معجب جداً بمطرب مصري وأحبه!

السلام عليكم ورحمة
جزاكم الله كل خير على هذا الموقع المفيد والسامي أريد أن أسال سؤال أنا معجب جداَ بفنان مصري واسمه تامر حسني أحب شخصيته وأغانيه وكل شيء ينجزه فهل أنا أحاسب على هذا الحب أم أن الله لا يحاسبني لأنني لا أقلده أو أفعل ما يفعله ولدي سؤال آخر هل سماع الأغاني بشكل خفيف يحاسبنا الله عليه ولكم جزيل الشكر والتقدير والاحترام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخي الحبيب قال رسول الله ﷺ: (يحشر المرء مع من أحب) فانظر أين تضع نفسك ولا تسلم قلبك إلا لتقي مستنير بنور الله، قال تعالى: {..اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} سورة التوبة: الآية (119). (والمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل).
فإن صاحبت قلبياً أهل التقى والإيمان تتشرب منهم الطهارة القلبية والإيمان والعكس صحيح، والصحبة القلبية والمحبة لها تأثير كبير على المحب (الطبع سرّاق فجانبوا أهل البدع) فالواجب هو ترك المنكر وأهل المنكر.
امرأة سيدنا لوط هلكت بسبب حبها لقومها الطغاة الشاذين وتحوَّلت بقلبها من محبة زوجها النبي الرسول الطاهر إلى محبة قومها وأهلها الكفرة، فكانت النتيجة أنها هلكت بهلاكهم، فيا أخي: إربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل.

أما بالنسبة للأغاني فهي كلّها مثيرة للجنس وللشهوات المحرَّمة والله يقول: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى..} سورة الإسراء: الآية (32): أي كل ما يقرّب النفس للزنا من مصافحة أو سماع الأغاني أو النظر ومشاهدة المجلات والأفلام الخلاعية، وهذه الأغاني الرخيصة تحبب الفواحش وتزينها للنفس وتعمل عمل الشيطان وتجر النفس إلى الهوى المهلك والعمى وإلى الوقوع بالزنا وتهيِّج الشهوة الجنسية، فهي تقرب نحو الفاحشة.

وكيفية البعد عنها نقول: (نفسك إن لم تشغلها بالخير شغلتك بالشر). فللبعد عن طريق الرذيلة على الإنسان أن يسلك طريق الفضيلة باتباع طريق الإيمان المبيّن في كتب العلّامة محمد أمين شيخو قدّس سرّه لاسيما كتاب (الإيمان، أول المدارس العليا للتقوى) وقبل ذلك عليه بالتفكير الجدي بالموت وساعة الرحيل وأن هذه الدنيا مدة مؤقتة ومدرسة للجد والاجتهاد وليست لضياع الوقت والعمر باللهو والعبث وسماع الأغاني المحرمة، فإن صدق الإنسان بالتفكير بساعة الفراق وأنه لابد للنفس من مفارقة الدنيا والشهوات المحرمة، عند ذلك تعاف النفس الشهوات المخزية ولو كانت محببة إليها طلباً للنجاة.

ولترك المنكر لابدَّ من هجر أهل المنكر وملازمة أهل الصدق، قال تعالى: {..اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} سورة التوبة: الآية (119). أما إذا كان ذاك هواك فعليك بالجهاد ضد ذلك الهوى.
وخالف النفس والشيطان واعصهما     وإن هما محّضاك النُّصح فاتهم
والله يقول: {..لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ..} سورة النور: الآية (21): طريق الفواحش وهذا طريق الفحشاء والمنكر، والله يقول: {..وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ..} سورة النحل: الآية (90).
وما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ..} سورة آل عمران: الآية (92).

وهذا طريق الكرامة والعزة والجنات (وحفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات) فهل تستطيع الصبر غداً على النيران وفي الصبر على ما تكره خير كثير.