أريد ألّا أقطع الصلاة نهائياً ماذا أعمل؟

أريد ألا أقطع الصلاة نهائياً ماذا أعمل؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
"بالرابطة القلبية برسول الله ﷺ"
للمحافظة على الصلاة فإنها ترتبط أشد الارتباط بالإيمان الكامل بالله وليس المقصود بالإيمان هو هذا الإيمان النقلي الذي نسمعه من الآباء والمحدِّثين إنما الإيمان الحقيقي هو الإيمان المبني على السعي الذاتي والاجتهاد المتواصل والتفكير الحثيث في آلاء الله الكونية وآيات صنعه التي نتاجها المحبة والرحمة والحنان والتي تسير بنظام صارم في الدقة وعلى غاية في الإبداع والعظمة، عندما ينظر المرء هذه النظرات ويتأمَّل بصدق بعين الفكر يجد ربه رحيماً به عطوفاً عليه عظيماً في خلقه وإبداعه ولا يريد له إلا السعادة المطلقة فيميل إليه بالمحبة والحنان، فهو وحده يُطعمنا ويسقينا وبعيون رعايته يكلؤنا ويسيِّرنا بلطفه، ويسيِّر الكون بأجرامه وشمسه وقمره ونجومه وليله ونهاره لأجلنا مسخِّراً ومذلِّلاً وهذا الطريق طريق التفكير في آيات الله الكونية سلكه كلُّ مؤمن حقاً بدءاً من السادة الرسل والأنبياء وصولاً لكل مؤمن، والنموذج الإنساني الكامل والمثل الأعلى في هذا الطريق هو سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام عندما آمن هذا الإيمان قال: {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً..} سورة الأنعام (79).
أي مائلاً إليه بالمحبة ولا ألتفت لسواه أبداً. فأنت عندما تحب أياً كان تترقَّب اللحظة للقائه وتنظر بفارغ الصبر للحظة وصاله، فكيف من أحب العظيم جل وعلا هل يسهو عن الصلاة به وينقطع عنه لغيره؟

إذن: "وإن المحب لمن أحب مطيعُ" والحبُّ هو سر الوجود وأقوى قوة كونية، فإن أوصلتنا محبتنا إلى طاعة الله تعالى وبالطاعة والاستقامة تكسب نفوسنا ثقة وتقف بوجه أبيض غير خجلة من أيِّ عمل دنيء فتنجذب القلوب لله عز وجل وتشاهد النفس المحبة في الصلاة وتشعر بأحوال عالية فكيف بعد ذلك تنقطع عن صلتها وصلاتها بالأمور الأرضية الدون بعد بلوغها الجنة بمعية إمامها ﷺ!.

وهذه المشاهدات والأحوال والأذواق لم تكن ولا تكون إلا بمعية الوسيط رسول الله ﷺ السراج المنير للقلوب، فالصلاة تتم بالصحبة القلبية لرسول الله المستغرق بالله ومن كان برفقة الحبيب ﷺ يعيش بأحواله ويدخله ﷺ مداخل لم يكن يعرفها ومشاهدات لم تعهدها نفسه قبلها أبداً بعد ذلك لن يتحوَّل عن منبع الجمال والكمال والجلال بصلاته أبداً ولا ينقطع عنها، كمن يشاهد أموراً يحبها جداً في التلفاز فهو ناظرٌ إليها متمتِّع بها ولا يرضى بالتحوُّل عنها ولله المثل الأعلى، هذه بالتلفاز صور وبالصلاة حقائق يقينية للمصلِّين الكاملين برفقة سيد المرسلين لا يبغي عنها حولاً "الدنيا وما فيها"، ودوماً يعمل الخير فلا ينقطع عن صلاته أبداً إذ الصلاة قائمة على المشاهدات الإيمانية فإن استقام ولم يعصِ ولم يؤذِ أحداً تبقى نفسه بثقة من رضاء الله عنها فتبقى بصلاة دائمية قال تعالى: {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ} سورة المعارج (23).