ما حكم الشرع فيما يسمى الآن أطفال الأنابيب؟

ما حكم الشرع فيما يسمى الآن أطفال الأنابيب؟

أطفال الأنابيب: هي عملية أخذ البويضة من المرأة وأخذ النطفة من الرجل وتلقيح هذه البويضة خارج الرحم بظروف مناسبة وبأشراط ملائمة تماماً كي يتمَّ الإلقاح، ومن ثم إعادة البويضة الملقَّحة إلى داخل الرحم ثانيةً. والسؤال هنا: هل أمر الله بهذا؟! أم أنهم أوجدوا قوانيناً وسنناً من عند أنفسهم ما أنزل الله بها من سلطان.

أليست الأمور كلها بيد الله؟!
أليس هو الحاكم والمتصرِّف بشؤون الكون كله؟! وبيده تسييرها؟! فلماذا لا يتّجهون نحو الإلۤه ويطلبون منه أن يتم الإلقاح ويأذن بذلك داخل الرحم، فالأمر أمره والإذن إذنه إن كان داخل الرحم أو خارجه، فكم وكم تفشل هذه العمليات ولا يتمُّ الحمل، وعندما يرى منهم تعالى الإصرار في الطب يطلقهم لما يريدون ويطلبون، فيأذن بعملية الإلقاح خارج الرحم ويتم الحمل ولو أنهم صبروا وانتظروا وطلبوا من الله لأذن الله بذلك ورزقهم الأطفال دون اللجوء لهذه الأساليب والطرق ولأتمَّ الله لهم الخلق داخل الرحم وكفاهم المشاق، قال تعالى: {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} [الشورى: 49-50].

إذن: فالأمر أمره والمشيئة مشيئته ولا يشاء ربك إلا ما فيه الخير لهذا الإنسان وأنسب شيء له، فلماذا لا نترك الأمر بيده خالقنا وخالق الأجنّة جميعها في بطون أمهاتها؟ والذي لا يريد لعباده سوى الخير.

فإذا سمح الله بالخلق تمَّ وباللحظة وهي هي لا تتأخَّر ولا تتبدَّل ولكن الفرق أننا أحياناً لا نصبر ونستعجل وندخل أنفسنا مداخل غير جيدة، أو أننا نتركها ونصبر ونطلب من الله فيرزقنا الله ما يشاء، فهذه كلها ترتيبات الله بحكمة ولخير الجميع، فهناك أناس كثيرون لا يأتيهم الأولاد إلا بعد عشر سنوات مثلاً، وذلك بأمر طبيعي دون تدخل بشري وبدون زراعة أو غيرها.
سلِّم الأمر إلى الله هو أولى بك منك ويمنحك بصبرك وطاعة ربك جنات.