استفسار حول قصر الصلاة في السفر

لو سمحتم أريد السؤال عن القصر في الصلاة في حالة السفر وهل السفر في هذه الأيام ينطبق عليه نفس الأحكام أيام السفر على الدواب وهل هنالك سنن قبلية وبعدية في السفر وجزاكم الله كل خير.

كلا لا ينطبق القصر في الصلاة في هذه الأيام إلا في حالات نادرة "مثلاً إذا كان الباص لا يتوقف في الاستراحة إلا لمدة سريعة"، وما عداها تبقى الصلاة بلا قصر، وهنالك نفس السنن ينبغي صلاتها قبلية كانت أم بعدية.
لقد أصبح السفر بعصرنا نزهة، بينما كان بالسابق قطعة من العذاب قالوا بل العذاب كله، تحت الشمس المحرقة والأمطار الهاطلة والحر والبرد والسيول والوحوش والأفاعي والأخطار، فغدا نزهة بالطريق المترع بالمتطلبات والمآكل والمشروبات والمسرات فاختلفت شروط الصلاة اختلف الزمان والمكان. غدا السفر بغرفة مكيَّفة طائرة كبساط الريح.

في الأيام السالفة كان السفر قطعة من العذاب قالوا: بل العذاب كله، تحت أشعة الشمس الساعات الطوال وتحت الأمطار، وظروف القوافل والخوف من الوحوش المفترسة وقطّاع الطرق والحروب.
أما السفر في أيامنا فهو نزهة وسيران، راحة ومتعة ورفاهية فهل في النزهة يجوز القصر بالصلاة!
حتى بالسفر الطويل إلى الصين، فالطيارة أحسن من بساط الريح المكشوف للشمس والمطر. بالطيارة أنت بغرفة مترفة من غرف بيتك لا عمل ولا شغل لك إلا بالصلاة فعلام القصر؟

السفر قديماً كله عذاب ومشقة وتعب وأخطار والسفر بأيامنا متعة وراحة واطمئنان فلا قصر في الصلاة فيه إلا للمنافقين الذين لا يجدون لذة في الصلاة.

وعلى كلٍّ فالقصر في الصلاة يشترط فيه حالة الخوف حتى يكون هناك قصر في الصلاة، كالخوف مثلاً من ذهاب الباص وتركه في الاستراحة.