في سورة هود الآية 13 لماذا قال الله تعالى (فأتوا بعشر سور) وما هو المقصود من هذا العدد؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في سورة هود الآية 13 {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}
الله العظيم خالق الذرة والمجرة يقول على لسان الرسول أن يأتوا بعشر سور من القرآن لماذا لم يقل بسورة لماذا بعشرة؟
وما هو المقصود من هذا العدد هل يستطيعوا أن يأتوا بتسعة مثلاً؟
وفي سورة الإسراء الآية 88 {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} يتحداهم بالقرآن كله كيف ذلك؟
أتمنى أن تعذروني لأنه التبس علّي الأمر ولكم جزيل الشكر والمحبة.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
في سورة سيدنا هود عليه السلام فلم يكن تنزيل القرآن قد تم تقريباً بل سور متعددات لذا جاء التحدي بعشر سوَر تحدِّيا لفظياً من حيث الجزالة والسبك والبلاغة اللغوية العظمى والأسلوب الباهر ومن حيث سمو المعاني وعلوها وإغداقها من جهة أخرى.

أما في سورة الإسراء فقد ازدادت السور وغدا القرآن كتاباً لا صحفاً فقط فقد كان التحدي بكتاب لا مجرد سور معدودة هذا ولمَّا فقه الصحابة الكرام وعقلوا سمو معاني آياته فوق كلام البشر كان التحدي بسورة واحدة كما بسورة البقرة وكان التحدي معجزاً ليس بالزمن الحاضر بل بالمستقبل أيضاً ولا يضمن بشر دوام وفوز ونجاح التحدي المستقبلي إلا الباقي الذي لا يموت بل هو خالق الموت والحياة إذن هذا القرآن العظيم والدستور المقيم هو كلام الخالق العظيم وليس كلام بشر وإليه تعالى وحده المصير فالصانع الخالق للكون وتعجز البشرية عن خلق جزء من الكون حتى لو حشرة يعجزون عن خلقه وإمداده بالحياة وبما أن الإنس والجن يعجزون قطعاً عن الإتيان ولو بسورة من مثله قطعاً فهذا دليل قطعي أن القرآن كلام الخالق وحده لا شريك له له الملك ومنه القرآن ورسوله الكريم مبلِّغ لكلامه العظيم لإخراج الناس من الظلمات إلى النور وإلى السعادة الكبرى في الدارْين.