ما الفرق بين النذر والصدقة والعقيقة والفدو والأضحية؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أستاذنا الفاضل القائم على الموقع الرجاء إجابتي على سؤالي لو تكرمتم:
1- ما الفرق بين النذر والصدقة والعقيقة والفدو والأضحية.
وما سبب تسمية كلٌّ منهما بهذا الاسم وما حصة الفقير لكل منهم.
2- قرأت في قصة للعلامة محمد أمين شيخو بعنوان (النذر) عن الشخص الذي نذر خاروف بشرط أن يهبه الله ولداً. وقد سمعت أنه لا يجوز الاشتراط في النذر كأن أقول إذا منحني الله ولداً أو شفا لي ابني فسوف أدفع مبلغاً من المال. إذاً كيف نوفق ذلك مع قصة العلامة؟
الصدقة: تدفع المال دون اشتراط على الله، أما النذر مع اشتراط، ما صحة الفرق بينهما؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
هل النذر إلا أن ينذر صدقة لله؟! ولكن الأفضل عدم الاشتراط فهو تعالى الكريم الشكور المجيب جلَّ علاه، وغنم وفاز من أرضاه جلَّ فضله وحمْده وثناه.

النذر: قد يكون المرء معسوراً وليس لديه مال ويتوقع أن يأتيه مبلغ من المال، فيقول: إن شاء الله إن رزقني الله ذلك المبلغ فسأدفع منه صدقة لوجه الله.
فهذا غير ملوم ومعذور، لأنه لا يملك أن يدفع الصدقة مباشرة، أما إن كان ميسوراً وغنياً فلا يجوز الاشتراط.
مثلاً: أن يقول وهو غني ميسور: إن رزقني الله ولداً أتصدق فهذا بخيل شحيح لأنه باشتراطه قد يدفع وقد لا يدفع.
أما ذلك الرجل المذكور في قصة العلّامة والذي نذر نذراً أن يذبح خاروفاً معلوفاً إن رزقه الله بولد. فهذا الرجل بخيل شحيح، ويعرفه العلّامة أنه يحب المال كثيراً، فَقَبِل منه الاشتراط لأنه شحيح بخيل، قَبِلَ منه الاشتراط بالنذر على ضعفه وبسبب بخله وحرصه، مشى معه على ضعفه لعله يخلص من علته ويدفع المال الغالي على قلبه، وبما أنه لا يدفع قَبِلَ منه ذلك.

أما الصدقة: مشتقة لغوياً من الصدق واليقين بالجزاء، فكل من طلب الحق والحقيقة ونفر من الدنيا الوسخة، وطلب الوصول للمنعم المتفضل عليه وعلى العالمين ليشكره على إنعامه وفضله وخشي ما بعد الموت ونظر بآلاء الكون وقارن صنع الخالق العظيم بصنع المخلوق الضعيف واستعظم الخالق فالتفتت نفسه، فشاهدت أنه لا إلۤه إلا الله وأنه تعالى يغمره بإنعاماته حباً به وكذا يحب خلقه إذ يغمرهم بفضله وحبه، لذا يكرمهم تقرُّباً إلى الله محبّهم. فينفق من ماله عوناً ومساعدة لهم لوجه الله فهذا يعامل الله لأنه تعرف عليه ولا يعامل المخلوق فليس له غاية دنيوية في إنفاقه وما إنفاقه إلا لوجه الله، فهذا هو الذي يتصدق ليرضي الإلۤه العظيم فيعامل الله مباشرة بإنفاقه وإحسانه لمخلوقاته، فإنفاقه عن حضور قلبي بحضرة الله إنه يعامل الإلۤه الذي شاهد فضله ونوره ووجوده، هنا الصدق، فيتوجه للذي بسبيله ضحى بالمال وهو الله ويتقرب منه فتُمحى من نفسه الشوائب والنواقص وأثناء محو الشوائب تشعر النفس بشعور لذيذ وأحوال قلبية حلوة وهذا بسبب صدقها فتحل الكمالات والفضائل والصفات الحميدة أثناء قربه من الله، وكل هذا بسبب "الصدق والصدقة".
{فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} سورة الليل.

والعقيقة: هي عبارة عن صدقة كذلك ولكن تكون عادةً على شكل ذبيحة وبمناسبة قدوم مولود، وذلك على نية دفع الأمراض عنه لقوله ﷺ: «داووا مرضاكم بالصدقة». والأفضل أن تكون كلها للفقراء وإذا أردت أن تكرم أهلك وتطعمهم فاشترِ لهم قليلاً من لحم الضأن وكلوه هنيئاً مريئاً إن كنت ميسوراً، ودع الصدقة كلها للفقراء ولا تنقصها شيئاً ليكون الأجر والثواب كذلك كاملاً لا ناقصاً، فاعمل بالعقيقة كما تعمل بالنذر.

والفدو: كذلك هي صدقة على شكل ذبيحة لئلا يُصيب المرء مكروه أو مصيبة حيث أنه استحق البلاء على حسب ما في نفسه. فيدفع الفدو ليتقي الأضرار والأخطار الناتجة عن أخطائه التي نسيها أو لم يعلمها «صنائع المعروف تقي مصارع السوء».
وتوزع الصدقة على الفقراء والمحتاجين حصراً ولأناس ليس لديهم محرَّمات يستحقون هذه الصدقة، لئلا نساعدهم على الضلال والفساد. «ولا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأَل عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه».

والأضحية: هي في عيد الأضحى المبارك تذبح الذبيحة وتوزع على ثلاث أقسام، يستطيع المضحِّي أن يأكل منها قسماً، ويطعم الفقراء قسماً آخر، ويبعث قسماً منها لأقاربه وأصدقائه كهدية ولو لم يكونوا أولي حاجة وذلك لتمكين عرى المحبة والألفة بين المسلمين لقوله ﷺ: «تهادوا تحابُّوا».
والآية تقسِّم ذلك في قوله تعالى: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} سورة الحج (36).