السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزاكم الله كل خير على ما تقومون به من خدمة المسلمين بإرشادهم للحق. عندي سؤال وأرجو الإجابة عليه لو تكرمتم:
ورد في إجابتكم لأحد الأخوة السائلين أن الكافرين من شدة الخزي والعار الذي يصيبهم يلقون بأنفسهم (بأجسادهم) إلى النار.
فإذا كانت وظيفة الجسد هي تلبية رغبات النفس في الدنيا وينتهي دور الجسد عند الموت، ومادام النفس هي التي تتألم، هل للجسد من فائدة؟ وهل يوم القيامة تكون النفس متلبسة الجسد؟
هذا الكافر الذي فقد جميع الملكات التي أعطاه الله إياها وبقي في الآخرة رهين أعماله التي صدرت منه عن طريق جسده في الدنيا، وجسده هذا الذي كان مطية له طول حياته فمن خلاله كان يرى ويسمع ويتعرف على الأشياء جميعها وبواسطته تنال النفس جميع مشتهياتها. فالنفس والحالة هذه لا تعرف سواه فهي متعلقة به أشد التعلق ويبقى ذلك التعلق والارتباط حتى في الآخرة فيكون العلاج للنفس عن طريق الجسد أيضاً والنفس تتألم أيضاً بحرق الجسد، لأنها متخللة في الجسد فهي تتألم بما يطرأ عليه من حريق إذ العلاج لها لا له، ولو أنّ هذا الإنسان خالل الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لكان في معزل ولا علاقة له في الجسد بل لا حاجة له لأي صنف من صنوف النار، بل عندها بالعكس تتبارك النار فيه، إذا كان مع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
والجسد كما كان في الدنيا مسخراً لها فهو الآن مسخر لعلاجها، إذ أنّ النفس تتردّد عن قبول العلاج "النار" عندها تشهد الأيدي والأرجل عليها فترضخ للعلاج: {حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} سورة فصلت 20.
ويا أخي أفيدك فائدة ليست دائماً كلمة (ما) بعد (إذا) زائدة. بل قد تكون نافية رغم ما اصطلح عليه النحويّون.