هل تستطيع امرأة في حال الولادة أن تهز بجذع نخلة مثمرة؟
يقول تعالى في سورة مريم (25): {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً}.
سيدتنا مريم عليها السلام وهي في حال الولادة يخاطبها سيدنا المسيح عليه السلام بهذه الكلمات ما سرها يا ترى؟
وهل تستطيع امرأة في حال الولادة أن تهز بجذع نخلة مثمرة علماً أن النخيل لا يثمر إلا بعد أن يبلغ من العمر أكثر من بضع سنين حينها يكون قد اشتد عوده ولا يستطيع عدة رجال أن يهز هذه الشجرة المباركة ومن أين من جذعها؟
حتما هناك سر في هذا الخطاب فما هو يا ترى؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
السر في قوله ﷺ لأمه مريم العذراء: {..قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً..}. وقوله عليه السلام للحواريين رضوان الله عليهم: «أنا الكرمة الحقيقية وأنتم الأغصان» أي تقدِّموا الثمر بالمعرفة الإلۤهية للناس وهكذا فعلوا فأسلمت على يدهم إمبراطورية روما.
فميثاق النبيين ارتباطهم القلبي الدائمي بالله عن طريق رسول الله النبي الأمي ﷺ كما ورد في القرآن.
يقال شجرة العائلة وشجرة الكون لمعرفة الله، شبَّهه تعالى أو جعله {..شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ..}: علمه لا من الشرق ولا الغرب بل إشراقي من الله {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى}: الله سبحانه.
وسيدنا عيسى وبارتباطه الأزلي بالأصل ﷺ بميثاق النبيين غدا الركيزة لسيدنا محمد ﷺ، فهو جذع النخلة المحمدية وهو فرع من الأصل وغدت الأمور هنا قلبية لأنها عليها السلام في اضطراب قلبي مريع، فكانت صلاته ﷺ على أمه مريم سكناً لها ونعيماً مقيماً ما بعده من نعيم لسيدة نساء العالمين عليها السلام.
والأكل هنا معنوي حقيقي محسوس ملموس بقلبها الشريف من إشراق نور السيد المسيح ﷺ بمعية النبي الأمي لذلك اكتسبت قوة معنوية كبرى وخرجت به على القوم فدافع عن أمه العذراء ونطق في المهد.