استفسار حول تحوّل الأعيان أو "مسألة استحالة النجاسات" عند الفقهاء واختلافهم فيها!

عنوان القضية: تحول الأعيان
شرح عن القضية: تحدث الفقهاء عن مسألة استحالة النجاسات فالذين قالوا بعدم تحوُّل النجاسات إلى شيء طاهر عللوا ذلك ببقاء عين النجاسة وإن تحوَّلت إلى مادة أخرى.
أما الفريق الثاني فقالوا بأن المادة تحوَّلت كلياً إلى مادة طاهرة جديدة ولا أثر للمادة الأولى.
فهل هناك أبحاث علمية تؤكد صحة أحد الرأيين حيث يبتني على ذلك مسائل مهمة معاصرة كالدواء المستحيل عن نجاسة والمواد النجسة الداخلة في الأطعمة وقيل أنها تحوَّلت كليّاً ونحو ذلك؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
الحقيقة أن المقصود بالنجاسة أو المواد التي اعتبرت بالشرع الإسلامي نجسة لأنها تسبب الأذى لاحتوائها على الأحياء الدقيقة الضارة كالجراثيم والفطريات والفيروسات... فهذه إثر ملامستها للجسم يجب أن يتم إزالتها "إزالة النجاسة" لما فيها من هذه الأحياء الدقيقة التي تكون ممرضة غالباً، وكذلك يحرَّم تناولها لوجود الجراثيم والفطريات فيها بكميات كبيرة تؤذي صحة الإنسان، وأحياناً لوجود مواد سامة ناتجة عن عمليات الاستقلاب الخلوي في جسم الإنسان مثلاً: فضلات الإنسان وبوله يحوي "عدا عمَّا فيه من جراثيم وفطريات بأعداد هائلة تصبح مرضية" أيضاً يحوي مواد سامة استقلابية.

وكذا: فمثلاً الدم محرَّم لوجود مثل هذه المواد فيه ولوجود الجراثيم والفطريات فيه فهو وسط ممتاز لتكاثر هذه الكائنات الدقيقة الضارَّة. فهذه المواد كيف سيتم استحالة نجاستها إلا بالتعقيم بالنار، وحتى لو استحالت هذه النجاسة "بالنار" فتبقى النفس البشرية صحيحة الفطرة تأنفها وتعافها.
أما عن الدواء فلا يوجد مثل ما ذكر إذ كل الأدوية هي مواد كيميائية مصنعة كيميائياً وليس هناك موضوع النجاسة أو غيره هنا ولكن ما يسبب الأذى محرَّم.
ما أعلمه أنه لا يوجد دواء مستحيل عن نجاسة، فيرجى ذكر أمثلة حتى أستطيع الشرح في ذلك، إذ ما أعلمه لا يوجد مثل هذا الذي تذكرين إلا هناك بعض الأدوية تحتاج مناقشة سأشرحها لاحقاً.

ثم يرجى إطلاعنا ما هذه المواد النجسة التي تدخل في الأطعمة فليس هناك عندي معلومات من هذا القبيل.
إلا إذا كانت مواداً مأخوذةً من حيوان الخنزير فهي تبقى محرَّمة لتأثيرها النفسي المهلك قبل تأثير طعامها.
لكن الذي يستخدم في بعض المشروبات والأطعمة "كالجبنة" هي خميرة معينة وهي "مادة" تستخرج من أمعاء البقر أو الخنزير فهي عندما تكون بقرية فهي غير محرَّمة أو مصدرها الخنزير فهي محرَّمة.
وهناك أدوية مقوية يستخدمها الرياضيون "كمال الأجسام وألعاب الحديد" (حموض أمينية) فعندما يكون مصدرها حيواني فهي محرمة وتدخل في نطاق التحريم إذ ما يدرينا أن هذه المواد التي استخلصت من الحيوانات أنها لم تستخلص من لحم الخنزير ثم ما يدرينا أنها خضعت لرقابة بضمير إنساني وأنها خالية من كل العوامل الممرضة والفيروسات.

وبالنسبة للمصدر الحيواني للحموض الأمينية المقوية فقد تقلص جداً وأصبحت كلها تُصنَّع كيميائياً، أي مصدرها غير حيواني ولا تدخل في نطاق النجاسة إذ أنها مواد كيمائية بحتة.
أما الأدوية التي يدخل فيها الكحول فهذه أيضاً تعتبر محرَّمة وكل دواء "شرابات" يكتب عليه "الكسير" فهو يدخل فيه الكحول ويُعتبر حرام.

إذاً لا يوجد تحوُّل للنجاسة لمادة طاهرة جديدة...
فإذا قبلنا بهذا القول فهذا يعني أن الأدوية التي يدخل فيها الكحول هي حلال وهذا ليس بصحيح فالكحول يبقى كحولاً «وما أُسكر كثيره فقليله حرام» ، «وما جُعل شفاء أمتي فيما حُرِّم عليها».