السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شاهدنا أنّ الحجاج في بيت الله خليط من الرجال والنساء يطوفون معاً ويصلون معاً دون أي حاجب بينهم، ونحن نعلم أن الاختلاط في الإسلام محرَّم، فما قولكم بهذا وما هو حكمه؟ وجزاكم الله كل خير والسلام عليكم.
بالنسبة للحج فهو كغيره من الفرائض، فرض على البشرية جمعاء، كالصيام مثلاً، فقد فرض على الذين من قبلنا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].
لكن مع مرور الزمن تهاون الناس في هذه الفريضة شيئاً فشيئاً، حتى تركوا أصولها وتغيّرت، فجاء الإسلام وأعاد الصيام إلى ما كان عليه.
كذلك الحج، فهو بالأصل لا يوجد فيه اختلاط بين الرجال والنساء، لقد كان يوجد وقت مخصّص لطواف الرجال مثلاً ووقت مخصّص لطواف النساء.
إلا أنّه ومع مرور الزمن تهاون الناس في هذا الأمر، وذلك لعدم فهم الحكمة من هذا الفصل بين الرجال والنساء، ولعدم فهم الحكمة من الحجاب. لذلك صار هذا الاختلاط الذي تراه في الحج.
وكل من يذهب إلى الحج فهو ونيّته، فالله يكتب له أجره وينيله ثوابه وما هو أهله، والأجر على قدر الصبر.