

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا أخي لقد قرأت أغلب كتب العلّامة محمد أمين شيخو ولقد أعجبتني، ولكن قرأت في بحث تعدد الزوجات أنه لا يجوز الزواج إلا بأرملة لديها أولاد يتامى.
ولقد سألت نفسي ماذا لو كان هناك فتاة عزباء تخطّى عمرها الخامسة والثلاثين وقد توفّي والداها أو أحدهما أو هما على أبواب القبر، وقد تقدم لهذه الفتاة عريس متزوج ولديه أطفال فهل يُعَدُّ عمله هذا شهوانياً مخالفاً لتعاليم الإسلام الرحيمة؟
أليس من حق هذه العزباء أن يكون لها ولد تفرح به وتشم رائحته ويملأ عليها حياتها؟
أليس من الرحمة أن تجد لها ولد يعينها في سنين عمرها القادمة؟
أليس من حقها أن تأخذ شهوتها بطريقة حلال ضمن شرع ربها؟
وهل أصبح الزواج حكراً على زوجته الأولى فقط؟

نحن قلنا في كتاب تعدد الزوجات صـ/12/: (بأن الزواج بأكثر من زوجة لا يجوز أبداً إلا لأهدافٍ إنسانية سامية) وبنفس الصفحة (تعدد الزوجات هدفٌ إنسانيٌّ سامٍ وليس لغاية نفسانية شهوانية).
أما ما يخص الآية فهي كما قال تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى..} فالأمر متعلق بالأيتام والأرامل {..فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ} سورة النساء: الآية (3).
وهي آية إنسانية أيضاً لأن الزوجة لديها أولاد أيتام، فلا يجوز الزواج بأكثر من زوجة إلا لغاية إنسانية سامية كما هو الحال في موضوع الآية السابقة، وهو إنقاذ اليتامى من الفساد الاجتماعي وتربيتهم تربية صالحة والأخذ بيدِ الأرملة وإنقاذها من براثن الانحلال والفساد.
أما عن سؤالك عن العزباء التي تجاوز عمرها الخامسة والثلاثين وقد توفي والداها وأراد أحدهم الزواج منها "علماً بأن لديه زوجة وأطفال"، وأراد بذلك الأخذ بيدها وإعطائها بعض حقوقها النفسية والمادية. فهذا عمل إنساني جميل ولكن أليس من الأجمل والأكمل أن يكون المتقدم لها رجل ليس له زوجة أخرى.
والله دائماً يدعو للأكمل والأسمى والأفضل.
والذي تقدّم لها أعلم بغايته إن كانت إنسانية أم شهوانية. لقد قرأت من موضوعنا شيئاً وغابت عنك أشياء.
فهدف الزواج من واحدة أخرى يجب أن يكون إنسانياً، فلا يهمّه مالها ولا جمالها ولا جاهها.
فأنت لم تُحط بموضوعنا إحاطة كاملة، فكل هدف إنساني خالص من الغاية النفسانية الأنانية فهذا عملٌ خالص لوجه الله وهذا يحوز فيه تعدد الزوجات في الحدود التي رسمها لله.
والذي يريد أن يتزوج من تلك الفتاة العزباء أعلم بنفسه إن كانت غايته إنسانية أم نفسانية.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سؤال خطر ويخطر على قلوب أكثر الناس ويعتبر أن لا جواب له أو جوابه بكلمة واحدة (نصيب) أرجو أن تعذروني لأنني سأطيل لكي تكون الصورة واضحة ولا يحدث أي التباس.
أولاً: الزواج لأكثر من زوجة غير مسموح بديننا الحنيف إلا لهدف سامي قد بينتموه ألا وهو تربية اليتامى وإيواء الأرامل ولكن نرى في كثير من الأحيان رجال يتزوجون بامرأة ثانية بهدف إنجاب الأولاد إذ يكون لم يرزق بأولاد من زوجته الأولى فهل هذا يجوز؟ ولماذا؟
ثانياً: هل هناك كما يقال نصيب بمعنى إن الإنسان مهما فعل وحاول فتلك المرأة ستكون زوجته فهي نصيبه كما يقال فهل النصيب لا مفر منه كما يقال؟ ثم كثيرا ما نرى أن زوجين متزوجان منذ فترة ولم يرزقا بأطفال وطبياً ليس أحد منهما عقيماً ولكن لا أولاد لهما فيقال أن الله لم يكتب لهما ذرية منهما مع بعض. ثم وللأسف يطلق الرجل المرأة وتذهب للتزوج وهو يتزوج فيرزق الاثنان بأولاد ولكن كل من شريكه الجديد فهل -إذا كان هناك نصيب- جُمعا ليتطلقا أم لو صبرا لرزقا أطفال؟ ولماذا عندما يفترقان يأتيهم أولاد مع شركائهم الجدد؟ فالذرية كتبت على أسماء هذا وتلك ولكن ليس مع بعضهما بل كل مع الآخر فلو بقيا متزوجين لم يرزقا بأطفال ولم يولد هذا المخلوق الجديد (لم يكن كلامي تدخل او سؤال عن حكمة الله).
أرجو أن يكون استفساري قد وضح عندكم.
ثالثاً: حديث رسول الله في آخر الزمان (..طوبى لمن لا زوجة له ولا ولد) أرجو شرح هذا الحديث ومتى يجب على الرجل ان يتزوج وما هي الشروط التي يجب توافرها بالمقدم على الزواج أرجو الشرح والتنبيه لكل ما قد يخطئ المرء به فالندم بعدها لا ينفع.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد كان لهم أسوة في سيدنا إبراهيم وزكريا عليهما السلام إذ كانت زوجتاهما عليهما السلام لا ينجبا أولاداً وما زالا بما قسمه الله لهما راضيين عشرات السنين حتى شملهما الله بعطفه ورزقهما سيدنا إسماعيل ويحيى عليهما السلام نبيين صالحين وقد بيّن تعالى قول سيدنا زكريا عليه السلام إذ {قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} سورة آل عمران40.
وكذلك قول سيدنا إبراهيم عليه السلام: {الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء} سورة إبراهيم39.
بما أن الرجال قوامون على النساء: هذه قاعدة عامة والغاية الهامة من الزواج الإنساني والهدف الأول هو أن الرجل هو المكلف بالنهوض بزوجته لمداخل الإيمان العالي (برابطتها به وبتقويمه لها بالحسنى) ونجاتها من براثن الدنيا الدنيّة؛ فهذه الغاية الأسمى من الزواج ولم يكن في عقد الزواج يوم قال زوجتك نفسي بنفسي.. وأن تنجبي لي أطفالاً. فالغاية إنسانية لإنقاذها والأخذ بيدها لا نفسانية للتفاخر بالبنين. وكثير من الذين لا ينجبون بعد تطبيق الحجامة بقوانينها الصحيحة كما بينها العلّامة رزقوا ببنين وبنات، قال تعالى: {..يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ}.

ثانياً: هل هناك كما يقال نصيب بمعنى أن الإنسان مهما فعل وحاول فتلك المرأة ستكون زوجته فهي نصيبه كما يقال فهل النصيب لا مفر منه.
كما يقال المرأة على دين خليلها {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} سورة النور26.
فعلى درجة إيمان المرء يُرزق بزوجة طاهرة طيبة، تحفظ له ذريته. حتى أن الزاني لا يقع عمله وعدوانه ولا ينفذ شهوته، إلا على امرأة فاجرة خبثت نفسها وتطلَّبت هي أيضاً الفاحشة، وذلك شرط لابد منه فلا إلۤه إلا الله يعطي هذه لذاك وهذا لتلك ولا يوقع طاهرة مع فاجر: {الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} سورة النور: الآية (3).
فهذه الذات العلية قائمة على الكون بالقسط، وبيدها نواصي الخلق تسيِّرها بالحق، وما من واقع يقع إلا من بعد إذنه، ولله الحمد على كل ما يسوقه لعباده: {..وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ (8) عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ} سورة الرعد: الآية (8-9).
فإذا أردت ألا يعتدي معتد عليك، فاستقم كما أُمرت، وإن أنت شذذت وبغيت، فارتقب وقوع البلاء والشدة من بعد الرخاء {ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} سورة الأنفال: الآية (53). وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور.

ثالثاً: ثم كثيراً ما نرى أن زوجين متزوجان منذ فترة ولم يرزقا بأطفال وطبياً ليس أحد منهما عقيماً ولكن لا أولاد لهما فيقال إن الله لم يكتب لهما ذرية منهما مع بعض. ثم وللأسف يطلق الرجل المرأة وتذهب للتزوج وهو يتزوج فيرزق الاثنان بأولاد ولكن كل من شريكه الجديد فهل "إذا كان هناك نصيب" جمعا ليتطلقا أم لو صبرا لرزقا أطفال ولماذا عندما يفترقان يأتيهم أولاد مع شركائهم الجدد فالذرية كتبت على أسماء هذا وتلك ولكن ليس مع بعضهما بل كل مع الآخر فلو بقيا متزوجين لم يرزقا بأطفال ولم يولد هذا المخلوق الجديد (لم يكن كلامي تدخل أو سؤال عن حكمة الله).
هذه دعوة غير صحيحة لما فيها من تفريق بين المرء وزوجه من تقطيع لروابط أسرٍ كانت آمنة مطمئنة وإلقاء بذور البغضاء بين الزوج وزوجته وتفكيك وهدم العلائق الزوجية القائمة وقد تقدم ذكر صبر الأنبياء على عدم إنجاب زوجاتهم البنين، أما الأولاد فبيد الله تعالى أمر خلقهم وهو أعلم بما يناسب آباءهم ذكوراً أو إناثاً أو العقم دون ولد {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ، أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} سورة الشورى، الآية 50.
فهو يعلم ما يناسبهم لنفعهم في الآخرة فيرزقهم بقدره وقد زوّجهم من قبل بما يناسب حالهم الإيماني (الطيبون للطيبات). وعليك وعليها (زوجتك) بالحجامة عسى أن يرزقكما ربكما نسلاً تقرُّ به أعينكما.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والشكر لكم سيدي على هذا الموقع القيّم، عندي استفسار عن أمر مهم بالنسبة لي: هو أني أرى أناس أغنياء لديهم المال ويركبون السيارات الحديثة فأستهويها وأريد لو أنني أملكها، وأنظر إلى نفسي وأني لا أستطيع الحصول عليها، وفي الغالب وأنا في العمل لأني أحتك مع هذه الفئة من الناس، وهذا الأمر يضرني كثيراً ويضيق صدري وأنقم في بعض الأحيان.
وأقول لكم أنني مقصر تجاه الله ولكم جزيل الشكر والسلام عليكم.

الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الآخرة إلا لمن يحب، فأنت محبوب عند الله، جعلك الله من آل رسوله صلى الله عليه وسلم لأن الرسول يقول: (اللهم اجعل رزق آل محمد كفافاً) ولم يجعلك من آل قارون، ولا من آل إبليس.
وعلى كلٍّ: كل ما تنظر إليه فإنك حتماً مفارقه، فالدنيا جنة الكافر وأُعيذك أن تكون كافراً وتهوى الدنيا الدنية فما دامت قبلك لأحد، كفاك بالموت واعظاً. فأصحاب رسل الله صلوات الله عليهم كانوا فقراء وأشاحوا عن الدنيا وطلبوا رضاء الله، فأتت الدنيا صاغرة تحت أقدامهم الشريفة وجعلهم الله ملوكاً ولم يخسروا الآخرة بل ربحوها بجناتها وبالحياة الحقيقية حياة الخلود، لا هذه الدنيا:

هي الدنيـا تقول بملء فيها                     حذار حذار من فتكي وبطشي
فلا يغرركم طول ابتسامي                     فقولي مضحك والفعل مبكي

ألا تعلم يا أخي بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(الدنيا جيفة وطلابها كلاب) ونحن جئنا إلى الدنيا لنغدو أصحاب بصائر قلبية، نرى الحقائق بنور الله بإيماننا فنميّز بين خيرنا وشرنا ونكسب الخيرات، ونعود إلى رب الإكرامات بوجه أبيض فيغمرنا بجناته أبد الآباد وبحياة نعيم متواصل لا ملل فيها، بل من حياة حلوة إلى أحلى وحياة راقية إلى أرقى، مغمورين بالنعيم والرضى فما دامت الدنيا لغيرنا حتى نطمع بالزائل، اطمع بما عند الله.
فأين حسني الزعيم دكتاتور الشام؟ وأين عبد الناصر؟ وأين هتلر؟ وأين الملوك كالملك فهد والملك حسين؟
إياك أن تغريك الدنيا فتخسر جنات الآخرة وتخسر نفسك وأهلك من أجل عرض زائل وعن رضى الله مائل، فمصيرنا جميعاً إلى الله فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل.
واعلم يا أخي أن هذه الدنيا التي تحبها وتظنها سمكة طيبة طرية إنما هي في حقيقتها حية آفة في أنيابها السم ناقع، فكل من اغتر بها هلك وفارقها وخسر الدنيا والآخرة، حاشاك أن تكون من طلابها (وحب الدنيا رأس كل خطيئة).