استفسار عن طهارة الماء الجاري والمائعات إذا وقعت فيهم نجاسة.

عنوان القضية: الاستهلاك في المائعات.
شرح عن القضية: أجمع الفقهاء على طهارة الماء الكثير إذا وقعت فيه نجاسة يسيرة لا تظهر صفاتها لكنهم اختلفوا في غير الماء بحجة أن المائعات لا تدفع النجاسة عن نفسها كالماء فهل المائعات تحمل نفس صفات الماء أم أن الماء له خصائص لا توجد في غيره؟ ويظهر أثر هذا في الأدوية التي تخلط بنجاسة يسيرة هل يجوز تناولها أم لا؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
المقصود بالماء الكثير أي الجاري المتبدِّل مثال عين ماء جارية فهذه حتى لو وقع فيها نجاسة فهي متبدِّلة ولا تظهر فيها، أو بحيرة كبيرة كثيرة الماء حتى ولو تلوَّثت بشيء بسيط جداً من نجاسة مثلاً تتلاشى تأثير هذه النجاسة فيها ويهمل وهو معفو عنه والماء بحد ذاته إن كان جارياً متبدِّل فهو لا يساعد على نمو الجراثيم والفطريات فيه.
أما إن كان الماء راكداً وكانت كمية التلوث بالجراثيم والفطريات "النجاسة" بسيطة جداً فهي أيضاً تُهمل وليس لها تأثيرها الضار فلكي تكون الجراثيم ذات مفعولية ضارة يجب أن تتكاثر في الوسط الذي تعيش فيه. فالماء بحد ذاته ليس هو بالوسط الجيد لنمو الجراثيم إن لم يكن فيه مواد مغذية للجراثيم والفطور.

أما الموائع الثانية فهي لن تتواجد بنفس كثرة الماء ولا يوجد مائع جاري "كعين الماء" أو كبحيرة الماء الكبيرة، لذا فعلى نطاق المنازل مثلاً: وجود الحليب فمهما كانت كميته كبيرة فلن تكون مثل الماء بل هي كمية استهلاك منزلي وتلوُّثها مهما كان بسيطاً فله أثر كبير "ضار" ثم إن الحليب وسط غذائي جيد للجراثيم والفطور إن وضعت فيه نمت وتكاثرت بدرجة أكبر بكثير من الماء.
عصائر الفواكه أيضاً كميتها بسيطة مهما كثرت وهي وسط ممتاز لنمو الجراثيم والفطريات.
الزيت وسط لا تنمو فيه الجراثيم والفطريات ولكنها لا تموت فيه فإذا وِجدت شروط مناسبة مثلاً بدخولها لجسم الإنسان مثلاً أو بامتزاج الزيت بالماء فتصبح قابلة للتكاثر وقابلة لأن تؤثِّر بالضرر.

فليس الموضوع أن للماء مواصفات تختلف عن بقية الموائع فلكل سائل مواصفات خاصة به تميِّزه عن السوائل الأخرى وليس الماء بالسائل المعقِّم القاتل للجراثيم بل تعيش الكائنات الدقيقة فيه وإن كان بكمية راكدة تكاثرت وفسد.
مثلاً: الكحول له مواصفاته المميزة له وهو يضر جسم الإنسان إن دخل عبر الدم أو جهاز الهضم ولكنه بنفس الوقت يقتل الجراثيم أو يعيق نموها إن وضِعت فيه وهكذا فالموضوع لا يمكن أن يُشار إليه ببعض الكلمات كما فعل العلماء الذين تتكلم عنهم واجتهدوا...

فلكل حالة لها شرحها العلمي وهذا موضوع علمي ولكل سائل وصف ومواصفات ولا يمكن وضع قاعدة عامة لتشمل بتفسيرها كل السوائل والشرح هنا يطول..

- وفي الجواب على الفقرة الثانية: قال ﷺ: «ما جُعل شفاء أمتي فيما حُرِّم عليها». وكذلك قال ﷺ: «ما أُسكِر كثيره فقليله حرام». وكذلك «ما جُعِل دواء أمتي في الخبائث».