السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعلم جيداً أن مصافحة الأجنبية إن لم تكن محرَّمة فهي مكروهة على الأقل، ولكني أعيش وسط مجتمع معقَّد، فإن لم أُصافح سيصفونني بصفات عديدة منها التكبر والتعالي والاستخفاف...كيف أفعل؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
«لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق» مسند الإمام أحمد.
«ومن أطاع المخلوق في معصية الخالق سخط الله عليه وأسخط من أرضاه في سخطه ومن أرضى الخالق في سخط المخلوق رضي الله عليه وأرضى عليه من أسخطه في رضاه»
هذا إن كان الأمر والحكم بيدك وعدم المصافحة لا تعود عليك بالأضرار والأذى إنما مجرد أقوال باللسان فلا تعبأ بها وابقَ ثابتاً على رضاء الله، ولا تبالِ إن مدحوك وإن ذموك، ولكن هناك مواقف مصيرية يتعرَّض إليها الإنسان، ربما إن لم يُجامل ويُصافح يخسر وظيفته مثلاً أو تتعرَّض حياته للخطر ويتهمونه باتهامات باطلة قد تؤثر عليه وعلى سمعته ولا يستطيع مجابهة ومقاومة تلك الصعوبات، ففي هذه الحالة أُكرِه الإنسان وأُجبرَ على المصافحة، وفي الحديث الشريف: «رُفع عن أمتي ثلاث الخطأ والنسيان وما استُكرهوا عليه» فليصافح وهو كاره ونافر وغير راضٍ وقلبه منصرف عنها إلى الله ومطمئن بالإيمان، وفي الآية الكريمة: {مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَـكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} سورة النحل (106).
أما إن صافح ونفسه تحب المخالطة والمصافحة وتميل لذلك ولديه رغبة بالمصافحة فهذا بالحقيقة قد بدأ يخطو بخطوات الكفر وتنطبق عليه الآية الكريمة الآنفة الذكر.
أما إن كان يستطيع أن يتقي هذه الأمور دون أن يلحق به الأذى والضرر ويتعرَّض للأخطار فليتَّقِ ويتورَّع ويتعفَّف خيراً له أو يحتل ويوارِ درءاً للأخطار وليتجنَّب الحرام ويمشِ بأوامر الله وهذا ينطبق عليه الحديث الشريف: «ليس بكاذب ولا نام من كذب ونم لخير».