تأويل القرآن العظيممقالات ودراسات إسلامية
مثال عن من جدّ في طلب الدنيا وجمع منها ما جمع…

يقول سبحانه وتعالى: ﴿مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ…} سورة البقرة، الآية (17)
هذا مثال عن الذي جدّ في طلب الدنيا وجمع ما يجمعه الناس من متاع وظنّ أنه سيتنعّم، ثمّ جاءه الموت.
هذه هي دنياه، لـمّا يصل إلى ذروتها ويحقق طلبه منها يأتيه الموت.
﴿ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ﴾: أماتهم وذهب عنهم المال أو البناء في القبر.
إذن عندما يصبح أحد أهل الدنيا ذا مال طائل يأتيه الموت، فيؤخذ إلى القبر فلا يرى بعدها من دنياه شيئاً، إذ عميَ في الآخرة، لأنهم لم يتعرفوا بدنياهم على الطريق التي ترى نفوسهم بها الحقائق.
لقد أشعل في دنياه ناراً فأضاءت وبالموت انطفأت، فأصبح في ظلمة، بعد الموت تذهب الصور وتبقى الحقائق.