بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أدامكم الله ذخراً وخيراً عميماً للعالمين
سيدي الفاضل نرجو بيان إذا ما كانت التمارين الرياضية والتدريبات الرياضية صحيحة وصحية في دين الله الحق مع العلم أنها إجهاد للعضلات والخلايا طبعاً بالنسبة لألعاب كمال الأجسام والتمارين القاسية فهي كما أعتقد إتعاب للخلايا وتغيير في خلقة وشكل الإنسان
ولكم جزيل الشكر والاحترام والامتنان
التمارين القاسية في الأندية إنما هي لعب ولهو وتكبّر، فهم يلطمون بالملاكمة وجوه بعضهم بعضاً، ونتائجها ضارة على الجسم لأنها ترغم العضلات على بذل جهود عنيفة أكثر من طاقاتها وهذه حينما يبلغ الأربعينات ينعكس عليها الأمر بالضعف والاضمحلال والأمراض الجسمية لأنها تُكره الجسم وتحمله فوق طاقته فينهار بعد سنّ الشباب انهياراً سريعاً.
إنها جيدة إذا كان منها تليين العضلات وتنشيطها بالحركات الصباحية التي تلين هذه العضلات كالتمارين التي يسمونها بالتمارين السويدية، أما التي فيها جهد كحمل الأثقال فالذين يحملون الأثقال ما إن يبلغوا سنّ الأربعين تحلُّ قواهم وعضلاتهم فيصبح ابن الأربعين كابن التسعين عداك عن الأمراض التي لا يستطيع الجسم دفعها لأن العضلات قد استنزفت طاقاتها بالرياضات العنيفة، أما خير الرياضات فهو المشي إذ لا جهد فيه على الجسم وعلى العكس يبقيه نشيطاً بشكل طبيعي لا إرغام فيه على العضلات وتحميلها فوق طاقاتها، أما من ناحية دينية {إِنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ..} سورة محمد: الآية (36). وهي مذمومة في القرآن، فإن أراد أن يريض جسمه أكثر وبدل أن يحمل الأجسام الحديدية فليحمل ربطات الخبز وصك يحمل فيه الخضار والفواكه هذه هي الرياضات التي تنفع وليس فيها أي ضرر على الجسم لأنها لا ترهقه، أي: أن يعمل على المليان وما فيه الخير من معروف وأعمال خيرة فلو كان عدواً وضرب عدوه لاشتفى أما هؤلاء يضربون بعضهم كل يوم وباستمرار فهذه قسوة وهي غير نافعة لا للجسم ولا للنفس لأنها تعوّد النفس على الشر والضرب.
إذاً فقط المشي وتلينات الجسم الخفيفة التمارين المسماة تمارين سويدية هذه محمودة وما زاد على ذلك عاقبته الضرر على الجسم وعلى النفس، وهذه الرياضات العنيفة لا تفيد أيضاً عند الاقتتال، لأنه إذ ذاك يكون الانتصار لا للقوي بالجسم بل للشجاع بالقلب، عند الوغى ينتصر الشجاع وليس القوي بالجسم.
فإن أراد رياضة يتقرب بها إلى الله فليذهب لساحات الوغى وليحارب أهل الضلال والطغيان عندها يكون الله في عونه ويقيه مضرات الجسم ويعود عليه بخيرات تنقلب عليه في الآخرة جنات والجنة تحت ظلال السيوف.