ما الغاية من العمرة؟ وهل تغني عن الحج؟ وهل لها وقت محدّد؟

السلام عليكم ورحمة الله
سيدي الكريم: إذا كانت الغاية من الحج هي الوصول للتقوى، فما هي الغاية من العمرة؟ وهل مناسك العمرة مثل مناسك الحج وبنفس المعاني التي تفضلتم بشرحها في كتاب: (الحج للعلّامة محمد أمين شيخو)؟
- وهل يجوز لمن لم يحج أن يعتمر (بالنسبة للشخص)؟
- وهل لها وقت معيّن أم يجوز أدائها طيلة العام؟
- هل تُغني العمرة عن فريضة الحج إذا لم يستطع الإنسان لسبب مادي أو لإجراءات قانونية؟
وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

1- ما هي الغاية من العمرة؟
- الغاية من العمرة هي أن تعمّر قلبك بالإيمان، وذلك بأن تقعد في ذي القعدة في المسجد الحرام وتمرّن نفسك على الصلوات والإيمان، وهذا يهيّئك إلى الحج.
2- وتسأل: عن مناسك العمرة.
- ومناسك العمرة هي: الإحرام، الطواف، والسعي بين الصفا والمروة فقط. وليس مناسك العمرة كمناسك الحج وهذا أمرٌ معروف، فلا رجم في العمرة، لا رمي، لا منى، لا مزدلفة، لا صعود على عرفات، ولا هدي.
3- هل يجوز لمن لم يحج أن يعتمر؟
- نعم يجوز لمن لم يحج أن يعتمر، ولماذا لا!
4- هل لها وقت معين أم يجوز أداؤها طيلة العام؟
- نعم يجوز أداؤها طيلة العام لاسيما في رمضان، وإذا أتمّها إلى الحج فهذا أفضل.
5- هل تغني العمرة عن فريضة الحج إذا لم يستطع الإنسان لسبب مادي أو لإجراءات قانونية؟
- إذا الإنسان لم يستطع أداء فريضة الحج لسبب مادي أو غيره، فلا مؤاخذة عليه إن لم يحج أصلاً، وفي الآية: {..وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً..} سورة آل عمران: الآية (97).
فالحج مفروض لمن استطاع إليه سبيلاً، أما الفقير والذي منعه مانع ما عن أداء فريضة الحج وهو يتمنى لو يستطيع وتتوق نفسه إلى تلك المناسك والشرائع ويتلهف شوقاً لأداء فريضة الحج وزيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا تظنّن أن الله يحيف على مثل هذا الإنسان المشتاق لرسول الله صلى الله عليه وسلم أو يضيعه، بل يُبْدلهُ عوضاً عنها وهو في دياره وبلده وينال الثمرة المرجوة من الحج دون أن يذهب بجسمه، فالمؤمن بحبه وشوقه للحج وإلى رسول الله والصحبة النفسية معه تكون نفسه قد ذهبت دون جسدها، بل ويعطيه الله ما لا يعطي الذي ذهب وسافر إلى بلاد الحجاز وقام بالحج، فالمسألة متعلقة بالقلب وليس بالجسد، لأن النتائج سوف تعود بالمناسك على القلب وليس على الجسد، والصلاة قلبية.

يا ساكن الشـام أنت زائـر       يا ساكن الحجاز لست بزائر

و أيضاً:

قلوب العارفين لها عيون       تـرى مـا لا يـراه الناظرون