السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله عنا كل خير سيدي الكريم سؤالي هو:
هل السيد المسيح عليه السلام رسول السلام سيأتي على هذه الحضارة من تكنولوجيا وغيرها أم بعد زوالها؟
وإن كان مجيئه قريب هل نكون من صحابته؟
ولكم جزيل الشكر.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
1- عن السؤال الأول المتعلق ببقاء أو فناء الحضارة والتكنولوجيا: قال تعالى في سورة الدخان (10): {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ}: أي حينما تقع الحرب العالمية الثالثة الكبرى الذرية النووية ويغشى دخانها "أي الغبار الذري" أقطار سموات الأرض فيتدمَّر المجرمون ويهلكون كما هلك مجرمو الأقوام والذين لا خير ببقائهم، وقد استنفدوا شهواتهم المنحطة كلها أي أذهبوا طيباتهم في الحياة الدنيا، لأنهم ما آمنوا بالله وبالآخرة ولا يبغونها، ويبقى كل مؤمن وكل من عنده قابلية للإيمان، عندها يظهر سيدنا عيسى المسيح عليه السلام ليُزيل ما بقي من آثام وإجرام.
نتمِّم الموضوع:
هذا الدخان الذري يقول تعالى أنه: {يَغْشَى النَّاسَ..}: أي يغشى الناس بالكرة الأرضية فالذين لم تدمِّرهم القنابل الهيدروجينية والنووية يقولون: {..هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ}. فيقول الذين بقوا بعد الحرب الكونية: {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ}: هؤلاء مسلمو هذا الزمان بعد الضربة الكبرى. فقال تعالى: {أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ}. سورة الدخان. ظهر سيدنا عيسى ولكنهم رجعوا لضلالهم. إذن كذبوا أيضاً ولم يتَّبعوا سيدنا عيسى عليه السلام فهؤلاء لم تبق لهم مهلة عندها {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى..}: هذه ساعة الزلزلة أو قيام الساعة فتزول الحضارة عن بكرة أبيها ويزول معها كل الكفرة.
2- أما عن سؤالك الثاني: هل نكون من صحابة سيدنا عيسى عليه السلام؟
فالجواب: حتى نكون من صحابته ﷺ علينا أن نشترك معه بصفاته وطموحاته ولو بنسبة ما على حجمنا وعلى قدر إيماننا.
سيدنا عيسى ﷺ رحمته كبيرة على العباد لا يريد لهم الضلال فالنار بل يطمح لإنقاذهم جميعاً للجنان ولا يبقى كافر على وجه الأرض وأن تعمَّ الهداية أرجاء الكرة الأرضية كلِّها، والله سيحقِّق طموحه حتماً ويدخل الناس في دين الله أفواجاً حتى لا يبقى كافر على وجه المعمورة.
قال تعالى: {وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ..} سورة النساء (159).
طموحه ﷺ أن يخرج الناس كافة من الظلمات إلى النور، فإذا اشتركتَ معه في هذا الطموح العالي فأنت حتماً من أصحابه، وبالمثل العامي: (يللي مثلنا تعوا لعندنا). فمثلاً المهندس يصاحب المهندسين لا محالة، والطبيب يبحث عن الأطباء الذين سبقوه في هذا المجال ويصاحبهم، وهكذا...
فلا شك أنك من أصحابه وهذا مشروط بأن تسلك طريق الإيمان، وبما أنه هذا طلبك فلتهنك الحظوة فاسلك طريق الإيمان المبيَّن في كافة كتب العلامة "محمد أمين شيخو قدس سره" وهو طريق سيدنا إبراهيم تكن من صحابته الكرام وذلك لمن خشي ربه.
وعلامة المؤمن أنه يحب الخير لكافة البشر ويحب أن يهتدي الجميع إلى الله حتى أنه يتمنى الهداية للشيطان وأن تكون على يديه.