استفسارات حول أم المؤمنين السيدة ماريا القبطية رضي الله عنها

هل أسلمت مارية قبل زواجها بالرسول ﷺ أم بعد الزواج منه؟ وهل أعتقها وهل عقد عليها أم كانت من بين ما ملكت يمينه؟ ولماذا لم تخاطب بأم المؤمنين كبقية زوجات النبي ﷺ؟

نوجز القول فنقول:
1- أسلمت السيدة مارية قبل زواجها منه ﷺ ثم آمنت فتم عقد الزواج.
2- أعتقها ﷺ بزواجه منها وعقد عليها، وبذلك لم تبق مما ملكت يمينه إنما أصبحت زوجة.
3- وبسؤالك لماذا لم تخاطب بأم المؤمنين كبقية زوجات النبي ﷺ؟: من قالها: هي أمّنا العظيمة، وبصحيفتها أهل مصر ونحن، والمسلمون بغلبتهم للمغول الكفرة بسبب هذه المصاهرة.

ونعود للسؤال الأول ونفصل بعض التفصيل فنقول:
أولاً: بالنسبة للسؤال: هل أسلمت مارية قبل الزواج من الرسول أم بعده؟
الجواب: لم يتزوج رسول الله ﷺ بمارية القبطية إلا بعد أن أسلمت وآمنت لقوله تعالى: {وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ..} سورة البقرة: الآية (221). ورسول الله ﷺ أول من يطبق الأمر الإلۤهي، كما حصل مع سيدنا سليمان عليه السلام بعد أن أسلمت بلقيس فآمنت كإيمان السحرة المتقين لسيدنا موسى، وتفضل عليها بالزواج منها.

ثانياً: هل أعتقها وهل عقد عليها أم كانت من بين ما ملكت يمينه؟
(أعتقها بزواجه منها) السيدة مارية جاءت هدية من المقوقس ملك مصر كجارية، فكانت بدايةً من بين ما ملكت يمين الرسول ﷺ، ولما أسلمت ورأى منها ﷺ النباهة والذكاء والفطنة وأنها تصلح أن تكون مرشدة للنساء وتبلِّغ بنات جنسها عن الرسول أوامر الله ولديها الإمكانية لهذه المهمة والوظيفة، عزم على الزواج منها، ولكن لما رأى غيرة نسائه وكيف أنها سيطرت على قلوبهن ونفورهن الشديد من مارية بسبب هذه الغيرة الدنيوية، هنا عدل الرسول ﷺ عن الزواج من أمنا مارية لأن الأمر يحتمل الربح والخسارة، إذ بزواجه من السيدة مارية وجد أنه سيخسر قلوب جميع نسائه الطاهرات، ولا أحد يقبل الخسارة لذا عدل عن الزواج، ولكن تولى ربُّ العالمين الأمر وأمر رسوله بالزواج من مارية والله يتكفل أمر غيرة نسائه بما أنزل من آيات بالتهديد والوعيد لأمهاتنا كي تصغي قلوبهن لطاعته، إذ أن طاعته ﷺ من طاعة الله.
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} سورة التحريم: الآية (1).
{وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ، إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} سورة التحريم: الآية (3-4).

نلخص القول من الآيات أن الرسول ﷺ تزوج من مارية وعقد عليها وذلك بأمر من الله: {..لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ..}، ولو كانت مما ملكت يمينه ﷺ لما أثار ذلك غيرة نسائه، ولكن لـمّا علمن أنها ستكون زوجة عندها تحركت في قلوبهنّ دوافع الغيرة.