كلمة عن محقق كتب العلامة

الباحث والمفكّر الإسلامي الأستاذ عبد القادر يحيى الشهير بالديراني

 

ناشر ومحقّق كتب العلّامة الإنسانّي محمّد أمين شيخو  قُدّس سرّه

هلَّ هلاله في 24/7/ 1934م، وشاء الله له حسن الطالع بأن واجهت عيناه النور في بيت دمشقي لأبٍ عالم كبير هو الشيخ محمّد ديراني رحمه الله "من مريدي الشيخ الكبير بدر الدين الحسني الحسيني تغمّده الله بواسع رحمته ومن كبار محدثي دمشق" وعلى يديه تلقّى تربية فاضلة، مليئة بالمعرفة، فلم يترك كتاباً من كتب والده إلا وقرأه وهو في زهوة الصبا.
وقبل أن ينهي المرحلة الثانويّة كان لقاؤه مع العلامة "محمّد أمين شيخو" قدّس سرّه، فذهل بعلومه الربّانيّة العظمى فلازمه ملازمة الظل تسع سنوات، تربّى فيها تربية العلماء، وكانت سنوات زاخرة بالعلم والمعرفة العظيمة. أنهى الدراسة الثانوية وتقدّم إلى ميدان الدراسة في الجامعة فحاز عشر شهادات جامعيّة.

يقول الأستاذ عبد القادر:

"لم أستفد شيئاً من الحقائق من هذه الشهادات، بل تلقيت كافّة الحقائق عن العلّامة الكبير، أحمل شهادة بالأدب العربي ولكنها لم تفدني في فقه اللغة ومعانيها أبداً.لم أعرف اللغة وفقهها إلّا من فم العلّامة وكذلك بقيّة العلوم الأخرى. إنّ كافة الكتب التي أصدرتها هي حصراً من علوم العلامة المغفور له "محمّد أمين شيخو"؛ حقائق أذهلت كلّ عالم وفيلسوف، فما تلقيته منه كانت علوماً يقينيّة كبرى وحقائق مشهودة، أخذتها من فم العلّامة الكبير، ولم أنشر سواها لأنّها فتوحات ربّانيّة لا يستطيع العلم البشري الإتيان بمثلها ولو اجتمعوا لها، وهي تحدٍّ واقعيٍّ ملموس محسوس تلاشت أمام حقائقها علوم الناس، وظهر بعضها فأزال كلّ إبلاس، كالحجامة التي تفوّقت على الطب بما لا يقاس، فشفت أمراضاً لم يُشفَ مثيلها منذ ألف عام بعلوم الطب الإغريقيّة أو الرومانيّة أو العربية، وهذه لمسها الملايين من الناس الذين طبّقوها فكانت معجزات العصر الحاضر.
كذلك التكبير على الذبائح: الذي كشفه العلّامة الكبير فكان رحمة مهداة للآكلين من البشر وللأنعام المكبّر عليها قاطبة، وما أتاه في علم الطبيعة من كشف مصادر المياه؛ هذا مالم يعرفه قبله إنسان، ناهيك عن علوم القرآن العظيمة كبيانه لمعنى الأحرف في أوائل السور وشرح السبع المثاني المعجز "فاتحة الكتاب"، وبيان معنى الحمد لله ربّ العالمين، بل وكل آية من آيات كلام الله، وهناك علوم للعلّامة كلّها حقائق لم يكتشفها قبله أو بعده إنسان".

ويضيف محقّق وناشر كتب العلّامة الكبير الأستاذ عبد القادر يحيى الشهير بالديراني:

"أقبل بكل ترحاب أي مناقشة حول هذه الأقوال، مناقشة نزيهة علميّة لا دخل للعاطفة بها، ابتغاء وجه الحقّ والحقيقة المجرّدة عن كل زيف ودجل وجدال".
كتبَ الأستاذُ عبد القادر يحيى عن العلامة في دروسه القرآنية الكثيرَ من المجموعات، ونهل من معين علومه الشيء العظيم، وسمع بقصصه وأعماله عمّن شاهدوها كما عاين الكثير منها. وحينما تفرّغ للإرشاد والدعوة إلى الله، قام بجمع وتحقيق ما نقله عن أستاذه ومعلّمه وبتدقيقه، ثمّ أصدر هذه المجموعات ليعمّ نفعها البشرية في هذا الوقت الذي هم فيه أشدّ ما يكونوا حاجةً لهذه العلوم.

تجاوز عدد الكتب التي قام بتحقيقها الأستاذ عبد القادر يحيى الشهير بالديراني الخمسة والخمسين كتاباً وصار اسمه علماً مشهوراً باقترانه مع اسم العلامة الإنساني الكبير محمّد أمين شيخو "قدّس سرّه".
قام ببحوث علميّة عصرية فريدة حول موضوع الحجامة التي علّمها العلامة لمريديه من خلال الأحاديث النبويّة الشريفة، وأضحى رئيساً للفريق الطبّي السوري الذي درس الحجامة دراسة علميّة عصريّة، حيث كانت الدراسة وتطبيق قوانين الحجامة تحت إشرافه وبإرشاداته وبمشاورته في كل أمرٍ من أمورها.
وهذه الدراسة انتشرت أخبارها في العالم كلّه، وتداولتها بجديّة الكثير من المستشفيات الغربيّة والشرقيّة وصارت حديث الناس وشغلهم الشاغل لما تحقّق بها من شفاءات مذهلة.
كما قام ببحثٍ علمي آخر يؤكّد فيه الحكمة من "الذكر" التسمية والتكبير على الأنعام حين ذبحها ، بأسلوب طبّي عصري مذهل بناءً على تجارب أساطين الطبّ تأكّد به أنّ ذلك "الذكر" يؤدّي إلى طهارة لحوم الأنعام من الميكروبات وخلاصها من آلام الذبح وشفائها من الأمراض الخطيرة المستعصية "كطاعون الطيور وجنون البقر".
وهذا ما بيّنه العلامة محمّد أمين شيخو "قدّس سرّه" في دروسه القرآنية التي كان يلقيها على مريديه.