كيف تتم طريقة الاغتسال؟
إن فهمنا الحكمة من الاغتسال تصبح العملية في غاية السهولة والبساطة. نقول:
عندما يخرج ماء الحياة من الإنسان ومن سائر أعضاء الجسم يورث ذلك ضعف جسمي عام ويُحدث خمولاً ووهناً في كافة الأعضاء، فيحتاج عندئذٍ الإنسان للاغتسال بواسطة الماء الذي جعل الله منه كل شيء حي ليعيد نشاطه وتعود همّته العالية.
والدين الإسلامي دين قوة ونشاط {..خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ..} سورة البقرة، الآية (63). إذن: فالحكمة من الاغتسال هي النشاط وليس النظافة وإن كان المقصود النظافة فالاستحمام أولى فهو أنظف.
فالغاية من الاغتسال هي النشاط فقط، ولتحقيق النشاط يكفي كأس ماء يصب على الرأس ويعمم على جميع أعضاء الجسم فينشط الجسم، وهذا المطلوب ولا يحتاج الأمر لأكثر من ذلك، فكأس من الماء إن يعمم على جميع أنحاء الجسم كافٍ ووافٍ، يصبه المرء على رأسه ويعممه على سائر جسده، وكفى الله المؤمنين الحرج {..وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ..} سورة الحج: الآية (78).
والسادة العلماء تقول: (من مكروهات الوضوء الإسراف في الماء، وضرب الوجه به) فالإسراف لا يرضى الله به، فكأس ماء كافٍ ووافٍ لتحقيق النشاط.
{..وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً..} سورة البقرة: الآية (269). والحقيقة والواقع الذي لا يمكن نكرانه أبداً: أن الحكمة لم يدركها أحد من مئات السنين وفي عصرنا هذا، إلا فضيلة علّامتنا محمد أمين شيخو قدّس سره بيّن لنا الحكمة من كل أحكام الإسلام كما في كتاب: (مناسك الحج) وكتاب (أسرار السبع المثاني) وكتاب (درر الأحكام)، بيّن الحكمة من (الصلاة والصيام والزكاة الحج و .... وغيرها كثير) بما فيها الغسل والوضوء، وأنه هو الوحيد الذي قال الحقيقة أن الوضوء والاغتسال للنشاط، أما غيره من الناس جميعاً فقد قالوا للنظافة أو للطهارة، فهل التيمّم بالتراب نظافة أو طهارة؟ أم فيه نشاط للنهايات العصبية على الوجه واليدين، تنقل الأعصاب هذا النشاط لكل أعضاء الجسم.
وببيان الحكمة من كل أمر غدا علّامتنا بحق جبل النور والعلوم الذي حجب وراءه علوم البشرية بأكملها، وبهذا العلم كان رحمة للعالمين أي شمل الحيوان الذبيح الذي جعل ألمه ألم الموت الفظيع نعيماً مقيماً وبالحجامة شفاء لكل داء وذلك ما لم تستطعه سادة الأطباء الرومانيين واليونانيين والعرب والشرقيين والغربيين، فلماذا لا نستفيد من علومه فننتفع وننفع؟! ولهذا خُلقنا، أي للسعادة خُلقنا.