ما معنى اسم سيدنا شعيب وما معنى اسم سيدنا ذو الكفل عليهما السلام؟

السلام عليكم سيدي الكريم
إذا كان لكل مسمى من اسمه نصيب، فما معنى اسم سيدنا شعيب؟ وما معنى اسم سيدنا ذو الكفل عليهما السلام؟ وإذا معناه أنه تكفّل قومه فكل الأنبياء تكفلت أقوامهم.

أولاً: معنى اسم سيدنا شعيب عليه السلام:
هذا النور الذي يشع منه يمحي عن الإنسان إذا التفت له كل عيب، أنواره هائلة تمحي كل شيء رديء ويحل محلها الكمال، كل الصفات تتبدَّل: من الجبن إلى الشجاعة، ومن الجهل إلى العلم، ومن البخل إلى الكرم الذي لا يبارى، بالصلاة معه تجعل من الفحم ألماساً.

فحطّ في بابنا ما شئت من ثقل           فبابنــا كعبــة من حلــه أمن

إذاً كلمة (شعيب) تعني: إن يشع نوره على قومه في حال التفاتهم له لا يترك فيهم عيب، ويصبحوا أتقياء مرشدين، حكماء علماء كادوا من فقههم أن يكونوا أنبياء.
ثانياً: أنت تقول أن جميع الأنبياء تكفّلت أقوامهم.
معنى الكفيل هو الوكيل.
وهذا سيدنا محمد ﷺ قال لقومه: {..وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ} سورة يونس: الآية (108). فأنت تقول أنه تكفّل بقومه، فهاهو سيد الخلق لم يستطع أن يتكفّل قومه. وسيدنا نوح لم يستطع أن يتكفّل بابنه لأن عمله بالمعاصي غير صالح لمواجهة ربه. كما لم يستطع سيدنا إبراهيم أن يتكفّل أباه لأنه بقي معارضاً للحق. وسيدنا محمد لم يستطع أن يتكفّل بعمه أبي لهب، ولا سيدنا لوط لم يستطع أن يتكفّل بقومه، ولا سيدنا إبراهيم لم يستطع أن يتكفّل بالقوم الذين ألقوه بالنار {..وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى..} سورة الأنعام: الآية (164). هذا قول الله فكيف تتفضل بالقول: أن كل رسول أو نبي تكفّل بقومه؟! هذا لا يصح.
- الرسول يتعهد المؤمنين ويتكفّلهم:
ذو الكفل: أي يكفّ عن كل مؤمن كل أذى وشر، هذا لكل من آمن وارتبط به، ويتكفّلهم دنيا وبرزخ وآخرة فالنصر حتماً للمؤمنين والعزّة للمؤمنين في الدنيا والآخرة.
فالصحابة الكرام إذا كان واحد منهم في جيش، لا يُهزم هذا الجيش أبداً، وهذا كله بفضل رسول الله ﷺ.
نعم كل الأنبياء معهم هذه الصفة، ولكن لسيدنا ذو الكفل هذه الصفة بارزة فيه، فلكل رسول صفة بارزة ومميزة فيه، وهنا سيدنا ذو الكفل تميّز بهذه الصفة وأصبح متميّز فيها أكثر من سائر صفات الكمال الباقية، وهذا دليل على أنه صارت عنده نهضة إيمانية قوية ونجح قومه فكان وكانوا صالحين للعطاء الإلۤهي، رغم أن هذه الصفة مشتركة مع باقي الأنبياء إلا أن سيدنا ذو الكفل تميّز وبرز في هذه الصفة.
فمثلاً سيدنا موسى: تميز بالثورة للحق ضد الباطل وبطشه بالظلم وأهله فهو حدٌّ بطبعه، وذكر لنا تعالى في قصته عليه السلام ما يؤكّد ذلك، والله اختاره رسول العالمين في زمنه ولأزمان عدّة، لأن الله يحب هكذا من عباده أن يكونوا صواعق بالحق، وكان اسمه متناسباً مع صفته المميزة.
كذلك سيدنا يحيى: فكل من نظر إليه والتفت نحوه بالمحبة وتعلّقت نفسه بنفسه الطاهرة، يبعث في قلبه الحياة والبسط والسرور والنعيم فتسري في نفسه، كما يسري الماء في الأغصان فتبعث فيها الانتعاش والنشوة والحياة، وكما تسري الكهرباء بالأسلاك فتحدث الحركة والدوران والإنارة.
كذلك كل من سرت الحياة القلبية منه إليه تشع فيه الحياة والنور، فهذه الصفة تميّز بها سيدنا يحيى وبرزت عنده بوضوح إضافة لسائر الصفات العليا، وكان اسمه متناسباً مع هذه الصفة، يحيى: كل من صاحبه انبعثت في قلبه الحياة.
وباقي الأنبياء والمرسلين وكلهم مشتركون بصفات الكمال إلا أنَّ لكل واحدٍ منهم صفة تميّز بها عن سواها من صفات الكمال التي لديه، وسيدنا محمد ﷺ جمع الكمال كله وكان له قصب السبق في جميع صفات الكمال.