السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد أن اسأل ما حكم تفسير الأحلام في الإسلام؟
الرؤيا في المنام أنواع، فعلى من يريد أن يعرف تأويل الرؤى التي يراها في المنام أن يقارن بين سلوكه وسيره وبين الرؤيا التي يراها، فالرؤى على أنواع:
1- إن كان الإنسان مستقيماً طائعاً ربّه ومحسناً وسائراً في طريق الإيمان ورأى في نومه رؤيا مبشرة، فليطمئن بالاً وليهنأ حالاً، فهذا دليل على الخير الذي يناله وما عليه إلا أن يغُذَّ السير ويواصل طريقه ولا يغيِّر طريق الخير. منام تثبيت.
2- إن رأى الإنسان السالك سبيل الإيمان رؤيا مزعجة ومنغصة فليعلم أنها من الشيطان أتاه في حين غفلته ليخيل إليه بتخيلات مزعجة يريد أن يحزنه ويقطعه عن سيره الطيب فعلى الإنسان أن ينظر إلى سيره فإن كان طيباً ومستقيماً فلا يعبأ بتلك المنامات وليواصل سيره بطريق الإيمان، فهي رؤى شيطانية فلا يعبأ بها ولْيثابر على سيره الطيب.
3- إن شذَّ الإنسان عن سلوك الطريق الصحيح وكان عاصياً ورأى في نومه أنه من أهل الجنة وأهل الخير والسعادة استبشر فيها. فليعلم أنها رؤيا شيطانية أراد الشيطان أن يغرره ويوهمه أنه من أهل النجاة والفوز ليزيده ضلالاً على ضلاله ويستمر في غيه فعلى الإنسان أن يدرك عندها أن هذه الرؤيا من نسج الشيطان.
4- وإذا رأى هذا العاصي والسادر في غيه رؤيا مخيفة مزعجة، فهذه له بمثابة إنذار ليرتدع عن ضلاله ويرجع عن غيه وعصيانه.
وإن كلّ إنسان "بشكل عام" يستطيع أن يحكم على المنامات التي يراها ويفهمها وذلك بمقارنتها مع سيره وسلوكه.
وهناك نوع آخر من المنامات يكون عبارة عن أخيلة لا رابطة تربط بينها وإنما هي أضغاث أحلام لا ترمز لشيء ويكون هذا ناشئاً عن ضيقٍ نفسي بسبب فساد الأطعمة في الجوف أو ثقلها على المعدة أو بسبب النوم قبل الهضم أو غير ذلك من الحالات المرضية.
وهناك أيضاً نوع من المنامات لا يستطيع أن يفهمها أي إنسان وتحتاج لنور إلۤهي ويشترط فهمها أن يكون الإنسان تقياً مستنيراً بنور الله حتى يستطيع تأويل هذه المنامات، كالرؤيا التي رآها ملك مصر وأوّلها سيدنا يوسف عليه السلام فوقى بذلك مصر وأهلها من القحط والجفاف والجوع سنين سبع.
وكذا المنامات التي رآها السجناء معه في السجن وأوّلها لهم إذ رأى أحدهم أنه يعصر خمراً فنبأه بأنه سينجو ويخرج من السجن ويعود إلى بلاط المملكة ويعمل بعصير الخمر للملك ذاته ووقع كل ذلك، كذلك رؤياه وهو صغير، فهم منها أبوه سيدنا يعقوب أنه سيكون باب الله للناس أجمعين في زمانه وأن أباه وأخوته وأمه سيدخلون على الله عن طريقه وبواسطته وهذه الأنواع من المنامات لا يستطيع معرفة تأويلها إلا أن يكون تقياً راسخاً بالتقوى والارتباط الوثيق مع رسول الله ﷺ.