ما حكم جواز قوامة المرأة بدل الرجل؟

جزاكم كل خير على هذا الموقع الرائع والمتميز أما بعد:
فسؤالي أعتقد أنه بسيط من حيث المعنى لكن أرغب بالجواب الشافي كي يطمئن قلبي وتقر عيني، ومن كثرة الفتاوى المختلفة عن سؤالي التالي وهو: هل يجوز أن تكون القوامة بيد المرأة بدل من الرجل، وعلى حسب معلوماتي السطحية والضعيفة ما هو الدليل على أن تكون القوامة بيد الرجل ولِمَ؟ وخاصة انتشار هذه الظاهرة في مجتمعنا بكثرة مع تأييد كثير من العلماء بل تشجيعهم على ذلك. وجزيتم خيراً.

قلت: أن كثيراً أفتوا بأنه يجوز أن تكون المرأة قوامة على الرجل، أي: يفتون بغاية تبديل كلام الله، يقولون عكس ما قاله الله، فالذي خلق الخلق هو أعلم بمن خلق وهو الذي قال {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} وهؤلاء المُفتون يريدون أن يأتوا بغير هذا القرآن أو تبديله كالذين قالوا لرسول الله ﷺ: {..ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} يونس: الآية (15).
فرسول الله ﷺ الذي هو وحي يوحى وهو معصوم عن الخطأ، لا يستطيع أن يفتي هذا الإفتاء الذي تجرأ عليه هؤلاء المُفتون.
- فهل للمرأة الأهليّة والقوة أن تكون قوّامة على الرجل إن خالفها ضربته وإن خانقَها قاتلته.
- منذ /1400/ سنة كانت النساء محجبات ولا يخرجن من بيوتهن وكنَّ قوّامات على أطفالهن فقط، لِما دون سن البلوغ هذا مقدار قوّامتهن وإذا كانت قوامّة فينبغي لها أن تقاتل لتقويم الاعوجاج من الرجال، وهذا لم يحدث أبداً في تاريخ البشرية، وشاهدنا أن الحربين العالميتين لم يكن هناك نساء أبدا،ً بل بتاريخ البشرية وعند الأجانب لا يوجد نساء تقاتل.
- وبالنسبة لديننا الحنيف الأمر للنساء من الله تعالى لهن أن: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى..} وكذلك {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَة..} الأحزاب: الآية (33).
فإذا كانت لا تخرج من البيت فكيف لها أن تقوّم اعوجاج غيرها؟!
كما أنَّ كلَّ مسلمة حصراً وبالدين الإسلامي بالقرآن مأمورة بوضع الحجاب على وجهها لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ..} فكيف تقوّم الاعوجاج وهي لا ترى ولا يحقّ لها أن تخاطب الرجال إلا من وراء حجاب... وهذا الأمر تمَّ تطبيقه لدى كلِّ مسلمة على كما مرّ في هذه الآية، من إسدال الحجاب على وجهها ولزومها بيتها.
طبّقه المسلمون على مدى /1400/ سنة في كافة الأقطار الإسلامية.
والتي كانت إذا كشفت وجهها "وهذا لم يحدث" يقولون عنها أنها نصرانية منذ /60/ عاماً حتى دخل الاستعمار وجاء بالفساد، فبدأ الشذوذ عن القرآن وعن الدين الإسلامي، فما هذه البدعة غير الإسلامية بل الشركيّة أشركوا بكلام الله ما لم يقله الله أبداً.
- إضافة لذلك مع أنه لا حاجة للإضافة ولكن زيادة في التفصيل: المرأة بطبيعتها عاطفية من أجل تربية أبنائها فيحق لها أن تقوّم اعوجاج أطفالها فقط ولا تستطيع أن تقوّم ابناً لها تجاوز /16/ عام، أما الأب فيستطيع ذلك بما منحه الله من رجولة وخشونة وبأس وشكيمة.
فالرسول ﷺ الذي أتى التشريع عنه قال: (ما أفلح قوم قط ولوا أمرهم امرأة).
والسؤال: أنى للمرأة أن تقاتل حتى تقوّم اعوجاج الشاذين وبِمَ تقاتل؟! وإن كانت حاملةً أفي بطنها ؟!هل تقاتل بثدييها أم بفتنها؟! أم بصوتها؟! الذي إذا سمعه جيش منهزم يرجع عليها. إني أتحدى أيَّ إنسان أنَّ امرأة قاتلت في الحروب الماضية في التاريخ، ليس هناك كتيبة نساء قاتلت في التاريخ حتى عند الملل غير الإسلاميّة، كالحربين العالميتين فهذه ليست طبيعتها فإن قالواأنها قاتلت فذلك دسوس لأنه لا منطق فيه ولا واقع له.
هل هؤلاء المُفتون المفتونون بحب الشهوات الدنيّة. يريدون تغيير خلق الله، فهي بخلقها وطبيعتها غير قوامة على الرجال ولا حتى على الصبيان فهل في عقول هؤلاء المُفتين عماء أم في أفكارهم غباء؟!
وفي الحديث الشريف: (إذا كان أمراؤكم شراركم وأغنياؤكم بخلاؤكم وأمركم إلى نسائكم، فبطن الأرض خير لكم من ظهرها). حاشاك يا أخي أن تشتهي لنا الدمار وغضب الله، والدمار إذا رضينا أن تكون النساء هن القوّامات لأنه لا يرضى بها إلا زانٍ أو مفسد أو شيطان بصورة إنسان همّه دمارنا.
فإذا خرجت النساء لتقويم اعوجاج الرجال كما أفتى عميان القلوب هؤلاء، فمن لتربية البنين والبنات من الأطفال من للطبخ ومن للغسيل ومن لتنظيف البيوت ومن لتغسيل الأولاد والعناية بهم إذا مرضوا؟! هل غايتهم القضاء على الأجيال الصاعدة من أجل أهوائهم الشيطانية التي نتاجها دمار الحرث والنسل وبالمثل العامي (المرأة ربت ولد ما صلح وربت كلب ما نبح وربت ثور فما فلح) فهل يريدون أن يكون الرجل ثوراً لا يَفلح بأن تكون هي قوّامة عليه.
- وفي الصحيحين أن امرأة أنصارية آمنت وقالت يا رسول الله أحبّ الصلاة معك، لا شك بأنها كانت صادقة (لذا أجابها ﷺ) أعلم أنك تحبين الصلاة معي وصلاتك في غرفة داخل غرفة من دارك خير من صلاتك معي. فلمْ يمنحها الشرع حتى الخروج إلى المساجد للصلاة، ولو كان فيها رسول الله! فأنّى لها أن تكون خطيبة في المسجد لتأمر الناس بالمعروف وتنهى عن المنكر. فالمرأة كلها فتنة كما قال ﷺ: (والفتنة لا نرضى بها) فمن هو أعلى من رسول الله ﷺ. إلا أن يكون شيطاناً مَريداً: وكلمة مَريد، أي: يردُّ الحق أينما وجده وأنت قلت أنهم علماء وهم جُهّال. فلا يجوز خروجها من دارها إلا باللباس الساتر الشرعي الكامل بما فيه وجوههن وفي الحديث الشريف: (إن المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان. وأقرب ما تكون بالوجهةِ لربِّها وهي في قعر بيتها) لقوله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ..}.
وفي المثل الشائع: "يا فرعون مين فرعنك؟ قال: لم أجد من يردني". فلِمَ لا تمنع الناس هذا المنكر من خروج النساء؟! وهنّ إذا خرجن كنّ أعواناً لإبليس اللعين، حيث قال عن النساء الشاذات مثل هؤلاء اللاتي نتحدث عنهن: (أنتِ نصف جيشي بكِ أقاتل بكِ أناضل "بالفتن" أنتِ سهمي الذي لا يخطئ) فإن كان هؤلاء المُفتون من أعوان إبليس هل نسمع منهم أم نستعيذ منهم؟! لأن الله أمرنا أن نستعيذ من أعوان إبليس.
ولنا مثل تاريخي معروف كيف أن زنوبيا ملكة تدمر وكان زوجها المتوفى قد أنشأ جيشاً ضارياً ذو قوة وذو بأس شديد، وفي حين جعلوا المرأة قوّامة، أي: ملكة دمرت هذا الجيش ودمرت بلادها حتى سميت مدينتها تدمر تدل على الدمار التي إن جُعلت المرأة قوّامة فستدمر البلاد والعباد فقد قُضي على جيشها وعلى بلادها ولم تقم لها قائمة بعدها أبداً.
- وفي الحديث الشريف بما معناه: (عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النساء جئن إلى رسول الله ﷺ فقلن: يا رسول الله ذهب الرجال بالفضل والجهاد في سبيل الله تعالى فمالنا من عمل ندرك به عمل المجاهدين في سبيل، الله فقال: رسول الله ﷺ: من قعدت منكن في بيتها فإنها تدرك عمل المجاهدين في سبيل الله...مهنة إحداكن في بيتها تدرك عمل المجاهدين في سبيل الله).
- هذا وإن خروج النساء من بيوتهن من علامات الساعة "أي: ساعة هلاك البشرية، أي: قبل ظهور السيد المسيح عليه السلام"، ومن يلحق قول هؤلاء المُفتين المفسدين كمن يلحق البوم ليدله على الخراب.
كذلك ليتك ترجع إلى كتابنا (لم أكثر من زوجة يا إسلام) لوجدت أن الله جعل الرجل قواماً على أربع نساء لغايات إنسانية سامية ولم يجعل للمرأة الحق بأن تتزوج أكثر من زوج واحد لأنها لا تستطيع أن تكون قوامة على رجلين اثنين فبأيّ حقّ يعطونها الحق أن تكون قوّامة على المجتمع وأيّ مجتمع هذا!..
ولماذا خصّ الله تعالى هذا الزمان ببلاءات لم تقع مثيلها منذ عهد سيدنا آدم عليه السلام من أعاصير وبراكين متتالية متوالية لا تنقطع وزلازل وحرائق لعشرات الملايين من البشرية كالحرائق في كاليفورنيا وغيرها والحروب في كل بقاع الأرض والمجاعات والأمراض التي لم تحدث قبل القرن العشرين ولم تُعرف قبله مع خسارات الألوف المؤلفة من البنوك، وهذا لم يحدث من قبل أبداً كذا الأمراض كجنون البقر التي لم تحدث في التاريخ وطاعون الطيور والدجاج ونفوق الأنعام.

وهذا لم نسمعه قبل أن تكون النساء قوّامات على الرجال من مثيلها أبداً. والنهاية الحتمية والخيار النووي الذي لا يبقي ولا يذر أحداً من البشر ذو النيران التي تذيب الحديد الصب والصخر الصلد.
إن ما ذكرته عن مساوئ جعل النساء قّوامات على الرجال هو غيض من فيض وأثر بعد عين من المضرات التي ذكرناها والتي تقود البشرية حتماً نحو الهلاك. فمنذ سبعين عاماً كانت النصارى واليهود في بلادنا يتحجبن حجاب العفة والكرامة ويسدلن على وجوههن الحجاب، ولا يزال في بلدة عربين في غوطة دمشق قسم من هذه النساء المسترات.

كما أن أوربا في القرن /16/ في عهد شكسبير كانوا لا يخرجن من بيوتهن إلا متحجبات مسترات الستر الكامل وهذا ما ورد في قصص شكسبير.
وكذلك في الدولتين الفارسية والرومانية كانت النساء بعهد روما ما يقارب الألف عام لا يخرجن من بيوتهن، والأم تعلم بناتها دروس العلم والثقافة وكل من يدرس اللغة اللاتينية يعلم ذلك علم اليقين.
كما أن أمنا زوجة سيدنا إبراهيم عليه السلام حين ظنت أن الملائكة بشراً وأنهم يريدون أن يأخذوا زوجها من بين يديها ليزوجوه خرجت عليهم في صرة كما ورد في القرآن الكريم: {وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (٢٨) فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ} الذاريات: الآية (28). فإنها كانت عجوز ومستترة في صرة، كذلك أمنا السيدة مريم العذراء عليها السلام اتخذت من دون أهلها ومجتمعها حجاباً وهي أطهر نساء العالمين بما ورد في القرآن الكريم: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (١٦) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا} سورة مريم: الآية (16-17). فمن هو هذا المفتي الذي هو أعظم من أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم العظيم عليه السلام ومن السيد المسيح ﷺ.
وكفى بما ورد واعظاً لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

ملاحظة:
في عام /1948/ لم تأتِ فلسطينية واحدة إلى سوريا من اللاجئين كاشفة عن وجهها كذا لم يكن في الأربعينيات امرأة مسلمة تكشف عن وجهها لا بالمدن السورية ولا بغوطة دمشق.
لقد أتى هؤلاء المُفتون بمنكر ما جاء به أحد من قبل في تاريخ البشرية بمثل هذا الإفتاء المناقض للدين وللطبيعة البشرية.

وبالإسلام الرجال مجالهم خارج البيت وللنساء مجال داخل البيت وبذا تمَّ الانتصار للأمة الإسلامية العربية على دول الغرب للرحمة والقضاء على الكفر والنظريات المدمرة، وبعد خروج النساء من بيوتهن غدت الأمة العربية الإسلامية مهزومة ليس فقط أمام الدول الأوربية، بل أمام أذل الأمم وهم اليهود... وهذا جزاء من يخالف حكم القرآن الذي هو حكم الله الخالق الذي هو أعلم بمن خلق.