السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
إني والله أحبكم في الله ومحب لرسوله الكريم ﷺ، أما سؤالي فهو:
ما حكم التوسل بحضرة النبي ﷺ وجاهه في الدعاء، وكذلك حكم صلاة الحاجة، وهل صحيح أن التوسل بالرسول فقط بحياته وليس بعد مماته؟
أفيدونا أكرمكم الله.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
أحبكم الله.
التوسل بحضرة النبي ﷺ اتجاه النفس المتوسلة به إليه، وهو بقلبه دوماً مع الله فتصبح النفس بمعيته مع الله، وهذه هي الشفاعة فيستجاب الدعاء {..أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ..} سورة الإسراء (57).
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَان..} سورة البقرة (186). وهذه هي الصلاة الحقيقية.
وبما أن وظيفة الرسول ﷺ القلبية دائمية، والجسد يموت لذا فإن التوسل بالرسول ﷺ بحياته الجسمية نفسها بعد مماته. لقوله ﷺ: «حياتي خير لكم ومماتي خير لكم».
ولولا توسل الصحابة الكرام بروحانيته القلبية لما فتحوا الفرس والروم ودول الأرض بعد انتقاله فكانوا بالتوسل به كالجبال السائرة لا يقف تجاهها أحد.
فالتوسل به دائم للعالمين {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}: وما خصَّ تعالى عالماً من عالم.