حكم من التحق بالصلاة وقد فاته ركعات منها

بسم الله الرحمن الرحيم
أتيت في صلاة الفجر، وفاتتني الركعة الأولى:
فهل أعتبر الركعة الثانية بأنها الأولى ولا الثانية؟ والقراءة فيها سراً أو جهراً؟
والسؤال الثاني: فاتني المغرب ودخلت في العشاء بنية المغرب كيف أعمل؟ أسلم في الثلاثة؟
أرجو الإفادة وجزاكم الله خيراً. 

أولاً: بالنسبة لصلاة الفجر التي تتحدث عنها:
أنت دخلت والمصلون كانوا في الركعة الثانية، أما أنت في الركعة الأولى، هذه لا بحث لها، فتنهض وتتم الركعة الثانية، فما لك ومالهم. إذا جئت جماعة بدأوا بالطعام قبل دخولك عليهم وشبعوا قبلك وأنت ما زلت تأكل ولم تشبع بعد، هل تقوم عندما يقومون عن طعامهم وأنت جائع أم تكمل طعامك؟
بالنسبة للقراءة سراً أم جهراً؟ الجواب: لقد قام الإمام عنك بالجهر، وأنت تتم الركعة الثانية بالسر، لأنه لو كان المتأخرون عن الصلاة مثلك عشرة مثلاً، هل من المعقول أنتم العشرة تكملون الصلاة جهراً، وتتعالى أصواتكم المتناقضة وتتداخل ببعضها ويتم النشاز، والدين كله كمال وذوق وفهم، وأنت مقتدي والإمام الذي يجهر، وأنت لست إماماً حتى تجهر، بل قام عنك الإمام بالجهر وكفى البقية "بقية المصلين" الجهر.
ثانياً: بالنسبة لصلاتك المغرب.
الجواب: ما كان لك أن تنوي صلاة المغرب في وقت العشاء، وهذا خطأ، والعمل أن لا تعود لمثلها، فكيف جعلت من العشاء مغرباً والله لم يجعل ذلك؟! لأن المغرب يعني غروب الشمس وراء الأفق، وأنت في وقت العشاء والناس يصلّون العشاء، فكيف جعلت العشاء مغرباً والصلاة على مواقيتها {..إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً} سورة النساء: الآية (103).  أنت جعلتها في وقت ثانٍ وهذه لا يمكن أن تكون قانوناً تسأل عنه، أنت خالفت القانون ولكن بنية سليمة والأعمال بالنيات والله لا يؤاخذك فلا تعد لمثلها. أما وقد حصل، مع هذا فتتم الصلاة ولو نويت المغرب تتم الصلاة أربع ركعات مع المصلين، ولا تسلم في الثالثة بل تكمل الصلاة معهم أربع ركعات، وزيادة الخير خير وتبقى على نيتك أنت تصلي المغرب، وبقي عليك أن تصلي العشاء في وقت آخر فيما بعد، والله لا يؤاخذك لأنك حريص على صلاة المغرب، بل يحاسبك على نيتك الطيبة، ومع ذلك الخطأ خطأ ولا نستطيع أن نقول عن الخطأ صواب، ولكن: {..رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا..} سورة البقرة: الآية (286). على أن لا تكرر هذا الخطأ ثانية، لأن الله جعل لكل صلاة وقتها وليست صلاة المغرب في وقت العشاء.