ما لغة سيدنا عيسى عليه السلام، وأهل الكهف؟

مما لا شك فيه أن النبي يتكلّم كل اللغات ويفهمها أيضاً:
1- ما لغة سيدنا عيسى التي كان يكلم بها قومه.
2- ما لغة الإخوة الكرام أهل الكهف وبأي مكان ولدوا وما المكان الذي استقروا فيه إن لم يكن إحراج في الفقرة الأخيرة وشكراً.

تفضلت بالقول: مما لا شك فيه أن النبي يتكلم كل اللغات ويفهمها أيضاً:
يا أخي إن الذي تقول لا شك فيه إنه يناقض صريح القرآن ويخالفه لذا فكل الشك فيه، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ..} سورة إبراهيم: الآية (4): هذا ما ورد بالقرآن الكريم كلام الله تعالى.
كان ﷺ يتكلم بلسان قومه فقط.
{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ..}: كما قالوا تعلم من الراهب بحيرا. {..لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ..}: بحيرا لا يعرف العربية، ذاك لا يفهم ولا يفصل.
{..وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ} سورة النحل: الآية (103): كيف فهم رسول الله ﷺ على الراهب بحيرا الرومي؟! ما كان الروم يعرفون النطق باللغة العربية التي لا شأن لقومها إذ ذاك. إذن رسول الله ﷺ لم يتكلم إلا باللغة العربية.

2- ما اللغة التي كان سيدنا عيسى يكلم بها قومه؟
كان سيدنا عيسى عليه السلام يتلكم العبرية أو العربية.
وفي الأصل العبرية والعربية متشابهة جداً وإلى الآن نرى التشابه بين اللغتين لدرجة كبيرة فالعبرية أقرب لغة إلى العربية وفي الأصل اللغتان واحدة، إلا أنه ببعد المسافة تمايزت اللغتان وتباينت ثم ومع الزمن اختلفت وصارت لغتان وما زالتا متشابهتان فسيدنا عيسى كان يتكلم العبرية أو العربية.

3- ما لغة الإخوة الكرام أهل الكهف وبأي مكان ولدوا وما المكان الذي استقروا فيه؟
يا أخي أنت تسأل عن اللغات وكلمة (اللغة) مشتقة في الأصل من اللغو، والمؤمنون عن اللغو معرضون. وما يهمنا اللغة؟! والله لا ينظر إلى اللغة ولكن ينظر إلى القلوب. وكما قدمنا في البند السابق جميع اللغات في الأصل كانت لغة واحدة بعهد سيدنا آدم عليه السلام ثم تفرقوا في البلاد وأطلقوا مسميات مختلفة على الأواني والأدوات ثم تشعبت وانحرفت قليلاً وبتفرق الناس وتشعبهم كل مجموعة اتخذت أسماء خاصة بها ومسميات متباينة عن المجموعة الأخرى وببعدهم عن بعضهم تفرقت واختلفت اللغات، ومن يدقق في اللغات جميعها يجدها متقاربة في كثير من كلماتها، وهذا يدل على أنها كانت في الأصل واحدة لا اختلاف بينها، مثلاً في الانكليزية (Cat) تعني (قط) نفس اللفظ، (جمل - Camel)، (سُكر – Sugar) كذلك نفس اللفظ، وعلى كلٍّ الله تعالى لا يعبأ ولا ينظر إلى اللغات إنما ينظر إلى القلب كذلك القرآن لم يتكلم عن الأماكن والأعداد واللغات والزمان والمكان إنما يسوق ربُّ العالمين القصص لتكون عبراً ومواعظاً للناس ويؤكد على الإيمان ويهتم بالقلوب هذا القرآن كلام رب العالمين والمقصود المعنى من المبنى لا المبنى وما سواه لغو والمؤمنون عن اللغو معرضون.

أما عن سؤال ما المكان الذي استقروا فيه فإليك رأينا:
إنهم استقروا في القرب من مدينة دمشق لأن سيدنا المسيح عليه السلام في ربوة من رُبا دمشق كما قال ﷺ والقرآن الكريم أيضاً وفي التاريخ. وأهل الكهف سيظهرون معه إذن هم حول دمشق والله أعلم.