دعوتنا إلى الله

كلمة لفضيلة العلامة الإنساني الجليل محمد أمين شيخو قدس سره

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على السراج المنير المبعوث رحمةً للعالمين، أما بعد:

يقول تبارك وتعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبيلِي أَدْعُواْ إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.   سورة يوسف :الآية (108).

على ضوء هذه الآية الكريمة قمنا ندعو إلى الله بصورةٍ تدور حول النقاط التالية:

1 ـ تعريف الناس بكمال الله تعالى وبيان رحمته بعباده وعدله في خلْقه، وردّ كل ما علق بالأذهان وما دار على الألسنة مما يتنافى مع العدالة والرأفة والرحمة وسائر الكمالات الإلهية ونبراسنا في ذلك قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} سورة الأعراف :الآية (180).

2 ـ بيان كمال الرسل عليهم الصلاة والسلام الذين شهد الله تعالى في كتابه الكريم بطهارة نفوسهم وعصمتهم وجعلهم مُثُلاً عليا للعالمين يقتدون بهم. ودحض كل افتراء أو تأويل يتنافى مع سموُّهم ورفيع مكانتهم متمسِّكين في ذلك بقوله تعالى: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} سورة الأنعام: الآية (90).

3 ـ الدعوة إلى التمسُّك بأهداب الشرع الشريف، وتقوى الله حق تقاته مع تحذير الإنسان من أن يُتبع نفسه هواها ويتمنى على الله الأماني راجعين إلى قوله تعالى: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيرًا} سورة النساء: الآية (123). وقول رسول الله صلى الله عليه و سلم: «الكيِّسُ مَن دانَ نفسَهُ وعمل لما بعدَ الموْت، والعاجزُ من أتبعَ نفسه هواها وتمنَّى على الله الأماني» أخرجه الترمذي.

4 ـ إرشاد الناس إلى خطوات الإيمان الصحيح وفق ما بيَّنه رسول الله صلى الله عليه و سلم لأصحابه الكرام أخذاً عن كتاب الله، إذ ما من امرئٍ خالطت بشاشة الإيمان قلبه إلا استقام على أمر الله وكان له رادعٌ من نفسه، وقد أشار تعالى إلى ذلك بقوله الكريم: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَه ُ} سورة التغابن: الآية (11).

5 ـ توقير رسول الله صلى الله عليه و سلم وتعظيمه وبيان شأنه العالي عند الله ثمَّ الإرشاد إلى طريق محبته صلى الله عليه و سلم، وبيان ما تـثمره محبة تلك النفس الزكية الطاهرة من إقبال بصحبتها على الله واصطباغ النفس المؤمنة المستشفعة بها بكمالٍ من الله تأسياً بقوله تعالى: {فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} سورة الأعراف: الآية (157).
{قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} سورة التوبة: الآية (24).

تلك هي لمحةٌ وجيزةٌ عن مبادئنا ودعوتنا نتقيَّد فيها بكتاب الله وسنة رسوله ولا نحيد.

والحمد لله رب العالمين

دمشق: محمد أمين شيخو
15 صفر 1382 هـ