السلام عليكم ورحمة الله
هنالك مئات الآلاف من المسلمون لا يجيدون اللغة العربية ولكنهم يحفظون القرآن ويجيدون قراءته دون أن يفهموا معنى الكلمات.
هل يؤجرون على القراءة مع أنهم لا يفهمون ما يقرؤون؟ وهل يكفيهم لدخول الجنة؟ وإذا لم يؤجروا فما ذنبهم أنهم لم يُخلقوا عرب أو لا يجدون لغة القرآن؟
أرجو منكم التوضيح مع البيان، وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
لو لم يكن لهم شيء من الميل للخير لما قرؤوا القرآن، بل لتعلّموا الأغاني ورددوها دون فهم، فما من صغيرة ولا كبيرة إلا ويحمل صاحبها أجرها أو وزرها، صحيح أن المردود ضعيف والأجر بسيط، إلا أن صاحبها يؤجر ولكن الأجر على قدر العمل.
لو فهم المعاني فوق قراءته للمباني فقد يصبح من أهل القلوب، وذرة من أعمال أهل القلوب توازي عمل الثقلين، فمثلاً كان عمر بن الخطاب وأبو بكر الصديق يقرأ نفس القراءة أو يسمعها ولكن يفهم المعاني، فهل يقارن الناس المسلمين بعده به، ونتيجة فهمه للمعاني نُصِرَ على العرب المرتدة وعلى الفرس والروم، فأين من يقرأ ولا يفهم ممن يقرأ ويفهم! والمؤمن القوي خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍّ خير.
أما مسألة إدخاله الجنة فذلك راجع إليه، لأن الله يحب أن تؤتى عظائم الأمور ويكره سفسافها، فإن بقي مقتصراً على القراءة ولم يتبعها بالتطبيق كما لم ينتج عنها أعمال برٍّ وخيرٍ وإحسانٍ أو لم تحجزه عن محارم الله، فهذا مردوده عليه من قراءته ضئيل جداً وضعيف، ولا يمكن تشبيهه بأيٍّ من الصحابة الكرام الذي كان يقرأ ويفهم ويفتح البلاد ويهدي قلوب العباد.
إذاً قراءته قد تصل به إلى الجنة إن سببت له انحرافاً عن طريق الشر إلى طريق الخير ثم ازداد حتى قام بأعمال أهل الجنة. أو أنها هذه القراءة لم تؤثّر في سلوكيته شيئاً، كمن يقرأ رئاء الناس الذين يراءون ومع أنها لا توصله إلى الجنة لكنها تخفف عنه بكثير من عذاب السعير.