ما الحكمة من إزالة حظ الشيطان من سيدنا محمد ﷺ في حادثة "شق الصدر"؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد قدَّر الله عز وجل أن يكون رسوله ﷺ من البشر وليس من الملائكة حتى يستطيع البشر تقليده ﷺ في الحياة.
إذن: ما الحكمة من إزالة حظ الشيطان من سيدنا محمد ﷺ بالرغم من المفترض أن يكون ﷺ مثلنا (بالنسبة للظروف الحياتية) حتى نستطيع تقليده ﷺ، وحتى لا يكن علينا حجة في عدم تطبيق سنته ﷺ؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
قال تعالى في سورة الحج (52): {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى..}: هداية الخلق، لولا هذا الطلب العالي والأهلية لما كانت هذه الرسالة لك يا محمد ﷺ، فرحمته بالخلق هذه تجعله يتمنى هدايتهم. فكل رسولٍ ونبي تمنى هداية الخلق لما اكتسب بقلبه من حنان ورحمة على الخلق.
{..إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ..}: أمنيته ﷺ قلوب الناس لهدايتهم وسعادتهم.
{..أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ..}: الشيطان يأتي فيلقي الوساوس في أمنية الرسول ﷺ. أي في قلب الشخص الذي تمنى الرسول هدايته. {..فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ..}: فالله تعالى يري الرسول نسخة إلقاءاتِ الشيطان ليردَّ عليها للمريد الصادق الذي يريه تعالى الحق بإقباله على الله. {..ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ..}: لعلمه بصدق هذا الشخص ينسخ من أجله ما يُلقي له الشيطان فتزول الريب ويحل محلها الحقَّ والكمال والتأويل الحق للإلقاء، فيجعل تعالى مجيء الشيطان خيراً ورحمةً إذ يوقظ المؤمن ويثبُتُ الحق في نفسه.

يرجى الرجوع إلى كتاب حقيقة سيدنا محمد ﷺ تظهر في القرن العشرين "بحث حادثة شق الصدر".