ما حكم النقاب في الإسلام وهل هو واجب أم سنة؟ وما الفرق بين النقاب والخمار؟

ما حكم النقاب في الإسلام وهل هو واجب أم سنة؟ وما الفرق بين النقاب والخمار؟ وما هو الزي الإسلامي الصحيح للمرأة؟

النقاب الإسلامي مبتعد عن الوجه قليلاً، والخمار يلامس الوجه مباشرة وكلاهما يشترط به ستر الوجه وكلاهما خير.

إذا تكلمنا عن النقاب ليس بالمفهوم العصري، بل عن النقاب الذي كانت أمنا السيدة عائشة رضي الله عنها ترتديه والذي كان عبارة عن قوس يوضع على الرأس وعليه خمار وهذا الخمار يتدلى بعيداً عن الوجه بعداً بسيطاً لا يتجاوز الشبر ثم يتدلى أيضاً بمقدار الشبر بعيداً عن الوجه وهو يحجب الوجه عن الأنظار تماماً وكذا يسمح للمتنقبة أن ترى الأرض وطريقها ولا ترى وجوه الرجال. وبذلك لا ترى المتنقبة وجوه الرجال ولا يرى أحدٌ من الرجال وجهها، فيتضمن النقاب غض البصر. وبنفس الوقت لها الحرية بالتنفس ورؤية طريقها من وراء الخمار.
ولكن الذي يتعارفون عليه بهذا الزمان من النقاب الذي يغطي الوجه ويكشف العينين، فهذا النقاب العصري ابتدع بهذا الزمان ولا سابقة له من قبل.
والنقاب الذي كانت ترتديه النساء المسلمات قديماً وأمنا عائشة رضي الله عنها، هذا واجب وسنة وفرض، ويتميز عن الخمار الموجود حالياً في سورية أن الخمار يلمس الوجه مباشرة ويغطه تماماً، ويقولون عنه منديل وهو كذلك مقبول ويرضي الله. والخمار يتألف من طبقتين من القماش ترخيهما في النهار وفي الليل ترفع طبقة واحدة وتبقى الطبقة الأخرى من المنديل فتستطيع رؤية طريقها ليلاً ولا تُرى من خلاله بسبب ظلام الليل، ولكن في المفهوم العصري وبالطبع هو المفهوم الخاطئ، إذ يسمون السفور حجاباً، فالسافرة تكشف عن وجهها فقط ويقولون عنها محجبة!
السافرة أصبحت بالمفهوم العصري محجبة! مع أن الحجاب يحجب الرؤية تماماً وهذه محجبة على حسب قولهم لكنها ترى كل الرجال وتُرى! فكيف صح الحجاب إذن؟!

والنقاب الحقيقي ليس سنة وواجب فحسب، بل فرض كالخمار الساتر للوجه تماماً. لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ..} سورة الأحزاب: الآية (59): فلو كان الكشف عن الوجه صحيحاً لما وردت الآية بصيغة (أدنى أن يعرفن): لأن الكاشفة عن وجهها معروفة حتماً، فلا حاجة لكلمة (أدنى) أو أكثر، أما لو كانت تسدل الحجاب الساتر على وجهها وتغطيه فلن يميّزها أحد من هي ولن تُعرف أبداً من وراء حجابها، وهذا هو المراد من الآية الكريمة: {..ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ..}، ولكن هناك أمور لا تستطيع المرأة إخفاءها كطولها أو عرضها.

ويكون معنى الآية: {..ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ..}: أي أقل شيء في الحجاب يمكن بحيث لا تُعرف المرأة من هي من خلال جلبابها. وكما ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت (كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله محرمات، فإذا حاذوا بنا أسدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذا جاوزونا كشفناه).
وذلك أثناء قيامها بالحج. والآية الآنفة الذكر مع الأسف خفَتْ على مشايخ زماننا وعلى مشايخ الأزهر، لأنهم لم يقرؤوها حتى يعلموا شيئاً عن الستر حتى قالوا منذ فترة وجيزة ليس الحجاب أو الخمار (المنديل) أو النقاب من الإسلام في شيء وليس من الدين بل هو عادة اجتماعية فحسب وينبغي إلغاؤها، وبذلك ألغوا آيات القرآن الكريمة.
لقد هجروا كلام الله ويمموا وجههم شطر الأحاديث غير الموافقة للقرآن الكريم، أي أنهم أخذوا بالدسوس حتى قال الرسول صلى الله عليه وسلم: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً} سورة الفرقان: الآية (30).
فويل للذين دسوا الدسوس وقالوا أنها من عند الله وما هي من عند الله، فويل لهم مما كسبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون.