ما عدد ركعات السنن في كل صلاة؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد اطلاعي على كتاب (أسرار السبع المثاني) للعلّامة محمد أمين شيخو وقراءتي لفصل "سنن الصلاة" فقد تبّين لي مدى أهمية هذه السنن بقولكم: ((والحقيقة أن السنن بالنسبة للفروض، كالغمد واللحاء بالنسبة لعود الشجر وبالقشرة التي تحيط بالثمرة تدوم الحياة في الغصن وتبقى الثمرة محفوظة، ما دام الغمد واللحاء محيطاً بالغصن، والقشرة سليمة مشتملة على الثمرة. فإذا ما زال الغمد وانكشفت القشرة يبس الغصن وفسدت الثمرة))... لذلك أود معرفة عدد ركعات السنن لكل وقت من أوقات الصلاة سواء كانت قبلية أم بعدية، فلقد اشتبه عليّ الأمر ما بين مؤكدة وغير مؤكدة وما بين مستحبة وغير مستحبة.
وكما أحب أن أعرف عن حكم إغماض العينين أثناء الصلاة (بقصد الخشوع). بمزيد من الحب والاحترام!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالنسبة للسؤال الأول وهو عن عدد ركعات السنن في كل وقت من أوقات الصلاة:
- هناك في صلاة الفجر يسبق الفرض ركعتين سنة قبلية لأن النفس تكون في حالة صفاء وانقطاع عن المشاغل الدنيوية إثر النوم فمن السهل توجيه النفس لله بعد انقطاعها بالنوم.
- صلاة الظهر: وبما أن الفترة الزمنية بين الفجر والظهر طويلة والنفس تنشغل مع الناس أثناءها وتنشغل بأشغال حياتية، فحتى تجتمع وجهتها لله تحتاج لأربع ركعات سنة قبلية وأربع ركعات سنة بعدية، لتصفو النفس من الغير وترتبط برسول الله صلى الله عليه وسلم فبالله.
- وصلاة العصر لا حاجة لسنن لقرب المدة الزمنية بين العصر والظهر، لأنه قبلها في سنن الظهر قد صفّى نفسه ووجّهها نحو الإلۤه، فالنفس لا تزال في حضور قلبي مع الله ورسوله للمؤمن، فالفرض يمتّن الصلة والصلاة.
- صلاة المغرب: تعقبها ركعتين سنة بعدية، فلربما ينشغل الإنسان بهذه الفترة قليلاً ودخول الليل وزوال الضياء يؤثر على النفس فركعتين بعدية لتثبيت صلاته القلبية.
- صلاة العشاء: ولأنه سيخلد إلى النوم يلزمه أن يستزيد من أجل نومه فهناك ركعتين سنة بعدية وثلاث ركعات صلاة الوتر يقنت فيها المؤمن لربه، ومن الصلوات المستحبة صلاة الضحى، صلاة تحية المسجد، وسنن الأوابين ست ركعات بعد سنة المغرب للسالكين الصادقين الذين يحبون أن يردوا الخلق إلى الحق ويخرجوهم من الظلمات إلى النور، فهي مستحبة وغيرها.

أما عن سؤالك عن حكم إغماض العينين أثناء الصلاة بقصد الخشوع:
يجوز ذلك على ألَّا يكون بين الناس، فإذا كنت بصلاتك منفرداً وأحببت أن تحصر نفسك في وجهتك إلى الله وتغمض عينيك لكيلا يعوق سيرك النفسي عائق ولكيلا يحوّل وجهتك محوّل، وهذا حينما تكون منفرداً في صلاتك، أما بين الناس، فالناس ترفض ذلك، ورحم الله امرأً جب المغيبة عن نفسه، فإذا كنت بين الناس يمكنك أن تحصر وجهتك النفسية دون إغماض العينين وإن وجدت أنه من الخير أن تغمض عينيك لحصر وجهتك النفسية فلا مانع ولكن إذا صليت منفرداً، أما أمام الناس فلا يجوز لكيلا تجلب النقد السلبي الذي يؤدي إلى التهكم بالدين وأهل الدين من قبل الناس الذين لا يعلمون، فالمؤمن سلوكه كامل ويمسّك الناس بالكمال الصوري والمعنوي ويحبب الناس بالكمال والخير والصلاة.