إذا ولد طفل أسود لأبوين أبيضي اللون فهل يُعدُّ ذلك دليلاً على خيانة الزوجة؟
كلا ليس هذا شرط ولا دليل على خيانة الزوجة، لأن المرأة إذا رأت مثلاً أطفالاً رشيقي الحركة خفيفي الدم ورأت منهم صفات استحسنتها وأخلاقاً استحلتها واستهوت ذلك من ذكاء أو جمال أو حديث أو غيرها ووقعت في نفسها موقع الشهوة، فإن الله سبحانه وتعالى يبعث لها ابناً أو ابنةً يحملان هذه الصفات ليزيدهم حباً على حب البنوة، لكي ينسرُّوا ويسعدوا متقاربين متحابين، فإذا استهوت الأم أيَّ شيء في الأطفال وكانوا سمر اللون أو ذوو بشرة متأثِّرة بأشعة الشمس فاسودت البشرة الخارجية لديهم أو أولاد شقر بعيون زرق فإنها تميل وتستهوي هؤلاء الأشخاص فيرزقها الله أطفالاً مشابهين لمن استهوت ومالت إليه، وهذا معروف عند العوام: (بالوحام) أو (الشهوة)، فإذا اشتهت الأم الحامل شيئاً من الفاكهة أو المأكولات ترى الأهل يسرعون بإحضار ما تريد وتشتهي، ويقولون بالعامية: (لكي لا يطلع بالصبي).
فأحياناً نرى أولاداً بيض البشرة ذوو عيون زرقاء وشعر أشقر عند آباء لا يحملون شيئاً من تلك الصفات، ولا حتى الأجداد وليس لهم أيَّة علاقة أو اتصال بالأجانب وهم أطهار، فالله يعطي كلَّ امرئ ما تمنى وليس هذا دليل الخيانة، إنما هي متطلَّبات نفسية عند الأهل ومشتهيات لديهم وميولات نحو أشخاص يحملون نفس الصفات فيحقِّق الله لهم ما يشتهون على أبنائهم ليزدادوا حباً على حب، والله يحبنا أن نكون متحابين متآلفين.