ما هي معاني أسماء الرسل الكرام عليهم السلام؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: لكل اسم معنى ولقد شرح العلّامة محمد أمين شيخو اسم سيدنا آدم عليه السلام بأنه أول من جرى الدم البشري في جسده الشريف فنرجو منكم أن تشرحوا لنا ولو بشكل موجز معاني أسماء الأنبياء وبالذات سيدنا إسحاق وإلياس واليسع عليهم السلام ولكم جزيل الشكر والاحترام والتقدير.

في الحقيقة (إنّ لكلِّ مسمى من اسمه نصيب)، أما الأنبياء صلوات الله عليهم فنصيبهم من أسمائهم كامل تام لا نقصان فيه، ولكل اسم من أسماء الأنبياء الكرام عليهم السلام في القرآن الكريم معنى عالٍ، ولم يسمِّ سبحانه أسماء أنبيائه العظام في كتابه الكريم، إلا ليبين لنا طرفاً مما اشتملت عليه نفس كلٍ منهم، من سمو وكمال فسيدنا محمّد صلى الله عليه وسلم معنى اسمه أنّه جامع للمحامد كلّها ومن كافة الوجوه السامية. وكما سمّاه تعالى بأحمد، قال سيدنا عيسى صلى الله عليه وسلم لبني إسرائيل {..وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ..}.
ومعنى اسمه صلى الله عليه وسلم أحمد:
أنّه صلى الله عليه وسلم فاق العالمين جميعاً بالحمد والثناء لله. فهو أحمد الخلق لله حتى النبيين والمرسلين العظام صلوات الله عليهم، وهكذا كل اسم من أسماء الأنبياء عليهم السلام. يلخّص كمالاته العلا.
فاسم سيدنا إبراهيم يعني:
أنه صلى الله عليه وسلم تبرّأ من قومه، أي: من كفرهم وعبادتهم الأصنام، وآمن بربه إيمانا شهودياً وهام بربّه، فاسمه (إبراهيم) مشتق من التبرؤ والهيام.
وسيدنا موسى يعني اسمه:
أنه عليه السلام كان حادّاً بالحق وإحقاق الحق وإبطال الباطل، كما أن الموس شفرة حادة ولكنه قاطع للباطل من جذوره لذا اصطفاه تعالى لبتر الباطل ولإعلاء الحق.
وسيدنا نوح عليه السلام اسمه يعني:
أنّه عليه السلام اتصف بالحزن الشديد والنواح على قومه، فقد لبث فيهم 950 سنة، ولم يلقَ منهم إلا الصدود والإنكار، فكان شديد الحزن وكثير النواح عليهم وعلى مصيرهم المؤلم، فمن شدة رحمته وحنانه سمّاه تعالى (نوحاً) مدحاً وتقديراً لرحمته بالعباد، لذا اختاره تعالى لإنقاد الخلق وإظهار الحق.
أما سيدنا سليمان:
فاسمه مشتق من المسالمة أي رغم أنّه عليه السلام آتاه الله الملك والحكمة وآتاه ملكاً عظيماً لم يؤته لأحد من بعده من الملوك الضالين المضلين. فهو عليه السلام كان حريصاً على أرواح الخلق أن لا يفرَّط بهم، فكان يقوم بتدابير وترتيبات حربية يستطيع بها أن يرهبَ الأعداء، فيأتوا إليه مسلمين ومسلّمين أمورهم له عليه السلام. ويذعنون بهذه التدبيرات رهبة من سطوته ورغبة بنوال الفضل والخيرات بطاعتهم له، فيتجنَّب صلى الله عليه وسلم بهذه الطريقةِ الحربَ وما ينتج عنها من سفك للدماء فلذلك كان اسمه عليه السلام سليمان.
سليمان الرحيم سليمان الحكيم سليمان العظيم وقد ضرب لنا تعالى على ذلك مثلاً قصّة أمنا بلقيس كيف رهبت عظمة سيدنا سليمان وجاءت مسلمة مذعنة له وبدون حرب بل بالسلم رهبت فأسلمت وأسلمت دولتها معها وهي قوة ضاربة في العالم آنذاك.
أما سيدنا إسحاق:
سحق الباطل القلبي الخفي المظلم وخربه بالنور الإلۤهي، وهذا النور دائمي التوارد على نفسه الشريفة لا ينقطع عنه أبداً، كما جال جولات بأعمال مجيدة سحقت الإجرام والمجرمين والكفرة المعادين ونصر الحق وأهله والمستضعفين لذلك كانت دائماً هذه صفته وهذا ما اصطبغت به نفسه الشريفة.
وسيدنا إلياس:
من يئس الشيطان من طلعته وقنط من مهادنته، أي: يئست شياطين الجن وشياطين الإنس من مقاومته وعادوا للحق خاضعين.
وسيدنا اليسع:
من السعي والسعة كان دائماً يسعى في إحقاق الحق وردِّ الباطل فقد توسعت نفسه بمحبة الله عزّ وجلّ وإنقاذ عباده الضالين، وكان همّه وشغله الشاغل وسعيه الدائب الدائم رضاء الله. والأخذ بيد عباده إلى ما فيه خيرهم والسعي وراء إنقاذهم من الشقاء والنيران إلى السعادة والجنان. وهذه الصفات السامية صحيحٌ أن جميع الأنبياء صلوات الله عليهم قد اتصفت نفوسهم بها إلا أن لكل نبي صفةٌ ميَّزته.
وفي الحديث القدسي: ((ما وسعني أرضي ولا سمائي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن)).
وبصدقه مع ربه وحبّه له، سما على الناس كافة، وتوسعت نفسه الشريفة صلى الله عليه وسلم لتضم في جناته التي حازها بإقباله على الله كافة أهل زمانه، بل وأهل أزمان بعد زمانه فتتسع نفسه الواسعة بالله لهم وتشفع لهم للدخول للجنات وحسن صلى الله عليه وسلم لهم إلى الله رفيقاً.