هل الحجاب (الوجه والكفين) هو واجب في حق نساء سيد الخلق فقط؟!

إخوتي في الله أرجوكم احذروا من التطرف
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو أن تعلموا أن الحجاب (الوجه والكفين) هو واجب في حق نساء سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم... مستحب في حق نساء الأمة، والأحاديث الشاهدة كثيرة، أما من تلتزم بسيرة أمهات المؤمنين فهنيئاً لها ولكن أرجوكم لا تحرّموا حلال!
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم...

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} سورة الأحزاب (59). نحن نسير بالقرآن ومن مشى بغير القرآن: {فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ} سورة الكهف (29). نحن نقول ما يقوله الله بالآية المذكورة ولا يعلو كلام المخلوق على كلام الخالق جلَّ وعلا.
والآن، مناقشة الحديث: (المرأة كلها عورة إلا وجهها وكفيها في الصلاة).
هذا ولم يورد الحديث المرأة عورة إلا وجهها وكفيها في الطريق ولا أمام الأجانب من الرجال بل في الصلاة، فلماذا طبّقوا كشف وجه المرأة وكفّيها عكس ما ورد في الحديث! هل تصلّي المؤمنة في الطريق أم أمام الرجال الأجانب؟!
فكيف تجرّؤوا على الله تعالى فخالفوا كلامه تعالى بالآية (59) في سورة الأحزاب؟! كما تجرّؤوا على تأويل حديث الحبيب صلى الله عليه وسلم الذي شرط كشف الوجه والكفّين حتماً في الصلاة؟!
وصلاة المؤمنة تكون في بيتها وفي غرفة داخل غرفة، عندها تكشف عن وجهها وكفّيها، وبيّن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بياناً لا ريب فيه ولا اجتهاد ولا تأوّل للنصوص:
إذ قالت أم حميد الأنصارية امرأة أبي حميد الساعدي بعد أن أسلمت وحسن إسلامها وأحبّت رسول الله صلى الله عليه وسلم حباً قدسياً بالله، وأحبّت صحبته النفسية والصلاة معه بقولها: «يا رسول اللّه إني أحب الصلاة معك "أي أنها تريد الصلاة معه في المسجد". فقال صلى الله عليه وسلم: قد علمت أنك تحبين الصلاة معي، وصلاتك في بيتك خير لك من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك... خير لك من صلاتك في مسجدي...» مسند الإمام أحمد (25842).
فما كان من هذه المرأة الصادقة إلا أن أمرت فبُني لها مسجد في أقصى شيء في بيتها وأظلمه، لتجمع نفسها بالكلية على الله بالصلاة، فكانت تصلّي فيه حتى لقيت وجه الله عزَّ وجلّ.
كيف أخذوا من الحديث الشريف نصفه حسب أهوائهم ولم يربطوا نصف الحديث بإكماله فأهملوا كلمة في الصلاة؟! مع أن نصف الكلام فقط لا صحّة له، كالمثل العامي: "نصف الكلام ماله جواب".
هل يجوز إخفاء قسم من الحديث الشريف والتلاعب بحديث سيد الخلق من أجل مشاهدة أعراض المسلمات؟!
وهاكم أمنا سارة عليها السلام حين دخلت الخيمة التي فيها الملائكة وهي تحسبهم رجالاً: {فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ} كما قال تعالى: {فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ} سورة الذاريات (29). مع أنها كبيرة في السن لم تكشف وجهها الشريف.
وبالرجوع إلى كلامه تعالى بالآية (95) في سورة الأحزاب: {ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ..} فإذا كشفت عن وجهها ألا تُعرف تماماً؟ وهل ثمة حاجة لكلمة {ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ..}؟
فالعود إلى أمر الله العظيم ورسوله الرحيم هو الصحيح وما عداه افتراء على الله ورسوله، حمانا الله وإياكم من المعصية.
والتناقض بأقوالهم أنهم يكشفون وجه المسلمة ويقولون: (حجاب)!
الحجاب هو ما يحجب المُشاهَد عن المشاهِد فلا يراه، فمتى رأى وجهه زال الحجاب وصار كشفاً.
الرجوع عن الشهوات والباطل فضيلة وما عداه رذيلة.
ثم كيف يفرّقون بين النساء المؤمنات وبين أمهاتنا زوجات النبي عليه السلام بما لا أصل له؟! والآية (59) من سورة الأحزاب تقول: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ..} فالله لم يفرّق في حدوده كما بالآية وهم خالفوا الله وفرّقوا، ونحن نسمع من الخالق لا من المخلوق المخطئ.