ماذا إن ارتدى المرء قفازاً وقرأ في المصحف الشريف، وهو على غير وضوء؟

المصحف الشريف لا يمسه إلا المطهرون، أي بالوضوء. ماذا إن ارتدى المرء قفازاً وقرأ فيه؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
الآية الكريمة تقول: {لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ}: واللا هنا ليست ناهية لأن اللا الناهية يجزم الفعل المضارع بعدها، والفعل المضارع الذي بعدها في الآية مرفوع، إذن (لا) هنا لا نافية لا عمل لها إعرابياً، أي أنها تبقي الفعل المضارع مرفوعاً ولا تؤثر به.
ومعنى أن (اللا) هنا نافية، أي أنها تنفي حدوث الفعل بأي شكل من الأشكال، كأن تقول: "الأسماك لا تعيشُ في البر": أي لا يمكن للأسماك أن تعيش في البر بأي شكل من الأشكال.
وهنا في الآية يقول تعالى: لا يمكن أن يمسَّ القرآن إلا المطهَّرون، ولكن ما نراه في مطابع لبنان وغيرها أن النصارى والأرمن الذين لا يعرفون الوضوء أصلاً يلمسون المصاحف بأيديهم ويطبعونها. بل يمكن لأي إنسان غير متوضئ أن يلمس المصحف ويحمله.
كيف يقع ذلك والآية تنفي وقوعه؟!

إذن: للآية معنى مختلف، فالطهارة هنا طهارة نفسية ولا علاقة لها بالوضوء والطهارة لا تكون إلا بالإيمان بالله، لذلك جاءت الآية: {لَّا يَمَسُّهُ..} والمس نفسي يختلف عن اللمس المادي باليد، فالمس معنوي نفسي كما جاء بالآية: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ} سورة الأعراف (201). فالشيطان لا يأتي بالمادة إنما طائف معنوي.
وآية: {لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ}: أي لا أحد يستطيع أن يدرك معاني القرآن ويفقه العبرة منه والموعظة من آياته الكريمة إلا امرؤ تحلَّت نفسه بالطهارة المعنوية، وذلك يكون من خلال القرب من الله والإقبال عليه بالصلاة حيث تطهر النفس وتفقه ما يُتلى عليها وتعقله وتعيه.