أود السؤال عن هذه الآية الكريمة: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلٓهَ إِلَّا اللَّهُ..}.
هل الآية خاصة بالنبي أم لا؟ وإذا كانت الإجابة بلا فكيف نصل إلى العلم بأنه لا إلٓه إلا الله؟ وجزاكم الله خيراً.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
يقول تعالى في سورة محمد: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلٓهَ إِلَّا اللَّهُ..}: إنّ السادة الأنبياء والرسل الكرام عاهدوا الله قبل مجيئهم إلى الدنيا على الأمانة، وبرُّوا بعهدهم ولم يختلفوا عنه ولم ينقطعوا عنه طرفة عين، لا ليل ولا نهار، فهم في صلاة دائمية لا ينقطعون عنه أبداً، يقول صلى الله عليه وسلم: «نحن معاشر الأنبياء تنام أعيننا ولا تنام قلوبنا». فبقي لهم نورهم، والله وملائكته يصلون عليهم لأنهم صلوات الله عليهم، لذلك بعثهم الله منقذين لعباده هادين للناس، يقول صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت معلماً»: أي للإيمان. فيرى صلى الله عليه وسلم الناس فيما هم فيه ويضع نفسه مكانهم فيسلك من أجل دلالتهم على الله ليعلّم الناسَ الكيفية التي يصلون بها إلى الله تعالى، تماماً كما فعل سيدنا إبراهيم العظيم حينما فكر في نشأته وتربيته فبحث عن مربيه وتنقَّل في تفكيره بين الكوكب والقمر والشمس، وما أن أدرك تعالى صدقه في الوصول بهذه الأصول حتى أوصله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} سورة الأنعام: الآية (75). وتدل كلمة (وَكَذَلِكَ): أن هذا القانون عام كل من سلكه وصدق فيه فإن الله يريه ملكوت السماوات والأرض لأن باب الله مفتوح إليه ليريه.
إذاً كلمة (فَاعْلَمْ): أي اشهدْ يا رسول الله ذلك من أجلهم، لتشهد لكل من فكر وعقل كلمة لا إلۤه إلا الله بأنوارك العلية الموصلة بهم إلى نوري، والله نور السموات والأرض.
إذن: فاعلمْ يا رسولي لهم، ليعلموا بنورك أنه لا إلۤه إلا أنا، فاتقونِ بك.