الصدقة الجارية

قال ﷺ: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية وعلم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له». "رواه مسلم"
فالصدقة الجارية عمل صالح يدوم خيره بعد وفاة الإنسان، كمسافر عاد إلى بلاده الأصلية وظلّ ريع عمله الذي عمله في البلاد الأخرى يعود عليه بالثراء والغنى ولم ينقطع عنه.
وكذلك مثل إنسان قام بمشروع خيري، وثم انتقل من هذه الحياة، وبدء استغلال هذا المشروع بعد وفاته، وبدأ الفقراء يستفيدون من نتاج هذا المشروع الخيّر، وظلَّ الأجر والثواب يتوارد على ذلك الإنسان بسبب هذا المشروع الجاري وبسبب استفادة الفقراء والمساكين، فهو يتساءل من أين لي هذه الخيرات ولم أعملها؟
فيقال له: بلى إنها ريع عملك.
أو كمسجد أسّسه وبدأت تُتلى فيه الدروس الدينية وتُقام الصلوات والذكر، ويستفيد الناس بهذا المسجد ويتقرّبون إلى الله، فيعود على المحسن الذي أسّس المسجد نتاج عمله بالأنوار والخيرات وهو بالعالم الآخر.
أو كبناء وقف للفقراء والمحتاجين والطاعنين في السن العاجزين عن العمل، كالتكية السليمانية في دمشق القديمة، وهذه أصلها أن أهل الخير والإحسان بنوها ووضعوا فيها الغرف لسكن العجز الفقراء والمقطوعين والطاعنين في السن، مع تأمين طعامهم وكسائهم وكافة السبل لراحتهم من وقف آخر يُستغل لرفد هذا الوقف.
فيبقى هذا العمل الخيري جارياً وتعود نتائج هذا الوقف على المتوفى بالأنوار والسعادة والسرور في الآخرة، وتعتبر صدقة جارية.

