بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي الكريم هل يمكننا السؤال حول أن التكليف الذي أمرنا الله تعالى به يوازي التكليف الذي أمر النساء به أي هل الحمل الملقى على النساء يساوي الحمل الملقى على الرجال، ولماذا؟
أرجو أن توضح لنا وجزاكم الله الجنة.
يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ..} سورة الحجرات: الآية (13).
فحمل الأمانة والتكليف هو واحد على جميع أبناء الإنسان بصنفيهم (ذكراً وأنثى).
كذا العبادات المطلوبة من الإنسان، كالصلاة والصيام والحج والزكاة والاستقامة والابتعاد عن الفواحش كل ذلك مطلوب من الذكر والأنثى على حدٍّ سواء. لكن بطبيعة اختلاف خلقهما وتكوينهما الجسدي، فيوجد اختلاف أحياناً مثلاً في طريقة أداء هذه العبادات كالحج والصيام والصلاة، وذلك بشكل مناسب تماماً لكل منهما. ولأن الرجل يعمل خارج المنزل والمرأة هي مديرة المنزل ووظيفتها أن تحفظ المنزل "وهو الخلية الأولى الأساسية في المجتمع" فلكلٍّ واجبات خاصة به بحسب طبيعة عمله.
وعمل المرأة بداخل منزلها وحفاظها عليه وتربية أبنائها تربية صالحة وخدمة زوجها هذه الأعمال مناسبة لطبيعة خلقها الجسدي.
وعمل الرجل خارج المنزل وكدحه لأجل عياله هو أيضاً مناسب لطبيعة خلقه الجسدي.
كذلك هناك اختلاف في القدرة الجسمية، فالرجل أقوى جسماً وتحمّلاً على القتال والجهاد والخشن من الأعمال عكس المرأة "الجنس اللطيف" لذا فعمله خارج المنزل.
وطبيعة خلق جسم المرأة يناسبها العمل داخل البيت، كذا فهي تلد وترضع عكس الرجل، لذا فالحكم بالتماثل الأعمى هو جهل مركب كما أن هناك اختلاف بحقوق الوراثة ولكن ضمن الحق والعدل. لأن الرجل هو المكلف بالإنفاق فعند الزواج هو الذي يدفع المهر ومكلف بتأمين البيت وما يلزمه، أما المرأة على العكس هي التي تأخذ المهر وهي التي ينفق عليها فهي غير مطالبة بكل ذلك لذلك كانت الوراثة للذكر مثل حظ الأنثيين، وهذه الزيادة الضعف من أجل أن يقدّمه للإنفاق بما يلزم البيت وما يلزمها.
فليس الرجل بأعلى من المرأة وليست المرأة بأعلى من الرجل إلا بالتقوى، والمسؤولية على كليهما، كلٌّ بمجاله للرجال مجال وللنساء مجال ولا ينبغي التجاوز هكذا صنع الله وهكذا قدّر الله وعلى حسب صنع الحكيم الكامل الذي لا يحتاج إلى تكميل بأي قانون لأنه لا تعلو بصيرة المخلوق على بصيرة الخالق، فقد وضعه في أحسن موضع يناسبه لينال في هذه الدورة أو هذه الفرصة جنات تجري من تحتها الأنهار وكذلك هي لتنال جنات تجري من تحتها الأنهار.