السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا بنت ولكن والدي عصبي جداً وأنا أريد الزواج من ابن خالتي ولكن والدي رافض بسبب خلافات بسيطة جداً، وحلف على والدتي وعلي لو دخلنا بيت خالتي تكون أمي طالق منه وهذا الطلاق الثالث، وأنا أريد الزواج من ابن خالتي ووالدي وافق بعد فترة لكن خائف من يمين الطلاق ماذا يفعل؟
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
ليس هذا بطلاق أبداً بالإسلام بل يمين وكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تأكلون. هذا كلام الله.
هذا يمين وليس بطلاق لأن للطلاق شروط بالقرآن يجب إتباعها حتى تتم طلقة واحدة وهي أربع شروط كما بيَّنها تعالى في سورة النساء:
1- الوعظ: قال تعالى: {…وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ}: ونشوزهن أي خروجهن عن طريق الحق، هذه تذكَّرها بالموت والقبر وبالآخرة، يجب أن تعلمها. فإن لم تستجب للحق عندها يسلك الخطوة الثانية.
2- الهـــجر: {..وَاهْجُرُوهُن ّفِي الْمَضَاجِعِ..}: لا يلتفت نحوها في الفراش. يعاملها في النهار أحسن معاملة، ويدير لها ظهره في الليل في الفراش، وأقصى مدة للهجر بالفراش أربعة أشهر.
قال تعالى في سورة الطلاق: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ..}: والعدة هي أربعة أشهر لقوله تعالى في سورة البقرة (226): {لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ…}: فإن لم ترجع عندها سلك الخطوة الثالثة وهي:
3- الضرب: {..وَاضْرِبُوهُنَّ}: والضرب هنا ضربٌ إنساني معنوي غير مبرح ليشعرها أنه عازم حقاً على الطلاق ولم يعد لديها هذه المنزلة التي كانت كزوجة.
المرأة لا تُضرب إلا عند ترك الصلاة والصوم، فإن أحسنت معاملتها طيلة الحياة وفي ذلك الوقت ضربتها ضربةً صغيرة تراها منك على نفسها كبيرة لأنها اعتادت منك الإحسان والمعاملة الحسنة والدلال، وبضربها الآن تعلم أنه ينوي حقاً على فراقها علَّها بعدها ترجع إلى رشدها {..فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُوَاْعَلَيْهِنَّ سَبِيلاً}: ما عاد لك عليها سبيل إن رضخت للحق.
4- الخطوة الرابعة: حكم من أهله وحكم من أهلها: {..وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً}. وهذه الخطوة الرابعة الحكَمان، من أهله ومن أهلها، يحاولان الإصلاح عسى أن يتم ولا يقع الفراق. فإن لم يحصل الوفاق تقع طلقة واحدة.
فإن لم يسلك الرجل هذه الخطوات فهو مجرد يمين كفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون به أهليكم ثلاث وجبات (فطور غداء عشاء).
وكل أمور الطلقة لا علاقة بوالديك وليس فيه أي طلقة بل يمين يوجب كفارة إطعام مساكين فقط أو دفع صدقة مالية للفقراء بكلفة الطعام.