بعض المنشدين يمدحون رسول الله ﷺ بقولهم (الهاشمي)، فهل يجوز ذلك وما دلالة هذه الكلمة حتى استخدموها بالمدح؟ أليس أبو لهب هاشمي أيضاً؟
مدلول كلمة الهاشمي: يعني أنه ﷺ بقدومه أظهر الحق ونشره بين الأمم، وسرى النور الإلۤهي بين الناس فأزهق الباطل وتصفدت الشياطين، فكان ﷺ قد هشَّم رؤوسهم وكسر باطلهم وأزهق شرورهم، فأخمدت نيران الفرس وتصدع بل وتهشم ملك الروم.
فالهاشمي: أي هشَّم رأس الباطل وشياطين الإنس والجن، وبهذا المعنى استحق ﷺ هذا المديح.
إذن: لقد انطبقت عليه ﷺ كلمة هاشمي بمدلولها الحقيقي الأصلي، كذلك انطبقت عليه كاسم منقول تقليداً، اسم منسوب للعائلة كما نسب إلى أبي لهب بعد أن ضاع معناه الأصلي، وبقي كنسب للعائلة ولشجرة العائلة، فأبو لهب هاشمي لفظاً ونسباً، لا كحقيقة معنىً سامٍ عالٍ انطبق على الواقع. فأبو لهب أخذ هذا الاسم ولم ينطبق معناه عليه، أما سيدنا محمد ﷺ فقد أخذه نسلاً من شجرة العائلة، ولكن معناه الأصلي الحقيقي انطبق عليه أيضاً وهشم رؤوس الشياطين الكفرة المضلّين، كما قال تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} سورة الكوثر: الآية (2). وكلمة (فصل لربك): أي اتصل بالله ليسري نور الله عليك فتتوجه به على شياطين الأعداء فيفرّوا أو يحترقوا لأنه لا يجتمع نور ونار فانطبق عليه ﷺ المبنى والمعنى، أما على أبي لهب انطبق عليه المبنى ولم ينطبق عليه المعنى. هذا وحينما طبق ﷺ معنى هذا الاسم نُصر بالرعب مسيرة شهر وفرَّ بنو النضير حينما هشم شياطينهم الخفية مكسورين مهزومين كذلك حصون خيبر وبني قينقاع وجيوش الفرس والروم وتنطبق بهذا المعنى الآيات التالية:
{..اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَن يَشَاءُ..} سورة الحشر: الآية (6). وبالآية: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي..} سورة المجادلة: الآية (21). لأن مدد الكفار من الشيطان وقد تهشمت شياطينهم وباطلهم، ومدد رسول الله من الله. فبالمدائح نحن ننظر إلى المعنى والحقيقة والذي وضع من أجله المبنى الصوري الأجوف، المبنى الصوري إن لم يُطبق معناه فهو أجوف وهو من اللغو وهذا ما لن يصحّ عن رسول الله ناصر الحق بالحق ومهشم الباطل وشياطينه.